خسائر كبيرة بالأشجار المثمرة تتسبب بها حرائق متتالية .. « المجهول» حاضر و الطرق الزراعية غائبة والنيران تلتهم محاصيل سنوات من التعب و الشقاء

ربما هو سوء الطالع الذي يصيب أرزاق الفلاحين الأشد تعباً وشقاءً , وكأن المزارع في قرى ريف حمص على اتساعه بعد كل ما عاناه من خسائر بسبب انحباس الأمطار وسوء الخدمات و قلة الطرق الزراعية وغلاء أسعار مستلزمات الإنتاج من سماد وأدوية زراعية ومحروقات وساعات الحراثة بالإضافة للتخريب الذي قامت به المجموعات الإرهابية للأراضي الزراعية و قطع الأشجار المثمرة في قرى الريف الشمالي و الشرقي … و كأن الفلاح لم يكن ينقصه إلا ألسنة اللهب البرتقالية لتضع وسمتها السوداء على مواسم سنوات مقبلة عدة !!
صيف حار ( اعتيادي ) يمر على المحافظة وربما عقب سيجارة وحيد أو قطعة زجاج صغيرة أو ماس كهربائي…أو… كفيل بالتسبب بحريق والقضاء على المحاصيل بعد أن أينعت لتكون المحصلة خسارة عشرات الآلاف من الأشجار المثمرة عدا الخسائر بالنسبة للمناطق الحراجية..

وسمة مؤلمة
وفي لقاءات متعددة للعروبة إبان عدد من الحرائق مع فلاحين أصبحوا صفر اليدين من موسم كانوا يعلقون عليه الآمال لسداد ديون متراكمة أو لخدمة الأرض لموسم مقبل قالوا : إن قرى الريف الغربي و بسبب طبيعتها الجبلية يجب أن يوجد فيها عدد كاف من الطرق الزراعية لتسهيل الوصول إلى الأراضي و بخاصة اثناء الحرائق , إلا أن عقبات عديدة تقف أمام شق طرق جديدة أولها عدم تنازل عدد من الفلاحين عن مساحة الطرق المارة من أراضيهم , وأشار بعضهم إلى أنه من الضرورة بمكان عودة مسؤولية فتح طرق زراعية جديدة وفق خطة محددة لمديرية الزراعة أفضل من بقائه بعهدة مديرية الخدمات الفنية التي لم نشهد منذ استلامها لهذا الموضوع في عام 2005 فتح طرق جديدة ..
آخرون أشاروا إلى أن غلاء ساعات الحراثة له الأثر الأكبر في نمو الأعشاب الضارة وعدم قدرة الفلاح على تخديم أرضه بالشكل الأمثل و خاصة بالنسبة لموضوع الحراثة وهو أمر يلعب دوراً سلبياً جداً في ضخامة النيران و امتداد ألسنة اللهب ..
وأوضح عدد من المتضررين أن الحرائق بألسنتها البرتقالية وضعت وسمتها السوداء على أراضينا والتي لن نتمكن من محوها قبل سنوات عدة قد تصل إلى العشر سنوات..

