المدارس على الأبواب …أسعار كاوية والغلاء سيد الموقف … تأمين مستلزمات المدارس والمؤونة والمازوت كابوس يعيشه المواطنون

يواجه المواطن السوري مع قدوم شهر أيلول تحديات كثيرة تتمثل بالضغوطات المادية لتزامنه مع افتتاح المدارس وإعداد مؤونة فصل الشتاء ليشكل له هذا معاناة حقيقية باتت تثقل كاهله في ظل غلاء بلغ أوجه وفاق قدرته الشرائية ،حيث ارتفعت أسعار السلع إلى مستوى غير مقبول وتضاعفت عدة مرات ليصبح المواطن عاجزا ً عن تأمين هذه النفقات والمصاريف الكبيرة .

وحول هذا الموضوع
العروبة قامت بجولة على الأسواق ومحال بيع مستلزمات المدرسة من ألبسة وأدوات مدرسية لمعرفة حركة البيع والشراء ورصد الأسعار , وآراء الباعة وأصحاب المحال وأولياء الأمور على حد سواء في ظل موجة الغلاء وارتفاع الأسعار.
فقد امتلأت واجهات المحال التجارية في مختلف المناطق بتشكيلة واسعة من المستلزمات المدرسية من ألبسة وحقائب وقرطاسية بأنواع عديدة وأصناف مختلفة ولاحظنا التفنن في عرضها ووجود الموديلات المختلفة التي تشد الإنتباه اليها ورغم ارتفاع أسعارها إلا أن أهالي الطلاب مضطرون لشراء ما يحتاجه أبناؤهم من ألبسة وأحذية وقرطاسية .
لكن ما يخفف وطأة الغلاء «بنظر البعض» هو قيام السورية للتجارة وكنوع من التدخل الايجابي في كل عام بتزويد صالاتها بكل ما يتعلق بمستلزمات المدارس و بأسعار جيدة ومناسبة … ورغم ذلك يرى البعض من أولياء الطلاب أن الأسعار لا تزال مرتفعة بينما البعض الآخر يراها الحل الأمثل لكسر الأسعار والحد من جشع التجار .
وخلال الجولة والحديث مع أهالي الطلاب أشاروا إلى وجود فروقات كبيرة في الأسعار بين المحال فمثلا ً بلغ سعر «المريول» للمرحلة الابتدائية مابين 1800 و 3000 ل.س والبدلة للمرحلتين الإعدادية والثانوية, القميص من 3500 – 4000 ل.س , والبنطال مابين 5000 – 6000 حسب النوعية, بينما بلغ سعر الحقيبة المدرسية صغيرة الحجم ما بين 2500 – 3500 والكبيرة مابين 3500 حتى 6000 ذات النوعية الجيدة .
أما الأحذية فقد تنوعت أسعارها حسب جودتها وحسب قياساتها ،حيث سجلت أسعار الأحذية للإناث والذكور « قياس كبير- 1500-4500 ل.س والأحذية الولادية من 900- 2000 ل.س
أما القرطاسية فقد بلغ سعر قلم الأزرق الناشف 75 ل.س والرصاص 60 ل.س والدفاتر بلغ سعر دفتر السلك من 175 إلى 250 ل.س ..
الجودة والمواصفات
أشار قصي صاحب محل لبيع الألبسة المدرسية إلى أن الأسعار تختلف من منطقة إلى أخرى وتتنوع حسب جودة ومواصفات المنتج وأضاف : ما يهمنا هو سمعتنا والثقة من قبل الزبون ووجود بضائع تناسب أذواق المستهلكين ،وبرأيي أن القطع رخيصة الثمن تكون نوعيتها وجودتها متدنية ..
بقصد التوفير
في لقائنا مع المواطنين قالت السيدة عبير «ربة منزل» : بعض الأسر لا تستطيع أن تشتري اللباس المدرسي لجميع أبنائها كل عام فتقوم بتدوير الملابس بينهم توفيراً لثمنها ،خاصة الأسر التي لديها عدد أولاد كبير وكل منهم يحتاج إلى ألبسة بديلة خلال الموسم الدراسي وشراؤها يحتاج لتكاليف مادية كبيرة قد تفوق قدرتها الشرائية .
ادخار
السيدة علا قالت : كل عام أقوم بادخار مبلغ من المال على حساب الكثير من الأشياء الأساسية الأخرى من أجل تأمين اللباس المدرسي لأبنائي والمستلزمات المدرسية خاصة ومع بداية العام الدراسي هذا ومن خلال زيارتي لمعظم المحال لمست وجود فروقات في الأسعار غير المنطقية عدا عن عدم تناسب جودة المنتج المطروح مع السعر، فنجد أن مستوى الجودة متدن والقطعة قابلة للاهتراء بسرعة ولا تخدم الطالب فصلاً دراسياً واحداً ونطالب بتشديد الرقابة ووضع سعر محدد للمستلزمات المدرسية واتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين للتسعيرة .
