رآي.. عندما تتضافر الجهود ..

منذ أشهر عدة سلطت العروبة الضوء على آلية العمل و كميات الإنتاج في معمل مزج الزيوت بحمص و كان الهم الأكبر والعائق الأول للعمل جمود في آلية التسويق و التسبب بخسارات تصل إلى الملايين من الليرات السورية .. و لأن للإعلام الدور المهم في الإضاءة على السلبيات و تعزيز الإيجابيات لاقى التقرير المنشور في جريدة العروبة بالصفحة الاقتصادية الاهتمام من قبل الجهات المعنية و العمل الجاد لتدارك الخلل و سد الثغرات خاصة و أن السوق كانت متاحة للبضائع المستوردة بشروط أخف من التي يلتزم بها المعمل و بذلك استطاع القطاع الخاص تحقيق أرباح كبيرة و بأسعار مخفضة الأمر الذي خلق بيئة تنافسية غير عادلة.. إلى أن جاء القرار الوزاري بفرض ضريبة تقدر ب500 ل.س على كل كيلو من الزيت المستورد, و بذلك اضطر الخاص لاستيراد أنواع تتمتع بجودة جيدة لتفرض ذاتها في السوق و لتلاقي الترويج المناسب …و هنا ظهر تميز منتجات معمل مزج الزيوت و التي أثبتت التجربة أنها الأفضل من حيث النوعية و الالتزام بشروط التصنيع ..
ليكتمل النجاح بإصرار من قبل الكوادر المحلية في المعمل على تجاوز تبعات الحصار الاقتصادي المفروض على سورية و الاجتهاد لتنفيذ أفكار مبدعة و خلاقة بالاعتماد على الذات و وفق الإمكانيات المتواضعة المتاحة, و تمكنوا من إصلاح أكثر من 70 طناً من الزيوت التي كانت معدة للبيع على أنها محروقة بسبب طول مدة التخزين و إصلاحها و تحويلها إلى منتجات تماثل الجديدة بالنوعية و المواصفات و بتكاليف أقل محققة بذلك أرباحاً كبيرة…
كما تمكنت الكوادر ذاتها من إنتاج عشرة أنواع من الزيوت حلت محل الأجنبي المستورد و كانت أفضل منه عند التجربة و بذلك حققت وفراً كبيراً بالقطع الأجنبي…
إذاً … لابد لنا هنا من الإشارة إلى تميز الخبرات المحلية التي تنتظر دعماً حقيقياً لتبدع أكثر و لتكون أقرب إلى الحلول المثالية لتغيير النتائج نحو الأفضل …
و لايمكن أن ننسى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الملتزم بقضايا وطنه و أهمية متابعته وتتويج الجهود كافة بقرارات صائبة تصب في مصلحة الوطن و المواطن و تدعم الاقتصاد المحلي بالشكل الأمثل.
هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار