اختناقات متكررة في شبكة الصرف الصحي بحي المحطة .. انسداد المصارف المطرية لتراكم مخلفات محال الخضار والقصابة
حي المحطة من الأحياء القريبة من مركز مدينة حمص ، وهذه الميزة سهلت على السكان القاطنين فيه الحركة والتجوال وجعلتهم بغنى في أكثر الأحيان عن استخدام وسيلة مواصلات … ورغم موقعه المميز إلا أن سكانه يعانون من بعض المنغصات وسوء الخدمات .
زرنا الحي والتقينا الأهالي والمختار وبعض أصحاب المحال الذين تحدثوا عن همومهم ومعاناتهم وتمنوا على الجهات المعنية زيادة الاهتمام وخاصة فيما يخص واقع النظافة ….
يقول المختار ناصر حيدر الجدي: يقع حي المحطة وسط المدينة في الطرف الغربي منها ،ويبدأ امتداده من شارع المحطة الرئيسي باتجاه الشرق ( جامع هاشم الأتاسي) ومن شارع باسل الأسد (مديرية التربية ) حتى ساحة الحاج عاطف باتجاه إشارة القلعة .
و فيه ( 6000) أسرة والمعدل الوسطي في كل أسرة ( 5أشخاص) .
اختناقات في شبكة الصرف الصحي
واشتكى الأهالي من الاختناقات الحاصلة في شبكة الصرف الصحي , وتراكم المياه في المناطق المنخفضة أثناء هطول الأمطار ،ابتداء من ساحة الحاج عاطف باتجاه الإشارة عند القلعة ، منتهية باتجاه ثانوية خالد بن الوليد ، وأشار الأهالي أنه في العام الماضي طافت معظم البيوت بسبب سوء تصريف الصرف الصحي ، آملين أن تؤخذ هذه المشكلة بعين الاعتبار من قبل الشركة العامة للصرف الصحي ،وأن يكون الحل قبل موسم الشتاء، منوهين أن من أهم أسباب تلك الاختناقات قيام بعض (أصحاب محال الخضار و القصابة , والباعة الذين يشغلون الأرصفة ) برمي الأوساخ على فتحات الشوايات ، مما يتسبب بانسدادها وطوفان المياه وتراكمها شتاء في الشوارع نتيجة لسوء التصريف .
فواتير كبيرة
يتابع أهالي الحي الحديث عن معاناتهم مع فواتير الكهرباء المرتفعة قائلين الشبكة جيدة ويخضع الحي لنظام التقنين كباقي الأحياء، ولكن المشكلة تكمن في عدم قيام مؤشري العدادات بقراءة العداد بانتظام وبشكل دوري ، مما ينعكس سلبا ً على السكان ، فبدل أن يدفع المواطن على سبيل المثال (4000) ل.س تأتيه الفاتورة ابتداء من (10000 ل.س إلى ما يقارب الـ 40000 ل.س ) وقد تكون أكثر، مما يزيد من الأعباء المادية التي لم يعد المواطن قادرا على تحملها ..
الإنارة جيدة
وبالنسبة لإنارة الشوارع فقد بدت علامات الارتياح واضحة على وجوه الأهالي كونها جيدة كون معظم الشوارع مضاءة ليلا ً سواء صيفا ً أو شتاء ً ، مقارنة مع أحياء أخرى محرومة منها .
شبكة الهاتف
أما خطوط الهاتف فهي تغطي كامل الحي ولا مشاكل تذكر وتتم أعمال الصيانة فور وجود شكاوى لكن المشكلة في بطء سرعة الإنترنت ..
ويقول أحد القاطنين في الحي : عند سؤالنا شركة الاتصالات عن الأسباب كان الجواب: بأنها أعطال تشمل الشبكة العامة في كافة أنحاء سورية ،وليست مقتصرة على محافظة حمص فقط.
مأساة حقيقية
أما الهم الأكبر لأهالي الحي فهو تأمين مياه الشرب التي تشكل هما ً يوميا ً لديهم ،يقول أحدهم: وضع المياه سيء للغاية، فالمنازل المرتفعة لا تصلها المياه بشكل منتظم نتيجة ضعف الضخ وتصل المياه بمعدل ثلاث ساعات يوميا فقط من ( 9 صباحا ً حتى 12 ظهرا) أيام الأحد حتى الخميس، أما يومي الجمعة والسبت بمعدل ساعة ونصف كحد أقصى .
وأشار المختار أنه تم التواصل مع مدير دائرة المشتركين في مؤسسة المياه لمعرفة الأسباب فكان جوابه : ( هناك شح في المياه ) !!!.
وبالنهاية يضطر الأهالي إلى شراء المياه من الصهاريج دون معرفة مصدرها ..
