بين القلعة والوادي ..تراث و فولكلور المهرجان

المتتبع لمهرجان القلعة و الوادي لعام 2019 يدرك ان ثمة تطوراً في انتقاء فعاليات المهرجان هذا العام مقارنة بفعاليات السنوات القليلة الماضية التي عاد فيها المهرجان بعد انقطاع عدة سنوات بسبب الحرب الكونية على سورية .هذا التطور يبدو في بعض الأنشطة التي تتجه نحو النوعية في الوقت الذي غابت فيه أنشطة أخرى هي من طبيعة المنطقة، و اعتقد أنه على اللجنة العليا ان تركز على الأنشطة و الفعاليات التي لها علاقة بتراث و فولكلور المنطقة لأن هذه المهرجانات يجب أن تعكس الجوانب الفنية و الثقافية و بالتالي تكون بطاقة تعريف بهذا التراث و الفولكلور الخاص بتلك المنطقة مع الإشارة إلى أن معظم المناطق تتشابه في بعض الجوانب التي ربما تختلف ببعض التفاصيل عن مناطق أخرى .فمنطقة الوادي و القلعة لها أكلاتها و أسماؤها الخاصة التي ربما تتشابه ببعض المكونات و لكنها تختلف بأخرى تعطيها نكهة مختلفة عن ذات الأكلات التي تطبخ في مناطق أخرى من المحافظات الأخرى ، كذلك الأمر ينسحب حول الدبكة الشعبية التي تختلف أيضا و تتميز عن الدبكة في أماكن أخرى .
الاختلاف في هذه الأمور و حتى في طبيعة الحياة يعطي التنوع و التميز الذي يعكس جمال الشعب السوري الذي يشكل بالنهاية لوحة جميلة تشكل ألوان الطيف الذي يفترض تواجده في كل الأماكن و غياب أحد الألوان عن تلك اللوحة الجميلة لا يجعل اللوحة مكتملة الجمال ،فهذه طبيعة الأشياء و طبيعة الحياة التي خلقها الله جامعة لكل الأشياء و الألوان و هذا هو السر الحقيقي لتكامل الحياة و إعطائها نكهتها الخاصة
اللجنة العليا للمهرجان مطالبة بالعمل أكثر للبحث عن فعاليات تعكس هذا التميز و تلك النكهة التي تتميز بها أنشطة المهرجان التي يفترض أن تشمل الكثير من تراث و فولكلور المنطقة، المعنية بالمهرجان و يجب أن يكون ذلك محط احتفاء بما تملكه و ما تتميز به عن العالم.
عبد الحكيم مرزوق

المزيد...
آخر الأخبار