تسرب الطلاب من المدارس المهنية والفنية … ضرورة الوعي لأهمية التعليم المهني في رفد سوق العمل بكوادر مؤهلة ومدربة
تعد الموارد البشرية الأساس الذي تقوم عليه ومن أجله سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبار الإنسان هو صانع التنمية وهدفها، في زمن يتميز بازدياد حدة المنافسة في الأسواق الداخلية والخارجية، وهو ما يتطلب توفير القوة البشرية القادرة على التعامل مع التقنيات والمعلومات وتحقيق الميزة التنافسية للسلع والخدمات الوطنية، وذلك بتطوير التعليم الفني والمهني والتقني، لأنه المعني بتزويد العملية الإنتاجية في أي مجتمع باليد العاملة المؤهلة والمدربة في مختلف المجالات، خاصة أن العالم يشهد تفجراً معرفياً وتقنياً وما يترتب عنه من تغيرات متسارعة في أساليب العمل والإنتاج، ولكن غياب العمالة المؤهلة يؤدي إلى وقوع أضرار اقتصادية وارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب، و آثار سلبية على التماسك الاجتماعي.
وعلى الرغم من أهمية التعليم المهني إلا أن هناك الكثير من الطلاب يتسربون من المدارس والمؤسف أن الأهالي لم يدركوا نتائج ذلك على مستقبل أولادهم معتبرين أن التعليم المهني مكانا أفضل من تسكع أولادهم في الشوارع …
حرفة مصدر للرزق
الطالب أحمد : اضطررت لدراسة الثانوية الصناعية بناء على رغبة والدي مع أنه مهندس .. وأنا كنت أفضل أن أدرس الثانوية العامة الفرع العلمي وأحب أن أصبح مهندساً – اختصاص ميكانيك .. يقول والدي إن الثانوية الصناعية تمهد لذلك واليوم أنا متفوق في الصف الثاني الثانوي .. وأحياناً أقتنع بوجهة نظر والدي وأجدها صحيحة .
الطالب قصي قال : أحب أن أتعلم حرفة ما بشكل جيد تؤمن لي مستقبلي وتكون مصدراً للرزق .
أبو محسن قال : لدي أربعة شباب ثلاثة منهم درسوا في الجامعة باستثناء عبد الله وترتيبه الرابع والأخير بين إخوته هذا العام هو في الصف الثالث الثانوي الصناعي … لأن درجاته العلمية لم تؤهله لدراسة الثانوية العامة, وأنا أفضل أن يكون في المدرسة وألا يكون مع رفاق السوء , وأن يتعلم حرفة ما تفيده في المستقبل ..
القرارات واضحة
ولإلقاء الضوء على أسباب ونتائج ظاهرة تسرب الطلاب من الثانويات المهنية الصناعية والفنية زارت العروبة مدرسة الشهيد أيهم ديوب للتعليم المهني (سليمان الحلبي سابقاً) ومدرسة «الشهيد العميد أيمن صالح السليمان حالياً» الأندلس النسوية سابقاً ..
مدير الثانوية الصناعية علاء محسن أشار إلى صدور قرارات وزارية مشددة للحد من ظاهرة التسرب من المدارس ، والتي نصت على أنه عند غياب الطالب عن المدرسة لمدة تتجاوز 15 يوماً يفصل منها وفق القرار رقم 4146/543 تاريخ 20-8-2019…وأنه لا يقبل تبرير غياب الطالب عن المدرسة إلا بموجب تقرير طبي مصدق من المشافي العامة حصراً وفق القرار رقم 5134/543 تاريخ 7/10/2019 وهو تأكيد على الكتاب الوزاري الأول .
وأضاف نقوم كإدارة مدرسة بالتواصل هاتفياً مع أهالي الطلاب للاستعلام عن أسباب الغياب ونعاني كثيراً من عدم تعاون أولياء الأمور في هذه المسألة ,علما أن معدل تسرب الطلاب قد انخفض بعد صدور القرارات الوزارية المتشددة بهذا الخصوص ،والقرار الوزاري الذي يضبط آلية عمل اللجنة الطبية الفاحصة للطالب المتسرب في حال كان مريضاً فعلاً .
