يشتهر العسل السوري بأصنافه و نوعيته المتميزة ويتبوأ على مستوى العالم مراكز متقدمة حيث تصل قيمة الكيلو الواحد إلى 25 دولاراً بالأسواق العالمية …
و بعد الخسائر التي مني بها قطاع النحل بسبب ظروف الحرب و التي وصلت في بعض المناطق إلى 100% استنفرت الجهات المعنية بهذا القطاع و تضافرت جهود وزارة الزراعة بمديرياتها و اتحاد النحالين العرب و بالتعاون مع المنظمات الدولية في محاولة جادة لرأب الصدع و دعم المربين من خلال تقديم العديد من المنح و التي تتضمن خلايا نحل وبدلات و غيرها من المستلزمات لدعم المربين القديمين و تأمين فرص عمل جديدة لأسر تضررت من الحرب أو فقدت معيلها ..
وبعد ثلاث سنوات أتت تلك المنح أُكُلها و ارتفع إنتاج محافظة حمص لوحدها إلى 280 طناً من العسل ذي النوعية الجيدة ..
المهرجان تتويج للعمل
وتُوِّج هذا النجاح بإقامة مهرجان مركزي للعسل بدمشق في صالة الجلاء بمشاركة 42 نحالاً على مستوى القطر ثلاثة منهم من حمص وهي الخطوة الأفضل لتسويق المنتج و لتعريف المستهلكين بأنواع العسل المتعددة ولتحقيق أفضل التواصل بين المنتج والمستهلك ..
وذكر المهندس ماهر الكردي عضو اتحاد النحالين العرب بمدينة حمص أن المهرجان عبارة عن ثمرة عمل مستمر لثلاث سنوات بعد تحضير لمدة ستة أشهر ليكون ناجحاً و بالمستوى المطلوب وهو بمثابة نافذة للمربي لتسويق المنتج و افتتح المعرض بحضور ضيوف من دول عربية شقيقة وعلى جانب المهرجان تم تكريم لبعض المنفذين للبرامج العلمية المتعلقة بالنحل ومشاركين اثنين من حمص لتميز الجناح و العمل , كونه المعرض الأول المتخصص بمنتجات و مستلزمات النحل و يحقق التواصل بين المنتج الحقيقي للعسل الصحيح مع المستهلك..
وأضاف :إن تربية النحل في المحافظة تنتشر في مختلف مناطق الريف و تتركز في الفترة الأخيرة في مناطق الريف الغربي حيث تتواجد مختلف أنواع الأشجار و الأزهار و هي عامل الجذب الأساسي ويوجد في المحافظة ما يزيد عن 30 ألف خلية موزعة على مساحة المحافظة و 1300 مربي ..
وأشار إلى أن قطاع النحل تضرر بشكل كبير خلال سنوات الحرب إلا أننا و بهمة المربين و الجهات المعنية نشهد تحسناً تدريجياً جيداً و ذلك بعد تدخل اتحاد النحالين بالتعاون مع وزارة الزراعة و المنظمات العالمية مثل الفاو و UNDP حيث تم توزيع 360 خلية على سبعة مناطق مختلفة في القطر و على أربع مراحل مما ساهم برفع سوية النحل مشيراً إلى أن الغاية من المنح تقليل التكاليف و تحسين المردودية و في نهاية المشروع نحصل على نحال متدرب أتقن المهنة و ينتج نوعاً جيداً من العسل..
وأضاف: خلال الفترة الماضية تم توزيع منح خلايا نحل للمربين القدامى و للأسر المتضررة من الحرب و الأشد فقراً أو الأسر التي فقدت معيلها بحسب شروط معينة وشمل التوزيع كل مناطق ريف المحافظة سواء في القرى الشرقية .. المخرم و السنكري و قرى الريف الغربي..
تواصل مستمر و فعال
مشيراً إلى أن للمنح دوراً إيجابياً في تحسين الوضع بشكل عام فالنحال الذي كان إنتاجه متواضعاً أصبحت عنده الإمكانية لإنتاج كميات أكبر و بيعها داخل المحافظة أو خارجها ..
و أضاف: نتواصل بشكل مستمر مع النحالين و يتبعون دورات يقيمها الاتحاد لتعزيز معارفهم و تزويدهم بأحدث المعلومات من خلال الاستفادة من الخبرات المحلية و العلمية ..
وأوضح أن أنواع العسل تختلف باختلاف الحقول و أنواع الأزهار التي يتغذى عليها النحل , ومنها تكون تسميتها حسب المرعى مثل عسل الحمضيات واليانسون وحبة البركة والحلاب و الكينا و العجرم و الطيون إضافة لعسل الشوكيات ..
أعباء التنقل كبيرة
مشيراً إلى أنه تتوفر في سورية مراع على مدار عشرة أشهر و يتوجب على المربي نقل خلايا النحل حسب الفترة من العام حيث تكون في الربيع مراعي اللوزيات و بعدها تنشط مراعي اليانسون و حبة البركة في المحافظات الداخلية و مراعي الحمضيات في محافظات الساحل السوري ثم الكينا في حوض العاصي وتليها مراعي العجرم و الطيون في شهري تشرين الأول و تشرين الثاني وهو إجراء يفرض الكثير من الأعباء المادية على المربي ..
خطوات مبشرة
ومن الخطوات التي يضعها الاتحاد نصب عينيه مساعدة المربين لتسويق العسل عن طريق فتح كوات بيع بكافة المحافظات , و أشار الكردي أن الاتحاد و بالتعاون مع مديريات الزراعة كونها الشريك التقني و الدائم قاما بتفعيل المكافحة الجماعية لطفيلي الفاروا في الربيع القادم ..
و سيتم العمل والتنسيق لتوجيه المزارعين باستعمال أدوية زراعية و مبيدات غير سامة للنحل ونحن الآن سندخل على موسم تشتية و نستمر بالتواصل مع النحالين و تزويدهم بالنصائح اللازم إتباعها في هذه الفترة وماهي الأدوية التي يمكن استخدامها و عدم الانجرار خلف الشائعات و استعمال أدوية مهربة مجهولة المصدر التي تتسبب بإيذاء الخلية بشكل كامل..
علماً أن الاتحاد مستمر بتنفيذ دورات تدريبية للمربين للارتقاء بسوية العمل وتمكين المربي من تحقيق الاستفادة القصوى.
محمد بلول