هي حرب المصير بكل ما فيها من شمولية وأهداف ومستويات في جميع الميادين .. حرب تخوض غمارها سورية نيابة عن الكثير من الدول هذه الحرب منذ بدايتها تعتمد على منطق التزوير المبرمج لكل مراحلها ، فهي لعبة أبطالها عملاء الكيان الصهيوني وأمريكا وذيولهما في المنطقة .. والدولارات هي الثمن وهي المكافأة التي تفوح منها رائحة العمالة .. حرب بدأت منذ عام 2011 لكسر إرادة السوريين ولكن إرادة الشعب وصمود الجيش العربي السوري الأسطوري والقيادة الحكيمة صنعت نصرا ستتحدث عنه الأجيال ..
دماء الشهداء تصنع النصر وبلونه نفهم معاني الوطن وبكم أنتم أيها الشهداء نعتلي القمم لأنكم أمام العظمة أنتم الأسمى وللكبرياء أنتم المعنى شهداؤنا جعلوا للتضحية معنى ، هم تاريخ لا ينتهي … أصحاب الارض الحقيقيون.
تستمر اللقاءات مع أهالي من جعلوا حياتنا أنشودة حب نتغناها وقصيدة عشق نرنمها
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف فراس محمد النقري:
امتطوا صهوة المجد الى جنة الخلد
هم أهالي الشهداء .. من تربى الأبطال في أحضانهم على الشجاعة والاقدام ، غمروهم بقيم الأخلاق النبيلة ، وعلموهم كيف تكون محبة الوطن وكيف يكون الانتصار له ، هم أبناء سورية حرصهم على الوطن أكبر من أي جرح أو حزن ولا يمكن لأي ألم أن ينال من اصرارهم على التجذر في تراب الوطن الذي لا يضاهيه في القيمة كنوز العالم .. شباب أدركوا بحسهم العالي ، أن الوطن هو الأغلى فوقفوا وقفة رجولة وتضحية وإباء وتسابق الجميع للدفاع عن وطن الكبرياء .
من الشهداء الذين دخلوا بوابات المجد المكللة بالغار الشهيد البطل الملازم شرف فراس محمد النقري ..
يحدثنا والد الشهيد قائلاً : نحن الأباة نهجنا نهج البطولة ،نصوغها أقوالاً وأفعالاً نحن حماة الأرض نسقيها من دمائنا.. اليوم يشهد الوطن كيف غدا فضاؤنا الرحب بالأبطال مسكوناً هكذا هم شهداء سورية الأبرار رددوا بصدق ، وطن ، شرف ، اخلاص ..هم عرفوا طريق المجد وما ارتضوا بغيره طريقا ، آمنوا أن لاحياة في هذه الدنيا إلا حياة العزة والكرامة…وتابع : بعد أن حصل ولدي فراس على الشهادة الثانوية تطوع لخدمة الوطن شارك مع الأبطال في عدة معارك منها في حلب –منطقة الصالحين ضد المجموعات الإرهابية كانوا كالأسود أدركوا مسؤولية القيام بواجبهم للدفاع عن وطنهم بكل بسالة فكانوا بحجم التحدي ، أحبوا وطنهم وأخلصوا له.
بتاريخ 31/7/2012 وبعد حصار سبعة أيام من قبل المجموعات الإرهابية وصمود الأبطال تحت وابل الرصاص والقذائف ، شنت العصابات الإجرامية هجوماً عنيفاً بأعدادها الكبيرة ، استبسل الأبطال في صد الهجوم .. تساقطت القذائف والصواريخ كالمطر ..استشهد بعضهم ومنهم ولدي البطل فراس الرحمة لأرواحهم الطاهرة ..
لم أفاجأ باستشهاده لأنه عشق وطنه وهذا ماأهله ليلتحق بقوافل الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ، لن يذهب دمه ودماء الأبطال هباء بل سيطهر أرض سورية من رجس الإرهاب والإرهابيين وسيكون جسراً نحو بوابات النصر.
سورية الصامدة في وجه أكبر حرب كونية سافرة حشد لها كل مرتزقة العالم من الإرهابيين المتطرفين , فعقيدة النضال والصبر لدى السوريين لا تعرف الهوان ولا الانهزام لهذا أثبتوا طيلة الحرب أنهم بالفعل قادرون على رد كيد المعتدي أياً كان ..
