تعددت همسات المواطن وتنوعت كنتيجة لعدم سماع صراخه من جائحة الأسعار التي لم تجد حتى اللحظة علاجا شافيا لها واليوم أغلب المواطنين يحثون خطاهم للبحث في ثنايا الزمن علهم يجدون من يسعفهم لحل مناجاتهم المتكررة لوضع حد لارتفاع الأسعار .. فرغم كل إجراءات الجهات الوصائية على تصنيع الدواء وتسويقه وكل المناشدات المنادية بضرورة الحد من ارتفاع أسعار الدواء وخاصة المصنعة محليا فقد تلقى الخط البياني لأسعار الدواء مؤخرا جرعة إضافية كان من شأنها ارتفاع تسعيرة الدواء بنسب تراوحت بين / 100 – 350 / بالمائة وكأن الأمر خارج منظور الجهات الوصائية ولا يقع ضمن دوائر اهتمامها فارتفاع أسعار الدواء سينعكس حتما على صيرورة حياة كل المواطنين علما أنه خلال الأشهر القليلة الماضية تم طرح الكثير من الأفكار المطالبة بوضع خطط وبرامج تضبط حركة أسعار الدواء وقد تناولت صاحبة الجلالة هذا الموضوع بإسهاب ملبية بذلك نداءات المواطنين واستغاثاتهم على مختلف مشاربهم ودوائرهم الاقتصادية ونشير هنا إلى وجود العديد من الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع وبواقع القطاع الصناعي الدوائي بما فيها الرؤى التي تركز على طرق إيجاد بدائل للمواد الأولية الخاصة بالصناعة الدوائية إلا أن ذلك لم يجد نفعا حيث ظل الخط البياني لأسعار الدواء يواصل سيره نحو الأعلى بلا أسباب مقنعة لأحد سوى شماعة الدولار وتأرجح سعر صرفه والسؤال المطروح هنا هل يمكن لشركات تصنيع الدواء أن تعمل وتنافس بدون استحواذها على أسرار إنتاج المادة الأولية لكل دواء ..؟. ثم ألا يحتاج هذا الأمر إلى تطوير منظومة عمل هذه الشركات ..؟. وهذا ليس مسؤولية أحادية الجانب أي الحكومة التي لا تدخر جهدا لتحقيق هذا التطور الذي بات يشكل مطلبا أكثر من ملح بل المسؤولية تقع على عاتق الجميع وخاصة شركات التصنيع كون كل التسهيلات تقدم إليها ورغم ذلك مازال هذا القطاع يعتمد على المواد الأولية المستوردة .
تجدر الإشارة إلى وجود الكفاءات العلمية المؤهلة لتنفيذ كل خطط تطوير الصناعات الدوائية ولا أحد يعيرها الاهتمام لقدراتها ويستخدم أصحاب الشركات الخاصة ذرائع كثيرة أهمها أن تكلفة إنتاج المادة تكلف أضعاف استيرادها وهذا ما يردده على الدوام أصحاب الشركات .
إن كل المبررات التي تسوقها شركات صناعة الدواء لا يعطيها الحق برفع الأسعار بنسب تفوق الوصف فما حدث يشكل في إطاره العام جنونا غير مسبوق .. نأمل من الجميع إعادة النظر بأسعار الدواء ولاسيما الأمراض المستعصية والدائمة لأن أسعار الدواء تجاوزت حدود المعقول وخاصة عند ذوي الدخل المحدود وصغار الكسبة.
بسام عمران
المزيد...