لأول مرة في كلية الآداب بجامعة البعث .. بحضور الشاعر ..مناقشة رسالة ماجستير حول الأسلوبية في شعر عبد الكريم الناعم
أنهت كلية الآداب في جامعة البعث عام ال 2019 بمناقشة رسالة ماجستير للطالبة غيداء يونس بعنوان : «الخصائص الأسلوبية في شعر عبد الكريم الناعم » بحضور الشاعر الناعم وبإشراف الدكتور محمد العيسى وعضوية كل من الدكتورين نضال الصالح من جامعة حلب وروعة الفقس من جامعة البعث ,و هي رسالة الماجستير الأولى التي تتم مناقشتها على مستوى الجامعة وهذا ما عدّته الدكتورة روعة الفقس مغامرة تُحتسب للطالبة التي تصدت لهذا الموضوع لأول مرة خاصة وأن الشاعر _أمد الله في عمره_ على قيد الحياة _وعلى قيد الإبداع ولم يكمل منجزه الإبداعي بعد .
في المتن
قسمت الطالبة غيداء يونس بحثها إلى ثلاثة فصول قدمت لها بتمهيد ضمنته نبذة عن حياة الشاعر الناعم وإبداعاته الشعرية والنقدية ,كما شرحت في التمهيد أيضاً مفهوم الأسلوبية وخصائصها وعنونت الفصل الأول بـ : « الصورة الفنية وجمالياتها في شعر عبد الكريم الناعم وتحدثت عن مفهوم الصورة الفنية والصورة التشخيصية والتجسيمية كما تحدثت عن تراسل الحواس كسمة أسلوبية في شعر الناعم» .
أما الفصل الثاني فعنونته بـ : «الرمز وجمالياته في شعر الناعم» بدأت بشرح عن مفهوم الرمز ثم تحدثت عن الرموز التراثية والأدبية والشعبية و بينت وجود الرمز الذاتي الذي يختص به الناعم دون سواه .
أما الفصل الثالث فحمل عنوان الإيقاع وجمالياته في شعر الناعم بينت فيه مفهوم الإيقاع والموسيقى الخارجية(الوزن والقافية)ثم الموسيقا الداخلية ( التكرار _التوازي _التضاد) وخلصت الباحثة إلى مجموعة من النتائج بينت فيها أن الباحث الأسلوبي لا يمكنه الشروع في أي عمل دون اللجوء إلى الكثير من المراجع لأنها أساس التحليل وعماده, حيث يهدف البحث الأسلوبي إلى تحليل المستويات وكشف التحولات والمؤثرات الداخلية من خلال تحليل النصوص الشعرية لان المنهج الأسلوبي ينطلق من النص كما بينت نتائج البحث أن الإيقاع في شعر عبد الكريم الناعم نفسي جمالي يعبر عما يجول في ذاته وقد أسهم التكرار على مستوى الحرف والكلمة والجملة في تكوين بنية القصيدة لدى الشاعر ,وبينت الباحثة غيداء الحسن أن استخدام الرمز بكثرة عند الشاعر يدل على قدرته في استثمار ثقافته خاصة وانه لا يحدد المراد من الرمز مباشرة بل يترك الحرية للمتلقي ليكتشف المعنى المراد وبينت أن الشاعر ابتدع رموزه الخاصة به كما ذكرنا سابقا وأنه كان متعاطفاً مع التجارب الإنسانية في مقارعة الظلم ,وأوضحت أن التصوف لديه بدا من خلال مظاهر عدة منها الأنثى الرمز ,ورأت أن الشاعر استخدم ظاهرتي التجسيد والتشخيص حيث أنسن الطبيعة لتشاركه مشاعره وهذا يدل على عاطفة صادقة تجاه الحياة بكل مفرداتها,وقد استطاع الشاعر أن يرينا ذاته من خلال شعره وهذه ميزة متفردة قلما تمكن منها شاعر معاصر .
مناقشة
في جلسة نقاش الماجستير يقدم أعضاء لجنة المناقشة ملاحظاتهم حول البحث بهدف تقييمه وتقويمه وقد استهل الدكتور نضال الصالح رأيه بالقول: إن إبداع الشاعر الناعم لحق به الكثير من الظلم لأنه صوت إبداعي متفرد بذاته ونحن أمام تجربة غنية إبداعياً وإنسانياً وقد التفت النقد لأصوات شعرية كثيرة أقل قيمة إبداعية ورأى أن عدم تقديم أبحاث درسية أكاديمية حول المبدع الحقيقي الذي لا يزال على قيد الحياة هي من الأخطاء الكبرى التي ترتكب بحق الأدباء الأحياء الحقيقيين وقد رأى أن نتائج البحث لم تحدد الخصائص الأسلوبية في شعر الناعم بل أفردت مجالاً كبيراً للتنظير وأن شخصية الباحثة النقدية غائبة عن كثير من المفاهيم التي تناولتها وبين أن الصورة الفنية والرمز ليسا من الخصائص الأسلوبية ورأى أن عنونة البحث بـ : «السمات المميزة في شعر عبد الكريم الناعم» كان أقرب إلى النتائج التي خلصت إليها الدراسة .
الدكتورة روعة الفقس وافقت الدكتور نضال الصالح في الكثير من ملاحظاته لا سيما اعتماد الباحثة على الإفادة من المراجع دون أن تبدي الباحثة رأيها الخاص بل كان الشاهد يطول بمقدار صفحة تقريباً في حين تعليق الباحثة عليه لا يتجاوز السطر أو السطرين ورأت الفقس قلة الأخطاء الشائعة في البحث على خلاف ما يرد في رسائل ماجستير أخرى و أن الباحثة لم تميز بين العلامة والرمز وأنها حرَّفت كثيرا في الاقتباسات و انه لا يجوز أن يحتوي البحث العلمي على الأحكام المطلقة ,كما أشادت الدكتورة روعة الفقس بجَّدة موضوع الرسالة وهذا يحتسب للباحثة .
الأستاذ الدكتور محمد العيسى المشرف على الرسالة دافع عن بحث طالبته بتأكيده أن الضرورة العلمية الأكاديمية اقتضت أن تكون الدراسة على هذا النحو لأننا اضطررنا للتقيد بما ألزمنا به مجلس البحث العلمي في الجامعة فجاءت الأطروحة على هذا النحو .
في نهاية المناقشة حصلت الطالبة على علامة 85%بتقدير ممتاز .
سابقة بتقديم دراسة عن شاعر «حي»
وصرح الشاعر عبد الكريم الناعم للإعلاميين خلال حضوره لمناقشة رسالة الماجستير المتعلقة بتجربته الشعرية بالقول:أقدم خالص شكري للدكتور محمد العيسى الذي وجه بتقديم هذه الدراسة وهي خطوة مهمة ليس لأنها تخصني بل لأنها بادرة في تقديم رسالة ماجستير عن شاعر معاصر ما زال على قيد الحياة كما أشكر الدكتور نضال الصالح الذي قدم إضاءات نقدية تخصصية عالية الحساسية والأهمية وشكري للدكتورة روعة الفقس على عمق ما قدمته وتتبعته ولا أنسى الطالبة المجدة غيداء حسن التي استقبلتها أكثر من مرة في بيتي كضيفة عزيزة وقدمت لها ما كان بين يدي مما يمكن أن يساعدها راجياً لها أن تكمل مشوارها العلمي ان شاءالله .
ميمونة العلي