تحولت خلال الأيام الماضية جامعة البعث وتحديدا ً كلية العلوم إلى خلية عمل مكثف تمهيدا ً لاستقبال النهائي الوطني التاسع للمسابقة البرمجية السورية للجامعات scpc 2019 حيث تم تجهيز القاعات المناسبة للمسابقة وأجهزة الحاسوب الخاصة بها إضافة لتجهيز عدد من الوحدات السكنية في المدينة الجامعية لاستقبال المتسابقين والمنظمين والمحكمين في هذه المسابقة .
وانطلقت فعاليات النهائي الوطني التاسع للمسابقة البرمجية السورية للجامعات يوم 18 / 9 في جامعة البعث بالتعاون مع هيئة التميز والإبداع بمشاركة 75 فريقاً من 20مؤسسة أكاديمية سورية من معاهد وجامعات حكومية وخاصة .
والمسابقة الوطنية هي المرحلة التأهيلية الثانية للوصول إلى النهائي العالمي، فالفرق الحائزة على المركز الأول على المستوى الوطني ستتأهّل للمشاركة في بطولة إفريقيا والدول العربية الثالثة والعشرين التي تقام في شهر تشرين الثاني من هذا العام، ويجري في النهائي الإقليمي انتقاء الفرق التي تمثل المنطقة العربية في النهائي العالمي ICPC2020 الذي سيقام في جمهورية روسيا الاتحادية بمشاركة نخبة جامعات العالم
وأكد الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس جامعة البعث أن هذه المسابقة العلمية والوطنية رائدة في عصر تقانة المعلومات لاحتضانها لكافة المواهب الجامعية الشابة في مجال المعلوماتية، معيارها التنافس العلمي في حل التجارب والمسائل في مجال العلوم الرياضية والخوارزميات والعلوم المعرفية البرمجية ليبقى المعلوماتيون الجنود الحقيقيون بمواقع العمل والدراسة والإنتاج لتطوير علوم البرمجة كماً ونوعاً وللمساهمة في عملية البناء والإعمار.
وأشار الدكتور الخطيب أن استمرارية المسابقة البرمجية الجامعية دليل على صحتها ونجاحها فهي من أهم النشاطات العلمية الجامعية والمعرفية التي تدعم الجيل الجديد، ورسالة وطنية للمجتمع وللعالم وتترك في بصماتها الفكر والتميز والإبداع.
الطلبة هم مستقبل سورية
الدكتور أسامة إسماعيل مدير المسابقة البرمجية بإفريقيا والوطن العربي قال : إن المستوى المتميز للطلبة السوريين لم يأت من فراغ بل جاء من اهتمام إدارة الجامعة والقيادة السياسية، فهم مستقبل سورية والوطن العربي وعليهم يعول في عملية البناء في المرحلة القادمة وفي التطوير الذي يعتمد على المبرمجين والذكاء الاصطناعي، وعليهم أن يكونوا المفتاح لصنع بصمة في الذكاء الصنعي، منوهاً أن كل مشارك سفير لباقي أصدقائه في جامعته كما كان في العام الماضي عندما حققت سورية المركز 21 على مستوى العالم بالمسابقة البرمجية العالمية.
فكر غير تقليدي
وأعرب المهندس محمد فؤاد المدير التنفيذي للمسابقة البرمجية العربية في الوطن العربي وشمال أفريقيا عن مدى فخره لحضور نهائي المسابقة البرمجية في سورية مشيداً بالجهود المقدمة من إدارة المسابقة و نوه إلى أن الفريق السوري حقق في العام الماضي أفضل نتيجة على المستوى العالمي لفريق عربي في / 44 / سنة مضت من عمر هذه المسابقة بحصوله على المركز / 21 / عالميا ً وهذا دليل قوي على أن السوريين قادرين على التميز والإبداع رغم سنوات الحرب الطويلة لأن الشاب السوري هو رجل علم وكفاح وعمل وإصرار وعزيمة وهو قادر على حل أي مشكلة تواجهه بتركيز وسهولة ، وأشار فؤاد إلى أن المسابقة تحتاج إلى فكر غير تقليدي لمعرفة حل المسائل ومشاكلها وللحصول على أفكار ومشاريع جديدة وحلول جيدة، مشددا ً على الحاجة إلى شباب يمتلك قدرات في مجال البرمجيات لأن الأيام القادمة هي للذكاء الصنعي .
خلق حالة من التكامل
نبوغ ياسين مديرة الاولمبياد العلمي السوري في هيئة الإبداع والتميز قالت : إن هذه المسابقة جديدة على هيئة التميز والإبداع وأن الهيئة لأول مرة ترعى هذه المسابقة بهدف خلق نوع من التكامل بمجال المعلوماتية ابتداء من الأعمار الصغيرة والشباب وحالياً الجامعيين للتوسع باختصاص المعلوماتية وتعميقه لديهم، مؤكدة أن جميع الجامعات السورية ممثلة في هذه المسابقة لكونها حدثاً علمياً واجتماعياً وحضارياً هاماً لأن تواصل الشباب الجامعي فيما بينهم يخلق حالة من التفاعل والتعارف وكلها تعتبر قيماً مضافة للمحتوى العلمي الذي نريد الوصول إليه وأشارت ياسين إلى أن المسابقة أسلوب حياة وطريقة تفكير جديدة، وأن هيئة الإبداع والتميز ستبدأ رعاية طلاب المعلوماتية والمواهب من الأعمار الصغيرة مرورا بالمسابقة البرمجية الجامعية وأضافت ياسين أن إقامة هذه المسابقة في جامعة البعث هو رسالة تأكيد لعودة حمص لمكانتها كمركز إشعاع ثقافي وحضاري عبر جامعة البعث العريقة التي تعمل بكامل طاقتها لتخريج جيل شاب مثقف سيكون له دوره الهام في إعادة إعمار سورية مستقبلا ً .
تعميق مهارات البرمجة والتحليل
ولفت الدكتور جعفر الخير مدير المسابقة البرمجية الجامعية في سورية أن المسابقة عبارة عن مسابقة فرق، يتألف الفريق الواحد من ثلاثة متسابقين ومدرب، ويعمل المتسابقون على جهاز حاسوب واحد لحل مجموعة من المسائل الحياتية برمجياً خلال خمس ساعات متواصلة، يفوز الفريق الذي ينجح في حل أكبر عدد من المسائل بأقصر وقت، حيث يعمق الطلبة عبر المسابقة مهارات البرمجة والتحليل المنطقي للمسائل وتكامل العلوم والمعارف للوصول إلى حلول أصيلة، إضافة إلى اكتساب روح التحدي والإبداع والعمل كفريق واحد تحت الضغط والتنافس الشريف والتطوع وأكد الدكتور الخير أن المسابقة صدرت أبناءنا إلى كل أنحاء العالم وبرهنت مقدرة الشباب السوري على تحقيق الإنجازات والإبداع الفكري في مجال البرمجيات.
أراء المتسابقين
كنان قنص طالب سنة ثانية في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة البعث : خضنا بداية المسابقة على مستوى جامعة البعث وتأهل فيها / 14 / فريقا ً للمنافسة على مستوى القطر والتأهل إلى المسابقة العربية التي تؤهل الفائزين إلى النهائيات العالمية والهدف من هذه المسابقة هو تنمية المهارات البرمجية لدى المشاركين وزيادة خبرتهم في مواجهة المشاكل التي تعترضهم بأسرع وقت وأقل نسبة من الأخطاء والمسابقة هي عبارة عن مجموعة من المسائل والبرمجيات التي يجب حلها بأسرع وقت وأقل نسبة أخطاء ، وهذه مشاركتي الأولى في هذه المسابقة وأتمنى الفوز والوصول إلى النهائيات العالمية في السنوات القادمة لرفع اسم سورية عاليا ً في المحافل العربية والدولية .
عبادة علي من هيئة التميز والإبداع قال : المسابقة لدعم الأفكار البرمجية في حل المسائل التي تواجه الشخص بأسرع وقت ممكن وتنمية القدرة على التفكير وابتكار الحلول .