وتابع حديثه قائلا : إن انتشار فكرة عدم الجدوى من الحصول على الشهادة الصناعية في المجتمع أثر بشكل كبير على الطلاب …الذين بدورهم يأبون الدخول في هذا المجال إلا مضطرين بعد نيلهم شهادة التعليم الأساسي بمعدل لا يخولهم الدراسة في الثانوية العامة,لذلك يتجهون للثانوية الصناعية أو الفنية والمهنية مضطرين غير مبالين بالنتائج , خاصة مع معرفتهم بنظرة البعض للتعليم المهني أو الفني على أنه درجة ثانية بعد التعليم العام ..
النظرة قاصرة
ونوه إلى أن الطلاب المتفوقين الحاصلين على المراتب الثلاثة الأولى في المدارس الصناعية والفنية يحق لهم دراسة الهندسة في الجامعات وفق اختصاصات محددة .
وأضاف : في الوقت الذي تولي فيه الكثير من الدول الاهتمام الكبير للتعليم الفني والمهني إلى جانب التعليم العام .. لم تستطع سياستنا التعليمية إيلاء هذا المجال الاهتمام الكافي ، إضافة إلى أن الكثير من أهالي الطلاب يرغبون في أن يكون أولادهم أطباء أو مهندسين أو صيادلة فقط .. متناسين وجود تفاوت في القدرات بين الطلاب , وأنهم قد يكونوا متميزين في أعمال أو مجالات فنية ومهنية صناعية ويبدعون فيها ..ولكن تبقى النظرة قاصرة حتى بين بعض المتعلمين والمثقفين .
تكاليف مرتفعة
وذكر المحسن أن أحد الأسباب وراء تسرب الطلاب هو بعد سكن الطالب عن المدرسة خاصة الطلاب الذين يقطنون في الريف البعيد .. فهناك طلابا من القصير ومن كافة أحياء المدينة وقرى المنطقة الجنوبية والشرقية حتى الفرقلس ومهين والقريتين والمنطقة الغربية حتى امتداد قرى خربة التين والقرى المحيطة بها .
وأضاف : يتكبد الطلاب مبالغ مالية مرتفعة أجور نقل من وإلى المدرسة ترهق ذويهم مادياً وكثير منهم ينقطع عن الدوام بسبب صعوبة تأمين المصروف اليومي إلى جانب الوقت الطويل الذي يستغرقه الطالب للوصول إلى منزله في الريف بعد الظهر , فكيف لهذا الطالب أن يؤمن مصروفه وتفرغه للدراسة بقية الوقت .. حتى أن لباس العملي مكلف للكثيرين ويتراوح سعر البدلة ما بين 3000 – 6000 ليرة , لذلك يفضل الغياب كهروب من واقعه الصعب ..
سجل شهري
الموجهان علي الرضوان وعدنان إبراهيم قالا: إن أكثر ما يؤلم هو أن معظم أولياء الأمور غير مبالين أو مهتمين بمتابعة شؤون أولادهم الدراسية وخاصة الدوام , ففي حال غياب الطالب نتواصل معهم للاستفسار عن أسباب الغياب فيؤكدون أنهم لا يعرفون السبب أو أن ابنهم لا يريد مواصلة الدراسة وهم غير قادرين على إلزامه بذلك وهم لا يستطيعون متابعتهم دراسيا لإنشغالهم بتدبير أمور حياتهم , وربما الدلال الزائد لهم من قبل بعض الأهالي ..
إضافة إلى وجود أسباب قاهرة كوفاة أو فقدان أحد الوالدين أو انفصالهم والأشد سوءاً هو رفاق السوء والبيئة المحيطة بالطالب ذاته , وأضافا : نحمل المسؤولية كاملة لأولياء الطلاب في تسربهم من المدرسة ولكي لا نبخس بعض الأهالي حقهم في ذلك لابد من الإشارة إلى انه يقوم البعض منهم بمتابعة شؤون أبنائهم بجدية واحترام و مع ذلك تقوم المدرسة بإعداد سجل خاص بالطلاب المتغيبين والمتسربين بشكل دوري شهرياً ..
