رغم عودة الأهالي .. حي مساكن التأمينات خدماته متواضعة والاستجابة معدومة…الكلاب الشاردة والقوارض والأفاعي تسرح وتمرح في الشوارع
حي مساكن التأمينات من أحياء مدينة حمص الشمالية يتبع إداريا لحي الخالدية وهذا الحي عانى كسائر أحياء المدينة من سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة التي عاثت فيه خرابا وتدميرا ,وهجرت أهله لسنوات عن منازلهم إلى أن قام الجيش العربي السوري بدحر هؤلاء المرتزقة وبسط الأمن والأمان في الحي .. وبدأ الأهالي بالعودة في العام 2017 ,ولكنهم مازالوا يعانون من نقص الخدمات وغياب بعضها الآخر تماما …
زرنا الحي للإطلاع على الواقع الخدمي فيه , والتقينا المختار وبعضا من سكانه لمعرفة همومهم ومشاكلهم ..
النظافة شبه معدومة
أحد القاطنين قال: هجرنا من منازلنا بفعل إجرام العصابات الإرهابية التكفيرية التي سيطرت على الحي وسرقت ونهبت وقتلت وعاثت فسادا بالحي وبقينا سنوات طويلة والأمل يحذونا بالعودة إلى منازلنا مع ثقتنا الكاملة بجيشنا العربي السوري وقدرته على طرد هؤلاء المرتزقة الإرهابيين وفور تطهير الحي من رجسهم وتأهيل البنى التحتية الأساسية ,بدأنا بالعودة لمنازلنا لترميمها والسكن فيها إلا أن بعض المشكلات بقيت ومازالت مستمرة ومنها أن النظافة التي هي شبه معدومة حيث لا يوجد عمال كنس لتنظيف الشوارع والسيارة الضاغطة تمر في شوارع الحي كل يومين مرة وتقوم بإفراغ الحاويات فقط وتترك ما حولها مما يؤدي إلى تراكم القمامة وانتشار الروائح والحشرات التي تنقل الأمراض لأهالي الحي والأحياء المجاورة .
وطالب الكثير من الأهالي بتكليف عدد من عمال النظافة للعمل على كنس الشوارع في الحي وجمع القمامة من أمام المنازل بشكل يومي.
شوارع محفرة وريغارات بلا أغطية
كما طالبوا بتعبيد شوارع الحي نظرا ً لوجود الكثير من الحفر فيها والتي تتسبب بأذية المواطنين والسيارات المارة في الحي , وضرورة ترحيل الأنقاض من الشوارع والتي نتجت عن عمليات الترميم المستمرة في الحي ..
وأشار الأهالي إلى أن معظم شوارع الحي قد تم حفرها قبل الحرب بهدف صيانة شبكة الصرف الصحي وتم ردمها بعد انتهاء عمليات الصيانة على أن يتم تزفيتها لاحقا ولكن الحرب أوقفت الكثير من المشاريع برمتها ..
وطالبوا بتأمين أغطية للريغارات الموجودة في شوارع الحي منعا لسقوط أحد السكان فيها , وخصوصا الأطفال حيث قام البعض بتغطيتها بإطارات السيارات بشكل مؤقت منعا لوقوع حوادث لا تحمد عقباها.
إنارة معدومة
وعن وضع الإنارة في الشوارع قالوا : لا يوجد إنارة في الشوارع بشكل عام , ورغم المطالبات المتكررة إلا أن دائرة الإنارة وافقت على وضع قواطع كهربائية لتركيب لمبات على الأعمدة ولكن على حساب الأهالي ,مما اضطر البعض للموافقة وشراء قواطع وتركيبها على الأعمدة ,ولكن تم تركيب لمبة واحدة لكل ( 4 – 5 ) شوارع , وطالبوا بإنارة شوارع الحي بشكل كامل خصوصا مع انتشار ظاهرة الكلاب الشاردة والحيوانات المؤذية في الحي التي تبث الرعب في قلوب الأهالي وخصوصا الأطفال والنساء , ومنعا لقيام بعض ضعاف النفوس باستغلال الوضع ومحاولاتهم سرقة المنازل والدراجات الكهربائية والعادية من مداخل الأبنية .
حيوانات شاردة وقوارض
تحدث البعض عن ضرورة مكافحة ظاهرة انتشار الحيوانات الشاردة في الحي والتي جديدها وجود الثعالب «حسب عدد من الأهالي» مما خلق حالة من الذعر والهلع بين النساء والأطفال في الحي ومنعهم من مغادرة منازلهم وقضاء حاجياتهم مساء خصوصا ً وأن شوارع الحي مظلمة بشكل تام تقريبا لعدم وجود لمبات إنارة في هذه الشوارع «كما ذكرنا سابقا» ..
