تطل قرية “المشرفة المستورة” الواقعة بريف حمص الغربي على سهل عكار أحد أكبر السهول الزراعية الخصبة وتشتهر بغابتها التي تمتد على مساحة واسعة وتغطيها أشجار الكستناء والصنوبر ما يمنحها مكانة مميزة بين القرى المجاورة ويؤهلها لتكون مقصدا سياحيا .
أغلب سكان القرية يعملون بالزراعة وقسما منهم يعمل بالتجارة بحكم موقع القرية الهام على طريق تلكلخ – الدبوسية والذي جعلها نقطة التقاء بين القرى في المنطقة.
وحول تسمية القرية يقولون : القسم الأول من اسمها «المشرفة» أتى من إطلالتها الخلابة على مساحات واسعة من السهل في حين أن القسم الثاني «المستورة» جاء من غابتها المستورة خلفها والتي تمتد على مساحة 800 دونم وتضم أشجار الكينا والصنوبر , إضافة إلى أن موقعها على سفح جبل وإطلالها على مساحات خضراء كثيرة يؤهلها لتصنف كقرية سياحية… ولكن للأسف رغم جمال الطبيعة الخلابة فيها إلا أنها تعاني من نقص الكثير من الخدمات حتى الآن ..
تحدثنا مع بعض الأهالي فيها إضافة إلى رئيس بلدية العكاري باعتبار أن المشرفة المستورة تتبع إداريا لهذه البلدية ,إضافة إلى 12 قرية أخرى ..
وعلما أن قرية مشرفة المستورة التابعة لمنطقة تلكلخ من القرى المنسية و تعد من القرى /24/ التي خصصت كقرى صحية و تقع غربي تلكلخ على بعد2 كم ويبلغ عدد سكانها حوالي /2000/ نسمة ،تم بناء المدارس و المستوصف و شق الطرق الزراعية في القرية من خلال العمل الشعبي كما أوضح رئيس مكتب هيئة التنمية في القرية محمد البايكي…
واقع النظافة
وأضاف : نعاني من مشكلة تراكم القمامة في الشوارع و أمام البيوت والسبب في ذلك يعود إلى وجود جرار واحد و عامل واحد فقط يقوم بتخديم أكثر من 10 قرى وتجمع سكني و هو لا يلبي حاجة المواطنين و إضافة إلى نقل مكب النفايات الذي كان يبعد 2 كم عن القرية الى شرقي تلكلخ و أصبح يبعد أكثر من 8 كم لذلك تتراكم القمامة لمدة أسبوعين في القرية كون الجرار يخدم عددا كبيرا من القرى هذا بالإضافة الى تراكم القمامة على الطرق العامة ومنها طريق حمص- طرطوس و حمص -لبنان. والطرق الزراعية أيضا , منوها إلى أن القرية تكتظ بالمحال التجارية التي تقوم برمي مخلفاتها في الشوارع ويبلغ عدد تلك المحال حوالي 180محلا.
ونوه إلى أنه تم وبمساعدة الأهالي توزيع بعض الحاويات «براميل» على شوارع القرية لتجميع الأكياس فيها ريثما يتم ترحيلها حرصا على الصحة العامة ..
مخبر تحاليل
يوجد مركز صحي يقدم بعض الخدمات الاسعافية والبسيطة , يداوم فيه طبيب عام وكادر تمريضي , بناء المركز عمل شعبي منذ حوالي 15 عاما , وفيه عيادة سنية تفتقر لوجود المواد الخاصة بها , ويحتاج المركز إلى زيادة عدد الغرف ومخبر تحاليل كونه يخدم أكثر من 20 قرية باعتباره قريب من الحدود اللبنانية «نقطة الدبوسية» ..
كثافة طلابية
يوجد ثلاث مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية , يبلغ عدد طلاب المدارس في القرية بجميع مراحلها حوالي /1200/ طالب وتعاني الصفوف من ازدحام كبير وهي مكتظة بالطلاب بشكل كبير مما يؤثر على سير العملية التعليمية ،وتعاني اغلب مدارس القرية من مشكلة عدم وجود فسحة كافية أمام باب المدرسة ليتمكن الطلاب من الدخول والخروج أسوة بمدارس المدينة الأمر الذي يعرض حياة التلاميذ للخطر خاصة الأطفال الصغار نتيجة تعرضهم للحوادث بسبب السيارات المسرعة كون باب المدرسة يقع على الطريق العام مباشرة والمطلوب إيجاد حل لهذه المشكلة و تخصيص مساحة كافية أمام الباب لحماية التلاميذ , منوها أنه ونتيجة الكثافة الطلابية تمت الاستعانة بغرفة المستخدم لتصبح غرفة صفية في إحدى المدارس ..
