اجتماع ما بعد منتصف الليل يصحح الرؤية والمواقف

المتتبع للأحداث والتطورات الأخيرة في سوريا بات يدرك بشكل واضح الحكمة السياسية التي تنتهجها الدبلوماسية السورية خاصة فيما يتعلق بالملف الدولي الخارجي ,ودليل ذلك النجاحات التي حققتها والقفزات النوعية التي وصلت إليها وفي زمن قياسي , كل ذلك يؤكد للقاصي والداني النهج الحكيم والعمق الاستراتيجي للدبلوماسية السورية التي تستحق كل التقدير والعرفان على الانجازات التي حققتها وتحققها بما يعود بالخير على بلدنا الذي استعاد عافيته وقواه وبدأ برسم سياسته الخارجية المبنية في الدرجة الأولى على مصلحة الوطن والمواطن في آن معا .
ولقاء الرئيس الشرع مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب السيد براين ماست أمس ما بعد منتصف الليل بحضور عدد كبير من الجالية السورية الأمريكية في واشنطن يؤكد حنكة وذكاء القيادة السورية الجديدة وقدرتها الكبيرة على الإقناع وتغيير المواقف بناء على الاعتماد على الدلائل والقرائن والمعطيات الحقيقية غير المزيفة التي تدل على النهج المبدئي الذي خطته سوريا وتسير وفقه بثقة كبيرة التي تهدف إلى بناء سوريا الجديدة والوصول بهذا البلد الأبي إلى بر الأمان .
لقاء الشرع برئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي كان هاما جدا وضروري أيضا حيث أستطاع الرئيس الشرع بحكمته وبعد نظره السياسي تصحيح وجهات نظر ومواقف براين تجاه سوريا والمساهمة الفاعلة في تعديل رؤيته في العقوبات المفروضة على سوريا وتحول السيد براين ماست الذي كان المعطل الرئيسي لإلغاء قانون قيصر إلى شبه مؤيد لإلغاء قانون قيصر.
أكد الرئيس الشرع خلال اللقاء للسيد براين ماست” بأن سوريا تريد السلام لأهلها وللمنطقة, وتريد سوريا محاربة التطرف وإعادة بناء البلد عن طريق الاقتصاد وأن الاقتصاد سبيل الاستقرار كما أن سوريا تريد للشركات الأمريكية أن تكون في سوريا وتستثمر في سوريا وعند الاستقرار يختفي التطرف”.
بعد الحوار واللقاء البناء والهادف توصل براين إلى حقيقة أن سوريا في طريقها إلى التعافي وإعادة البناء والإعمار لتأخذ موقعها الصحيح على خارطة العالم ,حيث قال :” حان وقت إحلال السلام وإعطاء سوريا فرصة حقيقية ” .
رغم العراقيل والصعوبات التي تعترض طريق سوريا من قبل ضعاف النفوس الذين يريدون تخلفها ودمارها ووضع العصي في العجلات من خلال دس السم في العسل , سوريا اليوم ماضية بكل عزيمة وإصرار في مسيرة البناء وإعادة الإعمار لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة تنعم بالأمن والاستقرار الذي ينشده أهلها الشرفاء الذين يتطلعون بكل أمل وتفاؤل إلى غد مشرق ينتظره الجميع .

محمود الشاعر