وأضافوا : القوارض والأفاعي تسرح وتمرح في الحي أيضا , ومن الضروري تأمين مبيدات لمكافحتها والتي أصبحت بأعداد كبيرة ومن الممكن أن تؤذي القاطنين في الحي وعزوا سبب انتشارها إلى وجود عدد من البيوت المهجورة وانتشار القمامة وعدم وجود عمال لتنظيف الحي بشكل يومي .
الخطوط الهاتفية قليلة
وعن وضع الشبكة الهاتفية أشار الأهالي إلى وجود نقص كبير في عدد الخطوط, حيث لا تغطي الخطوط الموجودة كامل المنازل,ويوجد في كل بناء خط هاتفي واحد تقريبا , ولدى مراجعة شركة الاتصالات لتأمين الخدمة الهاتفية لكامل المنازل المسكونة في الحي كان الجواب بالرفض في الوقت الراهن والسبب عدم وجود كبل يصل إلى الحي إضافة لعدم وجود خطوط هاتفية مخصصة للحي حاليا ً .
لم يزوروا الحي
وبين الأهالي أنهم ومنذ عودتهم إلى منازلهم بعد أن طهر الجيش العربي السوري البطل الحي من رجس العصابات الإرهابية المسلحة في العام 2017 لم يزر الحي أيا من مؤشري العدادات سواء مياه أو كهرباء وإنما يدفعون فواتيرهم التي هي عبارة عن رسوم فقط ورغم مراجعتهم أكثر من مرة لشركتي الكهرباء والمياه إلا أن الأمر لم يتغير بل طالبتهم شركة الكهرباء بتصوير مقاطع فيديو تظهر التأشيرة الحالية للعداد ومع ذلك لا تسجل كمية الاستهلاك على الفواتير ويتخوف الأهالي من صدور فواتير كبيرة بحقهم نتيجة لتراكم استهلاكهم وعدم اقتطاع قيمته على الفواتير وطالبوا شركتي الكهرباء والمياه بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة حتى لا يتكبد الأهالي أعباء مادية كبيرة ليس بمقدورهم تحملها ..
بنى تحتية جيدة
وأشاروا إلى أن البنى التحتية ( صرف صحي – ماء – كهرباء ) جيدة نسبيا في الحي حيث هناك تحسن ملحوظ بوضع الكهرباء كما أن مياه الشرب تضخ إلى الحي بشكل يومي من الساعة ( 8 – 2 ) صباحا ً أما شبكة الصرف الصحي في الحي فهي جيدة ولا يوجد فيها أي اختناقات.
تأهيل الحدائق
وطالبوا بإعادة تأهيل الحدائق في الحي وتنظيفها وترحيل مخلفات البناء والأنقاض منها وتقليم الأشجار كونها لم تقلم أغصانها منذ سنوات مما أدى إلى تشابكها مع الأكبال الكهربائية الهوائية ويتخوف الأهالي من أن يؤدي هذا التشابك إلى انقطاع الأكبال بسبب شدة الرياح خصوصا في فصل الشتاء, وبالتالي انقطاع الكهرباء عن الأهالي.
أزمة غاز
يوجد مشكلة في تأمين مادة الغاز المنزلي حيث لا يصل إلى الحي سوى ( 100 ) اسطوانة فقط شهريا وهذه الكمية غير كافية بالنسبة لعدد الأسر القاطنة في الحي, كما أشار الأهالي إلى أنهم يتجاوزون المدة المحددة ( 23 ) يوما حتى يتمكنوا من استلام مخصصاتهم من المادة, حيث أن من يسجل أولا عند المعتمد أو مختار الحي يستلم اسطوانته بغض النظر عن أحقية الآخرين … ولدى مراجعة معتمد الغاز في الحي «محمد غالب الصاخرجي» أكد أن شركة المحروقات «سادكوب» لا تسلمه سوى ( 100 ) اسطوانة شهريا كمخصصات للحي رغم أن مخصصاته هي ( 300 ) اسطوانة ,وحسب كلام المعتمد فهو يقوم بتسديد ثمن ( 300 ) اسطوانة للشركة مسبقا ولا يعلم سبب عدم تسليمه مخصصاته الشهرية بالكامل …
مزاجية وسعر زائد
أما بخصوص مادة المازوت فأشار الأهالي إلى أن عملية توزيع المازوت تتم بشكل مزاجي من قبل المختار ولجنة الحي التي تعمل معه حيث بدأ التوزيع لأسر الشهداء ولكن لم يمنح كل ذوي الشهداء مخصصاتهم كما أهالي الحي عموما, حيث طالب المختار الأهالي بإحضار «بيدونات» لتعبئتها متذرعا بعدم تمكن السيارة من الدخول إلى شوارع الحي نظرا لضيقها , ولكن أثناء جولتنا في الحي «الكلام للمحرر» وحسب تأكيد الأهالي فإن هذا الأمر يتنافى مع الحقيقة, فكل شوارع الحي عريضة وتتسع لمرور صهريج سعة ( 45000 ) ليتر وليس صهريج سعة ( 5000 – 8000 ) ليتر كما أكد الأهالي أنه تم تقاضي مبلغ ( 19500 ) ليرة سورية ثمن ( 100 ليتر ) في حين أن السعر الحقيقي هو ( 18500 ) وسبب هذه الزيادة هو «إكرامية» لسائق الصهريج..
