الشباب إرادة وروح متجددة

انطلاقة العام الدراسي الجديد على مدارج الجد والمثابرة في مراحل التعليم كلها ، إنما هي انطلاقة الطاقة الكامنة في وعي الشباب خاصة ، وإرادة الحياة عامة وهو واقع مستأنف لا مستحدث ضمن إجرائية تعاقب الأجيال وتتالي الأزمان .
ومن البيّن الواضح في مسارات الحقائق وضروب صعد الحياة كلها أن الطاقة الكامنة في كل جانب ٍ إنما تحيا واقعا ً ملموسا ً في كل منتج ، وعلى متسع كل إنتاج .
ولأن العصر في ألفيته الثالثة وعبر مداراته المتعددة وفضاءاته الواسعة مسكون بإنسانه ، والإنسان مسكون فيه أيضا ً فإن ، هذا يشكل علاقة عضوية من جانب في تكاملية المكانة ما بين الطاقة وما بين السلوك ، ليكون ما تنتجه ثنائية ما سبق حاضرة عبر مشاريع وأعمال تحاكي صنوف الحياة في معطيات كل عمل .
ولأن العلاقة تبادلية تؤثر وتتأثر ، فإن طاقة الإنتاج تقوى على قدر مقدرات الحياة المادية والنوعية من جانب ، وقدرات المرء ، من فاعلية ذهنية وقدرات وإمكانات من جانب آخر . يضاف إلى ذلك ، مدى البراعة في ربح الزمن من خلال استثمار القدرات من جانب و الزمن من جانب آخر فيكون الربح قيمة مضافة تؤكد تلك القيمة الجودة في كل سلوك والحيوية في كل مسار ، ولا أدل على فساحة ذلك في تمكين كل نتاج ومنتج وطاقة وعمل من دنيا الشباب الذي يوقد شعلة الجمر بعزيمة لكأنها شعل على شطوط تأوي إليها السفن على غاربات أمواج بطمأنينة العزيمة والقوة ، هذه العزيمة وتلك القوة التي تعي مسؤولية عمرها الزمني وما تمتلك وتعي ما يعول عليها المجتمع وتفيض بالسجايا والمثل والنباهة في مواجهة كل التحديات بحصافة عقلٍ رزين ، وإدراك ٍ مسؤول فتراها تتجاوز كل التحديات عبر استجابة للثقافة والتربية والتعلم والفهم لتتداخل أنواع التحديات وما ورائيات العولمة بأنواعها الثقافية والسياسية والاقتصادية …. ، والغزو الثقافي ودور المجتمع الالكتروني ضمن مرجعيات مسيسة لأعداء الأمة من استعمار أوروبي وإدارات أمريكية وكيان صهيوني ورجعية متآمرة ، يضاف إلى ذلك واقع الجهل لنفوس ٍ واهنة سلعت بتبعية نحو الغرب ، كل ذلك بما له من أثر ٍ سلبي إنما الشباب الواعي الذي تشرب الصافي الفرات العذب من أصالة الآباء والأجداد وعراقة الأمجاد وشهامة الأبطال وعرق الصادقين في التجذر والانتماء والبذل والعطاء عبر نجيع أنبل من في الدنيا وأكرم بني البشر في سمّو الطهر ورقي الخلود ، فإن أولئك الشباب الحاضرين في جنبات هذا الانتماء السّامي لوطن الأبجدية والانتصارات هم الحاضرون عوالم متجددة من مثابرة وغنى معارف واكتناز خبرات وثراء مهارات وفق اجتهاد منظم ٍ مدروس ووعي مصقول ٍ ما بين أسرة ٍ ومدرسة ٍ وجامعة ٍ وقيم ٍ وآفاق فهم ٍ وحذاقة لمعنى هذا المدى الخيّر لعمرانية الحضور في مرابع الجمال وإشراقة كل نضارة في دنيا الحياة حيث روحها المتجددة هي إرادة الشباب .
نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار