يحملون أرواحهم على كفوفهم، مهمتهم الأولى إنقاذ الأرواح من وسط النيران المشتعلة، حتى وإن كان الثمن حياتهم ، ضاربين مثالًا كبيرا في الإنسانية.
هم رجال الإطفاء المستيقظون دائمَا، فألسنة اللهب لا تعرف موعدا للاشتعال، وقتما يأتيهم النداء أو الاستغاثة يسرعون لتقديم العون والمساعدة، قبل أن تلتهم نيران الحرائق كل من يقف في طريقها.
لايهابون.. لا يخافون.. متحمسون.. مقدامون.. هكذا هم رجال الإطفاء يسارعون عند اندلاع النيران إلى مكان الحادث, إنهم رجال المهمات الصعبة..
تعد مهنة الإطفاء من المهام الخطرة التي يحرص المعنيون بها في الحرب والسلم على الجاهزية الكاملة لإخماد الحرائق وإنقاذ الأرواح والحفاظ على الممتلكات,وقد وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن والمواطن، ويواصلون الليل بالنهار من أجل تأدية واجبهم على أكمل وجه، ويعملون على إخماد الحرائق المندلعة في أي مكان إضافة لمهمات الإنقاذ بأنواعها المتعددة.
جهود كبيرة يبذلها عناصر فوج إطفاء حمص سنويا بإخماد الحرائق التي تطال أغلب الأرياف لاسيما الغابات والحراج و تقضي على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات ورغم الإمكانات المتواضعة للفوج إلا أن الإخلاص والتفاني في العمل يحقق النتائج المرجوة باستمرار بتعاون كافة الجهات المعنية…
تشديد الرقابة
العقيد عثمان جودا قائد فوج إطفاء حمص قال: يتم تشديد المراقبة لاسيما من قبل شرطة الحراج لأن معظم الحرائق التي حصلت في أشهر آب و أيلول وتشرين الأول من العام الماضي كانت مفتعلة وهدفها التحطيب، وقد صدر قرار وزاري بفتح ممرات و طرق في المناطق الوعرة الجبلية حتى تتمكن عربات الإطفاء من الوصول إلى أقرب نقطة أثناء اندلاع الحريق ،وتوفير آليات صغيرة لتتمكن من المناورة بشكل أسهل من الآليات الكبيرة الموجودة حاليا ، وهذا الأمر يسهل عملية إخماد الحرائق سواء في الريف أو في المدينة .
طبيعة العمل
وأضاف العقيد جودا :رغم المجهود الكبير الذي يقوم به عناصر الفوج إلا أنهم لا يحصلون على كامل استحقاقاتهم التي تتضمن أحذية و ألبسة ،وإنما يتم تأمين مستلزمات العمل فقط أي اللباس الميداني أثناء إطفاء الحرائق ..
وبين أن قيمة الاستحقاقات تتجاوز ٤٧ مليون ليرة ولكن ما يتم تأمينه يقدر بحوالي ٧ ملايين ليرة فقط ، وتبلغ نسبة طبيعة العمل ٨ % في الوقت الحالي ، وأن هناك مقترحا لرفعها إلى ٣٥% وبالنسبة للتأمين الصحي للعناصر فهو كامل ويمنح العنصر ٨٥٠ ألف ليرة سنويا في حال الإصابة أثناء العمل ..
نقص الكادر
وفيما يخص النقص بعدد عناصر الفوج قال جودا : طالبنا بتعيين عدد من عناصر الإطفاء بسبب النقص الكبير حاليا و سيتم من خلال الإعلان عن مسابقة تعيين نصف العدد المطلوب ..
منوها أن المسابقة تتطلب إجراء اختبارات كثيرة حيث يخضع المتسابق لاختبارات في اللياقة البدنية و قيادة السيارات و السباحة ويجب أن ينجح فيها حتى يتم قبوله..
المراكز الجديدة
وذكر جودا أنه سيفتتح مركزين جديدين ،في المدينة مركز البياضة في شارع القاهرة و مركز الوعر ليصبح عدد مراكز المدينة ٥ مراكز ،موضحا أن مركز البياضة كان من المقرر افتتاحه منذ فترة ، لكن هناك أعمال لم تنجز بعد و قمنا برفع كتاب لرصد الاعتماد اللازم لإكمال تجهيز المركز بالكامل ، لاسيما أنه بحاجة لوجود برج لتدريب وتأهيل العناصر ، كما توجد أنقاض داخل البناء لم يتم ترحيلها بعد ..