للحد من الظاهرة
وذكر مدير الثانوية الصناعية أن وزارة التربية طرحت فكرة تحويل التعليم المهني إلى مدارس إنتاجية كونه يعود بمردود مادي و علمي لكل من الطالب و المدرس و ذلك وفق أحكام المرسوم رقم 39 للعام 2001 الصادر عن رئيس الجمهورية ،و تجدر الإشارة إلى أن الثانوية قد قامت بتنفيذ مشروعين وفق أحكام هذا المرسوم الأول صيانة التدفئة المركزية في مقر أمانة سر المحافظة و الثاني هو صيانة التدفئة المركزية أيضاً في مبنى مديرية التربية , و قد حقق هذان المشروعان أرباحا بنسبة 20% للإداريين و 80 % لكل من المدرس و الطالب معاً أي بنسبة ثلثين للمدرس و ثلث للطالب ..
سلاح ذو حدين
بلغ عدد طلاب الثانوية الصناعية أيهم ديوب لهذا العام 1538 طالباً , وعدد الطلاب المتسربين من كافة الحرف المهنية 90 طالباً أي بنسبة 10% تقريباً .
و فيما يخص الرسوب يحق للطالب أن يرسب سنة واحدة في صفه و تدعى سنة رسوب و أن ينقطع عن الدوام سنة و تدعى سنة انقطاع و يعود بعد هاتين السنتين إلى المدرسة بشكل نظامي و ذلك وفق النظام الداخلي لثانويات التعليم المهني لهذا هو سلاح ذو حدين .. إذ لا يهتم الطالب للدوام و الدراسة طالما لديه وقت كاف « سنتان « و يتمكن من العودة ثانية لمقاعد الدراسة و من جانب آخر لهذا الأمر إيجابياته فبدلاً من أن يبقى الطالب تحت رحمة رفاق السوء .. تكون المدرسة هي البيت و المكان الآمن لحمايته مما قد يتعرض له خارج أسوار المدرسة …
المناهج و ارتباطها بسوق العمل
وأضاف مدير المدرسة : وضعت المناهج من قبل مختصين و هي مناهج حديثة وفق متطلبات سوق العمل الحقيقية ، و وبالنسبة للثانوية تم تخصيص مبالغ مادية تحت اسم رأسمال إنتاجي لمتابعة و دعم المشاريع الإنتاجية للتجارة في السوق و دخوله و لكن للأسف عدم استقرار الوضع الاقتصادي عموماً يؤثر بشكل أو بآخر على طرح منتجات الثانوية المنافسة في السوق كون المنافسة ليست بالجودة فقط و إنما بالسعر أيضا .
الدعم حقيقي
وأشار إلى أن مستلزمات العملية التربوية موجودة منذ بداية هذا العام الدراسي إضافة للكادر التدريسي الاختصاصي , وأن هناك تسعة اختصاصات : تدفئة مركزية و تمديدات صحية تكييف وتبريد -التقنيات الالكترونية – التصنيع الميكانيكي –التقنيات الكهربائية – الميكاترونيكس – الميكانيك و الكهرباء –و المركبات – معدات و آلات زراعية – لحام و تشكيل معادن
وشاركت الثانوية الصناعية هذا العام بمعرض دمشق الدولي بإنتاج براد مزود بمكيف « براد واجهة محلات « و في صناعة منشار آلي من تنفيذ طلاب حرفة اللحام و التشكيل و بصنع مجلخة صغيرة كهربائية للسكاكين
وفي معرض الباسل للمتميزين و ضمن فعالية معرض دمشق الدولي شاركت الثانوية بمخبر لتعليم الطلاب – صيانة شاشات « ال-أي –دي « الحديثة ، حالياً المخبر موجود في إحدى الثانويات المهنية لتدريب الطلبة على ذلك , و شاركت بمعرض الباسل للإبداع و الاختراع ..
