صوت الحق بركان .. وللدم القاني صحائف من عمق العرين الصلد ..والماضون نحو الوطن عاهدوا بالنجيع الحي السير من نصر إلى نصر ، لن يخشوا ولن يتراجعوا ، يشرعون بنادقهم مصقولة بوهج الحق ، مرفوعة إلى العلياء.. إلى النصر يسيرون بهمة وشجاعة ، الكل ينشد من وتين القلب ليشهد تراب الأرض أناّ جنده الأبرار ..
منذ سنوات يرسمون لوحات عزهم في حياتنا ، يبددون الخرافة بمشاهد الواقع ، فلم توقفنا أشواكهم التي حاولوا ملء أزقتنا بها / منعوهم من اغتيال أحلامنا حين تحقق النصر ..
يحملون رسالة وطن ، قيم عليا تطرح عناوينها في الزمن الأصعب ، يضحون لأجلها مادام في العمر بقية ..
أيها الجيش الأغر، لونت ترابنا والأنهار والأزاهير بالأحمر من دمك الطهور لتبدد العتمة السوداء وتدحر جيوش الظلام وتملأ الكون ضوءا ً وحبا ً، تحية لك من قلب كل سوري ، أنت في قلوبنا وتاج على رؤوسنا ..
وتحية إجلال وإكبار لمن امتزج عبير دمهم بتراب الوطن ورسموا للنصر لوحة قوية لاتمزقها الرياح العاتيات ..
اللقاءات مستمرة مع أهالي قامات الشموخ ، صناع الانتصارات الذين اختاروا العلياء مسكنا ً والخلود اسما ً ..
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف الدكتور المهندس عصام علي الناصوري: الشهداء عنوان العزة والكرامة
إنهم عنوان العزة الوطنية والكرامة الإنسانية، رجال أباة النفوس، جنود العطاء ورمز الإباء، كتبوا بالأحمر قصة عشقهم ، نذروا لوطنهم الدماء، فكانوا جيش الفداء وعهد الوفاء لتبقى سورية بلاد الحياة ..
من الأبطال الأوفياء لراية الوطن ، الشهيد البطل الملازم شرف الدكتور المهندس عصام علي الناصوري .
يحدثنا والد الشهيد قائلا ً : إن سورية بتاريخها العريق وشعبها الصامد الصابر وجيشها المغوار وقيادتها الحكيمة ، أقوى من كل المؤامرات ومن غدر الحاقدين، فرجال الوطن أخذوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن البلاد والشعب وعقدوا العزم على تخليصه من شر الإرهاب وعصاباته ومرتزقته مهما كلف ذلك من تضحيات ، ليعيش أبناؤنا حياة كريمة وآمنة متمثلين قول السيد الرئيس (لاكرامة لإنسان من دون وطن ) سورية منتصرة بدماء الشهداء و عظيم تضحياتهم ، وبالروح المعنوية العالية لدى رجالها الأبطال وإيمانهم الراسخ بالنصر ..
وأضاف: بماذا أحدثكم عن عصام ؟؟ وهل يكفي العمر للحديث عن مزاياه وخصاله ، أمضى عمره في الدراسة والبحث العلمي، في بداية حياته كان يقول: – لايمكن للمرء أن يحصل على المعرفة إلا بعد أن يتعلم كيف يفكر – أوفد في بعثة إلى ألمانيا ، حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة المعلوماتية ، ونظرا ً لإمكانياته العلمية عرضت عليه بعض الجهات الألمانية مبالغ كبيرة من أجل العمل والبقاء هناك، إلا أنه رفض رفضا ً قاطعا ً وقال: – سأعود لوطني الذي سما بنا نحو الثريا .. سأعود لأرد الجميل لوطني ..
بعد شهر من مجيئه إلى سورية التحق متطوعا ً لخدمة العلم، وبعد إتباعه دورة تدريبية انضم مع الأبطال لمواجهة الإرهاب في منطقة تل أحمر غربي القنيطرة .. ويتابع والد الشهيد حديثه قائلا : سأتحدث عن شهامته أثناء تأديته لواجبه الوطني وعلاقته بزملائه فقد كان عصام قنوعا لاتهمه مظاهر الحياة ولا تغريه كنوز العالم، يساعد كل من يحتاج، يقدم الخدمة والعون للجميع شجاعا ً مقداما ً لايهاب الموت، يتحدى هجمات المجموعات المسلحة مع رفاقه بكل شجاعة وبسالة و كان يقول: هذا هو الجولان يعلن أنه جبل يشبه الشمس في السمو ، سيظل حرا ً يعربيا ً شامخا ً ، الويل لكم ولإرهابكم ..
خاض مع الأبطال معارك عديدة ضد الإرهاب المجرم، مؤمنا ً بالحق فحمله سلاحا ً إلى ساحات الوغى ورفع رايته واهبا ً حياته وروحه فداء للوطن ..
