اليوم كما كل يوم ننشد للشهيد أغنية الكرامة .. نحيك من الحروف مطلع قصيدة .. تصف سجاياه ، عطاياه ، كرمه ودمه النازف كقطرات مطر تبشر بالأمل والنصر ..
من نجوم السماء نرسم عقد لؤلؤ باسمه ، ندونه على أوراق التاريخ نصراًوعلى أوراق شقائق النعمان ..عزة وكرامة ، نحار كيف نناجيك أيها الشهيد، وإن ضاقت أبجدية البوح تتحدث عنك الشمس والغيوم ، الأرض والعزة ، بكلام لم يقله أحد من البشر .. فما أنت إلا البدر ، ناضلت صامدا ً رسمت الطريق وإلى النصر توجهت ..
رقص فؤادك منتشيا ً .. فتحت ذراعيك نحو المجد والخلود ، بعد أن أنجزت وحققت وعدك ..
إنا منتصرون في غدنا القريب ولن تضيع الحقوق ، فالليل مهما اشتد في ظلامه لابد أن يفني الظلام شروق ..
تواصل جريدة العروبة شرف اللقاءات مع أهالي الشهداء ، حماة الوطن صناع بسمة الأمل ..
زوجة الشهيد البطل اللواء الركن المهندس أحمد عزيز شاهين:
جيشنا المقدام يسور بالفداء وطن الإباء
عطاء ، شجاعة، كرامة ، عزة واستعداد للتضحية بالنفس ، ما يملكه أبطال النصر والتحرير صفات متأصلة في نفوسهم ومتجذرة في مشاعرهم ، لها دلالة العنفوان والشموخ التي تتسامى مع أهل الكبرياء وتعظم بعظمتهم، هم القوة الوطنية المدافعة عن حياض الوطن وكرامته.. رجال عاهدوا الله والوطن فصدقوا العهد .. ناداهم الواجب فلبوا النداء غير آبهين بالموت ، هدفهم تحقيق النصر وتطهير الأرض من دنس الإرهاب المجرم ….سلاما ً لأرواحكم الطاهرة .. سلاما ً لروح الشهيد البطل اللواء الركن المهندس أحمد عزيز شاهين .
تحدثنا السيدة كوثر زوجة الشهيد قائلة :
إن الجيش العربي السوري هو صمام الأمان الذي يحمي الوطن بإنجازاته التي حققها على مدى سنوات الحرب في القضاء على الإرهابيين والمرتزقة أينما وجدوا على أرض سورية الأبية ، وهو يسطر الانتصار تلو الآخر في ملاحقة فلول تلك العصابات التي ارتكبت أفظع المجازر بحق المواطنين الآمنين وبحق الوطن ،لكن محاولات المتآمرين باءت بالفشل الذريع بفضل صمود الشعب وإصراره على تجاوز المحن ، وبسالة الجيش الذي أخذ على عاتقه مهمة تخليص الوطن من شرور الإرهاب والطامعين، مقدماً الشهداء لينعم الوطن بالراحة والطمأنينة ومنهم زوجي البطل أحمد ، كان عقلاً مدبراً … متابعته كانت حثيثة للتطورات المتسارعة التي تشهدها ساحات المعارك وإضافة إلى تأهيل كوادر مسلحة بالعلم و المعرفة و الخبرات و المهارات كان يعمل في أعقد الظروف و أصعبها يثق بنفسه و سلاحه وشعاره النصر ، والإنسان هو العامل الحاسم في صنع النصر
و تتابع زوجة الشهيد مع ابتسامة فخر و حنين .. قال لنا رحمه الله سامحوني لطول غيابي فو الله شغلي الشاغل هو الاعداد و التأهب لأكون عند الثقة التي أولاني إياها الوطن و قائد الوطن و عهداً أن أترجم الثقة و المحبة عملاً و تضحية و ممارسة طوعية حتى تحرير كل شبر من أرضنا من رجس الأعداء الغاصبين .
