من أرض سورية يطل الكبرياء والمجد ، ينتشر عبق التاريخ بين صفحات المجد التي خلدها رجال العطاء والتضحية والفداء، جنود الوطن الميامين الذين ارتقوا إلى سدة المجد عزة وشموخا ً وكبرياء ً ..
حينما تشمخ صباحاتهم ، يطأطىء المتآمرون رؤوسهم ، وعندما يتقدمون إلى الأمام يرفرف النصر بأكاليل الغار، والصباحات تملأ الأفق بالزغاريد ويفوح أريج حدائق الياسمين المعطر بالدماء الطاهرة ..
إنها سورية ….. أيها العدو الغاشم …إنها وطن الأجداد الأولين ، هي كرامتنا ونحن فيها باقون، لن تدنسوا حفنة تراب، افعلوا ماشئتم ، فرجال الميدان لكم مقاومون افعلوا ما تستطيعون .. دماؤنا ، عزتنا، إرادتنا أقوى من سلاحكم وما تصنعون هزيمتكم كانت وستكون على أيدي أصحاب الحق رجال الوطن الأبطال ..
بتصميمهم على التضحية والعطاء المستمر ,وإيمانهم العميق بالوطن سطر رجال جيشنا البواسل أجمل صور الملاحم الوطنية ,وأروع البطولات ,بذلوا الروح والدم كي يعيش الوطن حرا كريما ,تمسكوا بقدسية ترابه ووحدة أرضه ,صنعوا المستحيل ,فكان الوطن القوي المنيع القادر على مواصلة العطاء والبناء.
بواسل جيشنا الأبطال وعلى مدى التاريخ تميزوا بمواقفهم الرجولية والبطولية والإباء، و عندما ناداهم الواجب لبوا النداء للدفاع عن أرضهم وأهلهم في كل مدينة وحي وشارع من أرض سورية الحبيبة ضد الإرهابيين وضحوا كي يحيا أبناؤنا حياة مطمئنة وكريمة.
جيشنا الباسل الذي يلحق الهزيمة اليوم بقوى الشر والعدوان هو الأكثر عطاء لأنه يضحي بأغلى ما يملكه الإنسان وهي الروح والحياة, يبذل الدماء الزكية ليبقى الوطن مستقراً والمواطن عزيزاً كريماً حراً , فكما لبي نداء وطنه المقدس في الدفاع عن التراب والحدود , ها هو اليوم يدافع بشرف وكبرياء لاستتباب الأمن وإرساء الاستقرار من خلال القضاء على التنظيمات الإرهابية الوهابية التكفيرية المسلحة التي نشرت القتل والدمار والخراب وروعت المواطنين الآمنين واعتدت على الممتلكات الخاصة والعامة ,ولم يسلم منها لا البشر ولا الحجر .
جيشنا المقاوم سياج الوطن المنيع روى تراب الوطن بدمائه الزكية العطرة وأظهر الروح القومية والوطنية التي تجلت في كل شبر من أرض الوطن ,دافع بكبرياء وشرف عن وحدة بلادنا , فكان الثمن قافلة من الشهداء الذين استشهدوا في مواجهة قوى الغدر وكل من تربص شراً بسورية.
إن الجيش العربي السوري البطل يلخص في أدائه وإخلاصه ملحمة من ملاحم التاريخ, ويخط على الدوام بقوته وعنفوانه أسطورة في النضال والتضحية والفداء, وهو الذي واجه ويواجه أكبر الجيوش وأعتاها في التاريخ المعاصر
حماة الديار لم يبخلوا بعطاء أو فداء فكانوا الأجدر بحمل رسالة الوطن الحضارية وبالدفاع عن كرامته والنضال لتحقيق أهدافه الوطنية والقومية والإنسانية,فسجلوا صفحات ناصعة مشرقة ومشرفة في سفر الوطن وتاريخه,وسطروا أروع البطولات ليبقى الوطن حرا كريما منيعا قادرا على مواصلة العطاء والبناء والنضال .
