أضواء على واقع المركز الثقافي في صدد: فلفل :نسعى دائما لرفع السوية الثقافية لأهميتها في بناء المجتمع
يقوم المركز الثقافي العربي في بلدة صدد بالكثير من الأنشطة الثقافية والفنية منذ سنوات طويلة ، ولم تقتصر حركة النشاط الثقافي على المحاضرات والأمسيات الشعرية والقصصية والحفلات الفنية بل تعدى الأمر الى ان يكون للمركز الثقافي مهرجانه الخاص به وبالمنطقة التي يتبع لها فأقام مهرجانا هاما سمي بمهرجان «صدد العراقة» الذي انطلق في عام 2005 وتوقف عدة سنوات لأسباب قاهرة بسبب الحرب الكونية الظالمة على سورية لكنه ما لبث أن عاد بعد عودة الأمن والأمان للكثير من المناطق بعد دخول الجيش العربي السوري إليها وتحريرها من العصابات الإرهابية المرتزقة .
بهدف إلقاء الضوء على المركز الثقافي في صدد كان لنا لقاء مع السيدة ميادة فلفل مديرة المركز الثقافي في صدد التي حدثتنا عن المركز الثقافي وأنشطته بقولها :
بداية الحلم عام 2004
مع تقدم صدد تعليميا شهدت البلدة مبادرات ثقافية من أبناء و فعاليات البلدة مما لزم وجود مركز ثقافي فتحقق الحلم في عام 2004 وانطلقنا بمحاضرات وأمسيات شعرية وفنية لاقت إقبالا جماهيريا ، وبالتعاون مع شباب البلدة انطلق مهرجان صدد العراقة عام 2005 الذي أصبح عرسا شعبيا منتصف آب من كل عام حيث تضمن محاضرات ثقافية وأدبية وأمسيات شعرية وفنية و عروضاً سينمائية ومعارض كتب وأخرى فنية- فضلا عن الأنشطة الترفيهية والرياضية والحفلات الفنية .
وفي عام 2007 تأسست لجنة أصدقاء المركز وانطلقت احتفالية أبي فراس الحمداني لارتباط البلدة بهذا الشاعر الكبير الذي ضمه ثراها واعتمدنا يوم وفاته 4 نيسان انطلاقا للاحتفالية متضمنة محاضرات للتعريف بحياته وشعره واستعادة لبعض قصائده غناء و عروضا فنية و نموذجا للعرس الصدي .
استضافة قامات أدبية وفنية
وتضيف السيدة فلفل : تميزت أنشطة المركز باستضافة قامات أدبية وفنية مثل الشاعر عبد الكريم الناعم- حنا مينا- ممدوح عزام- شوقي بغدادي- وئام وهاب- ميخائيل عوض- شربل روحانا- غزوان زركلي .
توقف العمل الثقافي بعد هجوم المجموعات الإرهابية على البلدة ، وعادت الحركة الثقافية في عام 2016 بعد تطهير البلدة من رجس الإرهاب حيث استعادت ألقها بعودة مهرجان صدد العراقة ، ومازلنا مستمرين بإقامة الأنشطة الثقافية
(محاضرات-أمسيات شعرية- زجلية-موسيقية ) كما وتأسست فرقة المركز الثقافي «كحلون» التي تعنى بكافة أنواع الفنون ( مسرح- غناء- رسم …. الخ ) .
قوة الأمم من قوة ثقافتها
نسعى دائما لرفع السوية الثقافية لأهميتها في وبناء المجتمع ، لان قوة الأمم من قوة ثقافتها .
بناء مركز ثقافي حاجة ملحة لتطوير العمل وتميزه و بحاجة إلى زيادة عدد العاملين فيه
لا يمكننا إنكار الوضع الثقافي بشكل عام وهناك ابتعاد عن المراكز الثقافية ،
– بالنسبة لرواد المركز من القراء والمهتمين : القليل من يهتم بقراءة كتاب ما أو الإطلاع على بحث- من باب الاهتمام او التسلية- ويعود ذلك لممارسة هوايات أخرى غير المطالعة و الاتجاه إلى المعلومة السريعة والجاهزة من الإنترنيت ، أما متعة القراءة فقلة من يمارسها و بالنسبة للجيل الناشئ فأبعد ما يكون عن الكتاب مع العلم أن مكتبة المركز غنية بالعناوين المهمة و المواضيع الشيقة .
صعوبات
وتحدثت مديرة المركز عن الصعوبات التي تعيق العمل فقالت: باعتقادي أن الجانب المادي له أثر في تقديم الأنشطة الثقافيةالمميزة فكثير من الأعمال تحتاج إلى دعم مادي لإقامتها وإنجاحها بالشكل المطلوب وهذا ما نفتقده .
وكذلك الأشخاص القائمون بالنشاط : أحيانا لا يتوافر في( المحاضر أو الشاعر او …الخ ) القوة في طرح الموضوع الذي يشد رواد الثقافة او يثري الثقافة بشكل عام ، و الأكثر سوءا التعويض الذي لا يتناسب أبدا مع جهد و تعب المشارك في الفعالية الثقافية .
فيمكنني تلخيص المعوقات بـ ( الجانب المادي – عدم الاهتمام بالمؤسسات الثقافية – غياب الشخصيات الفاعلة في المشهد الثقافي – عدم وجود الخبرة في إدارة العمل الثقافي ) .
و نحن جاهزون دائما للتعاون مع الجهات الرسمية و الاجتماعية لإنعاش الحركة الثقافية و السير بعجلتها للأمام لأهميتها في رقي الإنسان و المجتمع .
نساهم في نشر ثقافة العلم والثقافة
لد ى المركز الثقافي خطة طموحة لهذا العام بإقامة معارض للرسم والأشغال اليدوية إضافة لإقامة احتفالات سنوية للشاعر أبي فراس الحمداني ودعوة شخصيات محلية وقطرية من فنانين وشعراء وكتاب وصحفيين وحقوقيين ليكون التواصل بين صدد وباقي المحافظات متجددا ونساهم في نشر ثقافة العلم والثقافة والحركة الثقافية في بلدنا الحبيب سورية متمنين من مديريتنا ووزارتنا مزيدا من الدعم.
عبدالحكيم مررزوق