وأما مادة الخبز فيتم استجرارها من مخبز الوليد والكمية كافية ,إنما المشكلة في جودة الرغيف ، وطالب السكان بتحسين نوعيته قدر الإمكان .
كما طالبوا بضرورة وجود مركز صحي في الحي خاصة بعد عودة الأهالي , كونهم يضطرون للذهاب الى أحد المراكز الصحية في الأحياء المجاورة في الحالات الضرورية وخاصة لإعطاء اللقاحات للأطفال ..
أثاث ووسائل تعليمية ..
أما بالنسبة لمدرسة رجب الفضل وهي الوحيدة الموجودة في الحي فتضم حوالي ٣٠٠ تلميذ في مرحلة التعليم الأساسي حلقة أولى , وأشار مدير المدرسة علي جمال إلى أن أعداد التلاميذ في المدرسة تتزايد بشكل مستمر بسبب عودة الأهالي للحي وهناك قرار بتشكيل ٩ شعب صفية إضافية فئة ( ب ) للمتسربين وأعمارهم كبيرة من قرية الهلالية ..
منوها إلى معاناتهم مع عدم وجود سوى مستخدمة واحدة فقط في حين حاجة المدرسة الفعلية ٣ مستخدمين على الأقل, إضافة لعدم وجود أثاث في غرفتي الإدارة والمدرسين ,مما اضطر مدير المدرسة لإحضار بعض الكراسي من منزله «على حد تعبيره» كما تمت مطالبة مديرية التربية إقامة دورات تقوية لطلاب المدرسة أسوة بالمدارس الأخرى بباقي الأحياء، أما بالنسبة للكادر التدريسي فهو جيد, ولكن يوجد نقص في مدرسي مادتي التربية الموسيقية والتربية الفنية وأشارت مدرسة التربية الرياضية بشرى حمدان لعدم توفر أدوات رياضية في المدرسة ( كرات _ مضارب _ حبل) في حين بين بعض المدرسين أنه لا يوجد وسائل تعليمية في المدرسة إضافة لمعاناتهم المستمرة من أزمة النقل من وإلى الحي..
وطالب المدرسون بتأمين طابعة لطباعة أوراق الامتحان حيث أنهم يطبعون الأوراق على حسابهم الشخصي نظرا لعدم التزام الأهالي بدفع التعاون والنشاط للمدرسة والمحدد بقيمة ( ٨١ ) ليرة سورية فقط علما أن هذا المبلغ في حال التزام الأهالي بدفعه غير كاف لتغطية نفقات المدرسة بشكل كامل ..
