مشكلة تأمين مازوت التدفئة المتجددة باستمرار في كل شتاء للمدارس والتي تعتبر ضرورة ملحة ومن الأمور الأساسية التي يحتاجها الطلاب ، ورغم التأكيد في كل عام على أهمية إنهاء الاستعدادات اللازمة في المدارس لاستقبال فصل الشتاء واتخاذ الاحتياطات اللازمة بما يوفر بيئة مدرسية سليمة للطلاب ,و الحرص على توفير الظروف الملائمة للحفاظ على صحة الطلاب والمعلمين في المدارس خاصة للحلقة الأولى ، إلا أن ذلك لا يتحقق بالدرجة المطلوبة في معظم مدارس المحافظة «ريفا ومدينة » .
وتطالب معظم إدارات المدارس بضرورة تأمين مستلزمات التدفئة من المدافئ وملحقاتها في الشعب الصفية وتأمين مخصصات المحروقات منذ بداية العام الدراسي إلا أن غياب التدفئة عن الكثير من المدارس بات يشكل ظاهرة تقلق الطلاب مع بداية كل فصل شتاء وخاصة أثناء البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة الحاصل منذ أكثر من 10 أيام ، مما يؤثر على التلاميذ بشكل سلبي وعلى سير العملية التعليمية مع بداية الفصل الدراسي الثاني بشكل جيد ..
بيئة خصبة للأمراض
أشارت السيدة اسمهان إلى خوف أهالي الطلاب على صحة أبنائهم، جراء عدم توفر المازوت في بعض المدارس مما يعرض التلاميذ للإصابة بعدّة أمراض منها الالتهاب الحاد للقصبات الهوائية، و التهاب اللوزتين المتكرّر، و الإصابة بالرشح وغير ذلك من الأمراض ، ويساهم في قلة انتباههم و تركيزهم لعدم وجود التدفئة داخل الشعب الصفية.
كما نوهت السيدة كاميليا قائلة: الكثافة الطلابية في الصفوف تجعلها بيئة خصبة لانتشار الأمراض بالإضافة إلى أن تدني التحصيل العلمي نتيجة عدم وجود الأجواء الصحية المناسبة للتلاميذ ، وانعكاس ذلك سلبا على النتائج خلال الامتحانات , و طالب جميع الأهالي ممن التقيناهم بتوفير التدفئة الجيدة لتخفيف برودة الطقس وخاصة وأن شتاء هذا العام جاء باردا دفعة واحدة , وتمنوا على الجهات المعنية الاهتمام بهذا الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل يضمن وجود المادة خلال أيام الشتاء الباردة على الأقل ، وبرأيهم أن توفر الأجواء المناسبة يسهم بشكل كبير في تحسين مستوى أداء المعلمين ومستوى التلقي والإتقان عند الطلاب ، وسينعكس إيجابا على جوانب عدة صحية وإدارية خصوصا في أيام البرد القارس كما أنها ستنعكس إيجابا على تفاعل الطلاب مع معلميهم بشكل أفضل .
مدارس بلا مازوت
تحدثنا مع الكثير من الطلاب من عدة مدارس مثل كاسر الضاهر ومدرسة الشهيد سيمون عيسى ومدرسة 6 تشرين وغازي وزوازي وغيرها ، وقد أشاروا إلى أنه يتم تشغيل المدافىء في بعض الغرف الصفية في الطقس البارد وانخفاض درجات الحرارة ، خاصة في الشعب الصفية التي لا تدخلها الشمس وتبقى درجات الحرارة منخفضة حتى في الأيام المشمسة ، أما طلاب مدارس حي البياضة فقد اشتكى الطلاب فيها من عدم وجود مازوت للتدفئة نهائيا..
أما في الأيام التي يكون فيها الجو دافئا ، فإن ارتداءهم الملابس الكثيرة يساعدهم على تحمل برودة الطقس في الغرف الصفية « حسب ما تحدثوا »..
حسب الإمكانيات
مديرة إحدى المدارس حلقة أولى «فضلت عدم ذكر اسمها « أشارت إلى أنه تم استلام المخصصات من مادة المازوت والكمية كافية ويتم استخدامها في الشعب الصفية حسب شدة برودة الطقس , ففي الشعب التي لا تدخلها أشعة الشمس وتكون باردة يتم تزويدها بمادة المازوت مقارنة بالشعب التي تدخل الشمس إليها مع مراعاة قدر الإمكان تأمين التدفئة بحيث لا يشعر الطلاب بالبرودة ..
وأشار مدير مدرسة «إعدادية» إلى أنه تم استلام المخصصات بحيث تكون حصة كل شعبة صفية 50 ليترا فقط ، علما أن هناك 19 شعبة صفية ونوه أنهم يحاولون قدر الإمكان توزيع المادة حسب الظروف الجوية وشدة برودة الطقس ..
ونوهت إحدى المدرسات إلى أن إدارة المدرسة تعمل على توفير التدفئة للطلاب في ظل الإمكانات المتاحة من أجل تلقي الدروس في ظروف جيدة وتساعدهم على التحصيل العلمي الجيد واستيعاب المعلومات ، منوهة بأنه تم تخفيض المخصصات بمقدار 25 ليترا عن العام الماضي .
