الشباب هم قوة الأوطان وآمالها في بناء غد أفضل وبهمتهم نصنع مستقبلاً مشرقاً ، ومع بداية عام جديد تتواصل إرادة الشباب السوري عزيمة وعطاء وتضحية وإباء ، زادهم في ذلك قيم الآباء والأجداد وأمانة الحاضر في بناء المستقبل عبر الجد والعمل ومثابرة التحصيل العلمي الخلاق بحيوية و همة مداها التجذر والانتماء لمعنى الوطن والمواطنة والعروبة بعمق قومي رسالته الحياة الحرة في كل بناء وتحقيق كل انتصار ، ووفق ذهنية منفتحة تعي دورها ومسؤوليتها في مسيرة التطوير سيرا حثيثا صوب كل إبداع وابتكار ضمن عمل دؤوب ، مرجعية ذلك العلم والتقانة والتثاقف الحضاري المنطلق من أصالة الأمة ومكانتها التاريخية , فهؤلاء الشباب تراهم في تطلعاتهم ينشدون المزيد من الحضور في مفاصل الحياة وتحمّل أعباء المسؤولية وفق مجريات الواقع التطبيقي للحياة العملية ، أكان ذلك بمهام يكلفون بها ضمن معطى الواجب والمسؤولية أم كان ذلك على مستويات حياتية في أعمال مختلفة تحقق ترجمة الخبرات والطاقات وتقوم على ربط المؤسسات بالمجتمع والمنتج المعرفي في مسميات إجازات جامعية أو معاهد مع سوق العمل فتتكامل الخبرة المعرفية مع الواقع التطبيقي ، يضاف إلى ذلك تجسيد الخبرات والمعارف والطموح بمشروعية الواقع الميداني لدور الشباب في طرق أبواب الحياة .
«العروبة» استطلعت آراء وأمنيات الشباب على أبواب عام 2020 حيث أكدوا رغبتهم في زوال العديد من المشكلات والمعوقات التي واجهتهم على مدار عام مضى، ومن بينها نقص عدد المراكز الشبابية والملاعب وغياب دورها الحقيقي ، ومشاكل الزواج والطلاق ، وتطوير البنى التحتية للمستشفيات والمباني ، مشكلات الازدحام المروري ، تأخر إنجاز المشاريع ، كما أكدوا أهمية خلق المزيد من الفرص التدريبية للشباب التي تمكنهم من تطوير شخصيتهم ،وتطوير قدراتهم الإبداعية.
دعم الشباب
يرى كنان حمصي: ضرورة دعم الشباب المبدعين والمتميزين الذين يكرسون علمهم لخدمة الوطن، من خلال وضع سياسات معينة ترسم لهم طريق المستقبل في سبيل النهوض بالمجتمع مشيراً إلى أن ما شهدته سورية خلال السنوات الأخيرة من تطوير وإنجازات في شتى المجالات بفضل القيادة الحكيمة دفعهم كجيل من الشباب والشابات إلى استثمار عقولهم وطاقاتهم في تلك المجالات والاطلاع على أهم التخصصات والتقنيات الحديثة والمتطورة من أجل خدمة وطننا الحبيب سورية ، مشيراً إلى أن الوقت حان من أجل أن يمنحوا فرص عمل في مختلف القطاعات دون أي معوقات أو عقبات، التي يتعرض لها البعض في بداية مسيرتهم العملية.
إيجاد قنوات جديدة للتواصل مع الشباب
علي محمد قال : السيد الرئيس بشار الأسد يولي الشباب كل الاهتمام وهذا ما لمسناه في كثير من المجالات ولاسيما إقامة مؤتمرات الحوار الشبابية في كافة المحافظات وختامها كان مسكا بلقاء سيد الوطن ، مؤكداً أهمية المبادرات التي تهتم بموضوعاتهم وتخلق قنوات تواصل جديدة للوصول إلى هذه الشريحة المهمة في المجتمع والتعرف عن قرب على اهتماماتهم واحتياجاتهم والتحديات التي تواجههم, وأضاف : إن خلق فرص عمل متجددة وإبداعية في المجالات الحيوية بات مهماً ليحتوي عقول شباب المستقبل القادرين على الابتكار ليسيروا بخطى متطورة نحو مستقبل واعد، الأمر الذي يدفعهم كعناصر شابة إلى خوض التحديات والتجارب في مختلف المجالات والمستويات، وعلى الصعيد المحلي يعلّق الشباب آمالهم في زوال العديد من المشكلات ، منها مشكلة الازدحام اليومي المتكرر في مناطق بعينها ومن بينها طريق الجامعة، والكورنيش، و وسط المدينة ، والأرياف وغيرها مشدداً على ضرورة وجود حل لتلك المشكلة على وجه التحديد و مشاركة الشباب في العمل التطوعي.
