منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية ، حاول رئيس النظام التركي النيل من صمود السوريين وفعل المستحيل لتدمير سورية ،وظن أنه قادر على استعادة أمجاده العثمانية بإقامة امبراطورية في حلب ، ووصل به الحلم إلى مشارف دمشق فراح يعد إرهابييه بأنه سيؤمّهم للصلاة في المسجد الأموي ،لكن أحلامه تحولت إلى كوابيس وظل يعمل كقاطع تذاكر للباصات الخضراء التي تأتي بالإرهابيين من مختلف المناطق المحررة في سورية إلى أن تجمعوا في إدلب، وكان يعتقد أن خزّان الإرهاب الموجود في إدلب سيحقق له حلمه بإيجاد ولايته العثمانية هناك ، لكن تقدم الجيش العربي السوري وتحريره لمناطق وبلدات كثيرة في ريف إدلب وفتح الطريق الدولي « حماه – حلب وحلب – اللاذقية» كمرحلة أولى من عمليات التطهير الكاملة ، جعلت أحلام أردوغان تتبخر رغم استنفاد الإرهابيين لكل ما لديهم من سيارات مفخخة وانتحاريين ، بالإضافة إلى وصول الجيش العربي السوري إلى معرة النعمان وإحباط جميع المحاولات التي قام بها الإرهابيون لثني جيشنا البطل عن القيام بواجبه المقدس في تحرير مدينة إدلب .
أردوغان مراوغ وماكر ، وفي كل مرة كان يقطع فيها على نفسه العهد بإجبار إرهابيي « جبهة النصرة» وغيرها من المجموعات الإرهابية على الخروج من إدلب كان يحنث بالعهد ويضرب باتفاقات سوتشي وأستانا عرض الحائط ، في محاولة منه لشراء الوقت والمماطلة والتأجيل لعله يحقق شيئاً من أطماعه ومآربه الدنيئة في المنطقة ، كما أن إرهابييه فعلوا المستحيل لمنع المدنيين من الوصول إلى الممرات الإنسانية لاستخدامهم كدروع بشرية والمتاجرة بورقة المدنيين سياسياً واقتصادياً وتهديد أوروبا بهم بعد دفعهم للفرار إلى تركيا كلاجئين .
أردوغان زعيم الإرهاب الأول في العالم ويريد اليوم نقل جيوشه الإرهابية ومرتزقته إلى ليبيا ليعيثوا فيها فساداً وتدميراً وإرهاباً ويهددوا أمن أوروبا وشمال إفريقيا في محاولة منه إلى تكرار السيناريو الفاشل في سورية ، وإذا كانت مراهناته على الإرهابيين في إدلب قد وصلت إلى طريق مسدود فإنه يحاول اليوم المراهنة على الإرهاب في مكان آخر لإحياء أحلام السلطنة العثمانية البائدة .
سياسات أردوغان الحمقاء في المنطقة ستجلب للشعب التركي الويلات ، والإرهاب الذي يدعمه ويسانده سيرتد عليه ويهدد أمنه يوماً ما ، لأن طباخ السم ذائقه لا محالة ، تهديده لأمن الكثير من دول المنطقة يدفع العالم إلى اتخاذ موقف رادع ممن يدعمون الإرهاب ويساندونه لوضع حدّ لغطرستهم وممارساتهم الإجرامية بحق الشعوب الآمنة وزعزعتهم لاستقرار البلدان .
جيشنا ماضٍ في عملياته التطهيرية في إدلب وفي كل بقعة يدنسها الإرهاب حتى تحرير كامل التراب السوري الطاهر.
محمود الشاعر