شبكة المياه
رغم أن شبكة المياه حديثة منذ 12 عاما إلا أنها تتكسر وتتصدع يوميا نتيجة لكون أنابيب المياه التي تصل إلى المنازل و المدارس مصنوعة من البلاستيك سيئ النوعية لذلك تتسرب المياه منها لتذهب إلى «نهر عين السودا» مما يحول دون وصولها إلى المواطنين و يسبب هدرا كبيرا بالمياه ويحرم سكان الكثير من حارات القرية من مياه الشرب وهذه الحالة ازدادت سوءا منذ حوالي العام ورغم تقديم العديد من الشكاوى إلى مؤسسة المياه لكي تقوم باستبدال شبكة أنابيب المياه لكن حتى الآن لم تتم الاستجابة , والجدير ذكره أن القرية تشرب من البئر الموجود فيها لكن سوء نوعية أنابيب الشبكة يحرم الأهالي والمدارس من مياه الشرب ..
ضعف التيار
شبكة الكهرباء قديمة وتحتاج لصيانة , وإنارة الشوارع معدومة , لكن المشكلة الأهم كما وصفها الأهالي هي ضعف التيار الكهربائي في القرية حيث تبلغ شدة الكهرباء الواصلة الى المنازل /150/ فولت الأمر الذي تسبب بأعطال كبيرة بالأجهزة الكهربائية و تكبيد المواطنين مبالغ مالية كبيرة جراء إصلاحها مع العلم أنه يوجد مركز تحويل في القرية ولكن حتى الآن لم يتم تركيب محولة جديدة تلبي حاجة القرية (رغم وجود بناء خاص لهذه المحولة منذ 10 سنوات) ,لا سيما بعد ازدياد عدد سكانها خلال السنوات السابقة.
حفر فنية
شبكة الصرف الصحي الموجودة جيدة , ولكنها لا تغطي كامل منازل القرية كما في الحارات الغربية التي يعتمد السكان القاطنين فيها على الحفر الفنية , وأكثر الأحيان تطوف وتجري مياهها في الأراضي الزراعية ..
وتواجه البلدية صعوبة في إقناع الأهالي السماح بشق بعض الطرق ضمن أراضيهم ومد شبكة صرف صحي إلى حين تنفيذ شوارع المخطط ..
المخطط التنظيمي
صدر المخطط التنظيمي للقرية منذ 24 عاما , يقول الأهالي : حتى الآن ومنذ صدور المخطط لم تقم البلدية بشق وتنفيذ أي شارع حتى الآن , علما أنه تم شق خمسة طرق زراعية وتعبيدها على نفقة الأهالي عن طريق تعاون مكتب هيئة التنمية في القرية مع وزارة الزراعة , وطالبوا بضرورة شق الشوارع ضمن المخطط التنظيمي وتعبيدها ليتمكن الأهالي من البناء وللحد من انتشار المخالفات وعدم تخديم القرية بالصرف الصحي.
الهاتف
شبكة الهاتف أرضية وتتبع القرية لمركز هاتف تلكلخ , وعدد الخطوط كاف وخدمة الإنترنت لا بأس بها ..
قلة المواصلات
يعاني سكان المشرفة المستورة من قلة وسائط النقل رغم أنها تقع على خط حمص – طرابلس غربي تلكلخ , وخاصة طلاب الجامعة حيث يحشرون في السرفيس الواحد ليصل العدد حوالي 20 راكبا , أملا بالوصول إلى الجامعة , وقال البعض : بالرغم من أن أكثر السرافيس مسجل على خط حمص – المشرفة المستورة – الدبوسية إلا أنها لا تعمل عليه , مما يضطر الأهالي لتحمل عبء الذهاب إلى مدينة تلكلخ أو حمص , وهذه معاناة سكان 20 قرية تقع على هذا الخط ..
الجمعية الفلاحية
أشار الأهالي إلى أن الجمعية الفلاحية تساعد على تأمين بعض الأسمدة والبذار ولكن خدماتها غير كافية خاصة وأن المشرفة المستورة تشتهر بزراعة القمح والفستق العبيد وجميع أنواع الخضار وهذه الزراعات تحتاج الى أسمدة وبذار ومتابعة باستمرار لنجاحها .. ويلاقي الأهالي صعوبة في الوصول إلى أراضيهم لعدم وجود طرق زراعية كافية , علما ان الطرق الزراعية التي شقت كانت بعمل شعبي من الأهالي ..