استبدال أو صيانة
و أشار بعض المدراء إلى وجود الكثير من المدافئ التي تحتاج إلى استبدال أو صيانة , علما أنهم قاموا بإجراء الصيانة اللازمة لها، تجنبا لبرد الشتاء مع ضرورة مراعاة توفير التهوية المناسبة عند استخدام بعض وسائل التدفئة، وأضافوا إلى أن البعض استفاد من بعض الكميات القليلة المتبقية من مادة المازوت من العام الماضي, وتمنوا زيادة مخصصات مازوت التدفئة الموزعة على المدارس خاصة في الفصل الثاني والذي ينبىء بدايته عن طقس بارد .
لا تدفئة.. والصقيع ينتصر
مع بداية الفصل الدراسي الثاني بين الكثير من تلاميذ الحلقة الأولى أن المدافئ في صفوفهم كانت تعمل أيام البرد الشديد فقط ، علما أن معظمها قديمة وحالتها سيئة ،يضاف إلى هذا انتهاء صلاحية البواري وسوء تركيبها , والتي يتسرب منها الدخان من كل النواحي، ومازالت المدافئ موجودة على وضعها السيئ ولم تتم صيانتها …
وحال طلاب المرحلة الإعدادية ليس بأفضل وأفاد البعض منهم أنهم مع بداية الفصل الثاني ورغم برودة الطقس لم ينعموا بالدفء حتى الآن ، رغم أن المدافئ في الغرف الإدارية توقد يوميا منذ بداية الدوام المدرسي ..
ونوهوا إلى أن المدافئ كانت توقد بشكل متقطع في بعض الأيام ، وكان زمن اشتعالها لا يتجاوز زمن حصتين درسيتين ، بغض النظر عن شدة برودة الطقس وبقي هذا الوضع قائما حتى نهاية الفصل أما في الفصل الثاني فلم تعد المدفأة موجودة في الصف نهائيا دون معرفة السبب .
معاناة ..
العديد من قرى ريف حمص سواء الغربية البعيدة أو الشرقية البعيدة معاناتها مع برودة فصل الشتاء كبيرة نظرا للطبيعة الجغرافية والظروف المناخية التي تسيطر على تلك القرى ومع ذلك لا تتوفر مادة المازوت بالشكل الذي يلبي الحاجة ويجعل الطلاب يمضون عامهم الدراسي بأريحية ودفء وبالتالي ينعكس ذلك على الحضور والدوام, وكذلك على الاستيعاب للدروس التي تعطى لأن المدرس أيضا يقع تحت نفس الظروف .
التدفئة في مدارس ريف حمص
مع بدء الفصل الدراسي الثّاني، وكشتاء الأعوام السابقة ، عادت بعض مدارس الريف وطلابها وكادرها التدريسي لمعاناتها مع التدفئة وخاصة في الشعب الصفية وبدأت الشكاوى تنتشر حول عدم توفر التدفئة في معظم مدارس الريف
تقول إحدى الأمهات :هذا العام كالعام الماضي لم يتم تشغيل المدفأة في صف ابنتي إلا ثلاث أو أربعة أيام خلال الفصل الأول ، وحتى وقت الامتحانات أشعلت في اليوم الأول ثم حدث فيها خلل ناتج عن عطل في تصريف الدخان مما اضطر الطلاب لتقديم باقي أيام الامتحان دون تدفئة ، وأنا لا أنكر أنني تقصدت عدم إرسالها إلى المدرسة أيام البرد القارس، خوفاً عليها من المرض ..
قال مدير إحدى المدارس الثانوية في الريف الغربي : إن مخصصات كل شعبة خلال العام الدراسي من مادة المازوت هي ( 50 ) ليترا فقط لهذا العام ,ولا يوجد مخصصات للكادر الإداري ويجب تقسيم هذه الكمية على أيام الدوام الفعلي في الشتاء والتي لا تقل عن ( 160 ) يوما, وبالتالي فإن مخصصات كل شعبة بالكاد تصل نصف ليتر يوميا ,بغض النظر عن أيام الامتحانات الفصلية التي تعمل المدافئ فيها بشكل مضاعف حسب الفترات الامتحانية…
علما أنه يتم تسجيل الكميات المستهلكة من المادة يوميا من قبل اللجنة المدرسية التي تستلم المادة و يتم تعبئة المدافئ في بداية الدوام الصباحي بكمية (ليترين ) تقريبا , ولا يمكن زيادة الكمية إلا في أيام البرد الشديد وحالات الضرورة القصوى وفي الأيام التي يكون فيها الطقس مقبولا نحاول قدر الإمكان ألا تعمل المدافئ في المدرسة توفيرا للمازوت…
وتساءل عن سبب عدم وجود مخصصات للكادر الإداري من المازوت ؟ وكيف سيتحملون أيام البرد الشديد .. ؟ علما أنهم يسعون لتأمين التدفئة لجميع الطلاب ليستطيعوا تحمل البرد القارس
التركيب بعد تأمين المازوت
في إحدى الثانويات في الريف الشرقي : أكدت مديرة الثانوية أن مشكلة التدفئة في مدارس الريف هي الشغل الشاغل ليس لهذا العام فقط وإنما منذ أعوام فالمخصصات لا تكفي .. في هذا العام تم تخصيص 50 لترا للشعبة الواحدة وهي لا تكفي أبدا لأن البرد أصبح على أشده وخاصة في الريف الشرقي ، ونحن اليوم في الفصل الثاني والذي يبدو أنه أكثر برودة من الفصل الأول ..