خالد محمد: خلال سنوات الحرب شاهد الجميع حجم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها بعض المنشآت الحيوية الخدمية والمستشفيات نتيجة الأعمال الإرهابية ، مما أدى إلى انهيار في بنيتها التحتية وخروجها عن الخدمة، مما دفع الحكومة للسعي لإعادة تأهيل وترميم هذه المنشآت والاستعانة بأماكن مؤقتة لتأمين الخدمات للمواطنين ريثما تقوم الجهات المعنية بإعادة بناء المنشآت الحيوية والمهمة وترميم الأبنية والمؤسسات وتشمل المستشفيات والعيادات الصحية والمدارس وغيرها، كما يرى ضرورة مشاركة الشباب في العمل التطوعي لما له من دور في تطوير شخصية الشاب أو الشابة ويفتح له آفاق التعرف على الأشخاص الآخرين والاحتكاك المباشر معهم مما يكسب الشباب مفاهيم ثقافة التطوع والخدمة المجتمعية، مشيراً إلى أن مراكز العمل التطوعي منتشرة وترحب بالشباب الراغبين , وقال: إن مفاهيم التطوع تأتي من خلال إبداعاتهم الفكرية ومشاركتهم العملية لإظهار مواهبهم وصقل قدراتهم لإكسابهم مهارات التنظيم وإدارة الوقت ، كما أنها تعتبر حافزا لمبادرات العمل الخيري.
مركز لإعداد الصحفيين
عبد الكريم العلي :قال إن أهم القضايا على الساحة الآن هي التركيز على التحديات التي تواجه الشباب اليوم، والمواهب والقدرات الفردية للشباب بحيث يتم توجيههم للمستقبل من خلالها وأكد العلي ضرورة طرح فكرة التوسع في إنشاء كليات التخصص في كافة المحافظات وتلبية سوق العمل بما يعزز كفاءة وقدرات شباب الوطن, ونوه لأهمية وجود إعلام متخصص بالشباب يخاطب تطلعاتهم وما يشغلهم وذلك عبر تطوير منظومة إعلامية قادرة على الوصول إلى هذه الفئة ومناقشة التحديات التي تحيط بهم وأيضاً إنشاء مركز لإعداد وتدريب الإعلاميين والصحفيين.
تعزيز روح الريادة لدى الشباب
الشابة مرام طالبت بتعزيز روح الريادة لدى الشباب عبر إيجاد أرضية خصبة تتيح لهم زيادة الإنتاجية وتحقيق كامل الطموحات، وأشارت إلى أن الدولة لم تقصّر في دعم الشباب مادياً و معنويا، وطالبت بأن تعمل الجهات على منح الثقة للشباب خاصة في المناصب الإدارية وتقديم كافة التسهيلات لهم كما أعربت عن أملها في توجيه المراكز الشبابية إلى إقامة المزيد من الفعاليات التراثية والشعبية وخاصة مسابقات الشعر والأدب وغيرها لما لها من أثر جيد على الشباب في المحافظة على تراث الآباء والأجداد.
تطوير الملاعب والمنشآت الرياضية
الياس عبدالله أكد على ضرورة تطوير الملاعب والمنشآت الرياضية العامة، خاصة أن البنية التحتية تتراجع بشدة ولا تتلاءم مع التطور المنشود بالإضافة إلى تسليط الضوء على ضرورة الاهتمام بالألعاب الفردية، حيث أنها تحقق البطولات العالمية، وتسهم في رفع اسم سورية في المحافل الدولية الرياضية كما طالب بمزيد من الفعاليات والمسابقات التراثية والشعبية التي تنمي روح المنافسة بين الشباب مشيراً إلى قلة عددها وانحصارها على فعاليات بعينها، مطالباً بتوزيع تلك الفعاليات على مدار العام، إذ أن بعض الفعاليات التراثية تقام في فترات متقاربة الأمر الذي يمنع شريحة كبيرة من الشباب من المشاركة.