وأضاف : نتمنى ونحن في بداية مرحلة إعادة الاعمار المساهمة في تقديم خدمات الصيانة و إعادة التأهيل للبنى التحتية أو تنفيذ أي مشروع جديد» من خلال طلابنا ومدرسيهم « الأمر الذي يسهم في إعادة بناء و إعمار كل ما خربه الإرهاب ضمن إمكانياتنا المتاحة ..
الصعوبات
وأشار مدير الثانوية أنه من الصعوبات التي تواجههم أثناء الدوام المدرسي هو آلية ضبط الهواتف المحمولة « الموبايل» و استخدامها بشكل غير لائق ، فلا يوجد صيغة رسمية بخصوص هذا الأمر ، وتمنى تعاون الأهالي بهذا الخصوص ، إضافة إلى مشكلة التأخر الصباحي بسبب قلة المواصلات وخاصة أبناء الريف ..
مع الطالبات وذويهم
– الطالبة لمى قالت : لم أحقق المعدل المطلوب لدراسة التعليم العام فاضطررت للتسجيل في ثانوية الفنون مع أني لا أعرف كيف أمسك الإبرة ولا الخيط وأجد صعوبة في مادة الرياضيات فهي مكتوبة بلغة أجنبية ،صحيح أني مازلت مستمرة بالدراسة ولكني حزينة كون المستقبل مجهولا ً فلا معهد ولا وظيفة تنتظرنا .. للأسف .
– الطالبة هيام قالت : مع أني حققت المعدل المطلوب للدراسة في التعليم العام إلا أن أمي تصر على أن أصبح خياطة وأنا لا أتخيل نفسي بهذه المهنة فأحلامي مختلفة .. لذلك لا أحب هذا الاختصاص وهو خارج اهتماماتي .
– الطالبة ريم قالت : أحب دراسة الفنون وأتمنى أن أصبح مصممة أزياء بالمستقبل .. لذا أتعلم المبادئ الأساسية للعمل والتصميم على الحاسوب وسوف أعمل أنا وزميلاتي لفتح مشغل خياطة ..
– الطالبة رشا قالت: للأسف المواد الأولية المخصصة للخياطة والتفصيل قليلة واضطر إلى إعادة تدوير بعض الألبسة القديمة.. كما تم اختيار البعض من منتجاتي لتشارك في معرض دمشق الدولي , والمشكلة أن ما نصنعه من منتجات يحتاج إلى سوق تصريف , وإلى الآن هذا الشيء لم يتحقق ..
– السيدة انتصار قالت : سمعت أن الأوائل في الشهادة الثانوية المهنية يمكنهن متابعة تحصليهن الدراسي بكلية الفنون الجميلة .. وهذا الأمر شجعني لا سيما أن ابنتي تحب تصميم الأزياء وهي مجتهدة في ذلك .. لهذا لم يكن لدي مشكلة في ذلك !
الأسباب متعددة
ذكرت مديرة ثانوية الشهيد أيمن صالح السليمان أن أحد أهم أسباب التسرب للطالبات هو الزواج المبكر للقاصرات حيث ازدادت هذه الحالة مؤخراً إضافة إلى صعوبة المناهج المقررة خاصة منهاج مادة الرياضيات والذي أعد باللغة اللاتينية و هو منهاج جديد على الطالبات لم تعرفنه في المرحلة الإعدادية .
وتضيف المرشدة النفسية ثناء السباعي : إن أهم العوامل وراء التسرب هو انعدام الرغبة لدى الطالبات بدراسة الفنون فلا مستقبل مضمون لهن , إضافة لإهمال الوالدين أو إرغام بناتهم دخول هذا المجال وقد لا يكون محبباً لدى الطالبة ..
