مع بداية فصل الشتاء .. لهيب أسعار المدافئ بأنواعها يحرم المواطن الشعور بالدفء والراحة

أصبحت رحلة البحث عن وسائل التدفئة بتكاليف معقولة هما يؤرق أغلب الأسر، نظرا للإمكانات المادية المحدودة , لا سيما أن المستلزمات كثيرة ومتنوعة كالمدافئ بجميع أنواعها والسجاد والألبسة وغيرها …
وتختلف أسعار مدافئ المازوت والحطب في كل عام حسب الجودة و اختلاف مصدر التصنيع « المستورد أو المحلي» ، إلا أن الغلاء هو السمة الغالبة على أكثر المستلزمات , حيث تتراوح أسعار مدافئ المازوت بين 6 آلاف و 20 ألف ليرة للنوع العادي, وتصل أحيانا إلى أكثر من مئة ألف ليرة للمدافئ الكبيرة «الصالون» , وهذه المدافئ لا يعرفها أصحاب الدخل المحدود الذين يتمسكون بمدافئهم القديمة من عام لآخر مع القيام بصيانتها وإصلاحها حفاظا عليها, وفي حال عدم جدواها يعملون على تعديل ما يعدل منها للعمل على الحطب لأن المازوت غير متوفر بكميات كافية «فحتى المئة ليتر» التي تم توزيعها على بعض الأحياء والقرى حتى الآن لا تكفي , ولا يستطيع المواطن شراء مادة المازوت من السوق السوداء لارتفاع سعرها ..

