مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ..السلع الاستهلاكية متوفرة.. لكن الظروف المعيشية صعبة والغلاء يفرغ الجيوب
المراقب لحركة أسواق حمص قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك يلحظ أن الأسواق مليئة بكل ما يتطلبه المواطنون من ألبسة وفواكه وشوكولا و سكاكر وبيتيفور ومعجنات والتي اعتاد أهالي حمص أن يقدمونها كضيافة في العيد ..
ونرى البضائع معروضة بشكل ملفت للانتباه وبطرق مثيرة للاهتمام لجميع المارة الذين يتسوقون أو يجولون الأسواق لمجرد الفرجة أو الاطلاع على الأسعار والأنواع المعروضة,مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك أصنافا وأنواعا مختلفة وأسعارا متفاوتة فهناك الأصناف الشعبية الرخيصة والتي تعرض على البسطات وهناك أصناف أفضل وتعتبر صنفا ثانيا وبالتأكيد هناك صنف يقال عنه نخب أول ,وكل صنف يدخل في تصنيعه مواد مختلفة من سمون وزيوت فمنها ما يصنع بالسمن البلدي أو السمن الحيواني ومنها أنواع أرخص.
فالأسعار كاوية ولا تناسب أغلب المواطنين إذ يصل سعر كيلو البيتيفور من النوع «العادي» ب 1800 ليرة وسعر كيلو الحلويات العربية يترواح ما بين 2000 ليرة إلى 7000 ليرة وذلك حسب المواد الأولية التي تدخل في تصنيعها.
أما أسعار السكاكر والشوكولا وهي من لوازم العيد فأسعارها خيالية بعد أن حلقت عالياً فسعر كيلو السكاكر يتراوح بين 1500 -3000 ليرة ,وهناك أصناف متنوعة من الشوكولا يبدأ سعر أقلها 2000 ليرة سورية وأغلاها 10000 ليرة سورية ,فأرخص أنواعها يعتبر أكبر من القدرة الشرائية بالنسبة للكثيرين ,وقد يمر العيد على معظم الأسر في حمص دون الاحتفاء به فالظروف المعيشية التي نعيشها صعبة والغلاء يفرغ الجيوب.
وإذا انتقلنا إلى أسواق الأحذية والألبسة نرى الدهشة والذهول مرسومة على وجوه الأغلبية فالألبسة والأحذية لا تختلف عن تلك المواد التي ذكرناها سابقاً فهناك أنواع مختلفة وموديلات تناسب الجميع فمنها ما يباع على البسطات وفي المحال الشعبية ومنها ما يباع في محال تعرض بضائعها بطريقة ملفتة وجذابة تشد (الزبون )لشراء ما يعرض ولكن عبثا !؟ فسعر الحذاء البناتي لعمر 3 سنوات 4500 ليرة سورية في شارع الدبلان ,وكذلك سعر بنطال جينز صبياني ولادي 5 آلاف ليرة سورية,وقس على ذلك لأنواع سلع أخرى …
التقت العروبة بعدد من المواطنين الذين يجهزون مستلزمات العيد للحديث عن حركة البيع والشراء وارتفاع الأسعار الذي أرهق كاهلهم وحرمهم مجرد التفكير بشراء العديد من المستلزمات والاكتفاء بالضروري من الحاجيات
ارتفاع دون مبرر
أمير قال : بعد القيام بجولة على معظم المحال ولاسيما الحلويات قررت أنا وزوجتي أن نقوم بتصنيع حلويات العيد في المنزل بدلا ً من شرائها من المحال وذلك لعدة أسباب منها : موضوع النظافة أولا ً ومن ثم الأسعار المرتفعة فلا أعتقد أن تكلفة كيلو البيتيفور مثلا ً تصل إلى / 1200 / ليرة في المنزل, بينما يبلغ سعره الآن في محال بيع الحلويات 1800 ليرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية التي تدخل في صناعة الحلويات من دقيق وسكر وزيت وسمن حيث ارتفعت أسعارها دون أي مبرر وكذلك أسعار الفواكه ارتفعت بمقدار / 50 / ليرة على الأقل في كل كيلو , فالكرز أصبح سعره / 450 / ليرة علما ً أنه كان / 350 – 400 / ليرة والدراق كان / 300 – 350 / واليوم سعره / 400 / ل.س..