وأشارت رئيسة الدروس ورود جندل السباعي : إلى وجود بعض الطالبات اللواتي حصلن على معدل التعليم العام لكنهن أجبرن على دراسة الفنون ولا رغبة لهن بذلك أي عدم احترام رغبة الطالبة تدفعها للتسرب من المدرسة هذا عدا عن نظرة المجتمع القاصرة لدراسة الفتاة للفنون النسوية والظروف المجتمعية المحيطة بالطالبة .. من فقدان أحد الوالدين أو الطلاق أو ماشابه ذلك .
دور المدرسة
قالت إحدى المدرسات : نعمل ما بإمكاننا لتقديم الدعم النفسي للطالبات غير الراغبات بالدراسة على قاعدة أن النجاح مفهوم عام وغير محدد بأي مجال وطالما تم البدء به لابد من الاستمرار فيه ،كما نحاول إبعاد نظرة المجتمع الخاطئة عن دراسة الفنون النسوية فلدينا طالبات متفوقات ومتميزات أيضاً، كما نحاور الأهل من خلال مجالس الأولياء محاولين إقناعهم بالنتائج الجيدة لدراسة هذا الاختصاص … ونحن على تواصل دائم معهم من خلال الصفحة الإلكترونية الخاصة بالمدرسة ونعرض منتوجات الطالبات من أعمال الصوف والخياطة والتصميم والحلاقة في سبيل خلق الحافز وتشجيعهن في الوقت الذي لا يوجد فيه أي مردود مادي .
المخصصات متواضعة جدا ً
مديرة الثانوية أشارت إلى أن مستلزمات التعليم المخصصة للطالبات متواضعة جدا ً ومحدودة إذ تقوم مديرية التربية « دائرة التعليم المهني» بتقديم القماش والإبر والصوف والخيوط والألوان والأقلام وأوراق الخياطة وباقي المستلزمات والطالبة لا تتكلف شيئا ً ..ولكن الكميات محدودة وقليلة وبنوعية غير جيدة ..الأمر الذي يضطرنا أحيانا ً إلى إعادة تدوير الملابس القديمة لتعليم الطالبات ..
وأضافت : للأسف لم تتخذ مديرية التربية أي دور يشجع الطالبات على الاستمرار في الدراسة .. فراتب الطالبة الشهري هو مبلغ 100 ليرة سورية فقط ،منذ عشرات السنين .. كما لم تتبع المدرسات أي دورة باستثناء تطوير المناهج وتصميم الأزياء واستخدام الحاسب والخياطة.. فالمدرسات بحاجة لإتباع دورات تنمية بشرية .. ولم تسهم مديرية التربية بطرح منتجات الطالبات في السوق أوالتنسيق مع مختلف الفعاليات التجارية لشراء وتسويق المنتجات ليعود ريعها على المدرسة والطالبة معا ً ..
ومن الجدير ذكره انه تم إحداث فرع حلاقة وتجميل ولكن للأسف لا معهد ولا جامعة تختص بهذا الفرع الجديد .. لذلك فلا مستقبل أكاديمي لمن يدرسه ..
ولابد من التنويه إلى أن أجور العمل زهيدة ولاتقابل ساعات العمل الطويلة والكثيرة . لذلك لم تلاق المنتجات التي تقوم الطالبات بإنتاجها خلال العام طريقاً إلى السوق المحلية .
وأضافت : نتمنى زيادة عدد الماكينات خاصة أننا شهدنا هذا العام ازدياداً بعدد الطالبات بنسبة 30% وتزويد المدرسة بشاشة عرض الكترونية في سبيل تسهيل التعلم , ونطمح بأن يطرح إنتاج الطالبات في السوق بإشراف مديرية التربية وأن نتعاون لدعوة غرفة التجارة والفعاليات التجارية للمعارض المقامة في سبيل التشجيع والتسويق معاً . إضافة إلى رعاية الخريجات والاهتمام بهن أكثر ومساعدتهن من خلال دعمهن للقيام بمشاريع تؤمن مستقبلهن .