بكل فخر تتابع جريدة العروبة شرف اللقاءات مع أهالي من لوّن ورود النصر بدم الشهادة المقدس.
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف بشار عادل شقوف :
الشهداء عناوين النصر القادم
منذ بداية الحرب على بلدنا والأبطال يقدمون البطولات والتضحيات في مواجهة أعتى هجمة إرهابية عدوانية عرفها تاريخ الوطن ، وفي التصدي لمشاريع الهيمنة والاستعمار و التي سقطت جميعها على أبواب عزتنا ومنعتنا وتماسكنا وصمودنا لقد شهد العالم بأسره صلابتهم وقوتهم في الدفاع عن الوطن وتقديم الأرواح في سبيل إحقاق النصر .. من الأبطال الذين واجهوا التحديات برجولة وشرف ، الشهيد البطل الملازم شرف بشار عادل شقوف .
يحدثنا والد الشهيد قائلا: العصابات الإرهابية المجرمة قتلت وشردت أهلنا ودمرت مابناه أجدادنا وآباؤنا منذ عقود طويلة، لكنها نسيت أن سورية ستبقى موطن العز وعرين المجد شامخة شموخ جبالها، ستبقى رايتها خفاقة بفضل رجال أشاوس عرفوا طريق المجد وآمنوا أن لاحياة في هذه الدنيا إلا حياة العزة والكرامة ، وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال: ( للأمم والشعوب عناوين شرف بارزة في محطاتها التاريخية تعتز بها وتفتخر ، تنطلق منها وتبني ، وفي سورية نفخر ونعتز أن جيشنا والحرية صنوان) لقد برهن جيشنا العربي السوري أنه عماد الوطن ومحط الأمل والرجاء، والضامن الرئيسي والحامي لسيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه..
وأضاف : لقد ربيت ابني البطل بشار على حب الانتماء للوطن وعلمته أن هناك قيما عليا نضحي لأجلها أمام من يحاولون طمسها ..
قام مع الأبطال منذ بداية الحرب حتى لحظة استشهاده بخوض معارك شرسة ضد العصابات الإرهابية المسلحة وداعميها ومموليها، حققوا انجازات ميدانية كثيرة .. بإرادتهم وقدرتهم على التحمل كي يبقى الوطن حرا ً كريما ً عزيزا ً ..
ويتابع والد الشهيد:كنت على تواصل مع بشار يخبرني بأعمالهم البطولية وملاحقتهم أوكار المرتزقة ومصادرة أسلحتهم ، كنت أسمع في صوته الإرادة والشجاعة والتصميم على القتال حتى تحقيق النصر…
أوصيته بالشهادة والسلاح بيديه وأن يبقى شامخا ً كالسنديان لإيماننا أننا خلقنا لندافع عن تراب الوطن ,واجه بشار مع رفاق السلاح الإرهابيين في اللاذقية ودير الزور وحمص وأخيرا ً في حرستا خاض مع رفاقه أعنف المعارك برجولة وإيمان بالنصر إلى أن نال شرف الشهادة في حرستا بتاريخ 20/4/2018 .
نحن نعلم أن الشهادة كرامة ونعرف أنه استشهد في سبيل الأرض أبطال كثر ممن نذروا أرواحهم لسورية لأن هذا ثمن حرية الأرض، ثمن الكرامة .
لقد أدى البطل واجبه بكل أمانة ومسؤولية وارتقى شهيدا ً فداء ً للأرض الطاهرة وكرمى لهويتنا الوطنية، شرفني بلقب والد الشهيد ، وجعلني أفتخر وأعتز بهذه التسمية ، الرحمة والخلود لشهداء الوطن الأبرار .. والنصر لسورية الحبيبة .