الحدائق
وأضاف المختار : في الحي حديقتان ( 16 تشرين ) مقابل المركز الثقافي و(النجمة ) وسط الحي بالإضافة إلى بعض الحدائق المثلثية الصغيرة وهي جرداء ، من الأفضل إزالتها لعدم الاستفادة منها واستخدامها منطقة عبور للسيارات .
أرصفة مكسرة
شوارع الحي تعاني من وجود بعض الحفر فيها ، والأرصفة المكسرة والتي لا يمكن السير عليها ، وطالب السكان بضرورة حل هذه المشكلة ، إضافة إلى ضرورة تعبيد أو ترقيع بعض الحفر، قبل بداية فصل الشتاء ، حتى لا تتجمع فيها مياه الأمطار وتعيق حركة مرور المشاة والسيارات ..
سوء تصنيع
طالب الأهالي بضرورة الاهتمام برغيف الخبز وصناعته بشكل يصبح فيه صالحا للإستهلاك البشري ، ويعقب المختار: يتم استجرار الخبز من ثلاثة مخابز ( الشركة – الملعب – الخطيب) وتساءل عن سبب سوء نوعية الخبز هل يعود للدقيق أم للخميرة ..
وأضاف : يتم توزيع الخبز عن طريق المعتمدين واعتبر أن ذلك يؤثر على جودة الخبز نتيجة لتكديسه ساعات ليصل الى المستهلك بمواصفات سيئة .. و يأمل الأهالي إيجاد حل سريع وجذري لهذه الخبز .
زيادة مخصصات
وأشار المختار إلى وجود معتمد واحد لتوزيع اسطوانات الغاز ويتم التوزيع مباشرة عن طريق البطاقة الذكية بشكل أسبوعي يوم السبت، للمعتمد (100) اسطوانة وللمختار (400) اسطوانة ولكنها لا تلبي حاجة الأهالي، حيث نحتاج إلى (3000) اسطوانة شهريا ً لسد حاجة الحي، وخاصة أننا على أبواب الشتاء ، فالاستهلاك يكون أكثر .
المواصلات متوفرة
المواصلات مؤمنة نظرا ً لموقع الحي وسهولة الحركة، حتى بدون وسيلة نقل ، فالأهالي يمكنهم قضاء حوائجهم سيرا على الأقدام ، بالإضافة إلى قرب أماكن عملهم من الحي .
عدم التزام
يقول المختار: نعاني من عدم التزام المواطنين بمواعيد رمي القمامة من /8 مساء حتى 8 صباحاً/ الأمر الذي يسبب مشكلة كبيرة لأن سيارة القمامة تأتي مرة واحدة فقط ، باستثناء يوم الجمعة .
ويشكو أصحاب محال الخضار من مرور سيارات القمامة مرة واحدة فقط يوميا ما بين /9-10/ صباحاً لتفرغ الحاويات ، وهذه الفترة الوحيدة تشمل أصحاب المحال مع البيوت السكنية ، وهي غير كافية مع شارع مثل شارع «موسى بن النصير « وهو ممتد من بداية إشارة القلعة حتى آخر ساحة الحاج عاطف و الذي يضج بمحال / الخضار – الفاكهة – القصابة / بالإضافة إلى أن هذا الشارع هو تجمع للمدارس ..
ويتابع أصحاب المحال القول : نحن نلتزم برمي الأوساخ من مخلفات محالنا في الحاويات ولكن بنفس الوقت طبيعة عملنا تفرض علينا أن نقوم بهذه العملية خلال اليوم مرات عديدة الأمر الذي يضطر الناظر لأن يرى حاويات القمامة ليست ممتلئة فقط ، بل تستجير لأن تفرغ من الأوساخ ، وخصوصاً في فصل الصيف الذي هو مصدر الحرارة الزائدة ، وتجمع الحشرات الضارة حول القمامة القريبة من المحال وهذا منظر غير لائق، بالإضافة إلى الأضرار الصحية..
ويقول أحد أصحاب المحال : ( ألا يكفي أن الخضار والفاكهة تسقى بمياه غير نظيفة ، أيضاً يأتينا هم آخر وهو تراكم القمامة التي لا تفرغ إلا مرة واحدة خلال الـ 24 ساعة
كما تقول إحدى السيدات : بقيت لفترة من الزمن بحكم مروري كل يوم في نفس الشارع لأصل الى مكان عملي أشاهد هذا المنظر غير اللائق لحاويات القمامة الممتلئة بالقمامة ، لتصل الى حد كأنها تلة من الأوساخ وبقايا العظام والطعام .