وبالنسبة لتركيب المدافىء فلا يتم إلا بعد تأمين الكمية المخصصة من المازوت وذلك تلافيا لبعض المشاكل التي يمكن أن يتسبب بها الطلاب في حال وجود مدفأة دون مازوت … ولكن مشكلة هذا العام أن غرف الإداريين وأمين السر والموجه والمكتبة والإدارة ليس لها مخصصات ، كما أن الثانوية بحاجة إلى عدد من المدافىء و» البواري « الجديدة ..كذلك إصلاح بعض المدافئ القديمة .
أكد لنا بعض الأهالي وأولياء الأمور في إحدى قرى الريف الشرقي أنه ولدى مراجعتهم لإدارة المدرسة ومطالبتهم بتشغيل التدفئة لأبنائهم، لم يكن للأمر نتيجة، وكان الجواب أن مخصصات الوزارة من المحروقات قليلة ولا تكفي لطيلة العام
في إحدى المدارس حلقة ثانية : أكد بعض المدرسين أن الكمية المخصصة للمدارس هذا العام – 50 ل للشعبة – لا تكفي لمدة 25 يوما كحد أقصى ولذلك تضطر المدرسة لتطبيق تقنين قاهر وذلك حتى يتم توفير كمية لوقت الامتحانات حيث يكون الطالب في أشد الحاجة للدفء وتأمين الجو الملائم للامتحان
وأضاف أحد المدرسين إلى إن المدرسة كانت في الأعوام السابقة تبقى تحت رحمة وصول القسائم لأنها كانت تأتي متأخرة وتوزع في الوقت المستقطع وتنتهي في فترة زمنية محددة وبالتالي تبقى المدرسة تحت رحمة محطات الوقود الخاصة التي قد لا تلبي طلبنا في الوقت المناسب ولذلك نأمل من مديرية التربية أن تفرز صهريجا خاصا بالمدارس عبر التعاقد مع إحدى المحطات ..
قبل الامتحان بأيام
العديد من الطلاب الذين التقيناهم خارج المدرسة أكدوا أن المدافئ لم يتم تركيبها إلا قبل الامتحانات بأيام ، وبالمقابل حمدوا الله أن الفصل الأول لم يكن شتا بارداً جدا بل على العكس كان الجو لطيفا ويمكن أن يتحمله الطلاب.
في مدرسة للتعليم الأساسي : أكدت مديرة المدرسة أن وضع التلاميذ الأطفال قد يكون الأكثر حاجة للتدفئة فتلميذ في الصف الأول أو الثاني لا يستطيع أن يمسك القلم عندما يشعر بالبرد فكيف هو الحال وقد أصبحنا في عز الشتاء والكمية لهذا العام كما في الأعوام السابقة لا تكفي ، إضافة إلى أن الإدارة ليس لها مخصصات .
الحاجة أم الاختراع
لدى سؤالنا بعض المدرسين حول إمكانية حل مشكلة المازوت بطرق بديلة أكدوا أن كل ما يمكن وضعه كحل قد يعتبر مخالفةً للقانون ومثال على ذلك جمع مبالغ مالية لجلب المازوت بشكل حر، أو الطلب من الطلاب – وبشكل دوري – جلب عبوات صغيرة من المازوت ، أو حتى استخدام الحطب بدلا من المازوت .. والحل الوحيد هو التقنين وكما يقول المثل :«خلي حطباتك الكبار لشباط وآذار» ونحن نقتصد بمادة المازوت للأيام الأكثر برودة .
تخفيض الإعتمادات
أفاد مصدر في مديرية تربية حمص « لجنة المحروقات » أن مديرية التربية تقوم بتحديد كمية مخصصات المازوت لجميع مدارس المحافظة (ريفا ومدينة ) وتطلبهامن فرع شركة محروقات حمص ( سادكوب) ، وبلغت الكميات الموزعة 730 ألف ليتر
كما يتم تسليم الكميات في الريف للمجمعات التربوية وهي بدورها تقوم بتوزيعها على المدارس أما في المدينة فيكون التوزيع عبر صهاريج شركة محروقات حمص ( سادكوب) بشكل مباشر وكل مدرسة حسب المخصصات التي حددتها لها مديرية التربية .أما عن سبب تخفيض الكميات من 75 ليترا إلى 50 للشعبة الواحدة فجاء الرد أنه لا علاقة لوزارة التربية بهذا القرار كونه صادر عن رئاسة مجلس الوزراء بتاريخ 27 /3/2019 برقم 4399/1 والذي يتضمن تخفيض الاعتمادات المخصصة لمازوت التدفئة …
بشرى عنقة – منار الناعمة