أمام أحد محال بيع المدافئ تصطف أنواع مختلفة من مدافئ المازوت والغاز والكهرباء والحطب وبأنواع وأحجام مختلفة , يسأل أحد المارة عن الأسعار فيجدها بعيدة كل البعد عن حساباته وتوقعاته , فيتراجع عله يجد طلبه في مكان آخر ..لكن .. للأسف فرغم اختلاف الأسعار من محل لآخر إلا أن ارتفاع الأسعار هو السمة الغالبة على الجميع ..
حاولنا معرفة أسباب ارتفاع أسعار المدافئ بأنواعها واتجاه المواطن نحو إيجاد البدائل وانعكاس ذلك على الحركة الشرائية …
مدافئ الكهرباء تساعد
غيثاء موظفة وأم لطفلين اشتكت من غلاء أسعار اللوازم الشتوية وخاصة المدافئ, خاصة وأن راتبها لا يتناسب مع هذه الأسعار , مشيرة إلى أنها اضطرت لشراء مدفأة كهربائية بالتقسيط , وبرأيها أن فاتورة الكهرباء أرحم من سعر المازوت والحطب , وعن كيفية تأمين التدفئة عند انقطاع التيار الكهربائي قالت : اشترينا 100 ليتر كدفعة أولى , سنحاول تدبير أمورنا وأن يكفينا المازوت مدة أطول , وتبقى حالتنا أفضل من الكثير من العائلات التي تضطر إلى الاستدانة لشراء مستلزماتها الضرورية ..
المدفأة الأرخص
أبو منير والد لخمسة أطفال قال: مع بداية فصل الشتاء تتراكم الهموم الكبيرة علينا خاصة مع ضرورة تأمين مازوت التدفئة والمدافئ , فنحن نحتاج لمدفأتين واحدة لغرفة دراسة الأولاد والثانية لغرفة الجلوس واستقبال الضيوف , ولكن سعر المدافئ ارتفع كثيراً إلى حد كبير وأصبح راتب الموظف الشهري لا يكفي لشراء مدفأتين مع لوازمهما من»البواري والأكواع» من النوع المتوسط ، فأي مدفأة يتراوح سعرها بين 6000- 10000 ليرة التي كان سعرها في العام الماضي لا يتجاوز الـ 5000 ليرة , والأسعار تختلف من مكان لآخر، حسب النوع والمحل والجودة، فلم يعد البحث عن وقود التدفئة هو ما يشغل بال المواطن بل بات البحث عن المدفأة الأرخص وبمواصفات معقولة …
مدافئ تعمل على الحطب
فادي صاحب محل حدادة قال : الكثيرون طلبوا مني تحويل مدافئ المازوت لتعمل على الحطب وخاصة أننا في الريف نعاني من برودة الطقس أكثر وكمية المازوت الموزعة لا تكفي العائلة المؤلفة من خمسة أفراد « بينهم طلاب مدارس «ويحتاجون للتدفئة أثناء الدراسة , علما أن سعر الحطب قد ارتفع أيضا …
أبو معتصم «موظف» قال : أصبحنا نبحث عن مدافئ الحطب التي كانت تستخدم قديماً في الريف , لكن الكثيرين يستخدمونها حاليا , بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء والمازوت والغاز،وصعوبة تأمين هذه المواد في فصل الشتاء ، علما أن سعر مدفأة الحطب يبدأ من 6 آلاف ليرة…
السعر حسب النوعية
أبو معتز صاحب محل لبيع المدافئ يرى أن إقبال المواطنين على شراء مدافئ المازوت والغاز وحتى المدافئ الكهربائية لا بأس به رغم تراجع حركة الشراء , ويعود ذلك لارتفاع أسعارها ، حيث تبدأ الأسعار من 6000 ليرة وتصل إلى حوالي 17000 ألف ليرة للمدافىء العادية، وهذا يعود إلى ارتفاع تكاليف المواد الداخلة في تركيبها وتصنيعها على حد قول أصحاب الورش والمعامل ،إضافة إلى اليد العاملة ..
وأضاف : نحن نتحدث عن أسعار المدافئ التي لا تحمل ماركات معروفة , أما أسعار المدافئ من أحد الماركات المعروفة مثلا 25000 ليرة للحجم الصغير أما الحجم المتوسط فيبلغ سعرها أكثر من 30000 ليرة , في حين وصل سعر الحجم الكبير أكثر من 40000 ليرة , إضافة إلى تكلفة البواري الذي يتراوح بين 3500- 5000 لكل مدفئة «علما أن هناك نوعان للبواري ، أسود وأبيض , ولكل منهما سعر مع اختلاف الجودة أيضا .
أما ماركة أخرى قياس صغير فسعرها تقريبا 28000 ليرة , وتختلف الأسعار حسب المواصفات , ونوه إلى أن هناك تفاوتا بين جميع الأنواع من حيث الجودة وطريقة التصنيع والبخ والسيراميك وغير ذلك .
الحصيرة الكهربائية
قاسم صاحب محل لبيع الحصر الكهربائية أشار إلى أن الإقبال على شراء الحصيرة الكهربائية جيد كونها تتميز باستهلاك منخفض للكهرباء , وفي الوقت ذاته سعرها مناسب مقارنة بمدافئ الكهرباء والمازوت في نظر بعض المواطنين ومناسبة لدخولهم المحدودة إذ يتراوح سعرها بين 3000-8000 ليرة للمتر الواحد
بواري وأكواع
عماد صاحب محل بيع مدافئ قال : إن سعر المواد الداخلة في تصنيع بعض المدافئ ارتفع كونها مستوردة من نحاس وبراغي وصفائح حديدية إضافة إلى قلة عدد المعامل حاليا ما أدى إلى عدم القدرة على سد الطلب مع بداية فصل الشتاء حتى البواري أصبح المواطن يحسب لها ألف حساب، فقد وصل سعر الكوع إلى 500 ليرة ، والبواري يبدأ سعرها من 1000 ليرة , ويزداد السعر كلما ازداد طول البوري…
نار كاوية
أما أسعار السجاد فكانت كغيرها من السلع والمواد إذ ارتفعت هذا العام بشكل كبير ولاسيما مع بداية فصل الشتاء ورغم الحاجة له لكن مع هذا الارتفاع يصبح من الصعب شراؤه حتى ولو كان من النوع العادي ويرجع أصحاب محال بيع السجاد هذا الارتفاع إلى توقف المعامل المختصة بصناعة السجاد عن العمل نتيجة الظروف الصعبة التي يعانونها.
يبلغ سعر السجادة الصغيرة 40000 ليرة وسعر 6 أمتار يصل إلى 10000 ليرة، حسب جودة الخيط ونوعيته ولونه، وهذه الأسعار حدثنا عنها بعض المواطنين الذين صدموا عند سؤالهم أصحاب محال بيع السجاد عن السعر ، أما أسعار الموكيت فقد طالها الإرتفاع أيضا ، فقد تراوح سعر المتر الواحد مابين خمسة وستة آلاف ليرة، ويختلف السعر حسب النوعية والمصدر أيضا ..
تنظيم ضبوط
وعن استعدادات مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لفصل الشتاء قال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك رامي اليوسف : تقوم المديرية بتشديد الرقابة على الأسواق وتكثيف الجولات الميدانية منعا لاستغلال بعض أصحاب المحال قدوم فصل الشتاء للتلاعب بمواصفات السلع من مدافئ مازوت ومدافئ كهربائية و سجاد وموكيت وبسط كهربائية وجودتها وتقاضي أسعار زائدة لهذه المواد والتحقق من التقيد بالإعلان عن السعر- تداول الفواتير بين حلقات الوساطة التجارية- بطاقة البيان والمواصفة- الجودة , وتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين .
أما بالنسبة لعدد الضبوط فقد تم تنظيم 34 ضبطاً منهم 12 ضبطاً يخص محال بيع السجاد والموكيت و22 ضبطا بخصوص المدافئ بأنواعها وتنوعت المخالفة بين عدم الإعلان عن السعر وعدم إبراز فواتير وبطاقة بيان .. منوها إلى أن عناصر حماية المستهلك بدأت بتشديد رقابتها على الأسواق منذ حوالي الشهر بهذا الخصوص ..
بقي أن نقول :
لم يعد بإمكان المواطن ومع غلاء الأسعار الذي شمل جميع مستلزمات الحياة الضرورية إلا الدعاء وهو أضعف الحلول بأن يكون الشتاء دافئا وساعات تقنين الكهرباء قليلة حتى يستطيع تحمل فصل الشتاء بكل أعبائه ، علما أن المواطن بقي لديه أمل بسيط بأن الجهات المعنية ستتخذ يوما ما الإجراءات المناسبة للحد من غلاء الأسعار .
بشرى عنقة

المزيد...
آخر الأخبار