انتصارات كبيرة حققها رجال الجيش العربي السوري… في معارك الشرف والكرامة ضد العدوان الإرهابي بأدواته ورعاته .. هم مصدر الفخار وعرين البطولة والشجاعة… سطروا صفحات مشرقة في الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته واستقلاله ،مقدمين أغلى ما يملكون في سبيل الانتصار… انتصار سورية المقاومة … الصامدة بشعبها وجيشها وقيادتها المتمسكة بثوابتها وحقها في الدفاع عن سيادتها وكرامة أبنائها..
يتسابقون على درب الإباء ليكونوا النموذج الرائع للرجولة والبسالة والتضحية والفداء….
مواقف شجاعة مستمدة من أصالتهم ومن انتمائهم الوطني في تصديهم للإرهابيين ، ستبقى خالدة بمعانيها ،تحمل في طياتها قيماً بطولية خلاقة وسفراً نضالياً ساطعاً .
تتابع جريدة العروبة توثيق حكايات البطولة وقصص الرجولة لفوارس ميامين وقفوا في وجه أعتى حرب إرهابية ليعود الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية الحبيبة…فكانت اللقاءات التالية:
أسرة الشهيد البطل الرائد حيان هاشم النقري:
هم الأوفياء يوم الفداء
يشق الشهيد طريقه إلى أعماق قلوبنا كنسمة ندية مفعمة بعبق الورد والريحان ليبقى أغنية حب ، وقصيدة نضال تتغنى بها الحناجر والأفئدة على مر الأيام ، والشهيد البطل الرائد حيان هاشم النقري واحد من أبناء الوطن البررة الذين هبوا لتأدية الواجب وكانوا السباقين إلى العلياء ليهدوا للورد ماءه، وللفل بهاءه…وللزيتون زهره..ولليمون عبقه.
يقول والد الشهيد: إن تاريخ الجيش العربي السوري حافل بصور البطولة والتضحية والفداء ووقفات العز والشرف والإباء والشواهد على ذلك كثيرة ،واليوم يخوض ملاحم تاريخية مشرفة بتصميم وعزم على متابعة مسيرة التطهير لكل ذرة تراب وكل قطرة ماء،كل بطل يؤدي دوره بدقة وإبداع وتفان مرتقياً إلى أعلى درجات المسؤولية ، مؤكدين أنهم الجند الأوفياء والأبناء البررة المستعدون للتضحية بالأرواح ليبقى الوطن أبيا شامخاً عزيزاً ينتقل من نصر إلى نصر ،وبالنسبة للبطل حيان فهو جندي من جنود الجيش العربي السوري العظيم… واجه مع رفاقه المجموعات الإرهابية ،أثناء هجومها على ناحية القريتين بكل شجاعة وبسالة.
ومع كل هذه التحديات كان البطل يقول: نحن اليوم أكثر إرادة وتصميما على متابعة غمار الحروب لإفشال مخططات ومشاريع الهيمنة الصهيونية والغربية الساعية للنيل من كرامة الشعب السوري وسيادته، والتصدي للعصابات الإرهابية وتطهير الوطن من رجسهم ،وما نشهده اليوم من تضحيات عظيمة دليل محبة الشعب السوري وتقديسه لوطنه وما هو إلا نتاج ما أسس له شهداؤنا الأبرار .
بتاريخ 20/9/2012 أثناء تنفيذ مهمة في ملاحقة العصابات المجرمة تعرض حيان والأبطال لكمين من مجموعة إرهابية ،دارت بينهم اشتباكات عنيفة أصيب البطل حيان برصاص في أنحاء جسده وارتقى شهيداً في سبيل الوطن .
وما أصعب فراق الأحبة ،لكن قدر الله وما شاء فعل ،كل شيء يهون في سبيل نصرة الوطن ،الأبناء والأرواح فداء لترابه،لأن الوطن كرامتنا ووجودنا أعتز وأفتخر بوسام الشرف هدية البطل حيان وهنيئاً لمن استشهد في سبيل الوطن .
– والدة الشهيد السيدة أميرة تحدثت قائلة: ودعته الوداع الأخير ،إنه يحتل مساحة تفكيري لا يغادر ذاكرتي ،أخبئ كلامه بين حنايا روحي وقلبي حيث قال:نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت… احترفنا المواجهة وامتهنا تحطيم المستحيل إننا الأبطال لا نحني رؤوسنا ..و للمجد ترخص النفوس…
اسألوا عنهم الأرض التي تردد صدى قسمهم أن يفتدوها بالأرواح ،فكانوا الأوفياء يوم الفداء …اسألوا راية السيادة والكرامة والعنفوان وهي تخفق في سماء سورية الصامدة ، المنتصرة…
وأضافت : هم ينبوع البطولة وعنوان الرجولة،أبوا أن يتنفسوا غبار الذل لأنهم فرسان أحرار من بلد النور والسلام ..أرواحهم تبشر بالنصر وانبلاج الصبح مهما استعرت المعركة ومهما استشرس الأعداء وتمادوا في غيهم وإرهابهم…
دماؤهم شعلة يستنير بها كل من يريد أن يتعلم معنى التضحية والفداء ويسير على طريق النصر والأمان..