والدة الشهيد البطل من الأمهات اللواتي قدمن أولادهن كرمى عيون الوطن وأثبتن للعالم أن سورية قوية منيعة طالما فيها أمهات تنجبن الأبطال .. تحدثنا قائلة :
الشهداء يعبرون المدى ، يلامسون شغاف قلوبنا ثم يمضون إلى الأعالي .. أبطال تسلّحوا بالقوة والشجاعة ، سحقوا الإرهاب ، حاربوا القتلة دمروا أدوات إجرامهم وأعلنوا الانتصار ورفعوا أعلام العز والفخار ..
لقد تعلق قلبي بولدي البطل بشار، عرف بأخلاقه وشهامته وإيثاره وتفانيه في سبيل الوطن ..
في أداء مهامه الوطنية كان صوته المتفائل يريحني وقف البطل مع رفاقه بوجه العصابات الإرهابية التكفيرية قاتلهم بشجاعة وبطولة وإيمان بالنصر ، كان يقول : نحن واثقون بالنصر ، ومستمرون بطريق الكرامة والشرف ، أوصيك يا أمي إذا استشهدت وأتيت ملفوفاً بعلم بلادي الغالي .. لا تبكي بل زغردي وغني واستقبلي المهنئين بفخر واعتزاز فأنا عريس الوطن ..
نفذت وصيته وأهديت روحه لوطني لأجل الشموخ والحق والانتصار
أخيراً اسمحوا له جريدة العروبة أن أقدم تعازيّ إلى جميع أمهات الشهداء وذويهم عبر صفحاتكم وأهنئهم بوسام العزة والفخار الذي أهداهم إياه الشهداء عناوين نصرنا القادم بإذن الله ..
زوجة الشهيد البطل عبرّت عن افتخارها بالشهادة والشهداء مؤكدة أن استشهاد زوجها الملازم شرف بشار شقوف بمثابة وسام اعتزاز تفاخر به مدى الحياة ، وبينت أن الشهيد كان دائم الحديث عن قوة وشجاعة رفاقه في الجيش والقوات المسلحة وبسالتهم في ملاحقة الإرهاب وسحقه ، مشيرة إلى أن الشهيد البطل كان قدوة بمحبته وإيمانه بوطنه واندفاعه للتضحية في سبيله ..
وأضافت أنها ستربي طفلتها وتعلمها كما كان والدها الشهيد يريد ويطمح لتكون قدوة ومثالاً في الدراسة والحياة العملية وهذه ميزة يجب أن يتحلى بها أبناء الشهداء الذين سبقهم آباؤهم على درب التضحية والعطاء .
زوجة الشهيد البطل العميد شرف عبد اللطيف رضوان:
كل التضحيات لتبقى سورية عزيزة شامخة
حملوا راية المقاومة لمواجهة أعداء الوطن والأمة .. دافعوا برجولة وبسالة عن وطنهم أمهم الرؤوم .. قدموا أرواحهم رخيصة لترتفع رايات النصر.. وارتقوا إلى المجد والكبرياء ، زينوا سماء الوطن بأبهى الألوان … من الأبطال الذين قدموا الروح على طبق من عشق وغار، الشهيد البطل العميد شرف عبد اللطيف رضوان .
تحدثنا السيدة سمر زوجة الشهيد قائلة : إن بطولة الجيش العربي السوري نابعة بالدرجة الأولى من الروح المعنوية العالية لدى رجاله ، ومن إيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم ، ومن الثقة التي يوليها إياه الشعب الأبي ، ومن حكمة وشجاعة قيادته .
إنه جيش منتصر مهما تكالبت عليه مخالب الغدر والتآمر . وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد : «كان العهد منذ البدء وما زال للوطن والشعب من قواتنا المسلحة ورجالها أبناء النور ، أن يصونوا الحرية والسيادة والكرامة وأن يدافعوا عن الوطن وقضاياه وعن مصالح الشعب وتطلعاته، بنبض يهب الحياة ، ودم يروي الأرض وأرواح تعلو نحو السماء , فكانوا العنوان الأنصع في تاريخ سورية».
سورية اليوم تزداد قوة ومنعة في مواجهة المشروع الصهيو -أمريكي بفضل بسالة جيشها ودعم أصدقائها المخلصين وهاهم أبطالها يمضون قدماً في القضاء على الإرهاب بمختلف مسمياته وأشكاله وتنظيماته وإسقاط مشاريع داعميه ومموليه .
