دراسة السلامة الإنشائية لـ 135 مبنىً آيلاً للسقوط بحمص الدراسات الهندسية الصحيحة… الخطوة الأهم على طريق إعادة الإعمار
تعتبر الشركة العامة للدراسات الهندسية إحدى شركات القطاع العام التابعة لوزارة الأشغال العامة و الإسكان يتبع لها فرع المنطقة الوسطى و فرع المنطقتين الشمالية و الشرقية و فرع المنطقة الساحلية و فرع الدراسات المائية و تنتشر على كامل الجغرافيا السورية و في كافة المدن وهي الاستشاري الأول في المجال الهندسي على مستوى القطر..
وشكل العام 2018 انطلاقة متجددة للفرع إذ أنه و بعد تعثر و توقف فرضته الحرب كانت الشركة من أولى جهات القطاع العام التي عاودت العمل بهمة مهندسيها وفنييها بهدف تحقيق الخطوات الأولى و الأهم على طريق إعادة الإعمار, ومع تحسن الأوضاع على جميع الصعد والتي يشكل العامل الأمني أهمها تستمر الشركة بالتوسع في الأعمال لتكون الدراسات الصحيحة و المبنية على أسس علمية تلائم الاحتياجات المتنامية والتي هي اللبنة الأساسية لمشاريع مستقبلية عديدة …
من توقف إلى 80%
اليوم تسلط جريدة العروبة الضوء على عمل فرع المنطقة الوسطى للشركة العامة للدراسات الهندسية بداية أوضح مديره المهندس طيف عواد أن نسبة إنجاز الفرع خلال العام 2018 من الخطة السنوية 65% و بمبلغ تقريبي 227 مليون ل.س و يعود سبب تدني نسبة التنفيذ عن الخطة الموضوعة إلى الظروف التي فرضتها الحرب و أدت إلى توقف العديد من المشاريع إضافة إلى توقف العديد من الجهات العامة عن طرح مشاريع جديدة , و أضاف: يستمر العمل بوتيرة متزايدة و بخط بياني متصاعد إذ أن نسبة الإنجاز من الخطة الموضوعة للعام الحالي حتى نهاية شهر أيلول بلغت ما نسبته 80% بمبلغ إنجاز تراكمي بحدود 290 مليون ل.س تقريباً..
ينفذ كافة الأعمال الهندسية
و أشار عواد إلى أن الفرع يقوم بالأعمال الهندسية بكافة أنواعها من دراسات و تدقيق و إشراف على تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية و المهمة في القطاع العام ويتبع للفرع كل من مركز الشركة بحماة و مجموعة عمل دير الزور ومكتب الرقة مشيراً إلى أن عدد العاملين في الفرع حوالي 300 عامل على رأس عملهم معظمهم من المهندسين و مساعدي المهندسين..
وأضاف :عانى الفرع في الفترة الماضية الكثير بسبب ظروف الحرب و فقدت الكثير من البيانات الهامة للعمل , لافتا أن العودة إلى المقر الرئيسي في مركز المدينة و إعادة تأهيل كافة المكاتب كانت مباشرة بعد بسط الأمن و الأمان بهمة بواسل الجيش العربي السوري ,و بدعم من الإدارة العامة بمختلف لوازم العمل من كمبيوترات و طابعات و سيارات خدمة , مشيراً إلى أن الحرب تسببت بانخفاض في نسب إنجاز خطة الفرع و توقف العديد من المشاريع لكن و بعد العودة للعمل كان التحسن التدريجي هو سيد الموقف و تمكنا هذا العام من تحقيق جزء كبير من الخطة و تحقيق أرباح للشركة ..
دراسة تأهيل ملاعب بحمص و دير الزور
وعن عمل قسم الدراسات و التدقيق أوضح عواد أنه يقوم بدراسة و تدقيق العديد من المشاريع التابعة لمختلف جهات القطاع العام و في كافة المجالات مثل تخطيط مدن , و أبنية , و محطات معالجة وصرف صحي, وجامعات و طرق و جسور و أعمال ميكانيكية و كهربائية و تحكم أتمتة و إعادة تأهيل أبنية حكومية و منشآت صناعية وأعمال طبوغرافية و ذلك من خلال كوادر ذات خبرة..
