المعمل رقم 12 عالمياً … سوري وبخبرات وطنية محلية .. العنفـة الريحيـة الأولىمن نوعها تؤمن أكثر من 500 ميغا واط بأقل من شهر
عائلة سورية بامتياز لم ترضها مقولة بأن رأس المال جبان وعليه أن يهرب في وقت الحروب إنما آمن كل أفرادها بحتمية الانتصار السوري وانطلاقاً من مقولة ( إذا ضربت المدافع شيدوا المصانع ) كان العزم والإصرار وتوسيع المعمل في عام 2013 و مضاعفة وتيرة العمل متحدين كل الصعاب ليصبحوا علامة فارقة على مستوى العالم و نقطة تميز سورية أخرى أثبتت أن الشعب السوري يستحق النصر والحياة والتميز ..
من الألف إلى الياء
ونجحت شركة ( ودرفمWDRVM ) – وهو تركيب لفظي يجمع الحروف الأولى من أسماء أفراد العائلة – للطاقات البديلة و الصناعات الثقيلة من تصنيع و تجميع و تركيب العنفة الأولى من نوعها في سورية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا و دول الخليج وتحولت خطوتها هذه إلى إنجاز نوعي وانطلاقة واعدة بخبرات وسواعد وطنية.
وذكرت فاليرينا وليد الياس المديرة التنفيذية للشركة بأن العنفة التي تم تركيبها بالقرب من جسر شين في قرية الذهبية على أوتوستراد حمص – طرطوس تتفرد بأنها ومن ألفها إلى يائها تصنيع و تركيب وتشغيل أياد سورية متخصصة ويبلغ وزن العنفة 2500 طن من الأساس للقمة استطاعتها 2,5 ميغا واط ساعي ولها ثلاث شفرات طول كل منها 50,3 متر ووزنها 11,5 طن و القطر الدوار 103 أمتار , تركب هذه الشفرات على الجسم الدوار الذي يصل وزنه مع الشفرات إلى 60 طناً و يزن الجسم المعلق (النصل) المركب أعلى البرج 120 طناً و يصل وزن الجسم المعلق (النصل) مع الجسم الدوار و الشفرات 180 طناً ,ويبلغ ارتفاع البرج الذي ركبت عليه العنفة 80 متراً , و تدور الكتلة العملاقة (الجسم المعلق /النصل و الجسم الدوار و الشفرات) بالكامل في الهواء بدرجة دوران 360 درجة بواسطة أجهزة خاصة لتتبع حركة الرياح من كل الاتجاهات ..
كما تضم العنفة 800 حساس الكتروني وهي بمثابة عقول مترابطة لضمان سير العمل بكفاءة عالية وبأقصى درجات الأمان .. وتتمكن من الاستمرار بالعمل على مدار 24 ساعة ولمدة 25 عاماً دون توقف كما أن العنفة تنتج طاقة كهربائية تغطي تكاليفها بالكامل بعد ثلاث سنوات من تشغيلها.
وتستمر عمليات الفحص الدقيق من الخطوة الأولى و بعد كل عملية لحام أو طلاء أوغيرها لنضمن العمل بدقة عالية جداً وبأعلى المعايير العالمية الخاصة بمنظومة تصنيع عنفات الرياح ..
لكل مشكلة حل
وأضافت الياس : واجهتنا مشكلة نقل العنفة من مكان التصنيع في حسياء الصناعية إلى مكان التركيب بالقرب من جسر شين لعدم توفر أي آلية قادرة على نقلها على المستوى المحلي , و قامت كوادرنا بتركيب رافعة خاصة بوزن 1200 طن و باستطاعة 650 طناً وبارتفاع 167 متراً تم ضمها إلى أسطول آلياتها وهي الوحيدة من نوعها في سورية كونها مخصصة لتركيب عنفات الريح بتكنولوجيا متطورة ..
من أقوى المناطق الريحية في العالم
أما بالنسبة لاختيار الموقع فأوضحت الياس أن فتحة حمص تعتبر فتحة جبلية مهمة جداً على مستوى العالم وتوفر مقداراً كبيراً من الرياح لا بد من العمل على الاستفادة منها بالشكل الأمثل وفق طرق علمية حديثة واستمرت الدراسات لعدة أشهر لاختيار الموقع مشيرة إلى أن فتحة حمص من أقوى المناطق الريحية في العالم مثل بحيرة قطينة و الذهبية و جندر .. ومنذ تركيب العنفة وبعد مرور الشهر التجريبي و خلال أقل من شهر تمكنت من تغذية الشبكة الكهربائية بأكثر من 500 ميغا واط ( 500 ألف كيلو واط) وتم ضبط العنفة للدوران ضمن مجال سرعة رياح أدناه 4 م/ثا وأقصاه 25 م/ثا .