تعرض الفوج لهجوم عنيف من قبل العصابات الإرهابية الوهابية تصدى البطل أحمد مع رفاقه الأبطال الشجعان لهذا الهجوم بشجاعة وبسالة و رجولة ، دمروا مقرالعصابات الإرهابية قتلوا عددا منهم و أجبروا من بقي على التراجع و الفرار و لقنوهم درساً قاسياً
وأضافت : خاض المعارك مع الأبطال ضد الإرهاب في بعض قرى و مناطق السويداء خاصة المحيطة و القريبة من الفوج كان يقول بعد كل معركة أو مواجهة و هذا ما نقله رفاقه – رفاق السلاح – تريدون القضاء على العروبة؟! تريدون شرقاً أوسطياً جديداً؟! سحقا لكم سيبقى الشرق شرقاً يعربيا لن نسامحكم سنهزم كل دجال آثم ليبقى شعبنا حراً أبياً و يبقى جيشنا المقدام حصنا يسور بالفداء وطنا أبيا.
في عام 2017 تعرض الفوج لضربات صاروخية إسرائيلية تمكن البطل اللواء أحمد بإمكانيات الفوج المحدودة من إسقاط الطائرة الإسرائيلية و نال ثناء من القائد العام للجيش و القوات المسلحة السيد الرئيس بشار الأسد على عمله البطولي الشجاع .
لقد استهدفته العصابات المجرمة أكثر من مرة عبر زرع الألغام على الطرقات و باءت كل محاولاتهم بالفشل .
سار مع رفاق المجد و ممن ما رضوا بغيره سبيلاً و آمنوا أن لاحياة في هذا الوطن إلاحياة العزة و الكرامة وقد قام ببناء صرح «الشهيد» في مقر الفوج حفر عليه أسماء الشهداء الأبطال لتشرق صور البطولة تحت أعمدة المطر و تتلألأ نجوماً كلما أشرقت الشمس .
و تضيف السيدة كوثر تعرض الفوج لضربة ثانية بصواريخ إسرائيلية تحتوي غازات سامة ارتقى خلالها كوكبة من الشهداء الأبطال و معهم البطل اللواء أحمد إلى العلياء شهيداً و ذلك بتاريخ 11/11/2019
لقد حافظ البطل على نقاء الانتماء و مقومات الهوية و الوجود عبر اختيار الشهادة سبيلاً للخلود ، طبعاً غياب الأب الشهيد عن البيت يعني أن الأسرة أصبحت ناقصة كما يسميها علم الاجتماع و هذا يعني تزعزع الاستقرار النفسي لذلك كثرت المهام على عاتقي في الدور التربوي خاصة بالنسبة لولدنا يوسف المصاب بمرض التوحد و الذي تعلق بحب والده و حنانه ،الحمد لله لنا الفخر كعائلة شهيد بما سمعناه عن بطولات و مواقف اللواء أحمد و فخرنا الأكبر بوسام الشهادة في سبيل الحبيبة سورية كل الرحمة لروحه الطاهرة و أرواح شهداء الوطن الأبرار …أولاد الشهيد : بشار خريج معهد اتصالات -هيا سنة أولى كلية الحقوق – بشرى سنة رابعة إرشاد نفسي – و يوسف قالوا: الشهادة عزتنا وفخرنا و لا نقبل سواها
دماء الشهداء ما ذهبت جزافا وهي من روت أرض الطهر و القداسة علمت الكرامة كل باغ تعمد أن يتيه على ثراها .
شهداؤنا يمثلون إرادة الأمة الفاعلة و تصميمها على انتزاع حقها في الحياة بلسموا بدمائهم جراح الوطن و كتبوا ملحمة النضال.
إن أعظم ما رسخ في أنفسنا باستشهاد والدنا البطل هو حب التضحية والفداء فنحن نشعر بالفخر و الرضا إذا ضحينا من أجل إنسان نحبه ،فما بالكم إذا كانت التضحية من أجل الوطن كله و نحن أولاد رجل ضحى بروحه من أجل أرضه و شعبه نتمثل هذه القيمة السامية و نحاول تجسيدها في حياتنا اليومية من خلال الإيثار والابتعاد عن الأنانية والنرجسية ووالدنا لم يرحل هو معنا دائما روحه تسكن أعماقنا و هذا ما يحفزنا على المواظبة و الاجتهاد في دراستنا لنحمل اسمه بجدارة و تجسيد قيمه السامية .