وأضاف : من الضروري إعادة فتح جميع الطرقات في حي البياضة لتسهيل حركة سيارات الإطفاء لذلك تم تأجيل افتتاح المركز ريثما يتم تجهيزه بالشكل الكامل ، الأمر نفسه ينطبق على مركز الوعر الذي من المقرر افتتاحه قريبا …
وأشار إلى أن زيادة عدد مراكز الإطفاء من شأنه تسهيل العمل و اختصار الوقت ولكن بالمقابل يتطلب زيادة عدد العناصر و الآليات لاسيما أنه يوجد قسم من الآليات بحاجة إلى تجديد كونها قديمة و مهترئة..
مراكز الريف
أوضح جودا أن مراكز الريف بالمجمل خارج الخدمة ففي مركز القصير توجد آلية وسائق فقط ولا يوجد عناصر وفي مركز تلكلخ يوجد عناصر ولكن توجد سيارة مهترئة لا تصلح للعمل، وفي مركز المخرم أيضا سيارة بدون عناصر بينما مراكز الرستن و الحولة و تدمر و القريتين فهي خارج الخدمة حتى الآن ،موضحا أن تفعيل مراكز الريف يوفر الكثير من الوقت والجهد و يسرع في إخماد الحرائق ،ولكن المشكلة أنه في حال تم فرز سيارات إلى مراكز الريف يؤدي ذلك إلى نقص بعدد سيارات المركز الرئيسي مشيرا إلى أن المركزية هي الحل الأفضل في عمل الإطفاء..
أرقام
وفي إحصاء لعدد الحرائق والحوادث وعمليات الإنقاذ خلال العام الماضي ذكر جودا ان مجموع الحرائق بلغ 2261 حريقا توزعت إلى ٦٤ حريقا في كل من كانون الثاني و شباط و٤٤ حريقا في آذار و ٤٢ في نيسان و ٥٠٠ في أيار و ٥٩٤ حريقا في حزيران و ٣٥٥ في تموز و ٢١٠ في آب و ١٥٦ في أيلول و ١٢٨ في تشرين الأول 27 حريقا في شهر تشرين الثاني و 77 حريقا في كانون الأول وتنوعت هذه الحرائق بين حرائق عادية وأخرى ناجمة عن ماس كهربائي و حرائق الغاز والبترول و حرائق الغابات والأحراج و الأعشاب والقمامة وحوادث الغرق والفيضانات و الانهدام و التصدع و حوادث السيارات و حوادث المصاعد وغيرها ..
صعوبات العمل
ذكر العقيد جودا أن أهم الصعوبات التي تعيق سير العمل هي النقص بملاك الفوج من جنود وسائقين كون الفئات الموجودة حاليا من كبار السن و الفوج بحاجة عناصر من الشباب القادرين على تحمل مصاعب العمل و إصلاح الآليات المعطلة و الإسراع بإصلاح صهريج الدايو المتوقف في الصناعة منذ أكثر من سنة وتأمين استحقاق عناصر فوج الإطفاء ورصد الاعتماد اللازم له بما يتناسب مع حجم الاستحقاق المخصص كما هو وارد في نظام الاكساء وفق القرار رقم ٧٠/ ن تاريخ ١٦/ ٨/ ٢٠١٠ الصادر عن وزير الإدارة المحلية .. و تأمين مستلزمات إقامة عناصر الفوج في مراكز الإطفاء كونهم يداومون على مدى ٢٤ ساعة من كراسٍ وطاولات و مكاتب ومراوح و تلفزيونات و غاز وغيرها…
أخيرا
بقي أن نقول: إن رجال الإطفاء يستحقون منا كل التحية و التقدير لجهودهم الكبيرة وتضحياتهم المستمرة من أجل سلامة المواطنين وحمايتهم و نأمل أن يتم منحهم كامل استحقاقهم لضرورة الاستمرار بعملهم …
لانا قاسم