الحجة موجودة دائماً
أما أسعار الملابس فهي مرتفعة جدا ً ومع اقتراب العيد حلقت عاليا ً ولاسيما ألبسة الأطفال ولهذا لن نستطيع أن نشتري لأولادنا ثيابا جديدة , فالأهم هو شراء مستلزمات المدرسة التي باتت على الأبواب… وطالب أمير بتشديد الرقابة على الأسواق وضبط الأسعار…
فراس قال : لا أعلم السبب الحقيقي وراء ارتفاع الأسعار ولا سيما أسعار المواد الأساسية كالزيت والسكر والسمنة وأسعار الفواكه والخضراوات, أما الملابس فهي مرتفعة بالأصل ولكن تعودنا على هذا الارتفاع المفاجئ قبل العيد بأيام وحجة التجار هو ارتفاع سعر الصرف وممكن أن يكون هذا الكلام صحيحا ً بالنسبة للمواد المستوردة , أما الفواكه والخضراوات والألبسة المصنعة محلياً لا علاقة لها بسعر الصرف ؟! ..
وطالب فراس بتكثيف دوريات عناصر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لضبط الأسعار وكبح طمع التجار .
نكتفي بالمشاهدة فقط
خالد قال : أنا فقط أتابع الأسعار ولن أشتري شيئاً في هذا العيد لا حلويات ولا ملابس فالأهم بالنسبة لي هو تأمين المستلزمات المدرسية لأولادي فالمدرسة بعد أيام قليلة تفتح أبوابها ولدي / 5 / أولاد ولابد من تأمين اللباس والقرطاسية , بالإضافة إلى تأمين مؤونة البيت وأنا موظف من أصحاب الدخل المحدود ولا قدرة لي على شراء مستلزمات العيد (الحلويات – الألبسة – الفواكه ) والبدء بتحضير المؤونة وشراء مستلزمات المدرسة لذلك قررنا أنا وزوجتي أن يكتفي الأولاد بملابس العيد الماضي واعتبار أيام عيد الأضحى المبارك كبقية الأيام العادية وصب اهتمامنا على التجهيزات المدرسية ..
مستلزمات المدرسة والمؤونة
يقف الطفل أدهم، البالغ من العمر 12 سنة، بجانب أمه أمام محال لبيع اللوازم المدرسية، وقد وقعت عيناه على حقيبة بسعر 9 آلاف ليرة سورية، ما اضطر أمّه إلى صرف النظر عنها وعدم النزول عند رغبة الطفل، والالتفات إلى شراء حقيبة أخرى أقلّ سعراً وجودةً, تتحدث والدته قائلة : عندي أربعة أولاد، إذا أردت شراء حقيبة بـهذا المبلغ لكل ولد ، سيطير الراتب كله , ولم نستطع تأمين كافة المستلزمات.
يصادف عيد الأضحى هذا العام قبل أيام من افتتاح المدارس , لذلك بتنا نرى كوابيس تأمين اللوازم المدرسية تُلاحق الأسرة ، وهواجس تحضيرات المؤونة السنوية تؤرق السوريين…
أم شادي موظفة وأم لطفلين ، فضّلت أن تؤمّن احتياجات أطفالها المدرسية أولاً، ثم تلتفت إلى أغراض المؤونة مُرغمة على إخراج تحضيرات العيد من برنامجها المادّي, وهي تقول « كل الظروف تقاطعت مع بعضها، المؤونة والمدارس والعيد. وهذا العيد الثاني الذي لم أستطع فيه شراء الثياب ولا حتى أصنع الحلويات ». ..