مبالغ فيه
السيدة أم عماد قالت : صحيح أن هناك ارتفاعاً مبالغاً به في الأسعار , مما ينعكس بشكل سلبي على قدرة الأهل الشرائية ويحمل الأسر عبئاً مادياً ثقيلاً يفوق طاقتهم , ولكن برأيها أن شراء القطع غالية الثمن باعتبارها «نخب أول» يخدم الطالب طوال العام الدراسي وقد يخدمه أيضاً للعام التالي .
الحل الأمثل
يقول أبو أحمد :مع عودة الموسم الدراسي الجديد وفي ظل ارتفاع الأسعار وجشع التجار تبقى منافذ مؤسسات التدخل الايجابي هي الحل الأمثل للمواطن لكسر الأسعار وتخفيضها .
أما المواطنة سوسن لديها خمسة أولاد قالت : بات غلاء الأسعار كابوساً مزعجاً يرهق معظم الأسر وفي ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة بتنا مضطرين للتأقلم مع الظروف الحالية قدر الإمكان من خلال تحديد الأولويات الأكثر إلحاحاً والضرورية ،فتأمين المستلزمات المدرسية لأبنائنا هو الأهم مع بدء العام الدراسي ويمكننا أن نستغني عن إعداد الكثير من مواد «مونة » الشتاء هذا العام فنحن مضطرون للتكيف مع الظروف الحالية .
المواطنة سهير قالت : مهما كانت الأحوال والظروف المعيشية مايهمنا بالدرجة الأولى تأمين حاجيات المدارس فهي لا تحتمل التأجيل حتى لو كلفنا ذلك الاستدانة وإنفاق كل مدخراتنا لتأمينها لأبنائنا ،وبالنسبة لي هذا العام اضطررت لاستدانة مبلغ من المال لتدبير أموري خاصة وأن لدي أربعة أولاد اثنان منهم بالمرحلة الابتدائية وآخران في المرحلة الإعدادية .
وأضافت : لقد دفعت أكثر من 35 ألف ليرة على شراء ألبسة وقرطاسية وأحذية ومازلت بحاجة إلى مصاريف لتغطية تكاليف المستلزمات المدرسية ..
تلاعب التجار
أشارت السيدة سهير إلى أن هناك العديد من المستلزمات التي تتطلب مبالغ مالية قد يصعب على أولياء الأمور توفيرها، مما يضطرهم لاتخاذ تدابير في التوفير والاقتصاد و لا ننكر جهود بعض الجهات الرسمية والخاصة من خلال إقامة معارض خاصة بالتسوق المدرسي بهدف تخفيض أسعار المستلزمات المدرسية والحدّ من تلاعب التجار، ونتمنى على تلك الجهات زيادة عدد المعارض وتوزيعها في أماكن متعددة ليتسنى للجميع الاستفادة منها
غير مسبوق
أما السيد أبو محمد والد أربعة أطفال قال : أصبت بصدمة كبيرة وحيرة عند جولتي على عدد من المحال التجارية تفاجأت بغلاء غير مسبوق فلم اشتر وفضلت الانتظار حتى نهاية الشهر عسى ولعل أن يتم تخفيض  في الأسعار
تنزيلات مغرية
أما السيد عيسى صاحب محل بيّن أن أسعاره مقبولة بالنسبة لغيره و يقدم عروضاً مميزة من خلال تنزيلات تراعي القدرة الشرائية عند المواطن ، و أشار إلى أن ربحه قليل جداً مقارنة مع غيره من التجار، موضحاً أنه، ورغم ذلك هناك موطنون كثر يتسألون عن السعر ولا يشترون ،
إقبال على الشراء
السيدة علا قالت :صحيح أن هناك ارتفاعاً بسعر المستلزمات المدرسية ورغم ذلك هناك إقبال على شراء المستلزمات المدرسية وبالنسبة لي ما يهمني النوعية الجيدة وحتى لوكان ثمنها مرتفعاً فهي تخدم الطالب خلال العام الدراسي ولا تهترئ بسرعة
من الضروريات
السيد أيمن قال :بات من الصعوبة تأمين كافة المستلزمات المدرسية لأبنائنا في ظل ارتفاع أسعارها فقد تزامن افتتاح المدارس بعد عطلة عيد الأضحى المبارك وهذا الأمر سبب لنا إرهاقاً مادياً كبيراً جراء التكاليف والأعباء المادية لتضاف إليها مصاريف بدء العام الدراسي وهذه المصاريف ضرورية ولا يمكن تأجيلها أو الاستغناء عنها ..