بتاريخ 7/4/2014 هاجمتهم العصابات الشيطانية بأعدادها الكبيرة وأسلحتها المتطورة بمساندة الطيران الإسرائيلي ، حاول الأبطال بما استطاعوا صد الهجوم وعند تكاثفت القذائف والصواريخ، جاءت الأوامر بالانسحاب إلا أن البطل عصام
رفض الانسحاب مع مجموعته كي يغطي على باقي الرفاق ويحميهم ليتمكنوا من الانسحاب فأصيب بشظايا صاروخية في أنحاء جسده …
إنها قصة البطل عصام ،مواقف ترفع الرأس ،وتشعرنا بالفخر والاعتزاز وبمعنى الانتماء لوطن الكرامة والكبرياء سورية الحبيبة .
السلام والرحمة للأرواح الطاهرة …لشهداء السلام والانتصار.
والدة الشهيد حدثتنا قائلة : عصام هو النور لروحي والحب لقلبي ،ابني وصديقي ،عمره القصير رحلة جميلة لها ذكرى بأعماقي حضور دائم ،لقد غاب عن عيني لكنه هنا في قلبي ينبض اسمه مع كل دقة ،ما أصعب الفراق و الفقد !! لقد حصدت الحرب الظالمة أرواح الكثير من الشباب إلا أنها ترخص كرمى سورية الغالية ..
عندما قرر الالتحاق بصفوف الجيش قال لي :افتخري يا أمي فأنا سألتحق مع رفاقي الأبطال المقاتلين وقد أخذت قراري برغبة ورجولة ومسؤولية لأتحمل مسؤولية نفسي وأهلي وأرضي ووطني ،سأتعلم أبجدية النضال بأحرف من نور ونار ..أرضنا طاهرة بدماء الآباء والأجداد من الشهداء الخالدين سأحافظ على قداستها ولن أسمح للإرهاب أن يدنسها وسأجعل دون ذلك روحي ومضى العصامي بطلاً لا يهاب الموت إيماناً منه بأن الشهادة في سبيل الوطن هي الأمنية الحقيقية لكل مواطن شريف .. افتدى الوطن بروحه لأجل الشموخ والنصر الأكيد مجسداً البطولة والتضحية في المعارك التي خاضها لاجتثاث الإرهاب أروع تجسيد أدى الرسالة السامية بصدق وشرف وإيمان .
طوبى له ولأرواح الأبرار ولقلوبهم التي فاضت حباً للوطن ..
زوجة الشهيد السيدة عروبة تقول :
نال البطل عصام الشهادة في ربوع البلاد فارساً رمزاً للكرم والكرامة .روى الأرض بالدماء الزكية وقهر الأعداء ،سطع نجماً في سماء الخلود.
لقد ترك فراغاً كبيراً في العائلة ،غيابه عنا مؤلم جداً ،إلا أن غياب الجسد لا يعني الموت أبداً ، فصوته ..أفكاره ..أحلامه ..حيّة نسعى لتحقيقها كما تمنى خاصة فيما يتعلق بأبنائه .. يوسف الذي أصبح في الصف السابع ،وسلمى في الصف السادس.
منذ غيابه والمرض رفيقي ،من شهرين أجريت عملية استئصال ورم حميد على الدماغ ومازال وضعي الصحي غير مستقر ،أطلب من الله الشفاء لأجل يوسف وسلمى لأستمر في تربيتهما كي يحملا اسم والدهما بكل فخر واعتزاز ،كل الرحمة والخلود لروحه الطاهرة .
زوجة الشهيد البطل العميد الركن المظلي كرم محمد مصطفى: ببطولاتهم صمدنا
الشهداء أمثولة العطاء والتضحية والفداء ، هم الأبطال رجال الوطن ،أبوا أن تنحني لهم هامة أو أن يتنازلوا عن دورهم ورسالتهم النضالية ،ضربوا للعالم أروع الأمثلة في التضحية والفداء ، طوبى لجند الوطن صون عقيدة ما مسّها عبر المدى غدار ،وليكتب التاريخ سفر قضية من روحها يتطيب الأطهار ..يا طهر الثرى يحضن الأبطال والأبرار ..يا طهر روحك وأنت تجوب العلا أيها الشهيد البطل العميد الركن المظلي كرم محمد مصطفى ..
حدثتنا السيدة فاطمة زوجة الشهيد البطل قائلة: إن من ارتبط بنبض الأرض ورائحة التراب وتمسك بجذور الوطن والتاريخ ودافع بكل بسالة وإخلاص وثبات ، ونال شرف الشهادة هو المنتصر لأنه اختار الخلود في رحاب السماء بأرواحهم الطاهرة أسقطوا المؤامرة والمتآمرين ،وبتضحياتهم سطروا ملاحم البطولة ،إنهم الشهداء أمثولة العطاء والتضحية والفداء …
بتضحياتهم سنكتب تاريخ وطن وببطولاتهم نجعله قلعة صامدة عصية على كل معتد ومتآمر ..