ضمن صالات الإنتاج
( العروبة ) جالت في صالات الإنتاج واطلعت على مراحل تصنيع العنفة من قبل المهندسين و الفنيين الذين أنجزوا العنفة الأولى ويجرون التشطيبات الأخيرة للعنفة الثانية وتبلغ مساحة صالات الإنتاج في الشركة 45 ألف متر مربع وساحات تجميع ونقل بمساحة 25 ألف متر مربع.
وأكدوا أن تركيب العنفة يتطلب مهارات عالية ومعدات خاصة .. والعمل دقيق وهناك التزام بمستوى أمان عال وفق المقاييس العالمية و أصغر تفصيل بالعنفة هو محط اهتمام ..
تصنيع وتركيب و تشغيل
تأسست الشركة عام 1966 كان اسمها المجمع السوري الأوروبي للصناعات الثقيلة وهي تختص بعدة مجالات مثل الطاقات البديلة و حفارات النفط وأفران الإسمنت و علب محركات السرعة بالإضافة إلى تقديم عدة خدمات مثل النقل و الرفع و الدراسة و التخطيط بمجالات الطاقات البديلة و مراقبة الجودة بمجالات المعادن وهي الشركة الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول الخليج متخصصة بتصنيع وتركيب وتشغيل العنفات الريحية بأياد سورية 100%
وأشارت الياس إلى أن البنية التحتية للمعمل مهيأة لتحمل الحمولات الكبيرة وفيه سكك حديدية تسير عليها المعدات بطول 10 كم وكل متر طولي يتحمل 500 طن من الأحمال ..
وللاحتياط من إجراءات الحظر الاقتصادي الجائر المفروض على بلدنا تقوم كوادرنا بتركيب العنفات من الألف إلى الياء حيث يتم تصنيع 80% من المعدات في المجمع أما الـ20% المتبقية فهي عبارة عن بعض القطع التحريكية التي تستورد وفق تصاميم المجمع ذاته والمعمل هو الثاني عشر من نوعه على مستوى العالم وحاصل على جميع الشهادات العالمية مثل GL,ISO,DIN,VDE
وشهادات عالمية أخرى , ولديه القدرة على المنافسة والتصدير إلى كل دول العالم مع إمكانية تصنيع عنفة واحدة كل عشرة أيام تقريباً ضمن خطة الطاقة الانتاجية.. وتم تركيب وتشغيل العنفة الأولى بتاريخ 8 / 8 / من العام الحالي ..
توفير يصل لألف مليار
يعتبر توليد الكهرباء من الطاقة الريحية أمراً في غاية الأهمية و ذلك لأنها مشاريع ذات طاقة متجددة و صديقة للبيئة وباستطاعة كل عنفة إنارة ما بين 3- 5 آلاف منزل وتركيب 1500 عنفة ريحية يوفر ما بين 700 و1000 مليار ليرة سورية من قيمة الفيول والغاز سنوياً ويؤمن الكهرباء لأكثر من 18 مليون شخص ..
ولن نلحظ الفارق وتحسن التيار الكهربائي بعد تركيب عنفة واحدة إذ أننا بحاجة لـ150 عنفة لتغذية مدينة حمص مع مناطقها الصناعية .. وهنا نوهت الياس إلى الحاجة للدعم الحكومي وتسهيل الاجراءات بشكل أكبر لنتمكن من الاستفادة بشكل صحيح من طاقة الرياح في فتحة حمص ..
مشيرة إلى أن الكوادر مستمرة بإجراء الدراسات و التصاميم اللازمة لتحقيق الإستراتيجية لرفد الشبكة الكهربائية بما يحقق نقلة نوعية لتحسين واقع التيار الكهربائي , وسنعمل على توطين هذه التكنولوجيا في حمص تحديداً ومنها سننطلق إلى كل المدن السورية و دول الجوار..
خطوة الألف ميل
وأشارت الياس أنه رغم ظروف الحرب و كل التحديات التي نواجهها نحن مستمرون بالعمل لتحقيق الهدف الرئيسي و إنشاء مزارع ريحية كبيرة وتعزيز ثقافة الصناعة الثقيلة في سورية ..
وهاهي خطوة الألف ميل تنطلق بثقة وبثبات وباستخدام تكنولوجيا عالية الدقة وفق براءات اختراع موثقة عالمياً .. لتوليد الكهرباء بطريقة نظيفة وصديقة للبيئة و مستدامة ..علماً أن فتحة حمص لوحدها قادرة على إنارة الشرق الأوسط بالكامل إذا تم استغلال الطاقة الريحية بشكل فعال إذ أن الفتحة بعرض 15كم وبطول 300 كم ويمكن تركيب 40 ألف عنفة ريحية ضمنها .
ونعمل بشكل جاد لتطوير المصنع وسننتقل للعنفات ذات الاستطاعات الأكبر وتصل لحد 4,2 ميغا واط (4200 كيلو واط) ساعي لنتمكن من تحقيق طموح الشركة و تنفيذ مزارع ريحية كبيرة و تأمين الكهرباء محلياً بشكل مستدام …
هنادي سلامة – محمد بلول