تكاليف كبيرة
السيد عدنان قال :في ظل ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية أصبحت الكثير من الأسر غير قادرة على توفير هذه المستلزمات التي تتطلب تكاليف مادية كبيرة من ألبسة ودفاتر وأحذية وحقائب وغير ذلك من متطلبات موسم افتتاح المدارس فمثلاً لدي أربعة أولاد وإذا أردت شراء كامل المستلزمات لأبنائي الأربعة لن أستطيع لأن تكلفة كل ولد تتطلب مني مبلغاً كبيراً فكيف أربعة , فهل نضحي بمؤونة الشتاء والمازوت مقابل تأمين مستلزمات المدارس ؟..
تفاوت الأسعار
السيدة سهير قالت :إن أسعار المستلزمات المدرسية مرتفعة ولا تتناسب مع ما يتقاضاه أصحاب الدخل المحدود وهناك تفاوت بالأسعار من محل إلى آخر مشيرة إلى أن هذا الشهر هو شهر مؤونة ومدارس فما العمل وتساءلت : كيف سيحتمل راتب الموظف كل تلك الأعباء المالية ؟!.
تدخل ايجابي
عماد ندور مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة قال: بدأنا بالاستعداد للموسم الدراسي لهذا العام انطلاقا من دورنا كمؤسسة تدخل ايجابي تساهم في تخفيف الأعباء المادية على المواطن حيث قامت المؤسسة بطرح كميات كبيرة من المستلزمات المدرسية من حقائب و ألبسة و قرطاسية بأنواعها في كل الصالات, كما تم التحضير لإقامة معرض خاص بالمستلزمات المدرسية في كافة الصالات بالإضافة لصالة خاصة بمستلزمات المدارس فقط , منوها بأن المؤسسة قامت بتشجيع المواطنين على الشراء وتأمين احتياجاتهم من خلال تخفيض الأسعار بنسبة ما بين 10 إلى 20 % ..
وأضاف : تم فتح باب التقسيط بقيمة 50 ألفاً للموظفين المثبتين أو المتعاقدين مع الدولة الذين تسمح ظروفهم باقتطاع جزء من رواتبهم لشراء حاجات المدرسة ,و بدأ من يوم الأربعاء الماضي المهرجان المدرسي حتى نهاية الشهر العاشر علما أن المواد متوفرة بشكل مستمرعلى مدار العام .
في صالة الحرية بحي الأرمن تحدثت رئيسة الصالة جمانة الخليل عن الاستعدادات قبل افتتاح المدارس و التحضيرات منوهة بأنه تم قبل عطلة عيد الأضحى تجهيز الصالة بكافة المستلزمات المدرسية من ألبسة و حقائب و قرطاسية بأسعار منافسة حيث يوجد قسم خاص يضم الدفاتر بكافة أشكالها فقد بلغ سعر دفترالـ 150 ورقة 335ل. س و دفترالـ 80 ورقة 120 ل.س و دفتر الـ 70 ورقة 165 ل.س , و دفتر سلك وسط غلاف بلاستيك 70 ورقة بسعر 195 ل. س .
وأشارت إلى أن هناك جناحاً كاملاً خاصاً بالقرطاسية , وذكرت أن سعر قلم الأزرق يتراوح ما بين 45-100ل.س , وعلبة تلوين فلوماستر 360 ل.س و قلم الرصاص بين 20- 50 ل.س و علب الهندسة 95 ل.س و المقلمة من 165-325 ل.س
أما ما يخص الألبسة المدرسية فقد بلغ سعر قميص للإناث و الذكور 2200 ل.س و البنطال الرمادي للمرحلة الثانوية 2500 ل.س نوع كتان , أما البدلة الكاملة للمرحلة الإعدادية فسعرها 3230 ل.س و»المريول « 1550 ل.س لكافة المقاسات , أما الحقائب المدرسية فهناك أنواع وأشكال مختلفة القياسات و تتراوح الأسعار بين 1400 – 5000 ل.س و هناك حقائب خاصة بأجهزة الكمبيوتر «اللابتوب « بسعر 2650 ل.
أخيرا
بات شهر أيلول من أصعب أشهر السنة التي تمر على المواطن ويحسب له ألف حساب فتزامن افتتاح المدارس مع إعداد «المؤونة » وتأمين المازوت ما دفعه للبحث عن حلول تعينه على الإيفاء بكل هذه المستلزمات, لذلك بات من الضرورة تضافر الجهود لاتخاذ خطوات إيجابية تنقذ المواطن من هذا الكابوس المزعج المتمثل بالأسعار الكاوية, التي تحرق جيوب ذوي الدخل المحدود وهم الشريحة الأكبر التي تحتاج الى الدعم والمساندة ..
هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار