يوم ساد العرب العالم كانت لغتنا العربية سيدة اللغات فقد كانت لغة العلم والثقافة والإبداع ,أما اليوم والعالم العربي برمته يعيش في حروب وأزمات ,فإن لغتنا أيضاً في أزمة حقيقية تتعرض لأخطر حالات التلوث ,خاصة مع الغزو الثقافي والفكري , الذي أججته ثورة الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي التي حولت العالم إلى قرية كونية صغيرة ,ومناسبة الكلام أنني قرأت على صفحة أحد أعضاء اتحاد الكتاب العرب تعليقاً فيه من الارتكابات اللغوية ما يجعلنا نغفر الموبقات اللغوية لمن هم خارج اتحاد الكتاب العرب فهؤلاء يندرج غلطهم تحت عنوان غلطة الشاطر بألف… فهم يحملون لواء اللغة العربية ويذودون عن حياضها فكيف نغفر لهم أخطاءهم,وهذا دليل آخر على أن لغتنا العربية في حال يرثى لها مثل حالنا تماماً .حيث نكتفي بأن نعيِّد في يوم اللغة العربية العالمي من كل عام ونقيم الندوات ونتغنى بأمجاد لغتنا وننظِّر لما يجب أن يكون عليه وضعها ثم نصمت إلى الذكرى القادمة وهكذا ,وفي كل يوم هناك ترخيص لمحل تجاري ما يحمل اسماً أجنبيا والجميع مقتنع أن تسمية المحل باسم أجنبي تجذب الزبائن , سابقاً كان لا يحصل صاحب المحل على الترخيص إلا إذا أطلق عليه تسمية عربية ,اليوم لا أحد يكترث حتى وصلت الكتابة الأجنبية لألبسة أطفالنا _ أقصد المصنعة محلياً _ حتى الإعلانات الرسمية تكتب باللهجة العامية وجميعنا قرأنا حملة مكافحة السرطان كتبت بلغة فيسبوكية (فيكي تنتصري على السرطان ),أما الاحتفال بعيد الشجرة فقد حمل عنوان ( إيد بإيد بنرجعها خضرا من جديد )وقد نشر عنوان الحملة في الصحف الرسمية ,جميعنا يعلم أن اللغة كائن حي ينمو ويتطور بالاستعمال والتداول بمقدار ما لأبنائها من قوة وجود في المشهد العالمي, وقد توقف انتشار اللغة العربية منذ توقف العرب عن الإبداع العلمي والتقني ,فالغرب يخترع الآلات والغرب يطلق عليها التسميات ونحن نستهلك التقنية وتسمياتها ,اليوم نحن بأمس الحاجة لحماية لغتنا وتحقيق الأمن اللغوي لأبنائنا فاللغة هي الهوية لا يمكن لنا أن نحميها إذا لم نحافظ على وجودنا في عالم الإبداع المعرفي والتقني .
ميمونة العلي
المزيد...