استشهادهم أوسمة فخر واعتزاز على صدور السوريين جميعاً …
تلقيت نبأ استشهاد ابني حيان الذي نال شرف الشهادة وهو يواجه مع رفاقه الارهابيين بكل فخر وشموخ ..استشهد وهو يواجه ويقاتل أعداء الوطن ..لقد كان منذ صغره شهماً كريماً خلوقاً ، وعندما التحق بصفوف القوات المسلحة كان شجاعاً ومقداماً مؤمناً بقدسية مهمة الدفاع عن الوطن وتطهيره من شرور الإرهاب ،لقد أدى واجبه بكل أمانة ومسؤولية وارتقى شهيداً فداءً للأرض الطاهرة فداء لهويتنا الوطنية …شوقي له لايعلم حجمه إلا قلوب الأمهات اللواتي فقدن أولادهن في هذه الحرب الحاقدة الظالمة ، الحمد لله الذي اختاره لهذه المنزلة العظيمة وشرفني بلقب أم الشهيد .. رحمه الله ورحم شهداء الوطن الأبرار .
ذوو الشهيد البطل الملازم شرف سليمان عزيز العباس :
اقتحموا الموت بعنفوان الحياة
عندما تتلون دروب الوطن بلون دماء الشهداء ويزهر ترابه شقائق النعمان نقف إجلالاً لملحمة العشق الازلي التي خلدها أبناء الوطن فأينعت نصراً تلو النصر وعشقاً يتلوه عشق لأرض أنجبت أبطالاً وستبقى القلوب تنبض بحبها …
من الأسماء الخالدة في عالم الخلود الشهيد البطل الملازم شرف سليمان عزيز العباس .. الذي التحق بصفوف القوات المسلحة واضعاً الشهادة نصب عينيه مؤمناً أن الوطن لن ينتصر إلا بتضحية أبنائه البررة .
والد الشهيد يقول : لقد كانت رؤية سورية الفكرية في مواجهة أعداء الأمة السبب الرئيسي في قيام الغرب بتبديل وتطوير إستراتيجيته العدوانية ضد قوى المقاومة.. وما تعرضت له بلادنا من عدوان كبير اشتركت فيه قوى تآمر متعددة ، ما هو إلا تجسيد حقيقي لهذه الاستراتيجية العدوانية الجديدة ، حيث تتوزع الأدوات والمهام للوصول إلى هدف واحد وهو إضعاف سورية وبالتالي إبعادها عن دورها التاريخي ..
لكن سورية ماضية في إفشال العدوان ، مستندة في ذلك على إيمان شعبها بأهمية الدفاع عن الوطن ، واستكمال لوحة انتصارها.انضم البطل سليمان منذ بداية الحرب على بلادنا إلى القوات المسلحة تلبية لنداء الفجر والواجب في الدفاع عن أرض سورية الحبيبة ضد العصابات الإرهابية المجرمة التي تعتدي على الوطن والمواطنين ، وكان له شرف المشاركة في الأعمال القتالية مع رفاقه ضد الإرهاب في ريف دمشق فكان أهلاً للأمانة في مواجهة الإرهاب التكفيري والمشروع الاستعماري مجسداً كل معاني الصمود والتضحية والفداء في سبيل عزة وطننا وكرامة شعبنا الأبي ..لقد حدثني رفاقه عن شجاعته وأعماله القتالية والبطولية وعن إرادته واندفاعه..
بتاريخ 6/8/2012 وفي أثناء تأدية إحدى المهام على طريق مطار دمشق الدولي تعرض سليمان مع رفاقه لكمين إرهابي تبادلوا إطلاق الرصاص ، قام البطل سليمان بالتغطية النارية ليتمكن رفاقه من الانسحاب وبعد أن تم الأمر نال شرف الشهادة في سبيل الله والوطن… استشهد سليمان بعد أن نفذ مهامه ونال عظيم الشرف ..
أخيراً أشكر جريدة العروبة التي تتيح لأسر الشهداء الحديث بكل عفوية وراحة عن أحبائهم الشهداء الرحمة والخلود لهم والنصر للوطن العظيم سورية .
السيدة أديبة والدة الشهيد تقول : تلخصت في شخصية ابني كل الصفات والمزايا الحميدة التي أكملها وجسدها باستشهاده وارتقائه الى أعلى درجات المجد والخلود ..