إنجاز المشاريع وتسليمها في مواعيدها
أكد فراس الضاهر أن الأمنيات والطموحات لدى الشباب مستمرة ولا تتوقف، كما أنها تتوالى جيلاً بعد جيل ، وأشار إلى أن مشروع «السكن الشبابي» يعتبر واحدا من أكثر المشاريع التي يطمح الكثير من المواطنين في إنجازها وتسلمها في موعدها، مؤكداً أن الكثيرين ينتظرون انتهاء المراحل التي تم الإعلان عنها في وقت سابق والتي من المتوقع أن ينتهي بعضها خلال عام 2020، وأضاف إن المشاريع الكبرى تتبع خطة زمنية محددة من حيث الإنجاز والتسليم على النقيض في المشاريع الأخرى كمشاريع الطرق والجسور وتجديد البنى التحتية حيث يستغرق العمل فيها وقتاً مضاعفاً، وطالب بأن تقوم الجهات المعنية بالعمل على تأهيل الطرق العامة وتوسيعها وإنشاء المزيد من المجمعات التجارية لاسيما في المناطق البعيدة عن مركز المدينة وإزالة الدوارات وإحلال الإشارات الضوئية مكانها إلى جانب زيادة الأماكن الترفيهية.
زيادة الفعاليات والمهرجانات
أوضح مجد حمود أن العام الجديد يحمل العديد من الأجندات التي يطمح الكثير من الشباب تحقيقها معرباً عن تفاؤله بالمرحلة القادمة، وطالب مجد الجهات المعنية بزيادة عدد الفعاليات والمهرجانات التي تحمل طابع المسابقات لاسيما تلك التي لها علاقة بالفعاليات الثقافية والتراثية وتوسيع رقعة انتشارها لتشمل المحافظة كاملة ودراسة مواعيد إقامتها ليتمكن الجميع من المشاركة فيها وحضور فعالياتها .
الاهتمام بالقضايا المجتمعية
علي الإبراهيم : هناك الكثير من القضايا المجتمعية التي يجب أن تعمل الجهات المعنية على حلها وإيجاد السبل الممكنة في إيقاف توسعها وانتشارها ومن بينها مشاكل الزواج والطلاق التي أضحت مشكلة مجتمعية تزداد يوما بعد الآخر مطالبا بتفعيل دور مراكز الاستشارات العائلية في السيطرة على تلك الظاهرة من خلال تقديم الحلول والوسائل المبسطة نحو معرفة الأسباب الرئيسية وتثقيف الشباب بالآثار المترتبة على انفصال الزوجين،على الجانب الآخر طالب الإبراهيم بمزيد من الدعم للمقبلين على الزواج من خلال تقديم كافة التسهيلات لهم وأمل في إعادة إطلاق قرض الزواج الذي توقف منذ فترة طويلة نظرا لإمكانية مساعدة الراغبين بالزواج بالاستفادة منه .
تطوير مهارات الشباب للالتحاق بالوظائف
أشار أحمد العمر إلى أن تمكين الشباب لن يأتي إلا من خلال خلق فرص عمل مناسبة لهم في القطاعين الحكومي والخاص لتوفر لهم الحياة الكريمة المستقرة وذلك لا يتم إلا بتطوير الإمكانيات الخاصة بالمتقدمين لشغل الوظائف بإلحاقهم بدورات تدريبية تتناسب وإمكانياتهم ومهاراتهم كما رأى أهمية تكثيف الدورات التدريبية ذات الاختصاص لتطوير مهارات الموظفين في الوزارات والمؤسسات.
حل مشكلات الازدحام المروري
يرى هارون عيسى أن مشاكل المشاريع لن تنتهي مشيراً إلى تأخر تنفيذها لكنه يطمح في أن يلتزم من يقوم بتنفيذها بتسليمها في أوقاتها المحددة خاصة خلال المرحلة القادمة وقال إن تأخر إنجاز المشاريع يضع المواطنين في مشاكل الأمر الذي يزيد صعوبة عند استخدام الطرق المزدحمة مطالبا بحل مشكلات الازدحام المروري المتكرر عبر زيادة عدد السيارات العاملة على الخطوط ولاسيما في الريف .
تعزيز ثقافة الحوار
سهيل عبدالله :تعزيز ثقافة الحوار بين جميع أفراد المجتمع تحت سقف الوطن والدخول في الحوار بعقل منفتح وقبول وتعزيز مفهومي المواطنة والوحدة الوطنية وأشار إلى ضرورة زيادة نسبة تمثيل الشباب في مجلس الشعب خاصة من هم في الفئة العمرية بين 25 – 40 سنة إضافة للعمل على تفعيل برلمان الشباب والتركيز على مسألتي الرقابة والمحاسبة في بناء الوطن وتحصينه من خلال مكافحة الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
سيادة القانون
جورج شامي أكد أهمية سيادة القانون ومكافحة الفساد واحترام الرأي الآخر واعتباره شريكا أساسيا في العملية السياسية.
محاربة الفساد
غياث درويش أكد ضرورة تطبيق حزمة من القوانين والعقوبات التي تطول المفسدين أينما وجدوا ومهما علا شأنهم دون التهاون وأوضح أن عملية الإصلاح يجب أن تكون شاملة لجميع أشكال الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية لتحقيق عدالة اجتماعية تضمن حقوق المواطنين ورفض المعارضين الذين يتحدثون من خارج البلاد ويحتمون بدول ذات بعد استعماري وأشار إلى ضرورة محاربة الروتين و الفساد وأن يكون للإعلام الوطني دوره الرقابي في تسليط الضوء على الإيجابيات والسلبيات وتعزيز دور الشباب في عملية الإصلاح و التطوير وعدم تهميشهم.
تفعيل دور المجالس التمثيلية
الشابة هنادي أشارت إلى أهمية تفعيل دور المجالس التمثيلية كمجلس الشعب وإتحاد الطلبة وأن يكون التمثيل للعمال والفلاحين في مجلس الشعب أكثر واقعية وأشارت إلى ضرورة مكافحة الفساد في كل مفاصل الدولة وخلق فرص عمل حقيقية لجيل الشباب ونوهت إلى ضرورة المحاسبة الفورية للمقصرين والمخطئين مهما بلغت صفتهم الوظيفية ومعالجة الخلل في حينه والحد من مركزية الاستثمارات، ودعت إلى إحداث وزارة للشباب أو تمثيلهم بمقاعد خاصة بمجلس الشعب وإيجاد تكافؤ فرص وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع والحد من المحسوبيات في التعيين وشغل الوظائف الشاغرة، وبينت ضرورة أن تكون الانتخابات في أي هيئة أكثر شفافية وواقعية ومكافحة الفساد الإداري وإيجاد قنوات اتصال خاصة لإيصال صوت الشباب إلى المعنيين والوقوف على مطالبهم.
زيادة الاهتمام بالقطاع الزراعي
فيصل سكاف أكد على أهمية الحوار في المرحلة الراهنة وضرورة مشاركة كافة أبناء الوطن في الإصلاح مؤكدا على ضرورة التركيز على حل قضايا الشباب الجامعي الخدمية والنقابية والسكنية والعلمية ومكافحة الفساد والبطالة وأشار إلى أهمية زيادة الاهتمام بالقطاع الزراعي واستصلاح الأراضي لتطبيق شعار الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني وإيجاد هيئات عامة للمراقبة في كل محافظة.
كلمة للمحرر
تبقى كل هذه الطروحات واللقاءات مع الشباب السوري أمنيات يرغبون بتحقيقها كما نرغب نحن جميعا بتحقيقها ولكن لابد لتطبيقها على أرض الواقع من تضافر جهود الجميع للنهوض بالواقع وإعادة اعمار بلدنا ولكن التفافنا حول جيشنا الباسل وقيادتنا الحكيمة مكننا من الصمود والانتصار على الإرهاب التكفيري وداعميه وبات إعلان النصر قريبا جدا لتعود سورية الحبيبة أجمل مما كانت دوحة غناء ومهدا للحضارة والثقافة والأدب وستعود حتما بهمة أبنائها المخلصين مركز إشعاع فكري وتسامح ومحبة ..
وكل عام وسورية بشعبها وجيشها وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد بألف خير .
يوسف بدور