في إطار النهج الدبلوماسي المنفتح الذي تتبناه القيادة السورية، يواصل السيد الرئيس أحمد الشرع سلسلة لقاءاته الحوارية مع المسؤولين الدوليين، مؤمناً بأن لغة الحوار والعقلانية هي السبيل الأنجع لخدمة مصلحة سوريا وشعبها.
هذا النهج لم يأت من فراغ، بل هو انعكاس لإرادة قوية لفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية، تقوم على الاحترام المتبادل والفهم المشترك لمتطلبات المرحلة الراهنة.
وكان للقاء السيد الرئيس مع النائب الأمريكي براين ماست في واشنطن دلالة خاصة في هذا السياق، حيث مثل محطة فارقة في مسار العلاقات الثنائية، هذا اللقاء الذي جرى في أجواء مهنية مباشرة، استطاع أن يحدث تحولاً ملحوظاً في موقف أحد أبرز المعارضين لقضية سوريا، حيث بدأ ماست يظهر تفهماً أكبر للموقف السوري، معبراً عن انفتاح جديد تجاه فكرة إعادة النظر في العقوبات.
وجاءت تصريحات النائب ماست بعد اللقاء لتعكس هذا التحول الإيجابي، حين أكد أن “حان وقت إحلال السلام وإعطاء سوريا فرصة حقيقية”، وهي العبارة التي تشير إلى بداية تغير في الرؤية الدولية للقضية السورية، هذا التغير لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الواضحة التي قدمها الرئيس الشرع خلال الحوار، حيث أبرز أهمية تحقيق السلام والاستقرار لأبناء سوريا والمنطقة، معتبراً أن محاربة التطرف تمر حتماً عبر إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.
كما شدد الرئيس الشرع على أن الاقتصاد هو وسيلة تحقيق الاستقرار الدائم، ودعا إلى انفتاح أكبر على الاستثمارات الدولية، بما فيها الأمريكية، للمساهمة في بناء سوريا الجديدة، هذه الرؤية المتكاملة استطاعت أن تقدم صورة واقعية عن تطلعات الشعب السوري وآماله في غد أفضل.
إن نجاح هذا اللقاء يؤكد مرة أخرى فعالية نهج الحوار والعقلانية في معالجة القضايا الشائكة، وقدرة الدبلوماسية السورية على كسر الحواجز وبناء جسور التفاهم، فالقدرة على الجلوس مع الخصوم، والاستماع إلى آرائهم، وعرض الحجج والبراهين بلغة منطقية مقنعة، كلها عوامل ساهمت في تحقيق هذه النقلة النوعية.
ومع استمرار هذه الجهود الدبلوماسية البناءة، يبدو المستقبل أكثر إشراقاً لسوريا، حيث أصبح تحقيق السلام والاستقرار الاقتصادي هدفاً ممكناً من خلال مواصلة الحوار البناء والتعاون الدولي.
هذا النهج في الانفتاح على الحوار، مع الحفاظ على الثوابت والمصالح الوطنية، هو الكفيل بفتح الأبواب أمام حلول عملية تخدم مصلحة الشعب السوري وتحقيق الاستقرار المنشود.