وعن أهم المشاريع قيد التنفيذ حالياً ذكر عواد بعضاً منها وهي إعداد الدراسة الفنية اللازمة لتقديم و تقويم المخطط التنظيمي العام المصدق لعام 2010 لمدينة دير الزور و يعتبر من المشاريع الهامة التي يقوم بها الفرع حالياً و يهدف إلى إعادة دراسة الواقع الحالي لمدينة دير الزور ,و وضع مخطط تنظيمي جديد للمدينة يلبي الاحتياجات و الطموحات لأهل المدينة مشيراً إلى أن الدراسة تمت بتعاون كبير من قبل المحافظة و مجلس مدينة دير الزور مع الكادر العامل, و تم إنجاز المرحلتين الأولى و الثانية من المشروع ..إضافة إلى إعداد دراسة لإعادة تأهيل محطة معالجة الفداء في معردس بحماة حيث تعرضت المحطة للعديد من الأضرار نتيجة الأعمال الإرهابية , و تمت دراسة و ضعها الراهن و وضع دراسة شاملة و من كافة الاختصاصات لإعادتها إلى ما كانت عليه و الدراسة منتهية و هي قيد التسليم..
كما تحدث عواد عن إعداد الدراسة الفنية اللازمة لتأهيل و تدعيم المباني الآيلة للسقوط في مدينة حمص و عددها 135 مبنى ,حيث تم إنهاء المراحل الأولى للدراسة للأبنية المسلمة لنا من مجلس المدينة و تمت المباشرة بأعمال المرحلة الثانية و يهدف هذا المشروع إلى رصد الأضرار الحاصلة في هذه الأبراج و دراسة التدعيم اللازم لها لإعادتها إلى ماكانت عليه..
بالإضافة لدراسة محطة معالجة وادي العيون إذ تم إنهاء دراسة المرحلة الأولى و هي قيد التدقيق حالياً ,و إنهاء دراسة إعادة تأهيل ملعب الباسل في دير الزور و ملعب الباسل في بابا عمرو والملعب البلدي في حمص ومؤخراً تمت المباشرة بأعمال التنفيذ.. إضافة لإعداد الدراسة التفصيلية للضاحية السكنية بمساحة 70هكتاراً في منطقة النقارنة بحماة ,و دراسة تنظيمية و تفصيلية للضاحية السكنية بمساحة 20 هكتاراً في منطقة الضاهرية بحماة و هي مشاريع عائدة للمؤسسة العامة للإسكان و تتضمن دراسات تفصيلية و موقعاً و أبراجاً سكنية و طرقاً … بالإضافة لدراسة طبوغرافية و أعمال مسح طبوغرافي لمدينة طرطوس ..وإعداد الدراسة التنفيذية للسقف المعدني في السوق الأثري بحمص القديمة و الإشراف على تنفيذه ,وأوضح عواد أن لهذا المشروع خصوصية كونه يهدف لترميم السوق الأثري في المدينة القديمة و إعادته إلى أفضل مما كان عليه,مشيراً إلى أن المشروع يتم بالتعاون مع محافظة حمص و منظمة UNDP لإحياء السوق الأثري, و تم الانتهاء من المرحلتين الأولى و الثانية و شهد الشارع الرئيسي عودة للحياة و النشاط التجاري في عدد جيد من المحال ..
