«حداثة» .. جمال الطبيعة الخلاب يعكره نقص الخدمات …الحاجة لزيادة ساعات الضخ لارتفاع القرية عن مستوى البئر والخزان التجميعي
رغم حداثة تاريخها إذ لا يتجاوز عمرها مئة سنة إلا أن قرية الحداثة بريف حمص الغربي تشكل محطة أساسية ومقصدا للسياح الذي يأتون لهذه المنطقة للاستجمام والراحة والعيش بكنف الطبيعة الساحرة.
وتبعد قرية حداثة عن مدينة حمص نحو 27 كم وتقع شرق ضهر القصير على بعد ثلاثة كيلومترات حيث يوضح أحد سكان القرية أن تسمية القرية بحداثة «جاءت من حداثتها فعمر القرية لا يتجاوز مئة سنة» كما ذكرنا , لافتا إلى أن مناخ القرية بارد شتاء يكثر فيه هطول الثلوج ومعتدل صيفا.
وأشار إلى أنه في شمال القرية غابة جميلة مساحتها بحدود خمسين دونما من أشجار البلوط والسنديان يقصدها الناس للتمتع بجمالها وقضاء أوقات طويلة فيها كما أنه تقع في جانب القرية بيوت قديمة وأحجار أثرية كخربة المنزلة والقصر وهي ما تبقى من القرية القديمة التي تشكل مقصدا للسياح.
بدوره قال حسام عودة رئيس بلدية عرقايا التي تتبع لها القرية إلى أن عدد سكان القرية يبلغ نحو 1421 نسمة ويعمل معظمهم بالزراعة وتشتهر بزراعة الزيتون والكرمة والأشجار المثمرة إضافة للحبوب وتحيط بها كل من قرى الهرقل وصفر وتتميز بجمال طبيعتها الأخاذ الذي يجعلها محطة أساسية للسياح الذين يقصدون هذه المنطقة ,وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي 39 هكتارا …
وللإطلاع على واقعها الخدمي , تحدثنا مع بعض أهالي القرية ورئيس البلدية وأمينة الفرقة الحزبية رحاب عمران , وحاولنا نقل همومهم ومعاناتهم نتيجة نقص بعض الخدمات التي تنغص حياتهم يوميا ….
البناء على وشك السقوط
أشارت رحاب عمران إلى أن«مركز الشهيد كرم ديب الصحي » يعاني من ترهل بالبناء , ومن الممكن حدوث كوارث بأي لحظة , فاﻻعمدة متفسخة والجدران واﻻسقف , الحديد فيها ظاهر للعيان مع العلم أن هناك لجنة من الصحة قامت بالمشاهدة على الواقع وﻻ حياة لمن تنادي حتى الآن , وبالرغم من سوء الوضع تقدم النقطة الطبية الخدمات الاسعافية للأهالي إضافة إلى اللقاحات و الصحة الإنجابية والتثقيف الصحي , ويوجد طبيبة واحدة وبعض العناصر التمريضية , وطالب الأهالي بزيادة مخصصات الأدوية والمواد الاسعافية لتقديم خدمات أفضل للمرضى , ونوهوا إلى أنهم يضطرون في الحالات المرضية الصعبة للذهاب إلى مشافي حمص أو مصياف
مجرى ماء شتوي
أشار رئيس البلدية إلى أن شبكة الصرف الصحي في القرية منفذة منذ حوالي 10 – 15 سنة وتبلغ نسبة التخديم 65 % , أما باقي الأهالي فيعتمدون على الحفر الفنية حتى الآن , وتصب منصرفات الشبكة في مجرى ماء شتوي «نهر شرقي القرية « , نافيا وجود اختناقات تذكر في الشبكة ..
الضخ مرتان
وفيما يخص شبكة المياه قال : الشبكة حديثة , حيث تم استبدالها منذ حوالي 10 سنوات , وهي تغطي كافة منازل القرية , وبالنسبة لمياه الشرب يوجد بئران أحدهما يعمل على الكهرباء والآخر يعمل على الديزل وهما يغذيان عدة قرى وهي جرنايا وبحرايا والهرقل إضافة إلى حداثة , منوها إلى أنه حتى تصل المياه لأهالي حداثة يجب القيام بعملية الضخ مرتين عموديا وأفقيا نتيجة لارتفاعها عن مستوى بئر المياه والخزان الأرضي الموجود والذي يتم تجميع المياه فيه ..
واقترح رئيس البلدية : فصل حداثة و جرنايا وبحرايا عن الهرقل لتغذيتها من بئر واحد , ومن الضرورة أن يتم تغذية البئر الذي يعمل على الديزل بالكهرباء , علما أنه تم مراسلة مؤسسة المياه بهذا الخصوص وقد وعدت بتغذيته بالكهرباء خلال الفترة القادمة وحتى الآن لا جديد ..
غير مخدمة
القرية مخدمة بشبكة كهرباء حديثة تم مدها منذ حوالي 10 – 15 سنة وهي تغطي 98 % من البيوت , علما أنه يوجد عدد من المنازل الواقعة خارج المخطط التنظيمي غير مخدمة بالكهرباء حتى الآن ..
أما إنارة الشوارع فهي معدومة منذ حوالي 6 سنوات , وأشار رئيس البلدية أنه يتم دراسة إمكانية إنارة الشوارع عن طريق الطاقة الشمسية ..
