صدر حديثا مجموعة شعرية جديدة للشاعر غسان دلول تقع في 160 صفحة من القطع المتوسط ضمت بين ضفتيها سبع باقات شعرية كما عنونها الشاعر مقسمة بحسب مواضيع القصائد.
حملت الباقة الأولى عنوان الورد والشعر ضمت ثلاث قصائد سخر في إحداها من النقد الجارح الذي يهدف لبث اليأس في نفس المبدع فقال: يا ناقدي إياك أن تتكلما/بتعجرف ,وكأن أنفك بالسما/كن بانتقادك هادئاً إذ أنني/ ما كنت تلميذاً ,ولست معلما/ما قلت يوماً إن شعري كامل /لكن نقدك ليس حكماً مبرما/مهما تكن في نقدك متحاملاً / كن واثقاً يا صاحبي …لن أُصدما/ كن واثقاً إني عنيد ثابت /لا أنثني أبداً ..ولن أتلعثما/ إن كنت تحلم أن تراني محبطاً /سيظل حلمك واهماً متوهما.نلحظ من خلال هذه الأبيات معاناة الشاعر من نقد غير موضوعي هدفه الإساءة للذات المبدعة بشتى الوسائل الممكنة, وهذا حنق نقدي وكأن البعض لا يشعر بأهمية ما يكتبه إذا لم يقم بدور الناقد الذي يشير لشوكة يتيمة في حديقة غناء بالزهور .
أما الباقة الثانية فقد عنونها الشاعر غسان دلول بباقة فل لروح زوجته التي رثاها بثلاث قصائد خليلية بين فيها ما يعانيه من ألم فراق محبوبته ورفيقة دربه التي تركت فراغاً بارداً لم تستطع السنوات أن تخمد حنينه لها فيقول : حياة الروح ماذا أقول عنك ؟/ وينبوع العطاء يفيض منك /أقول وقد نأيت اليوم عني /نأت عني الحياة …وليس عنك .
وعنون الشاعر دلول الباقة الثالثة بنفحات الغزل ضمنها عشر قصائد غزلية ,تبدو العاطفة صادقة واضحة كالشمس لا مواربة فيها فالشاعر مضرج بالشوق مفعم بالحنين لمحبوبة منتظرة يقول: ما كل من شرب المدام بساقِ/والحب لا ينمو بأرض نفاق/ هيئ حواسك مسبقاً للقاء من /عادت إليك ,وبعد طول فراق فز بالسعادة أينما صادفتها /وافرحْ..فما صفو الزمان بباقِ.أما الباقة السابعة والأخيرة فقد خصصها الشاعر للحديث عن عظمة الياسمين الدمشقي الذي ينمو في تربة ارتوت بالدماء الطاهرة الزكية لأن الإنسان الحر الأبي يرى في الشهادة من أجل الوطن جوداً وفخراً ما بعده جود فيقول: بروحي كل من بذل الدماء /وكان لأجل موطنه فداء /كتبت الشعر إجلالاً وفخراً /ولم أكتبه مدحاً أو رثاء /فلم تكن الشهادة في رؤانا /سوى جود يخالط كبرياء .
فنياً
بنى الشاعر غسان دلول مداميك مجموعته الشعرية على بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي بلغة سلسة بعيداً عن النظم المجوف الذي يقرع طبلة الأذن دون صورة أو خيال, وهناك غنائية طاغية في معظم قصائد المجموعة فشعره يستبطن في بساطته معاني عميقة ,وينطوي على أبعاد فلسفية دون أن يغرق الشاعر في تأملاته الفلسفية .
الجدير بالذكر أن الشاعر دلول سيقيم حفل توقيع لديوانه هذا في الثامن من الشهر القادم في قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي .
ميمونة العلي