مشاريع واعدة ومهمة
وأضاف عواد: تعمل كوادرنا حالياً على تنفيذ دراسة لواحد من أهم المشاريع الواعدة ,و هي مشاريع دراسة لعدد من المباني في جامعة حماة ,حيث تم توقيع عقد لدراسة كل من كلية الآداب و وحدتين سكنيتين وكلية التربية الرياضية و ملحقاتها من ملعب و صالات رياضة و كلهم في الموقع الجديد لجامعة حماة , و يستمد هذا المشروع أهميته كونه يشكل النواة لدراسة كافة كليات الجامعة في المستقبل ,علماً أن الشركة قامت بدراسة الموقع العام للمشروع وتمت المباشرة بأعمال التنفيذ للسور و ستتم المباشرة بأعمال الموقع العام و البنى التحتية , منوهاً إلى أن الشركة تقوم بالإشراف على هذه المشاريع …
كما يتم الآن إجراءات التعاقد على دراسة إعادة تأهيل و استكمال لخمسة مشاف في مدينة دير الزور و البوكمال و الميادين و ثلاثة أبنية خدمية مع مديرية صحة دير الزور..
و أضاف: يقوم الفرع بدراسة و تدقيق العديد من المشاريع الأخرى مع مختلف جهات القطاع العام منها المجمع القضائي في سلمية , ومبنى إدارة قضايا الدولة بحماة , و إعادة تأهيل مركز مؤسسة عمران في المدن الرستن تلبيسة و كفرلاها …
إشراف بعد الدراسة
وعن عمل قسم الإشراف أوضح عواد أن كوادر الفرع تقوم بالإشراف على العديد من المشاريع في حمص و في كافة المجالات و من أهم هذه المشاريع محطة معالجة أبو حوري – الناعم , و محطة معالجة تل الناقة ( و هي قيد التشغيل حالياً) , و المجمع التنموي في ربلة , و إعادة تأهيل ملعبي الباسل و باباعمرو في حمص , و إعادة تأهيل مشفى الوليد و كتلة المخبر المركزي في المشفى الوطني , وعدة أبنية في جامعة البعث , وعدة خطوط صرف صحي ضمن المدينة, بالإضافة للإشراف على أبنية سكنية و موقع عام للمؤسسة العامة للإسكان وكلها مشاريع في حمص ,إضافة للإشراف على تنفيذ السقف المعدني في السوق الأثري في حمص القديمة..
مشاريع متعددة لمركز حماة
وعن أعمال مركز الشركة في حماة ذكر عواد : أنه يتبع لفرع المنطقة الوسطى , ويبلغ عدد العاملين فيه 75 عاملاً على رأس عملهم و يختص بأعمال الإشراف على المشاريع وفي بعض الأحيان تقوم الكوادر بدراسة بعض المشاريع و خاصة خطوط الصرف الصحي و إعادة التأهيل حيث شارك المركز في دراسة إعادة تأهيل مطحنة الفداء في معردس, و من أهم المشاريع التي يقوم بالإشراف عليها حالياً هي مشروع تحويل معهد طب الأسنان إلى المشفى الجامعي بحماة , ومشروع توسع الكلية التطبيقية , و العيادات الشاملة بمحردة , ومشروع معهد الطب البيطري بحماة , بالإضافة للإشراف على عدة مشاريع لمحطات معالجة بالنباتات في قرى تل الدرة و تل التوت و الغاوي في ريف السلمية , وعدة مشاريع ومحطات معالجة أهمها محطة معالجة مصياف ومن المتوقع وضعها في التشغيل التجريبي في بداية العام القادم , إضافة للإشراف على العديد من مشاريع الصرف الصحي على كامل مساحة المحافظة في حماة و مصياف و الغاب وغيرها, والإشراف على سور الموقع العام لجامعة حماة , ومشاريع أبراج سكنية في ضاحية الوفاء السكنية , والمجمع القضائي في محردة..
المباشرة ببعض المشاريع في دير الزور
و عن مجموعة دير الزور ذكر عواد أنها تتبع لفرع المنطقة الوسطى و كان هناك كادر كبير من عناصر الشركة في المدينة يقوم بأعمال الإشراف على العديد من المشاريع , إلا أن ظروف الحرب أدت إلى توقف كافة المشاريع في المحافظة , وبعيد تحرير المدينة من رجس الإرهاب عاد كادرنا للعمل و كنا من أوائل الشركات التي عادت للعمل في المحافظة ,حيث تم التعاقد على إعداد الدراسة الفنية اللازمة لتقييم و تقويم المخطط التنظيمي العام المصدق لعام 2010 لمدينة ير الزور, و قام كادرنا المتواجد في المدينة بإنجاز المسح الميداني لكافة أحياء المدينة بشجاعة و نشاط , و تم التعاقد على دراسة إعادة تأهيل ملعب الباسل في دير الزور و إنهاء أعمال الدراسة لجزء كبير من المشروع والمباشرة بأعمال التنفيذ وتقوم شركتنا بالإشراف على تنفيذه..
