مربو الثروة الحيوانية يعانون من ارتفاع سعر الأعلاف و تكاليف الرعاية البيطرية أسعار اللحوم والحليب ومشتقاته تحلق عالياً والمربي والمستهلك الخاسر الأكبر

تشكل الثروة الحيوانية رافدا مهما للاقتصاد الوطني لا يقل أهمية عن أي قطاع إنتاجي آخر ، و يعتبر من أكثر القطاعات المشغلة لليد العاملة ومصدرا لمعيشة عدد لا بأس به من الأسر وبالتالي تخفيض نسبة الفقر في المناطق الريفية عبر زيادة الإنتاج وتسويقه بأسعار مناسبة.

ورغم أهمية هذا القطاع الحيوي والهام إلا أن المربين في ريف المحافظة يشتكون من ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير ورداءة نوعية بعضها في الأسواق , ويعانون من تحكم السماسرة والتجار بسعر الحليب ومشتقاته والخاسر الأكبر في هذه المعادلة المربي والمستهلك فالأول يضطر لبيع الحليب ومشتقاته بالسعر الذي يحدده التاجر أو الوسيط والمستهلك يشتري هذه المنتجات من بائع المفرق بأسعار مرتفعة حيث وصل سعر كيلو الحليب إلى 275 ليرة واللبن إلى 375 ليرة والجبنة العكاوي إلى 1800 ليرة وغيرها حيث يضطر المواطن في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار ورغم الأهمية الغذائية لهذه المنتجات وخاصة للأطفال بشراء كميات قليلة منها أو حتى الاستغناء عنها أحيانا , ويعاني المربون من ارتفاع تكاليف الرعاية البيطرية وكل ما يتعلق بالأدوية واللقاحات الخاصة بالحيوان ,ويطالب المربون بزيادة مخصصات المقنن العلفي التي يتم توزيعها من مؤسسة الأعلاف وتخفيض تكاليف و شروط ترخيص منشآت التربية والتصنيع,وتخفيض أسعار الأعلاف من خلال تكليف المؤسسة بالاستيراد المباشر للحد من تحكم التجار بسعر هذه المادة وإيجاد آلية مناسبة للمربين لتسويق الإنتاج الكبير تضمن حقوقهم وتمنع التجار والسماسرة من التحكم بالسعر, و اتخاذ إجراءات لمنع تهريب الأغنام خاصة العواس وتكثيف الرقابة لمنع ذبح الإناث, وضرورة إيجاد مراكز تجميع لمنتجات الحليب تسوق من المربين بشكل مباشر بهدف التخفيف من جشع الوسيط التجاري وتسليمها لشركة الألبان وبأسعار مناسبة إنصافا للمربي وللمستهلك, والاستمرار باستيراد البكاكير وتوزيعها على المربين لتحسين القطيع وترميمه.
الجدير ذكره أن مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها في حمص وافق على ترميم النقص الحاصل في الثروة الحيوانية و دراسة إنشاء مراكز لتجميع الحليب في المناطق المنتجة له واستجراره لمعامل الألبان وهذا من شأنه إعادة الالق لهذا القطاع الهام في دعم الاقتصاد الوطني .
وبعد عودة الأمن والأمان للمحافظة بدأت الثروة الحيوانية رغم الصعوبات التي ذكرناها آنفا تنتعش من جديد حيث تسجل تحسناً ملحوظاً سواء بحالتها الصحية أو بأعدادها التي تتزايد بفعل تحسن موسم الأمطار و في تصريح للعروبة ذكر رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بحمص الدكتور أحمد شحود أن واقع الثروة الحيوانية في المحافظة حالياً جيد من الناحية الصحية وخاصة بعد أن بدأ مرض التهاب الجلد العقدي بالانحسار حتى في بعض المناطق بشكل كبير و نهائي تقريباً.
لاتوجد أي إصابات وبائية
وعن ملخص الأعمال التي قام بها الأطباء البيطريون في مراكز التلقيح الاصطناعي في مختلف المناطق ذكر شحود بأنها شملت تنفيذ حملات التحصين الوقائي المعتمدة من قبل الوزارة و الحملة الأخيرة هي انتهاء تحصين الأبقار ضد مرض الحمى القلاعية…
وعن الأغنام حالياً يتم التحصين ضد مرض الأنتروتوكسيميا (العراقي) و ضد مرض الجدري و ضد مرض الجمرة الخبيثة .
نسبة الشفاء تتجاوز 90%
مشيراً إلى أن مرض التهاب الجلد العقدي عند الأبقار هو مرض فيروسي ليس له علاج إنما يتم علاج التداخلات الثانوية الجرثومية المصاحبة للمرض نتيجة ضعف مقاومة الحيوان المصاب و كذلك مكافحة العامل الناقل للمرض ( الذباب و البعوض ) , ومن أعراضه ارتفاع الحرارة عند الحيوان المصاب و ظهور عقد على مختلف أنحاء الجلد و قلة أو امتناع الحيوان المصاب عن الطعام , و يسبب أحياناً الإجهاض في بعض الحالات وقد تتحول الحالة إلى الشكل الحشوي للمرض وخاصة في الرئتين و الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى تنسيق الحيوان أو نفوقه و هذه النسبة لاتتجاوز 2% من الحالات المصابة .
