مفاجأتان من العيار الثقيل في افتتاح كأس العرب الحادية عشر،بطلاها،المنتخبان السوري والفلسطيني،في منافسات المجموعة الأولى، التي تضم أيضاً تونس وقطر صاحبة الأرض والجمهور.
وكما في كل البطولات الكبرى والصغرى،كل التوقعات تصب في صالح الأقوى،أو صالح من يمتلك تاريخاً كروياً، فيه بطولات وألقاب،لكن الميدان هو من يفرض نفسه،ويسقط كل المراهنات والتوقعات.
كل المنتخبات والفرق تتطور،ومن المجحف أن ،نحكم على الفرق مهما كانت مستوياتها سابقاً،تونس وقطر تأهلتا لكأس العالم،وسوريا وفلسطين لم يحظيا بهذا الشرف حتى اللحظة،مباراتا الأمس،فازت سوريا على تونس،وفلسطين على قطر.
هناك من يبرر النتيجة على أساس أن المنتخبين،التونسي والقطري يشاركان بلاعبين من الصفوف غير الأولى،لم يتم استدعاء المحترفين من أوروبا وغيرها لعدم اهتمامهم بالبطولة،أو ربما لاعتقادهم أنه بأي مجموعة من اللاعبين يستطيعون تجاوز الفرق المصنفة في المراكز الأدنى.
نعتقد أن كل هذه المبررات لا مجال لها،وهي محاولات للتقليل من أهمية فوز المنتخبين الضعيفين(حسب رؤيتهم)على المنتخبين الأقوياء والمرشحين للبطولة..!!
بالنسبة لنا،فقد تحقق الأهم،بداية مثالية لمنتخبنا الوطني في افتتاح منافسات الجولة الأولى من بطولة كأس العرب،حيث جدد منتخبنا الفوز على المنتخب التونسي بهدف نظيف،وكذلك فعل المنتخب الفلسطيني الذي صعق القطريين بفوز مشابه في الدقائق القاتلة للمباراة.
الجولة الأولى مضت،وعلينا الآن الاستعداد للمباراة التالية مع القطريين,والتي من المتوقع أن تكون صعبة للغاية،القطريون يلعبون على الفرصة الأخيرة والخسارة تعني الخروج المبكر،ومنتخبنا يريدها استمرارا لما حققه في الافتتاح والارتقاء على سلم الترتيب في صدارة المجموعة،وفي المباراة الثانية،التونسية-الفلسطينية ينطبق نفس الكلام.
منتخبنا أثبت أن الطموح والإرادة،هما مفتاح النجاح الذي يظهر في الميدان،وهو تجاوز عقدة الخوف ورهبة المباراة الافتتاحية،و أظهر وجهاً مختلفاً ومتطوراً لكرة القدم السورية تحت قيادة الإسباني خوسيه لانا والذي ظهرت لمساته خلال الشوط الثاني في المباريات الأخيرة التي خاضها المنتخب.
حماس الفوز في الافتتاح،رفع سقف أحلامنا للمضي بعيدا في البطولة،والمنطق يقول ،مهما كانت المسافة التي يصلها المنتخب،يبقى الأهم إثبات الذات والمقدرة،وأننا لم نأت للبطولة كضيوف شرف،نعم جئنا لننافس في العرس الكروي العربي.
عادل الأحمد