قرية عرقايا تتمتع بطبيعة جميلة صيفا وبجو معتدل شتاء تقع إلى الشمال منها بلدة القبو وغرباً المحفورة وجنوباً جرنايا وحداثة وشرقاً الهرقل ، حيث تتصل أراضي القرية بالقرى المجاورة عبر مساحات من الأراضي المزروعة بكروم الزيتون والعنب والتين ، ويعمل معظم الأهالي في تربية المواشي سيما الأبقار وصناعة الألبان ومشتقاتها …
فإسم ( عرقايا ) يشير إلى العراقة والأصالة ، ولا يزال الأهالي يتوارثون العادات والتقاليد العربية العريقة . فمعظم العائلات لم تستغن عن بيوتها القديمة المصنوعة من حجر البازلت الأزرق بدقة وعناية فائقة ، حيث تقع القرية القديمة وسط التوسع العمراني الذي حصل فيها في صورة يتمازج فيها القديم الأصيل بالحديث والمتطور .
لكن المشكلة أن القرية تعاني كغيرها من قرى الريف من بعض الصعوبات وخاصة فيما يتعلق بالواقع الخدمي .. التقينا برئيس بلدية عرقايا حسام عودة والأهالي ليحدثونا عن واقعهم والخدمات التي يأملون تنفيذها في قريتهم ..
يقول رئيس البلدية : تبعد بلدية عرقايا حوالي 30 كم عن مدينة حمص باتجاه الشمال الغربي ، و يبلغ عدد سكانها (9800) نسمة ، ويتبع لمجلس البلدية القرى التالية : (عرقايا – هرقل – مجيدل – الزيبق – الحميمة – جرنايا – حداثة – مزرعة بحرايا ) .
وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي لقرى البلدية /15ر356/ هكتاراً.
فور توفر الاعتماد
وأضاف : نسبة تخديم معظم قرى البلدية بالصرف الصحي (65%) وتم التخديم بشكل تدريجي منذ عام 1995 ويعتبر تخديم باقي السكان من أولويات عمل المجلس البلدي ، كما قامت البلدية بتنفيذ مشروع صرف صحي العام الماضي في كل من قرى هرقل ومجيدل بكلفة ( 14000000) ل.س وتم تمويل المشروع من الموازنة المستقلة لمحافظة حمص ، وتقوم البلدية بإجراء الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذ باقي المشاريع عند توفر الاعتماد اللازم .
مياه الشرب
أما شبكة المياه فهي جيدة بشكل عام في جميع القرى وحديثة وتخدم ( 95%) من السكان . فواقع المياه يتحسن مع تحسن واقع التيار الكهربائي وتسوء بشكل كبير عندما تطول فترة الانقطاع ، وتصل مياه الشرب للأهالي مرة واحدة كل ثلاثة أيام في معظم قرى البلدية .
ضعف التيار الكهربائي
وعن وضع شبكة الكهرباء قال : واقع الكهرباء سيئ وضمن التقنين الجديد تأتي ساعتين وتنقطع أربع ساعات ، ونعاني من ضعف التيار الكهربائي في معظم قرى البلدية ، والتي تحتاج إلى محولات إضافية وخصوصاً في قرى ( حداثة – هرقل – عرقايا ) .
الإنارة معدومة
وبالنسبة لإنارة الشوارع فلا يوجد مصابيح في جميع قرى البلدية وتحتاج لمبالغ كبيرة لإصلاحها ، وحالياً لا يمكن ذلك ، لعدم توفر الاعتماد وتسعى البلدية لصيانتها بشكل تدريجي في قرى البلدية وحسب الضرورة ..
نقص كبير
وأشار الأهالي إلى أن خدمة الهاتف الثابت متوفرة للغالبية العظمى من سكان عرقايا و قرى البلدية بنسبة 90% لكن بوابات الانترنت فيها نقص كبير ولا تخدم سوى (50%)..
بحاجة صيانة
وفيما يخص الطرق أشار إلى أن طريق ( حمص – المحفورة) بحالة سيئة جداً حيث قامت البلدية بمخاطبة مديرية الخدمات الفنية لإجراء صيانة له ، وعلمنا مؤخراً بأنه سيتم البدء بالعمل خلال الشهر القادم ، وباقي الشوارع بحالة جيدة.