في المسلخ البلدي
وبدورنا توجهنا بالسؤال والاستفسار إلى رئيس جمعية اللحامين عضو لجنة حي المحطة عبد المهيمن واضوح فيما يتعلق برمي بقايا العظام في حاويات القمامة والذي هو مخالف حكماً ويقول : تتم في المسلخ البلدي عملية جرم الأبقار والعجول لتلافي دخول مخلفات العظام داخل المدينة أو رميها في حاويات القمامة، فنحن حريصون على مخالفة صاحب أية ملحمة لا تلتزم بالتعليمات المتوجبة عليها أخلاقياً ومهنياً ، ومستعدون لتحرير ضبط بحق أي مخالف تردنا شكوى بخصوصه من قبل المواطنين سواء ( لحوم فاسدة _ أو رمي العظام في حاويات القمامة ) ونأمل من أي مواطن في حال ملاحظته لأية مخالفة التواصل معنا على الرقم (0933431931)
خطر على البيئة
أحد المواطنين من أهالي الحي وهو طبيب تخدير يقول : هناك مشكلة بيئية يجب الانتباه لها والقضاء عليها وهي أكياس النايلون وفوارغها لأنها خطر على البيئة والإنسان ، فالمفترض أن تكون لها حاويات خاصة بها ، فثقافتنا تجاه سمية هذه المواد معدومة وخاصة في ( الحارات – الأزقة الضيقة ) التي تتجمع فيها أكياس النايلون وفوارغها ،فمادة النايلون تحللها بطيء وبالتالي انتشار سمومها يكون بطيئاً ، مما يؤثر سلباً على التربة الزراعية والشوارع والطرقات . فالمخلفات البلاستيكية يجب وضعها في حاويات خاصة ليعاد تدويرها من جديد ، بالإضافة إلى ضرورة الانتباه للعبوات البلاستيكية التي يكون عليها مثلث فيه رقم وهو مؤشر لنسبة خطورة المادة السمية في هذه العبوة .
ويتابع : لاتقل المياه أهمية عن ذلك ، فمياه حمص تأتي من نبع التنور وتدعم بآبار احتياطية ، لتصل بعدها للخزانات المركزية جنوب حمص توزع ضمن مضخات توزع لشبكة مياه المدينة. وللأسف مياه مدينة حمص تحتاج لجهة مراقبة ولآلية توجيه . فمعظم سكان حمص يحملون الطفيليات التي تساهم في حدوث حالات الإسهال وذلك بسبب تلوث الخضار والفاكهة ومادة البوظة أيضاً.
فخطر التلوث والأوبئة على الصحة العامة أصبح له مؤشر كبير وخاصة في عدد حالات وفيات الأطفال ، فنحن نفتقر للثقافة الصحية لعدم وجود مؤسسات تعنى بهذا الجانب ، كما أن المياه التي تباع ( بالكالونات ) والتي هي من المفترض أنها تعبأ من ينابيع الدريكيش على سبيل المثال أثبتت عدم مصداقيتها في بعض الحالات وتبين أنها مغشوشة ، لذلك يتوجب على المعنيين مراقبة ذلك وتحليل المياه بدقة .وفي النهاية أفضل وسيلة لتنقية المياه المنزلية هي الفلترة ولكن من خلال أجهزة معينة تضمن صفاء ونقاوة مياه الشرب.
مدرسة ابتدائية
و علمنا أنه يوجد مدرسة ثانوية للإناث / الجلاء / وإعداديتان / ياسين فرجاني – رضا صافي / وثانوية خالد بن الوليد للذكور وإعدادية سعيد بن العاص للذكور أيضاً . ولكن لا توجد مدرسة ابتدائية في الحي .
مركز صحي
ويضيف : لا يوجد مركز صحي خاص بالحي ، باستثناء المركز الصحي الموجود في كرم الشامي يخدم الحيين .
عدم تعاون المواطن
وأما عن ترحيل القمامة بالنسبة لحي المحطة يقول مدير النظافة بمجلس مدينة حمص المهندس عماد الصالح : تبدأ سيارة القمامة بالترحيل ابتداءً من الساعة 8صباحاً ، وتنتهي أعمال الترحيل 30ر1ظهراً وكمية القمامة التي تنتج عن الحي بشكل يومي(10 أطنان).وبالنسبة لترحيل القمامة أكثر من مرة لا توجد إمكانية لذلك حاليا , منوها بأن أوقات رمي الأوساخ في الحاوية من الساعة 9 مساء حتى 7 صباحاً ولكن للأسف هناك بعض المواطنين غير متعاونين ولا يتقيدون بمواعيد رمي القمامة بالأوقات المذكورة سابقا .
ويتابع :نأمل التعاون الدائم من قبل المواطنين ، كي نحقق الفائدة المرجوة حرصاً على الصحة العامة , وأضاف : وبالنسبة للشوارع الرئيسية فهي تخدم بشكل يومي ، أما الفرعية منها بشكل دوري حسب حاجة كل شارع لذلك.
تحقيق: رهف قمشري
تصوير : الحوراني