لقد انتصر على الإرهاب المجرم في أكثر من مهمة لأنه كان مؤمناً بأننا أصحاب حق وأن الوطن بحاجة إلى رجال أشداء يحمونه من المتآمرين والعملاء ..
إن الإسلام أعظم رسالة تدعو إلى الخير والمحبة وسعادة البشرية والإنسانية رسالتها الحفاظ على أمن الناس وسلامهم ، فمن أين جاء هؤلاء المجرمون والقتلة الذين عاثوا في الأرض قتلاً وتخريباً . ومن أين جاؤوا بأفكارهم الضلالية التكفيرية ؟؟ هؤلاء لا دين لهم ولا يمتون للعروبة بصلة ، لأنهم صنيعة العدو الذي قام بزراعتهم بين أبناء الأمة ، وتحمل أبطال الوطن مهمة انتزاعهم من بيننا وإزاحة هذه الغمة عن حياتنا ، وتطهير حياتنا من وجودهم وتطهير أنفسنا من فكرهم لننطلق إلى مستقبل النصر والأمان.
أهل الشهيد البطل الملازم شرف سليمان نزيه العك :
رسموا أبجدية الصمود
لولاهم ما سطر التاريخ ملحمة ، ولا تحطم قيد ولا انجلت ظلمة ، يوم التلاقي بساحات الوغى لهم بأس وعز وإقبال وعنفوان ..طوبى لهم الفردوس جنتهم ..طوبى الخلود في النعيم أيها البطل الشهيد سليمان نزيه العك ..
يحدثنا والد الشهيد : يقول قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد : ( كان العهد منذ البدء ، للوطن والشعب من قواتنا المسلحة ورجالها الأشداء ، أن يصونوا الحرية والسيادة والكرامة ، وأن يدافعوا عن الوطن وقضاياه ، وعن مصالح الشعب وتطلعاته بنبض يهب الحياة ، وأرواح تثب نحو السماء ، فكانوا العنوان الأنصع في تاريخ سورية ) لذلك تسابق الأبطال في تقديم الأرواح فداء للوطن بكل شهامة وكرم ونبل ..
البطل سليمان اكبر أولادي كان رجلاً بكل معنى الكلمة ، شارك مع رفاقه في معارك النصر والبطولة ضد العصابات الإرهابية في دير الزور رسموا أبجدية جديدة في الصمود والمواجهة دكوا أوكار العصابات لاحقوا فلولهم مسطرين أروع الانتصارات ..
بتاريخ 29/9/2012 وأثناء تأديتهم لمهمة مؤازرة إلى –المحطة الثالثة –بدير الزور جرت يومها اشتباكات عنيفة ، استطاعوا دحر المجموعات الإرهابية ،استبسلوا في الدفاع عن المحطة وكتبوا على صفحات المجد والخلود صفحة مشرقة ناصعة سطروها بالدم ، هم الحماة الحقيقيون للوطن …ارتقى البطل سليمان إلى العلياء هامساً بأذن الكون سورية المجد ..وطن صامد
لقد كانت تضحيات أبناء سورية أنقى من أي وقت مضى فالشعب السوري يعرف أن الأعداء يريدون محواليوم والماضي والغد وولدي واحد من أبناء هذا البلد العظيم الذين هبوا للدفاع عنه وقدموا الروح فداء له ..
والدة الشهيد السيدة فاطمة تقول : كم أنا فخورة بوسام الشرف وأكاليل الغار هدايا ممن سكن القلب ، رفيق الروح ..فرائحة البطولة نثرت عطر القداسة في سورية ..
كنت أحس بنبرات صوت البطل بالنصر والأمل عندما قال في آخر اتصال : أمي صوتنا حر ..ودمنا طاهر ..والشهداء أبطال خالدون في ذاكرة التاريخ .. نحن بالميدان لن نهاب الموت وطريقنا النصر أو الشهادة لقد غادرني جزء من قلبي دون وداع إلى غايته ، حيث يحب ويرغب إلى دار الخلد الأبدية ، وإن غاب سليمان عنا جسداً فإن قيمه وأخلاقه الرفيعة والحميدة باقية بيننا وهو قدوة لأخوته الأبطال في حب الوطن والدفاع عنه ،أخوته الذين يتابعون طريق النضال حتى النصر معتزين بشقيقهم الشهيد مفتخرين به والأمانة التي استشهد من أجلها ..عاهدوه أنها ستبقى مصانة لن يفرطوا بها ، عاهدوه الاستمرار على الطريق الذي اختاره ، درب العزة والفخار ..الرحمة والخلود لروحه وأرواح شهداء الوطن الأبرار
لقاءات : ذكاء اليوسف