وأضاف عواد: تم التعاقد على دراسة إعادة تأهيل مبنى التأمين و المعاشات في مدينة دير الزور وإنهاء أعمال الدراسة و حالياً يتم التعاقد على التنفيذ و سيتم الإشراف عليه من قبل كوادر الشركة.. كما تحدث عواد عن عدة مشاريع واعدة في مدينة دير الزور و أهمها عقود مديرية الصحة و عقود مع جامعة الفرات..
وأضاف: يتبع مكتب الرقة لفرع المنطقة الوسطى وكانت هناك العديد من عقود الدراسة و التدقيق و الإشراف في المحافظة إلا أن الحرب ولغاية تاريخه فرضت توقفاً في كافة الأعمال..
تحسن بمستوى الإنجاز
و أضاف: يتم العمل حالياً على إبرام العديد من عقود الإشراف لصالح الفرع حيث تم الاتفاق مع عدة جهات على إبرام عقود جديدة و هي حالياً قيد إجراءات التعاقد وأهمها البنى التحتية لموقع عام جامعة حماة, إدارة قضايا الدولة بحمص ,إكساء مشفى دبين و عدة مشاريع أبراج في ضاحية الوفاء السكنية بحماة , عدة عقود صرف صحي بحماة حيث تصل القيمة الإجمالية التقريبية لأجور الإشراف لهذه العقود 200 مليون ل.س تقريباً وهو أمر ما سيؤدي إلى تحسن مستوى الإنجاز..
التأخر بالتدقيق عائق أمام العمل
و تحدث عواد عن الصعوبات التي تعترض سير العمل و أهمها توقف عدد كبير من المشاريع إما لوقوعهافي مناطق ساخنة مثل الرقة وجسر الشغور, وريف حماة الشمالي و الغربي.. أو لإيقاف العمل بها من قبل الإدارات صاحبة هذه المشاريع لأسباب عدة مما يسبب عبئاً على الشركة، و هذا يستدعي اللجوء لأحد إجراءين إما إعادة العمل في المشاريع المتوقفة و في حال عدم إمكانية ذلك تصفية هذه العقود…
وتعمل الشركة على إعداد برامج تدريبية للخريجين الجدد من مهندسين وفنيين وتأمين فرص عمل تتناسب مع حجم العمل المطلوب ولتواجه نقص الكوادر الناتج عن ظروف الحرب..
و أشار إلى أن العائق الأكبر هو التأخر في تدقيق اعتماد مراحل الدراسة بما يؤدي إلى التأخر في إنجاز المشاريع ضمن مدتها الزمنية المحددة ..
توفير كبير
و أشار إلى أن قرار دمج شركة الدراسات والاستشارات الفنية مع شركة الدراسات المائية بشركة واحدة هي الشركة العامة للدراسات الهندسية كان إيجابيا وسيؤدي إلى فائدة للشركتين المدمجتين من حيث أن أعمال الشركتين متشابهة في الكثير من مواضيع الدراسة و الإشراف ما سيؤدي إلى توحيد إمكانيات الشركتين و الاستفادة من خبرة الكوادر الهندسية و دمجها في بوتقة واحدة مما سيعطي فائدة للعمل الهندسي بشكل عام , و يجري العمل حالياً على إعداد النظام الداخلي للشركة المحدثة من خلال لجنة مشكلة لهذه الغاية مما سيؤدي إلى وضوح الصورة المستقبلية لعمل الشركة المحدثة ..
هنادي سلامة