النيران لم ترحم
وفي استعراض سريع لحجم الخسائر الذي تسببت به الحرائق هذا الموسم ذكر المهندس محمد نزيه الرفاعي مدير زراعة حمص أن عدداً لا يستهان به من الأشجار خسر الفلاحون إنتاجها بسبب الحرائق المتتالية و المتسعة و التي لم ترحم الأخضر أو اليابس , وكانت محصلة الخسارة كبيرة ..
فبالنسبة لأشجار الزيتون في قرية الغور الغربية التهمت الحرائق مساحة 3,5 دونم ليكون عدد الأشجار المتضررة 65 شجرة وتقدر كمية الإنتاج المفقودة بـ 1,13 طن ….
و في القرية ذاتها التهمت النيران دونماً واحداً مزروعاً بالكرمة ووصل عدد الأشجار المتضررة إلى 60 شجرة حيث تقدر كمية الإنتاج المفقودة بنصف الطن , كما تضررت 50 شجرة رمان على مساحة دونم واحد و يقدر الإنتاج المفقود بنصف الطن , في حين تضررت 10 شجرات تين على مساحة نصف دونم و يقدر إنتاجها المفقود بـ200 كغ , مشيراً إلى أن نسبة الضرر في الأراضي المذكورة وصلت إلى 100%
كما نشبت عدة حرائق في منطقة تلكلخ ووصلت مساحة الأراضي المتضررة المزروعة بأشجار الزيتون في قرية اللويبدة إلى 38 دونماً تسببت النيران بضرر نسبته تتراوح بين 80 -100 % لعدد من الأشجار المثمرة وصل إلى 760 شجرة و تقدر كمية الإنتاج المفقود بسبعة أطنان .
أما في قرية الدردارية فالتهمت النيران مساحة 225 دونماً مزروعة بالزيتون التي بلغ عدد المتضرر منها 3500 شجرة حيث كانت نسبة الضرر 100% ويقدر الإنتاج المفقود بكمية تصل إلى 25 طناً
وأوضح الرفاعي أنه ونتيجة اللفحة الحرارية بسبب ارتفاع درجات الحرارة تضررت الكثير من أشجار الكرمة (عرائش) في منطقة المخرم وبالتحديد في قرى خلفة و المخرم التحتاني و أبوحكفة الشمالي و بويضة ريحانية و العثمانية و بويضة السلمية وأم العمد والمخرم الفوقاني و تل أغر و السنكري الشمالي والسنكري الجنوبي والجنينيات والحراكي وبلغت المساحة المتضررة 330,5 دونم من المساحة الإجمالية المزروعة بالكرمة و البالغة 482 دونماً , ووصلت نسبة الضرر إلى 70% من جهة ذبول الثمار و العناقيد و تقدر كمية الإنتاج المفقود بحوالي 92 طناً..
كما تسببت الحرائق المتكررة بأضرار في الأراضي المزروعة بالكرمة في قرى كفرام و جب الجراح و مكسر الحصان و تلعداي و بلغت المساحة المتضررة 741 دونماً وصل عدد الأشجار المتضررة إلى 44472 شجرة مؤكداً أن الضرر بلغ 100% و الإنتاج بأكمله مفقود…
و كان لأشجار اللوز حصة بالغة الأذى من الضرر في أراضي المركز الشرقي وتحديداً في قرى فطيم العرنوق و جب الجراح و دويعر غربي ومكسر الحصان و دويعر شرقي و تلعداي , و بلغت المساحة المتضررة 5740 دونماً و سجل عدد الأشجار المتضررة 229600 شجرة و نسبة الضرر 100% ..
كما نشبت حرائق متعددة في قرى غرناطة و أبل و فطيم العرنوق و جوبر و دير بعلبة وكفرام و القبو و تلدو و جب الجراح ودويعر غربي ومكسر الحصان ودويعر شرقي و تلعداي بلغ مجموع المساحة المتضررة المشجرة بالزيتون 5159 دونماً و عدد الأشجار المتضررة بشكل كامل وصل إلى 80680 شجرة و يعتبر الإنتاج بأكمله مفقوداً في تلك المناطق ..
احتراق 3340 دونم قمح
وفي منطقة القصير نشبت عدة حرائق في أراض مزروعة بالقمح و تحديداً في قرى كفر موسى و الشياحات و عرجون و القرنية وبلغت المساحة المتضررة 213 دونماً و نسبة الضرر 100% وكمية الإنتاج المفقودة أكثر من 43 طناً , وفي قرى كيسين و البلان التابعة للرستن التهمت النيران القمح على امتداد 247 دونما وتقدر كمية الإنتاج المفقود بحدود 48 طن
في حين بلغت المساحات المتضررة من النيران في قرى المركز الشرقي وتحديداً جوبر وتير معلة والغنطو ومسكنة و كفرعايا و آبل 2180 دونماً وقدرت كمية الإنتاج المفقود بحدود 560 طناً ..
وكان لأراضي القمح في قرى المركز الغربي نصيب من الضرر و تحديداً في بابا عمرو ودير بعلبة و وصلت المساحة المتضررة إلى 290 دونماً و خسارة إنتاج يقدر بحدود 115 طناً ..
أما في قرى تلدو والقبو وتل ذهب بلغت المساحة المتضررة 205 دونمات وتقدر كمية الإنتاج المفقودة بـ 36,5 طناً ..
في حين تسببت النيران بفقدان 20,5 طناً من القمح على امتداد 205 دونمات في قرى المخرم جب الجراح و دويعر الغربي ومكسر الحصان .
و بذلك تكون المساحة الإجمالية المتضررة المزروعة بالقمح 3340 دونماً .
أما بالنسبة للكرسنة تسببت عدة حرائق بخسائر في قرى تلعداي و جب الجراح ودويعر غربي و مكسر الحصان حيث بلغت المساحة الإجمالية المتضررة 139 دونماً , كما ألحقت النيران الضرر بأراض مزروعة بالجلبانة في قرى كفر عبد ودويعر غربي ومكسر الحصان ودويعر شرقي وتلدو وبلغت المساحة الإجمالية المتضررة 235 دونماً…
و أشار الرفاعي أن عدد الفلاحين الذين تضررت أراضيهم ومحاصيلهم يتجاوز 641 فلاحاً ..
هنادي سلامة – محمد بلول