عاصفة ليست بالهينة تمر على السوريين…
بعد التحرير استشرست قوى العدوان والجهات الخادمة لها لبث الفوضى وزعزعة الثقة بين أبناء الشعب المتعطش للتغيير وبين الحكومة التي تستبسل لتنفيذ كل المهام المنوطة بها مع إرث ثقيل خلفه النظام البائد..
السويداء ومنذ التحرير كانت في عين العاصفة …
وشهدت أياماً صعاب حصل فيها ماحصل من التجاوزات بين أبناء البلد الواحد والتاريخ الواحد ما أحزن كل السوريين وسادت حالة من الفوضى سببها الرئيسي تغييب وجود الدولة، ولعدة أيام خشي السوريون كل السوريين من فقدان البوصلة إلا أن الحكومة عاودت الإمساك بدفة القيادة و تغليب العقل والمصلحة الوطنية الجمعية على الانتقام القبلي أو المناطقي وغلب السيد الرئيس في خطابه مع الشعب منطق الحكمة و التعقل واحترام صِلات الإخوة بين أبناء الشعب الواحد، الشعب الذي يشتاق للأمان والاستقرار و العودة إلى وضعه الطبيعي بين الأمم لبناء سوريته الحرة وليمثل فعلاً و قولاً الشعب السوري واحد وفاءً لدماء شهداء وثوار ناضلوا لأربعة عشر عاماً…
اليوم وبعد أيام عصيبة مرت على السويداء السورية وفرض إيقاف إطلاق النار تتوجه 40 شاحنة حكومية محملة بمواد إغاثية إلى السويداء يرافقها وفد حكومي دخوله المدينة لغاية كتابة الزاوية مازال بين أخذ ورد ..
اليوم كل الاعتبارات والانتماءات تتنحى ليبقى الانتماء للوطن ولسوريا هو الأصل و الفصل بعد أن أثبتت الأيام والتجربة أن الانكفاء على الولاءات الضيقة والمراهنة على خيارات غير سورية لن يستفيد منها سوى الكيان الإسرائيلي بأهدافه الواضحة في جعل سوريا ضعيفة، مقسمة وتعج بالنزاعات الأهلية الغريبة عن السوريين و التي جاءت بعد شرخ عمودي في المجتمع اصطنعه النظام البائد.
فلنبتعد عن تعميم التخوين وكل مسيء لا يمثل إلا نفسه والسوريون بالجمع العام هم أهل المحبة والسلم أبناء الجيش كلهم أبناؤه وعناصر الدفاع المدني من كل المحافظات يؤدون مهامهم في كل المحافظات بعيداً عن أي اعتبار آخر إلا المصلحة السورية.
السوريون وهم أبناء الحضارة ومن أوائل الشعوب التي صاغت القوانين على رُقم حجرية لتنظيم المجتمعات… كلهم راغبون بالانضمام تحت راية الدولة الملتزمة بكل مواطنيها دون أي استثناء تحت كنف الدولة حيث يُحاسب المخطئ وتُحترم الحريات والحقوق بعيداً عن أي ارتباط بالخارج.
بالتأكيد يوجد من يختلف مع الحكومة الجديدة بأمور عدة لكن لاخلاف على الدولة ووحدتها وقوتها لنعبر كلنا المرحلة الانتقالية بأمان .
اليوم السوريون كلهم ذوو مسؤولية في تغليب العقل واستمرارية الحوار بما يضمن إدماج جميع القوى في سوريا الجديدة التي تتسع للجميع وتحت مرجعية واحدة هي القانون.
هنادي سلامة