ملعب رياضي
يوجد ملعب رياضي قام بإنشائه أهالي القرية وأثناء الحرب كانت تقام فيه كافة الفعاليات الرياضية للقرية والقرى المجاورة لها ..
إلى جانب الملعب يوجد «حرش» يسمى حرش المستورة على طريق حمص – طرابلس وهو مشهور على مستوى القطر كونه متنزها يقصده جميع العابرين للمنطقة لجمال طبيعته .. وأشار رئيس مكتب هيئة التنمية بالقرية إلى أنه تم تشكيل لجنة خاصة لنظافة الحرش , ويعمل الأهالي بالتعاون مع البلدية لانشاء منتزه «كافيه» بين الحرش وطريق طرابلس ..
الخبز والغاز
يوجد مخبز في القرية ونوعية الخبز جيدة, أما الغاز فيتم توزيع الأسطوانات عن طريق المعتمد والمخصصات كافية ..
وأشار رئيس مكتب هيئة التنمية الى أنه يقوم من خلال لجنة مشكّلة من أهالي القرية بجمع التبرعات و صرفها في خدمة القرية ومن ضمنها أجرة ترحيل القمامة التي أصبحت مكلفة بعد نقل المكب الأمر الذي أضاف عبئا ماديا جديدا على الأهالي .
فرز عقارات
أوضح رئيس البلدية الدكتور لؤي نصار وجود برنامج أسبوعي لترحيل القمامة من 17 تجمعا سكانيا تابعا للبلدية من بينهم قرية المشرفة المستورة حيث يقوم الجرار الوحيد التابع للبلدية بترحيل القمامة إلى محطة الترحيل في العريضة مرة واحدة فقط نظرا لبعد المكب..
ونوه إلى أن عملية نقل القمامة تتطلب مجهودا عضليا كبيرا من عامل النظافة باعتبار أن وسيلة النقل هي الجرار وليس السيارة الضاغطة مشيرا إلى مخاطبتهم المحافظة للحصول على سيارة ضاغطة ، ومن المتوقع وضعها ضمن خطة المحافظة قريبا .
وبالنسبة للمخطط التنظيمي قال : تمت إضافة شرائح على الطريق العام ضمن المخطط التنظيمي من حوالي عشرة أعوام ويعود ذلك لوجود ملكيات قديمة (اقطاعية) استملكتها البلدية التي تحتاج بدورها إلى رصيد مالي للقيام بمشاريعها..
ونوه إلى أنه من ضمن الخطة الأساسية للبلدية مشاريع إفراز وبيع عقارات ضمن المخطط لرفد خزينة البلدية بالمال اللازم للعمل على تنفيذ المخطط على أرض الواقع وبالتالي استملاك شوارع في قرى البلدية وتنظيمها حسب الأصول ..
وأشار إلى أن شبكة المياه في قرية المشرفة قديمة ونوعية الأنابيب رديئة لافتا إلى قيامهم بمخاطبة مؤسسة المياه ليتم استبدالها ، لكن الرد كان أنه ستتم عمليات ترميم واستبدال لشبكة المياه في قرية المشرفة ضمن خطة إرواء الشبرونية خلال عام 2019 ولم يطبق شيء من ذلك على أرض الواقع حتى الآن ..
وأوضح أن الحارات الشمالية في القرية تعتمد على الحفر الفنية لأن قسم منها خارج التنظيم والأولوية كما هو متعارف عليه للأحياء الواقعة ضمن المخطط مؤكدا عدم وجود أي تسريب للمياه الآسنة ..
و أضاف انه لا يوجد حاليا محولات لإنارة الشوارع في القرية لافتا لوجود دراسة خلال عام 2020 لتركيب ترانس هوائي لإنارة الشوارع ..
أما عن أزمة المواصلات في المشرفة والقرى المجاورة فقال : معاناة الطلاب والموظفين اليومية كبيرة في تأمين وسيلة نقل سواء عابرة أو من كراج تلكلخ الذي يبعد حوالي 7 كيلومتر عن القرية ، ونوه إلى وجود كتاب من المحافظة للبلدية لتحديد حاجتهم من الباصات .وأوضح أن عمل البلدية حاليا يتمحور حول إفراز العقارات لتحقيق ريع ممتاز للبلدية لتتمكن من ممارسة نشاطها بشكل أوسع.
بشرى عنقة – شذا الغانم