ليث عود من جامعة تشرين قال : المسابقة عبارة عن مجموعة مسائل برمجية يجب أن يتم حلها بأفضل وأسرع الطرق وكل فريق في المسابقة مؤلف من / 3 / متسابقين يرافقهم مدرب ولهذه المسابقة أهمية كبيرة من خلال دفع الشخص للتفكير بعدة طرق للوصول للحل الأفضل لمعالجة المشاكل الموجودة في واقعنا ومجتمعنا من خلال استخدام الحاسوب …
بشار عجم من جامعة الاتحاد الخاصة بحلب قال : المسابقة عبارة عن خوارزميات يتم من خلالها حل مشاكل واقعية بأفضل طريقة وأقصر وقت ممكن وهذه مشاركتنا الثالثة وفي كل عام يكون هناك تطور أكثر من العام السابق وفرق سورية حققت مراكز مهمة على مستوى العالم من خلال مشاركاتها المتعاقبة .
وقال ليث سلامة من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا : المسابقة الخطوة الأولى للوصول إلى العالمية من خلال الفوز والتأهل إلى المسابقة العربية حيث يتأهل الفائزون بالعربية إلى النهائيات العالمية والمسابقة تزيد من المقدرة على التفكير بإيجاد الحلول المناسبة لأي مشاكل تعترضنا بأفضل الطرق و أقصر وقت ممكن كما أنها تمنحنا فرصة جيدة للتعرف على زملائنا الطلاب من مختلف الجامعات في القطر .
جامعة البعث في المركز الأول
تنافس في اليوم الأخير من المسابقة على مدى خمس ساعات 75 فريقا ً، ويتألف الفريق الواحد من ثلاثة متسابقين ومدرب، يعملون على جهاز حاسوب واحد لحل مجموعة من المسائل الحياتية برمجياً اعتماداً على مهارات البرمجة والخوارزميات والتحليل المنطقي للمسائل، يفوز الفريق الذي ينجح في حل أكبر عدد من المسائل بأقصر وقت فكانت النتائج النهائية على الشكل التالي :
المركز الأول : فريق بيكي بلايندرز من جامعة البعث
المركز الثاني: فريق اكسبتوفيلا من جامعة تشرين
المركز الثالث : فريق ايسرت من جامعة دمشق
وبعد إعلان النتائج أكد الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس جامعة البعث أن المسابقة أثبتت للعالم أن المشاركين جيل واع وقادر على تحدي كافة الصعاب، والفرق المشاركة اكتسبت الكثير من الخبرات المضافة من خلال تبادل الأفكار مع الأصدقاء وأن هذا الفوز هو نتيجة جهد ومثابرة متواصلة من الطلبة المتميزين في جامعة البعث الذين يشاركون في هذه المسابقة التي تسمى / حرب العقول / وهذه الخطوة الأولى لفريق جامعة البعث لرفع اسم سورية عاليا ً في المحافل الدولية من خلال فوزه بمراكز متقدمة في المسابقة العربية وتأهله إلى المسابقة العالمية والحصول على مركز أفضل من الذي حققته سورية في العام الماضي بما يتناسب مع مكانة سورية الحضارية والعلمية ولتتواكب مع انتصارات جيشنا الذي يسطر أروع ملاحم البطولة والفداء بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ضد الإرهاب التكفيري وداعميه وأضاف الدكتور الخطيب إن المقومات الأساسية لهذا النجاح تتلخص في مناهجنا الدراسية المتطورة والاهتمام بالطلاب المتميزين وصقل مواهبهم للاستفادة منهم في إعادة إعمار بلدنا الحبيب سورية.
. بدورهما قال الطالبان طوني مقدسي ومارسيل إبراهيم من فريق جامعة البعث إن المسابقة أصبحت فرصة سنوية لإظهار قدراتهم في مجال البرمجيات وتطوير مهاراتهم بمساعدة أساتذة مختصين وبدعم من الجامعة .
يذكر أن الفرق الحائزة المركز الأول على المستوى الوطني ستتأهل للمشاركة في بطولة إفريقيا والدول العربية الثالثة والعشرين التي تقام في شهر تشرين الثاني من هذا العام في مصر.
يوسف بدور