لا تكتفي أمريكا اليوم بارتكاب جرائمها المروعة بحق الشعوب ولا تكف عن ممارستها لأبشع أنواع البلطجة ضد الدول ، ولم تشبع نزعتها العدوانية لكل تلك العقوبات الجائرة التي أقرتها ضد البلدان والشعوب المستضعفة ، بل هي تجاهر بإجرامها وتفاخر به ، وتسعى جاهدة للنيل من كل مقاوم شريف يدافع عن أرضه وعرضه ويقف في وجه الإرهاب ويحاربه ، لأن في مقاومة الإرهاب إضعافا لإسرائيل وتهديداً لكيانها المحتل الزائل لذلك كنا نرى أمريكا تستهدف مواقع الجيش العربي السوري أثناء تأديته لواجبه المقدس في محاربة الإرهاب في جبال الثردة ، وتقصف مواقع عدة في دمشق وحمص بذريعة « الكيماوي» المزعوم ، وكانت إسرائيل تفعل الأمر ذاته عند كل انتصار للجيش العربي السوري ، حيث كانت تمارس عدوانها على الأراضي السورية لتعبر عن خذلانها وهزيمتها الحقيقية بعد أن تتم هزيمة إرهابييها ودحرهم خارج الأراضي السورية .
واليوم وبعد ارتكاب أمريكا لجريمة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني ومرافقيه ، ومجاهرتها بفعلتها الشنيعة ، يتأكد للعالم كله أن أمريكا تحارب كل من يواجه الإرهاب ويتصدى له ، فقد كان الشهيد السليماني في مقدمة الذين قادوا عمليات التصدي لداعش والنصرة ، ومعروف عن الشهيد دفاعه عن الشعوب الإنسانية بعكس أمريكا التي تبيد شعوباً وتدمر دولاً في سبيل تحقيق مصالحها وأطماعها .
ودائماً تسعى أمريكا إلى اتباع سياسة العدوان والهيمنة وتقوم باغتيال رموز المقاومة وذلك لتحقيق هدفها الأساسي وهو تراجع قضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية ، وتحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالمقاومين الشرفاء في وقت تغض النظر عن الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ،ومازالت تسعى جاهدة إلى تحقيق مشروع « صفقة القرن » لذلك تلجأ إلى اغتيال كوكبة من قادة المقاومة كفعل صريح للإجرام ولكسر شوكة المقاومة، متناسية أن مثل هذه العمليات الإجرامية سيقابلها رد مزلزل ودماء الشهداء غالية ولن يتم التفريط بها أبداً ، ومسيرة المقاومة ستستمر أكثر زخماً ولن يكون الرد انفعالياً أو ثأرياً فقط بل سيتعدى ماتتوقعه أمريكا وربيبتها إسرائيل وكل أعرابي هلل لعملية الاغتيال الخسيسة التي نسفت كل شيء يمت إلى التفاوض بصلة ،وعلى أمريكا أن تدرك أن ما ارتكبته هو اكبر خطأ استراتيجي لها ولن تنجو بسهولة من الرد القادم الذي سيغير معادلة الوجود الأمريكي في المنطقة ويحجم من دوره وينهي غطرسته ووجوده في العراق بعد أن أصبح كل جندي أمريكي في أي قاعدة هدفاً محتملاً للمقاومة .
اغتيال القادة بأسلوب جبان لن ينهي تيار الممانعة والمقاومة بل يزيده صلابة وقوة ، والمقاومة تدرك جيداً أن دربها معبد بالتضحيات وان دماء شهدائها تضيء لها دروب النصر القادم والأيام ستثبت ذلك .
محمود الشاعر