أسرة الشهيد البطل العقيد الركن المهندس عبد الكريم عزيز شاهين :سيبقى حياً فينا
لقد كتب الجيش العربي السوري بتضحيات أبنائه ملاحم بطولية سطر فيها أنصع صفحات المجد و الفخار و أذهل رجاله الأبطال العالم و لقنوا الأعداء دروساً لن ينسوها أثبتوا بشجاعتهم و قوتهم القدرة على خوض أعنف المعارك ضد أعتى قوة و الانتصار عليها.
مآثر بطولية لم تكن لتتحقق لولا الإيمان المطلق بالوطن و بالشهادة طريقاً إلى النصر المؤزر على أعداء الحياة و الإنسانية .
من الأبطال الذين آمنوا بالشهادة طريقاً إلى النصر الشهيد البطل العقيد الركن المهندس عبد الكريم عزيز شاهين.
السيدة اكتمال زوجة الشهيد حدثتنا قائلة : من أين جاء هؤلاء المجرمون و القتلة و قد عاثوا في بلادنا قتلا و تخريباً ،و من أين جاؤوا بأفكارهم الضلالية من هؤلاء الحمقى الذين استباحوا الشجر والحجر ؟ الجناة الذين يجرمون بحق الأهل و الأبناء… أسئلة كان يجيب عنها البطل عبد الكريم بالتالي : إنهم صنيعة العدو فكما زرع العدو الصهيوني في قلب الأمة العربية زرع هؤلاء بين أبناء سورية و ما علينا إن أردنا المجد و العزة إلا أن ننتزعهم من بيننا و نطهر حياتنا من رجسهم و فكرهم، نطهرها بالشهادة و قدس الدماء .. بالاستعداد لتحمل أعلى أشكال المسؤولية في الدفاع عن الوطن، بإظهار قوتنا و شجاعتنا أمام ضعف هؤلاء و إقدامنا أمام جبنهم .
وأضافت : لكن إرادة الشعب السوري عبر التاريخ تحدت كافة المؤامرات بقوة وصمود وبقيت هذه القوة تتناقلها أجيال تضرب جذورها في أعماق الأرض يبادلونها الوفاء و الحب و الانتماء و تشمخ الهامات عالياً متمسكة برايات المقاومة
التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من عالم الخلود .. الذي اختاره شهيداً…البطل العقيد الركن المهندس عبد الكريم شاهين شارك البطل في العمليات القتالية ضد العصابات الظلامية الوهابية .. ضرباته السديدة مع رفاقه دمرت أوكارهم .. سرعة النيران باغتتهم بموت مفاجئ ، اقتحموا النار والدخان بشجاعة الأبطال وإقدام الفرسان
وتتابع حديثها بكل فخر وعنفوان في منطقة الضمير –وبتاريخ 8/12/2013 هاجمتهم عصابات التنظيمات الإرهابية بأعدادها الكبيرة وبغزارة قذائفها ، تصدى الأبطال للهجوم ببسالة وشجاعة صمدوا ودافعوا وقاتلوا بشراسة ، بقيت المعارك دائرة مع تزايد أعداد المسلحين الى اليوم الثاني 9/12/2013 خرج البطل عبد الكريم مع عدد من الأبطال ، قاتلوا الأعداء وجهاً لوجه ، أصيب البطل بطلقة نارية في الخاصرة ظل يقاتل حتى غاب عن الوعي من شدة النزف ، ولم تستطع التعزيزات العسكرية أو سيارات الإسعاف من الوصول وبقيت دماء البطل عبد الكريم تروي أرض الطهر حتى ارتقى شهيداً في ذاك اليوم .. ألف رحمة ونور لروحه وروح شقيقه الشهيد البطل اللواء الركن المهندس أحمد شاهين وأرواح شهداء الوطن الأبرار أسأل الله تعالى أن يمن على وطننا بالأمن والسلام والطمأنينة
أولاد الشهيد : عزيز سنة رابعة كلية الحقوق – رهام سنة ثالثة كلية الصيدلة والتوءم عبادة ومايا في الصف الثالث الثانوي يقولون : سيبقى في غيابه حضوراً .. أليف القلب هوو رفيق الروح ، ما أعظم تضحيته وما أصعب فراقه .
فقدنا طيبته ورأفته .. تواضعه المغلف بالقوة شجاعته المطعمة بالبساطة اختاره الله شهيداً عنده عزيزاً علينا ، حياً فينا ، مطمئناً آمناً في ضمائرنا وكتاباً خالداً في تاريخنا.
لقاءات: ذكاء اليوسف