نشرة أسعار موحدة
حسام صاحب محل «سوبر ماركت» قال : إن ارتفاع سعر الصرف بغض النظر عن كونه وهميا أم لا هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار وهناك سبب آخر لا يقل أهمية هو قناعة البائع بنسبة الربح التي يريد تحقيقها فمثلا ً يوجد تاجر يقتنع بنسبة / 5 % / كربح في المادة في حين آخر يضع نسبة / 15 % / وغيره / 25 % / ولكل منهم أسبابه الخاصة في ذلك , ولكن المشكلة الأهم هي بعدم صدور نشرة أسعار موحدة من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك وتوزيعها على أصحاب المحال التجارية ليتم التقيد بها ولاسيما أسعار المواد الأساسية وطبعا ً خلال فترة العيد يتم رفعها من قبل التجار نظرا ً لمعرفتهم بحاجة الناس للشراء وهنا يصبح الأمر استغلالا ً ولكن لا يمكن فعل شيء ..
جشع التجار
خضر « صاحب بقالية» قال : إن ارتفاع الأسعار سببه جشع التجار حيث يرفعون الأسعار بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار وأحيانا ً أخرى يخفضونها بشكل مفاجئ أيضا ً دون معرفة الأسباب التي تدفعهم لذلك و حينها من يملك بضاعة بالسعر القديم سوف يتضرر بشكل كبير إن خفض سعر بضاعته كما أنه قد يتعرض لمخالفة تموينية في حال الشكوى ضده بسبب ارتفاع السعر وهذا ما يجعل البائع في حالة قلق مستمر من تذبذب الأسعار في السوق وكثير من أصحاب المحال أغلقوا محالهم لهذا السبب .
محمد صاحب محل لبيع الحلويات قال : ارتفعت أسعار الحلويات مؤخرا ً لعدة أسباب منها ارتفاع أسعار الزيت والسمنة والسكر والدقيق وهي المواد الأساسية في صناعة الحلويات بمختلف أصنافها إضافة لارتفاع سعر الغاز الصناعي اسطوانة / سعة 16 كغ / بنسبة / 50 % / عن سعرها السابق وهذا ما دفعنا لرفع أسعارنا بشكل بسيط ونحن نلتزم بنشرة الأسعار التي تصدر عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ولا يمكننا تجاوزها …
في حديث مع المهندس رامي اليوسف مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص بين أنه يوجد نشرة أسعار موحدة لكافة المواد الأساسية كالخضار والفواكه واللحوم والأجبان والألبان من الواجب أن يتقيد بها كافة الباعة وأي مخالفة تعرض صاحبها للمساءلة القانونية أما بقية المواد التموينية فليس هناك نشرة تصدر من المديرية بخصوصها, وإنما يتم تسعيرها حسب الفاتورة والمنتج كالرز والسكر والمنظفات وغيرها من المواد الاستهلاكية والغذائية ,ولكن المهم بالموضوع هو تسعير المواد الأساسية التي تعني المواطن بشكل يومي , ومديرية التجارة الداخلية تقوم بتسيير دورياتها بشكل يومي لمراقبة الأسعار خصوصا ً قبل الأعياد وتكثف سحب العينات من مستلزمات العيد وتشدد الرقابة على محال بيع الألبسة والأحذية وتعمل على التأكد من تأمين مادة الخبز في الأفران خلال فترة العيد كما تقوم بجولات مسائية على الأسواق الرئيسية في المدينة وتنظم الضبوط اللازمة بحق المخالفين وكشف المهندس اليوسف أنه تم تنظيم / 100 / ضبط تمويني خلال الفترة الواقعة بين 25 – 31 / 7 / منها ما يقارب / 50 / ضبطا ً زيادة تسعيرة ..
