تتبوأ حمص كمحافظة متكاملة بمقدراتها الطبيعية و البشرية أهمية كبرى بين المحافظات السورية و لأنها واسطة العقد فهي كالمفصل المحرَّك لابد من الاهتمام به بشكل مضاعف لضمان سير العمل بالشكل الأفضل ..
وانطلاقاً من أهميتها على اعتبار أنها مركز حيوي للتنمية بكل مكوناتها كانت في الأسبوع الأخير من العام 2019 محط اهتمام الحكومة وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد عقد فيها مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية ..
ووُضعت العديد من الخطط لتحسين واقع الاستثمار و الوصول لشكله الأمثل في مختلف المجالات و مقومات المحافظة البشرية و الطبيعية و الزراعية و الصناعية و السياحية , و هي رسالة تؤكد قرب الحكومة بشكل فعلي من المواطن و أنها تضع نصب عينيها تحسين الواقع الخدمي في المحافظة …
ومن الخطط التي أقرت تم التركيز على توسيع انتشار المشروعات المتوسطة و الصغيرة و إعادة إطلاق المنشآت الصناعية و الحرفية و السياحية المتوقفة , كما وافق المجلس على خطة استصلاح الأراضي و تنفيذ مشروعات الري الحديث ودعم الزراعات الأسرية ووضع خطة تسويق مجانية لمنتجات مشروعات المرأة الريفية … و هنا لابد لنا من أن نذكر بالدور الذي يمكن أن تلعبه وحدات التصنيع …
حيث تمت الإشارة في مرات عديدة عبر صفحات العروبة عن المنح الحكومية و بالتعاون مع المنظمات المعنية , و لنا أن نقدر حجم الأموال التي تم ضخها في سبيل إنجاح هذه المشاريع و التي توجت بتوزيع وحدات تصنيع على قرى مختلفة و هي لأغراض متعددة …
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا ..هل سيجد الفلاح منفذاً في هذه المشاريع لتسويق محاصيله و تكون بالفعل وحدات تصنيع مفيدة بالاتجاهات كلها بدءاً من تأمين آلية لتصريف المحاصيل و كبح سيطرة تجار القطاع الخاص في الأسواق وفي الوقت ذاته تؤمن فرص عمل لعشرات الأيادي العاملة و تصبح الملاذ الآمن لتسويق هذه المنتجات كونها مدعومة بشكل حكومي كبير؟؟
في ظل الاهتمام الحكومي الكبير وعلى أعلى المستويات هل ستتم الاستفادة من وحدات التصنيع – وهي مجرد مثال – لتكون الحلقة الوسط الصحيحة و غير الصدئة و التي تسوق للفلاح و تصنَّع المنتَج و تصل للمستهلِك بأسعار مدروسة ؟
وعلى اعتبار أن العمود الفقري للاقتصاد هو الزراعة , و حمص غنية بالمحاصيل الزراعية التي تسجل خسارات متكررة في بعض الأعوام للفلاحين ليبقوا الحلقة الأضعف رغم أهميتها …هل سيتم توجيه الدفة بشكل صحيح في مختلف المجالات و التي يشكل الزراعي أهمها ؟
نأمل ..
هنادي سلامة
المزيد...