ويتم تحصين كامل قطيع الأبقار في المحافظة ضد هذا المرض بلقاح جدري الأغنام المعتمد من قبل الوزارة , مشيراً إلى أن الحالات المصابة من المرض تمت معالجتها و كانت نسبة الشفاء أكثر من 90% من الحالات المصابة ..
الأعلاف مراقبة
وأوضح شحود أن السبب الرئيسي لارتفاع سعر الأعلاف مؤخراً هو ارتفاع سعر التكلفة نتيجة الاستيراد وارتفاع سعر الصرف , مؤكداً أن النوعية و الجودة تتم مراقبتها من قبل دائرة الإنتاج الحيواني شعبة الرقابة العلفية ومديرية حماية المستهلك بأخذ عينات من الأعلاف وتحليلها لمدى مطابقتها للمواصفات القياسية السورية..
توفر جميع أنواع التحصينات
وأشار شحود إلى أن الثروة الحيوانية في البادية هي الإبل و الأغنام ولاتوجد فيها أي أمراض وبائية ضمن القطعان و حالتها الصحية جيدة و السبب يعود لموسم الرعي الجيد في العام الماضي , وحالياً بدأ المربون في البادية بإخراج قطعانهم للرعي في مناطق البادية مع العلم أنه تتوفر جميع أنواع التحصينات لهذه القطعان الغنمية من أمراض الأنتروتوكسيميا والجدري والحمى القلاعية و الجمرة الخبيثة وبروسيلا الفطام و بشكل مجاني تماماً..
أما بالنسبة للثروة الحيوانية في الريف الشمالي فهي بحالة جيدة و تتحسن باستمرار نتيجة زيادة أعداد القطيع وعودة الأهالي بعد عودة الأمن و الأمان في مختلف مناطق الريف , و لاتوجد أية مشاكل صحية حالياً بنوعية المواشي الأغنام والأبقار..
وأوضح شحود أن عدد المداجن المرخصة بالمحافظة حوالي 1773 مدجنة مرخصة يتم الإشراف عليها من قبل الأطباء البيطريين في القطاعين العام والخاص كما يوجد في المحافظة حوالي 434 مدجنة غير مرخصة و يتم الإشراف عليها من قبل الأطباء البيطريين في القطاعين العام و الخاص.. و سبب عدم ترخيصها يعود للتخطيط الإقليمي بالمحافظة و مخالفة أحد بنود القرار رقم 88/ت وعدم موافقة دائرة الأراضي و المياه أي أن تكون الأراضي غير مروية..
وفي اختام حديثه طلب من مربي الثروة الحيوانية مراجعة المتخصصين في المراكز التابعة لمجال عمل النقابة المنتشرة في مختلف مناطق ريف المحافظة في حال حدوث أية ملاحظة أو أي عارض أو أي مشكلة و لو هاتفياً و نحن مستعدون لتقديم كل الخدمات و في أي وقت .
مشروع تطوير الثـروة الحيوانية
أما مشروع تطوير الثروة الحيوانية فيهدف إلى تقديم الدعم للمربين في كل المجالات وزيادة دخل الأسر الريفية الفقيرة التي تعتمد في معيشتها على تربية الحيوان عبر تعزيز الخدمات المقدمة ودعم مشاريع الثروة الحيوانية وتطوير تصنيع وتسويق منتجاتها.
الدكتور اميل سلوم مدير المشروع في حمص أوضح أنه تم تنفيذ العديد من الأنشطة ضمن المشروع العام الماضي في كل مكونات المشروع ففي مكون صندوق التمويل الريفي الصغير بلغت قيمة المبالغ الإجمالية للقروض الموزعة 33 مليون ليرة من صندوق التمويل الريفي بإجمالي 392 قرضا توزعت على 156 رأس غنم و97 بكيرة أبقار و97 رأس ماعز وقروض أخرى لشراء علف ودجاج وتسمين خراف لافتا إلى تأسيس أربعة صناديق تمويل ريفي صغير جديدة في قرى المضابع – الشعيرات- الدرداء – الديبة.
وفي مكون دعم وتطوير الثروة الحيوانية أشار سلوم إلى توزيع عدد من رؤوس الحيوانات المحسنة من مركز البحوث الزراعية في السلمية في قرى الحمرات – الكشف- السنكري – منطار العبل كما تم إحداث 3 شبكات مربي أغنام في قرى السنكري – أبو خشبة – منطار العبل- بالإضافة إلى جلسات إرشاد وتوعية للمربين ودورات تأهيل وتدريب في مجالات الصحة الحيوانية والأعلاف وغيرها .
أخيرا
نظرا لأهمية قطاع الثروة الحيوانية يجب تقديم كل الخدمات اللازمة والتي من شأنها المحافظة على هذه الثروة وتنميتها بما يحقق إنتاجية عالية من اللحوم والألبان تؤمن حاجة المحافظة بأسعار معقولة وتناسب دخل المواطنين لا كما يحدث الآن إضافة لتنمية المناطق الريفية وزيادة دخل المربين , وتأمين المقنن العلفي بأسعار مدعومة وتوزيعه على المربين بشكل عادل أو زيادة الكميات المستجرة من المؤسسة العامة للأعلاف لكي لا يضطر المربي لشرائها من القطاع الخاص بسعر مرتفع ومكافحة تهريب الأغنام العواس والذبح العشوائي وتقديم الرعاية اللازمة للثروة الحيوانية عبر تأمين اللقاحات والأعلاف في مواعيدها المقررة وزيادة مبالغ القروض من المصرف الزراعي وبشروط ميسرة وطبعا من شأن هذه المقترحات إنعاش هذا القطاع وإعادته إلى السكة الصحيحة .
محمد بلول

المزيد...
آخر الأخبار