رقابة صحية .. وغرامات
أوضح الدكتور محمد علي غالي مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة حمص أنه مع اقتراب عيد الأضحى المبارك قام عناصر الدائرة منذ أسبوع تقريباً بجولات مكثفة لضبط المخالفات وتم تقسيم المدينة إلى ست مناطق كل منطقة مسؤول عنها مهندس وثلاثة مراقبين صحيين يقومون بجولات يومية على جميع أحياء المدينة لضبط أي مخالفة ولفت إلى توجيه المراقبين بتشديد الرقابة على معامل الحلويات ومسالخ الفروج ومعامل المياه الغازية والمثلجات , وتوجيه القصابين الذين يرغبون بذبح أضاحي العيد بتقديم طلباتهم الى مديرية الشؤون الصحية وتعهدهم بالتقيد بالشروط الصحية المحددة للذبح والتي تتضمن الذبح ضمن محال القصابة الحاصلة على الموافقة حصراً وعدم رمي المنصرفات بالمجرور العام بالإضافة الى التقيد بجمع المخلفات بأكياس سوداء محكمة الإغلاق وعدم وضع الخراف الحية على الطرقات مع التشديد على أن عمليات ذبح العجول والأبقار تتم ضمن المسلخ البلدي حصراً..
وأكد أن مديرية الشؤون الصحية تقوم بتنظيم جدول مناوبات ضمن أيام العيد لمتابعة الأسواق والقصابين ومدى التزامهم وفي حال ضبط أي قصاب يقوم بعمليات الذبح دون حصوله على موافقة يغلق محله لمدة شهر مع دفع غرامة مالية تبلغ 100 ألف ليرة أما في حال حصوله على الموافقة ومخالفته أحد الشروط الصحية يغلق محله لمدة أسبوع كما تم توجيه المراقبين لتنظيم إنذارات للمولات والبقاليات بعدم بيع المفرقعات و مسدسات الخرز والخردق وفي حال المخالفة تصادر هذه المواد ويغلق المحل المخالف لمدة أسبوع وأكد أن مجلس المدينة سيقوم بشكل يومي خلال أيام العيد بتسيير سيارات نظافة تجول على محال القصابة مرتين أو ثلاث مرات لجمع المخلفات ورميها في مكب تل النصر بالإضافة للرش الرذاذي والضبابي على أبواب محال الحلويات .
تدخل ايجابي
أوضح المهندس عماد ندور مدير فرع السورية للتجارة في حمص أنه مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تم طرح مجموعة كبيرة من المواد الغذائية والاستهلاكية في كل صالات المؤسسة كما تم فتح باب التقسيط للموظفين بقيمة 50 ألف ليرة لكل موظف لشراء حاجيات العيد وأكد زيادة عدد ساعات العمل ضمن صالات المؤسسة التي تفتح أبوابها من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً ولفت إلى تأمين مادة الزيت والسكر والمعلبات بأسعار مناسبة وأرخص من أسعار الأسواق بنسبة 20% .
جندي مجهول
أوضح المهندس عماد الصالح مدير نظافة حمص أن مديرية النظافة تعمل خلال أيام العيد بنظام الورديات من خلال استنفار العمال ضمن هذا النظام وذلك لأن كميات القمامة خلال أيام العيد أكثر نتيجة ترحيل مخلفات الأضاحي وبالتالي تعمل عناصرالمديرية أيام العطل والعيد أكثر من الأيام العادية , وبين أن الدوام خلال أيام العيد يبدأ منذ الخامسة صباحاً , منوها إلى أن عمال النظافة هم الجنود المجهولون الذين يحافظون على نظافة البلد والمرافق العامة خصوصاً خلال الحرب الكونية التي ألمت في ببلدنا الغالي وذلك لمجازفتهم بأرواحهم في سبيل تحقيق النظافة العامة .
يوسف بدور – شذا الغانم