كان البطل عبد اللطيف جاهزاً لتقديم التضحيات لتبقى سورية عزيزة .. صامدة في وجه التحديات.. إن الوفاء والانتماء والشجاعة صفات تميز بها البطل .. كان مقداماً لا يهاب الموت , إيمانا منه بأن الشهادة في سبيل الوطن هي الأمنية الحقيقية لكل مواطن شريف . شهد له رفاقه ببطولاته وإقدامه وتفانيه ومشاركته بصد الهجمات المتكررة للعصابات الإرهابية البربرية على مقرهم العسكري .
لقد قدم كل طاقته وواصل الليل بالنهار لمنع اختراق الإرهاب لمنطقة تمركزهم حمل سلاحه ووقف إلى جانب الأبطال عند أبعد نقطة من السور وتصدى للعصابات المجرمة وأجبرها على التراجع بعد إصابات دقيقة ومحكمة بتاريخ 13-10-2013 وفي طريقه لأداء مهمة وطنية تعرض البطل مع رفاقه لكمين مسلح غادر, دارت اشتباكات عنيفة استطاعوا قتل عدد كبير من الإرهابيين , ارتقى في ذاك اليوم إلى العلياء شهيداً في سبيل الوطن الغالي سورية الحبيبة ..
وتتابع زوجة الشهيد لقد خسرنا رجلاً محباً وشهماً , عماد البيت وزينته وأباً حنوناً , كريماً ومعطاءً..
عزاؤنا أن الله سبحانه وتعالى كرمه بالشهادة وربح الخلود في ذاكرة التاريخ والوطن وفي جنات النعيم الأبدي .. كل الرحمة لروحه الطاهرة ولأرواح شهداء الوطن الأبرار .. الدعاء الدائم بالنصر لسورية البطولة والرجولة…
أولاد الشهيد : حيان موظف , حنان مدرّسة , حلا سنة رابعة كلية الصيدلة , صبا سنة ثالثة كلية الصيدلة , شذى في الصف العاشر تحدثوا قائلين : إلى أبطال الوطن نقدم كل آيات المحبة والتقدير وأمام عظمة تضحياتهم تخشع القلوب وعلى وقع أقدامهم الطاهرة تنبثق الآمال وتنمو .. يحافظون على راية السيادة والكرامة والعنفوان خفاقة في سماء سورية الصامدة المقاومة المنتصرة ..
لقد أبدى والدنا البطل شجاعة منقطعة النظير , قاتل واستبسل إلى أن ارتقى إلى العلياء شهيداً , وروى بدمه تراب الوطن ووفى بقسمه وعهده بأن الوطن أغلى من الروح , ففاضت روحه وهو في ميدان البطولة .. وجعلنا نعيش معاني الشهادة المقدسة ونتلمس بهاءها ونفاخر بها وبوسام الإخلاص من الدرجة الأولى ..
كلنا فخر واعتزاز باستشهاده وبرسالة العهد والوفاء من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة والتي جاء فيها : إلى ذوي الشهيد البطل العميد عبد اللطيف رضوان نقدم إليكم بفخر واعتزاز رسالة عهد ووفاء لروح الشهيد البطل الذي روى بدمه الطاهر أرض الوطن كي يبقى عزيزاً منيعاً ..
لقد كان الشهيد البطل أنموذجاً في البذل والسخاء وفي التضحية والفداء ستبقى رسالته أمانة في أعناقنا وحافزاً لنا إلى تقديم المزيد من العطاء .. وعهداً منا أن نواصل مسيرته , مسيرة الشرف والعزة والكرامة حتى تحقيق أهداف أمتنا في التحرير والنصر المؤزر ..
ألف رحمة ونور لروح والدنا الشهيد البطل ولأرواح شهداء سورية الأطهار ..
لقاءات: ذكاء اليوسف