ذوو الشهداء
المواطن إبراهيم سعيد اللاظ والد شهيد عسكري أكد أنه لم يستلم مخصصاته من مادة مازوت التدفئة مع بقية ذوي الشهداء وأنه لم يعلم بالأمر سوى بالصدفة من أحد الجيران وعندما طالب بحقه من المخصصات طالبه المختار بإحضار بيدونات للتعبئة نظرا لبعد مكان التوزيع عن منزله وتساءل اللاظ هل هكذا يكافأ ذوي الشهداء ويكرمون في أحيائهم؟
إفراغ الحاويات يوميا
نقلنا هموم ومشاكل المواطنين إلى مختار الحي ماجد الأنصاري الذي رد ّ على تساؤلات المواطنين حيث قال : يبلغ عدد الأسر الموجودة في الحي حاليا ً ما يقارب ( 300 ) عائلة والعدد يتزايد باستمرار حيث يوجد رغبة كبيرة لدى الأهالي بالعودة إلى حيهم وهم يقومون بترميم منازلهم استعدادا للعودة …
وعن وضع النظافة قال : السيارة تمر في الحي يوميا ً ونقوم بإفراغ الحاويات ولكن لعدم وجود عمال / كنس / تبقى بعض أكياس القمامة بالقرب من الحاوية كما وطالب المختار أهالي الحي بالتعاون ورمي القمامة في الحاوية كما طالب بفرز عاملي كنس على الأقل للحي . وعن وضع الغاز في الحي أوضح المختار أن الكمية الواردة غير كافية حيث يتم إرسال كمية /100/ اسطوانة شهريا ً ومن المفروض أن توزع على / 300 / عائلة ,وأضاف : تم تقديم طلبات للتوزيع المباشر لمعالجة النقص كما تم تقديم طلب لتحويل مخصصات أحد المواطنين المسافرين إلى معتمد آخر مقيم في الحي وحتى الآن لم نحصل على جواب..
إكرامية للسائق
وفيما يتعلق بعملية توزيع مادة المازوت قال المختار : تم توزيع المادة على ما يقارب 175 عائلة من أصل / 300 / عائلة بنسبة تقارب 55% من عدد العائلات المسجل لدينا ,كما تم توزيع مخصصات ذوي الشهداء قبل بدء التوزيع على الأهالي وعن شكوى ذوي الشهيد اللاظ فقد أكد المختار أن والد الشهيد لم يتقدم بوثيقة استشهاد للجنة الحي لتثبيت اسمه بين شهداء الحي ولم يكن موجودا ً أثناء التوزيع..
أما بالنسبة لموضوع إلزام المواطنين بشراء بيدونات لتعبئة مخصصاتهم فقال : إن الكتلة الأخيرة لا يمكن للصهريج أن يدخل إليها كونها ضيقة ولتسهيل الأمر على القاطنين في هذه الكتلة طلبنا منهم إحضار بيدونات لنسلمهم مخصصاتهم من مادة مازوت التدفئة ..
وعن الشكوى التي قدمها الأهالي حول الزيادة في السعر بين أنه لم يتم الطلب من المواطنين أي مبلغ زائد عن السعر النظامي وإنما بعضهم من كان يدفع هذا المبلغ كإكرامية للسائق وعماله .
سيتم تقديم طلب
وعن تشابك الأغصان مع أكبال الكهرباء أشار المختار إلى أنه سيتم تقديم طلب إلى مديرية الحدائق في مجلس مدينة حمص من أجل تنظيف الحدائق وإعادة تأهيلها وتقليم الأشجار .
وأكد المختار أنه بخصوص موضوع إنارة الشوارع فقد تمت مراجعة دائرة الإنارة أكثر من مرة وتقديم طلبات لإنارة الشوارع ولكن لم تتم الإجابة وإنما تم تركيب بعض اللمبات في شوارع متفرقة ,وطالب أن تتم إنارة الشوارع بواسطة الطاقة الشمسية منعا لهدر الطاقة الكهربائية .
وعن الشوارع في الحي بين أنه تم التواصل مع مديرية الأشغال في مجلس مدينة حمص لتعبيد الطرقات في الحي بعد أن تم الكشف على شبكة الصرف الصحي وتبين أنها سليمة وحاليا ً تتم دراسة الأمر للتنفيذ قريبا
أما عن ترميم المنازل فأشار المختار إلى أن إحدى الشركات الأجنبية قامت بترميم ما يقارب 200 منزل وما زال العمل جاريا ً لترميم بقية المنازل بعد تقديم الأوراق الثبوتية من قبل الأهالي ..
خطة للتخصيص
أشار مدير النظافة عماد الصالح : إلى أنه تم ترحيل مكب القمامة الموجود ورفد الحي بعدد من الحاويات الجديدة مقدمة من برنامج (ادرا) للأمم المتحدة , وبالنسبة لعمال الكنس أوضح أن هناك خطة لتخصيص الحي بعدد من عمال الكنس يعملون كورشات دورية كل أسبوع مرتين على أن يزداد العدد في حال تعيين عمال جدد في الحي .
وطالب مدير النظافة الأهالي بالتعاون مع عمال النظافة من خلال التقيد بأوقات رمي القمامة في الحاويات المخصصة لهذا الغرض ..
وأشار إلى أن برامج رش المبيدات توقفت بسبب تدني درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء على أن يبقى البرنامج فعالا للحالات الطارئة ..
تحقيق وتصوير : يوسف بدور