والدة الشهيد السيدة أميرة تقول :
هو الوطن بالحب ينبض و بالتضحيات يرتقي وله تزف الأمهات أبناءها قرابين كرمى لترابه الطاهر كيف لا وهي حفيدة الخنساء وخولة بنت الأزور ،هي ابنة الوطن الذي ما اعتاد إلا أن يكون عزيزاً أبياً قوياً بسواعد أبنائه ..
نحن شعب يقدس الشهادة والشهداء , نأبى الذل والخنوع , ندافع عن الكرامة والسيادة نحب السلام والاستقرار ونقدم الدماء لأجل عودة الأمان والسلام وتطهير تراب الوطن من رجس التنظيمات الإرهابية .
قال لي البطل فراس متوجهاً نحو الميدان : سأخدم الوطن يا أمي وسأطلب الشهادة من الله سأبقى في أرضي متجذراً ولن أتخلف عن أداء واجبي سأدافع عن وطني لأنال رضاك وأرفع رأسك عالياً .. لقد دافع مع رفاقه عن الوطن بشجاعة وبطولة وقدموا أرواحهم كرمى ترابه.
وأضافت:مايؤلم قلبي أنه لم يتسن لسيارة الإسعاف من استكمال إجلاء جثامين الأبطال بسبب استهدافها بالصواريخ من قبل الإرهاب واستشهاد من كان بداخلها ويبقى في العين دمعة وفي القلب غصة والصلة بيننا لايمكن ان تنكسر لأنه في قلبي دائماً رغم استشهاده وغيابه عن عيني ..
أخيراً لايسعنا إلا أن نقول الحمد لله رب العالمين هنيئاً لمن استشهد في سبيل الوطن ليسكن جنات النعيم الأبدي ..الرحمة والخلود لأرواحهم الطاهرة
رسلان شقيق الشهيد يقول : سلام على أرواح الأبطال التي ظمأت لعذوبة الكوثر ولطيب المسك والعنبر فسجدت سجدة الخلود ايفاءً بالعهود ..لتخلد الأسماء في صفحات المجد طوبى لكم انتم الأبرار أديتم الأمانة وسلمتم الراية ، امتطيتم صهوة المجد الى جنة الخلد .. كل الرحمة لأرواحكم ولروح الشهيد البطل فراس.
ذوو الشهيد البطل الملازم شرف علي حسين صافتلي :
ستزهر الدماء نصراً مؤزراً
من الأبطال الذين تقال عنهم كل كلمات المجد ..تخطوا بآلامهم ودمهم الطاهرة كل المحن ..عشقوا الوطن فاستعذب الوطن تضحياتهم …باقون بقاء الليل والنهار.. قصص بطولاتهم تغير كتابة التاريخ فتخط مئات القصص المكللة بغار النصر ..
الشهيد البطل الملازم شرف علي حسين صافتلي الذي نال شرف الشهادة في ادلب بتاريخ 19/6/2012.
يقول والد الشهيد : أفتخر وأعتز بشهادة البطل علي الشاب المميز بأخلاقه وأدبه بمحبته وشهامته ،أرض المعارك تشهد له ولرفاقه ببطولاتهم وبسالتهم وتفانيهم في تأدية المهام الموكلة إليهم بملاحقة أفراد العصابات الإرهابية المجرمة والقضاء عليها
عندما أخذ قراره بالتطوع في صفوف الجيش ، بعد الشهادة الثانوية ، أدركت أنه أصبح رجلا رغم صغر سنه ، وهو على استعداد لافتداء وطن الكبرياء ..
قلت له مودعاً : وأنت تدخل باب العزة والمجد ، وتتحمل أعلى درجات المسؤولية ، مسؤولية الدفاع عن الوطن ، تتعلم أبجدية النضال بأحرف من نور ونار ، تتعلم التحية لراية الوطن لتبقى شامخة عالية .. ينتابني شعور بالفخر وأنت تغادرني لتلتحق مع رفاقك .. أولاً لأنك أخذت قرارك برغبة ومسؤولية ورجولة .. وثانياً شعوري كأب أنني أقدم ما أملك فداءً لوطني الغالي – وثالثاً لأني استطعت أن أزرع فيك هذه الرغبة لتكون مع رفاقك طوداً شامخاً وسياجاً منيعاً في وجه الشر الإرهابي وغادر البطل متوجهاً إلى ادلب ليساهم مع رفاقه بالتصدي لمن تاهت قلوبهم وعقولهم عن الحق والحياة والخير .. لمن يريد تقطيع أوصال الوطن الواحد بالأعمال الوحشية والإجرامية ..