هذه سورية كالشمس تشرق أمجاداً تنجب فرسانا ،يسقون الأعداء كأس الموت ويعشق أبطالها المنايا ، ..هذه سورية المجد توءمها والحق دليلها .. إن فراق البطل كرم أحدث في فؤادي الأوجاع ،لكن جراح العمر تشفيها الأمجاد انه شهيد الوطن ، له كل البيارق في شموخ ، له الأمجاد تفتخر . ياله من اسم على مسمى – كرم – كريم الأخلاق شجاع وشهم آمن بالحق ورفع رايته واهباً حياته وروحه فداء لقدسية تراب الوطن ، فهل بعد هذا كرم ؟!! كان مميزاً بالالتزام والأخلاق والعمل الدؤوب ، لقد حصل على المرتبة الأولى لثلاث مرات في الرمي ، ونجح في كل المشاريع العسكرية ، وقدم برامج تدريب متكاملة لصقل المهارات القتالية لجنود الوطن ..
شارك البطل في المعارك ضد العصابات الإرهابية المجرمة في الرستن ، تلبيسة ، جورة الشياح ، الخالدية وتلكلخ . حيث تعرض مع رفاقه لعدة كمائن من قبل المسلحين وخرجوا منها منتصرين كان يقول نحن حراس الضياء ، نحن أهل الحق ،نحن جنود لانهاب في الميدان .. ساهم مع رفاقه الأبطال بتحرير مشفى تلكلخ من أيدي العصابات الإجرامية بعد معركة عنيفة ودامية مجسدين قول السيد الرئيس بشار الأسد : (لكل جندي أو مقاتل أو طيار كان ينفذ المهمة الموكلة إليه ، كان يغير الخريطة السياسية والموازين العالمية مع كل مدينة أو قرية ساهم بتحريرها ).
في إدلب خاض مع الأبطال المعارك في خان شيخون ، الجانودية ، اشتبرق ، الناجية، خربة الجوز.
في خان شيخون دارت معركة ضارية ضد الإرهابيين استمرت من الثانية بعد الظهر حتى الثالثة فجراً ، استطاع الأبطال صد هجوم العصابات الشيطانية واستبسلوا لمنعهم من الاستيلاء على عتاد المقاتلين وسيارة البنك المركزي باللاذقية ، محققين الانتصار على أعداء الحياة والسلام.
وتتابع السيدة فاطمة حديثها بابتسامة مفعمة بالدمع والحزن قائلة : بعد ذلك واصل الأبطال مهامهم حتى وصلوا إلى خربة الجوز – وهناك قام البطل كرم بإنزال العلم التركي ورفع العلم العربي السوري متجاوزاً الألغام المزروعة على الطريق وبدأت المعركة مع تزايد أعداد العصابات التي تسللت من الجانب التركي بعتادها الكامل وبمساندة المدفعية التركية ، كانت المعركة الأعنف ، جاءت الأوامر بالانسحاب إلا أن البطل ورفاقه رفضوا الانسحاب قائلين سنواصل معركة القضاء على الإرهاب والتطهير من براثنه وأحقاده مهما بلغت التضحيات بطولاتنا ضمانة النصر الأكيد الذي سيعيد لسورية ألقها .. فيافخرنا وفخر الوطن وأسرنا باستشهادنا في سبيل الحق والوطن ..تمكن هو والأبطال من سحق العديد من المجرمين ودمروا بعض دباباتهم وآلياتهم إلى أن ارتقى شهيداً بتاريخ 8/10/2012 .
لقد خسرنا أنا والأولاد رجلاً بكل المعاني ، لن أنساه ماعشت ، كيف أنسى من كان سندي وقوتي من أمدني بكل العون لإنهاء دراستي الجامعية الحمد لله رب العالمين الرحمة والسلام لروحه ولأرواح شهداء سورية الأبرار – أولاد الشهيد : محمد سنة خامسة طب أسنان ، جلنار سنة ثالثة أدب انكليزي ، أليسار سنة ثالثة كلية التربية ، هزار في الصف الحادي عشر …قالوا : إليكم أبطال الوطن كل آيات المحبة والتقدير وأمام عظمة تضحياتكم تخشع القلوب وعلى وقع أقدامكم الطاهرة تنبثق الآمال وتنمو يامن تحافظون على راية السيادة والكرامة والعنفوان خفاقة في سماء سورية المقاومة ، المنتصرة، تكتبون فصلاً جديداً في سجل الإبداع الإنساني لقد أبدى والدنا شجاعة منقطعة النظير ، قاتل واستبسل إلى أن ارتقى إلى العلياء شهيداً وروى بدمه تراب الوطن ووفى بوعده لأن الوطن أغلى من الروح ، ففاضت روحه وهو في ميدان البطولة …
واليوم نعيش الذكريات بحزن ونتمسك أكثر بمبادئه وأخلاقه وأحلامه ولن نحيد عنها أبداً.
نسأل الله تعالى الرحمة للشهداء والعافية للجرحى وأن يمن على سورية الحبيبة بالأمن والاستقرار والازدهار وتستعيد عافيتها.
لقاءات: ذكاء اليوسف