كبل ضوئي قديم
شبكة الهاتف هوائية والقرية تتبع لمقسم هاتف شين , ويبلغ عدد السكان المخدمين 1390 , أما عدد البوابات فيبلغ 12 بوابة فقط , ووعد رئيس المقسم بزيادة عدد البوابات للسكان , لكن المشكلة تكمن في الكبل الضوئي القديم وعدم وجود بطاريات شحن , فعند انقطاع التيار الكهربائي تصبح القرية خارج التغطية ..
مرة واحدة فقط
أشار رئيس البلدية إلى أنه يتم جمع وترحيل القمامة مرة واحدة في الأسبوع, بسبب وجود سيارة قمامة صغيرة وثلاثة عمال نظافة فقط يخدمون ثماني قرى تتبع للبلدية , إضافة لنقص مخصصات مادة المازوت ..
الخبز
يتم استجرار الخبز من مخبز الهرقل , وأشار الأهالي إلى أن نوعيته مقبولة , لكن المشكلة تكمن بتأخر وصوله للمستهلك حيث يخبز منذ ساعات الليل الأولى ويتم تكديسه ليحين موعد استلام المعتمد لمخصصات القرية صباحا وتوزيعها على الأهالي
أما مادة الغاز فيقوم المعتمد بتوزيعها على الأهالي كل 23 يوما , وتبلغ مخصصات حداثة وجرنايا 300 اسطوانة كل 23 يوما ويأمل الأهالي تخفيض عدد الأيام نتيجة لحاجتهم الماسة للغاز لاستخدامهم في انتاج مشتقات الحليب يوميا وبيعه وهذا العمل مصدر رزق للكثير من العائلات ..
جمعية فلاحية
محمد الصارم رئيس الجمعية الفلاحية قال : تقدم الجمعية بعض الخدمات المتعلقة بتأمين السماد والغراس «الزيتون» من خلال التواصل مع مديرية الزراعة , إضافة إلى متابعة شؤون الفلاحين الزراعية .. وتتبع القرية للوحدة الإرشادية في عرقايا
المواصلات معدومة
أما المشكلة الحقيقية «التي يعاني منها أهالي حداثة «كما تقول عمران» فهي عدم وجود وسائط نقل تعمل على خط المتعارض – جرنايا – حداثة , علما أن البلدية قامت بالتواصل مع شركة النقل الداخلي لتأمين باص نقل داخلي لطلاب الجامعة والموظفين المضطرين يوميا للتوجه الى مدينة حمص لمتابعة أعمالهم , والسير مسافة 1 كم يوميا على الأقل للوصول إلى إحدى القرى القريبة للفوز بمقعد بأحد السرافيس , لكن رد الشركة كان بعدم إمكانية ذلك في الوقت الحالي نتيجة لنقص عدد السائقين والفنيين في الشركة .. وأشار رئيس البلدية أن محافظة حمص قامت بمراسلة بعض القرى وطلب حاجتعم من باصات النقل الداخلي وأنه تم إرسال الرد وتحديد العدد اللازم لتخديم قرى المنطقة تخفيفا للإزدحام وصعوبة تأمين المواصلات , وهم حتى الآن بانتظار حل هذه المشكلة …
الشوارع معبدة
الشوارع في حداثة معبدة منذ حوالي 10 – 15 عاما وتبلغ نسبة التخديم 90 % ووضعها جيد , وقد تم تعبيد طريق مقبرة الشهداء منذ عامين والذي يقع في الجهة الشمالية للقرية ..
ابتدائية تغرق شتاء
يوجد مدرسة ابتدائية فقط في حداثة ويبلغ عدد الطلاب فيها حوالي 73 طالبا وطالبة , أما طلاب المرحلة الإعدادية فيدرسون في مدارس جرنايا , والثانوية في عرقايا , ولكن المشكلة كما أشارت عمران أن بناء النقطة الطبية ضمن سور المدرسة الابتدائية التي تعاني من وجود دلف المياه من السقوف شتاء وتمتلئ الشعب الصفية بالمياه الأمر الذي يعيق سير العملية التعليمية بشكل جيد , ناهيك عن المقاعد المهترئة والتي يزيد عمرها عن (20) عاما , ورغم التواصل مع دائرة الأبنية في مديرية تربية حمص لصيانة المدرسة وتجديد المقاعد التي أصبحت مهترئة لقدمها , لكن الرد كان بإمكانية الصيانة على مراحل وأنه تم رصد مبلغ 300 ألف ليرة سورية فقط لهذا البند , وإلى الآن لا جديد وما زالت مشكلة رشوحات الجدران تقلق الطلاب والمدرسين على حد سواء …
غلاء أجور الفلاحة
أشار بعض الفلاحين إلى مشكلة غلاء أجور ساعة فلاحة الأراضي الزراعية والتي تصل إلى 8000 ليرة , وتساءلوا كيف سيستطيع الفلاح فلاحة أرضه وتكبده آلاف الليرات عناء ذلك , غير تكاليف الإنتاج المرتفعة الأخرى ؟! فهل من المعقول أن يصل السعر إلى هذا الحد علما أن الجرار الزراعي يأخذ مخصصاته من محطة الوقود «مازوت زراعي» فلماذا لا يتم ضبط هذه العملية التي تجعل الكثير من الفلاحين يعرضون عن زراعة الأراضي نتيجة لغلاء الأسعار , مما ينعكس سلبا على المواطن ..
أخيراً
نأمل أن نكون قد استطعنا نقل هموم أهالي قرية حداثة ونتمنى من الجهات المعنية زيادة الاهتمام بقرى الريف وخاصة التي تتمتع بجمال الطبيعة الذي يجعلها مقصدا سياحيا للكثيرين.
بشرى عنقة