نفذ علي مع رفاقه الشجعان عدة مهام خاصة ، بمداهمة أوكار الإرهابيين وإلقاء القبض عليهم.. واختراق صفوفهم بطرق وقصص بطولية ..
كما شاركوا في حمأة المعارك بجسر الشغور ضد أعداء الحياة والإنسانية فكان علي كما حدثني رفاقه مثالاً للبطولة والشجاعة والإقدام والإيثار كان مع رفاقه يدكون أوكار العصابات والعملاء الخونة بقلب لا يهاب الموت ، وحب التضحية وعشق الشهادة ..
في منطقة – الفريكة – وفي نقطة تمركز وتثبيت الأبطال ، تعرضوا لهجوم متكرر من قبل المجموعات الإرهابية ، تصدو ببسالة للهجوم ،قاوموا الحصار الطويل الذي تعرضوا له بصمود وثبات ..
ويتابع والد الشهيد : أثناء تأدية علي إحدى المهام الخاصة في منطقة سرمين ، قام الإرهاب الغاشم بتفجير سيارة مفخخة ، وارتقى ولدي شهيداً في سبيل الوطن بتاريخ 19/6/2012 ،كل الرحمة لأرواح أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ،والنصر لسورية التي تواجه حرباً صنعها العقل الصهيو ـأمريكي وأدارتها أيدي المرتزقة لتفتك بالبلاد والعباد ،بهدف تدمير بنيان الدولة وتغيير هويتها وتاريخها ..حاضرها ومستقبلها ..لكن هيهات ..هيهات أن يحققوا أحلامهم البائسة ،فها هو الشعب العربي السوري والجيش الأبي يسيران بثبات وحزم إلى النصر الحاسم ،النصر المكلل بدماء الشهداء .
بحرقة قلب و شوق فتحت السيدة فريال والدة الشهيد كتاب الذكريات التي لا تنسى ولا تمحى إلى الأبد .. قالت : قلبي انفطر على ولدي وروحي تتألم على ماجرى في بلدي ،كنت أخاف عليه كثيراً ،لم أخبره بذلك ليبقى قوياً ،بطلاً يتسامى فوق الجراح والآلام كان علي مقاتلاً مرفوع الجبين كعلم بلاده ،واثقاً يعرف حجم الأمانة والمسؤولية يتنفس الكبرياء من تراب وطنه ..
آخر مرة اتصل معنا ،قال لي :إن استشهدت أوصيك ألا تجزعي وتحزني أمي أطلقي الزغاريد وتلقي التهاني والمباركات ،فإني والله على العهد سأبقى أصون الأمانة وأحفظ الكرامة ..
لقد ارتقى شهيداً لأجل الأمانة والكرامة ،الحمد لله هذا قدره ،وقدر سورية أن تواجه رياح الشر الإرهابي من كل الجهات ..
كم تمنيت أن يكون ولدي الغالي علي آخر الشهداء في هذه الحرب الظالمة ،وفداء عن كل الشباب ،لكن قوافل الشهداء ما زالت مستمرة ،يزينون سماء الوطن دماؤهم ستزهر نصراً مؤزراً..
شقيق الشهيد أحمد يقول :كان رحمه الله – أخي الوحيد ،صديقي و رفيقي عوضني عن كل العالم ،لعبنا معاً ،كبرنا ،ركضنا ،ضحكنا اختلفنا آه من ذكريات تملأ قلبي بالشوق والحنين …
بتاريخ 19/6/2012 تلقيت خبر استشهاد شقيق روحي الذي نال وسام الشرف وهو يواجه مع رفاقه المجموعات الارهابية ،علمني علي كيف تكون محبة الوطن ،وكيف يكون الوفاء وأن سورية مصنع الرجولة والبطولة ،وجيش سورية مدرسة للرجال والأبطال ،علمني أن سورية ستبقى رمزاً أبدياً للمحبة والسلام وعلى حماة الديار ألف سلام
لقاءات :ذكاء اليوسف