وأكدت على : ضرورة إدخال مناهج وأبحاث اقتصادية ضمن المناهج الدراسية تتعلق بتعليم آلية التفكير بكيفية إحداث مشاريع تنموية صغيرة وحساب الجدوى الاقتصادية منها وآلية التصنيع والتسويق وماشابه ذلك ، ومن المهم رفد المناهج بمادة الموسيقا و بمادة الرسم لفرع التجميل وإحداث معهد خاص بالتجميل بعد الثانوية الفنية ومعهد خاص بالأعمال اليدوية .
تتمنى إدارة الثانوية أيضاً نقل معهد الاقتصاد المنزلي من المبنى الخاص بالثانوية إلى مقره السابق نظراً لضيق المكان والاختلاف بين دوام كل من المعهد والثانوية والفوضى الحاصلة جراء ذلك !
عقبات
ومن الصعوبات التي تواجه الكادر التدريسي قلة عدد ماكينات الخياطة إذ يوجد فقط 11 منزلية واثنتان صناعية وماكينة واحدة حبكة إذ يفترض أن تخصص ماكينة لكل طالبتين ،
ويفترض أن يكون في كل قاعة ماكينة صناعية و4 منزليات و1 حبكة ويوجد بالثانوية 7 مشاغل ( قاعات ) خصصت : غرفة تصميم وغرفة رسم و3 غرف تجميل و3 غرف للمواد النظرية ولا يوجد اختصاص تريكو لذلك فإن الماكينات الخاصة بها معطلة وموجودة بالمستودع مع انه تم إعلام مديرية التربية بذلك..
كما أن قسم التجميل يفتقر إلى وجود مغاسل ، وضرورة ترميم الباحة وتزويدها بمرمى كرة سلة وصيانة الجدران الداخلية بالمدرسة ..
وحبذا لو يتم إحداث علاقات تعاون وتنسيق بين وزارتي التربية والتموين لعرض وبيع منتجات الطالبات في الصالات الاستهلاكية ليعود ريعها للطلبة والثانوية معاً كدافع حقيقي للعمل وسبيل لتأمين لقمة العيش ..
محمد العبود مدير التعليم المهني في مديرية تربية حمص قال : تكمن أهمية التعليم المهني في أنه يرفد سوق العمل بالمهارات اليدوية والكفاءات العلمية المناسبة ، يعد التعليم الفني والتدريب المهني الأرضية التي يمكن أن تستند عليها خطط التنمية الشاملة للوصول إلى بناء مجتمع إنتاجي متطور ، ومن ناحية عائد العمل المهني والفني والتقني على الاقتصاد الوطني، فإنه وسيلة مؤكدة لزيادة الدخل القومي الناتج عن ارتفاع مستوى الصناعة وقدراتها، فهو يعمل على إيجاد التعدد في المهن والحرف التي تلبي متطلبات السوق .
وأضاف : يمتاز التعليم المهني والفني والتقني بأنه تعليم ديناميكي متطور يوماً بعد يوم، وليس تعليماً جامداً، ولذا لابد أن يرتبط بخطط التنمية الوطنية الشاملة في المرحلة المقبلة لتواكب الحركة الاقتصادية، فقد أصبح التعليم والتدريب المهني جزءاً أساساً مكملاً للحياة، بل وينظر إليه باعتباره وسيلة رئيسة لتحسين المجتمع ورفع مستواه ..
وأشار : من المحفزات المقدمة للطلاب الخريجين تقديم المصرف الصناعي تسهيلات للحصول على قروض يستطيعون من خلالها تأسيس مشاريع تكون انطلاقة جيدة في حياتهم العملية ، إضافة لمكرمة السيد الرئيس بإصدار مرسوم يؤهل الطلاب الخريجين الأوائل التعين ضمن المعهد الذي تخرجوا منه «المعهد الصناعي» , اضافة للمرسوم 39 لعام 2001 الذي يخول المدارس المهنية لأن تكون ورش انتاجية مما يؤهلها لتدخل المنافسة في السوق ومردودية الإنتاج لصالح الطالب والمعلم معا ..
نبيلة إبراهيم
تصوير: الحوراني