الطرق الزراعية
وأضاف : هناك العديد من الطرق الزراعية ضمن مجال البلدية وهي : (هرقل – تليل ) ( عرقايا – الشرقلية )(مجيدل – الحميمة ) (الحميمة – تارين ) و هناك دراسة فنية لها ، كما تم وضع الكلفة التقديرية للعمل إلا أنه لم تنفذ حتى تاريخه لعدم توفر الاعتماد لدى مديرية الخدمات الفنية بحمص ، والحجة أنه حسب الأولوية الخدمية في المحافظة…
واقع جيد
وأكد رئيس البلدية أن واقع النظافة جيد ، حيث توجد سيارة قمامة تعمل أربعة أيام في الأسبوع لكل قرية يوم وعدد عمال النظافة أربعة عمال ، بالإضافة إلى التزام أهالي القرى بمواعيد ترحيل القمامة في موعدها
معاناة
وعن وضع الخبز قال : هناك مخبزان ضمن مجال البلدية (مخبز عرقايا ) الذي يزود أهالي عرقايا بالمادة ، (ومخبز هرقل ) لباقي القرى ، ووضع الخبز جيد بشكل عام وفي عرقايا لا يوجد معتمد ، الشراء يكون مباشراً ، أما باقي القرى فيوجد أربعة معتمدين لنقل الخبز من المخبز إلى قرى البلدية . وتحدث صاحب أحد المخابز قائلا : نعاني من ساعات انقطاع التيار الكهربائي الطويلة أثناء العمل ، الأمر الذي يضطرنا إلى استهلاك كمية كبيرة من مادة المازوت لمولدة المخبز . ولذلك فإن أصحاب المخابز يطالبون بزيادة مخصصات المخابز من المازوت . عدا عن غلاء أكياس النايلون المخصصة لوضع مادة الخبز والتي نضطر لوضع ربطتين في كيس واحد ..
أزمة غاز
أما الغاز فهناك أزمة حقيقية حسب رئيس البلدية ، حيث يوجد خمسة مراكز لتوزيع اسطوانات الغاز وخمس معتمدين يخدمون جميع قرى البلدية بمعدل (1500) اسطوانة شهرياً وحالياً هناك نقص في المادة ، فالمواطن لا يحصل على اسطوانة الغاز إلا مرة واحدة كل 60 يوماً
نقص كبير
وبالنسبة للمازوت فقد تم توزيع الدفعة الأولى العام الماضي بالكامل (100)ليتر ، أما الدفعة الثانية فتم توزيع (30%) منها فقط في قرى (هرقل – حميمة- مجيدل – زيبق) ويوجد نقص كبير في الكميات الواردة ، فاحتياجات البلدية لهذه المادة (240000)ليتر ، ولم يصلنا إلا (48000) ليتر وقد طالبنا بزيادة المخصصات إلا أنه لم يتم الاستجابة حتى الآن.
بعض المدارس غير مخدمة
وعن واقع المدارس قال : جميع قرى البلدية مخدمة بالمدارس وهي سبعة مدارس حلقة أولى ، وثلاثة مدارس حلقة ثانية ، وثانويتان ، حيث جميع المدارس مخدمة بطرقات معبدة باستثناء مدارس الزيبق وجرنايا فالطرق المؤدية إليها بحاجة الى تزفيت . أما ثانوية الزيبق عبارة عن غرفتين تم بناؤها بالعمل الشعبي وهي بحاجة الى بناء ، وخاطبنا مديرية التربية بهذا الخصوص ، وبالنسبة لمدرسة الحلقة الأولى في قرية حداثة فإن بناءها يحتاج إلى صيانة .
مخبر تحاليل
فيما يتعلق بالواقع الصحي أشار : يوجد مركزان صحيان ضمن قطاع البلدية ( مستوصف حداثة وعرقايا ) ويخدمان قرى البلدية حسب الإمكانيات المتاحة ، ولكن المركز الصحي في عرقايا بحاجة ماسة لمخبر تحاليل طبية ، بالاضافة الى ضرورة تزويده بجهاز ايكو للحوامل نظرا لأهميته الكبيرة..
العمل بالبطاقة الذكية
وعن آلية عمل الصالة التابعة للسورية للتجارة قال : توجد صالتان في قريتي ( عرقايا – هرقل ) وتخدمان جميع قرى البلدية ، وحالياً تم بدء العمل بالبطاقة الذكية لتوزيع مواد ( السكر – الرز – الشاي ) وهناك إقبال كبير على الشراء كون الأسعار مناسبة مقارنة مع أسعار التجار ، ونتمنى تزويدها بالمواد الاستهلاكية بشكل دائم ..
وحدة إرشادية
يوجد وحدة إرشادية واحدة تخدم جميع قرى البلدية وهي ( إرشادية عرقايا ) وتقوم بتأمين مستلزمات الفلاحين من أعلاف وحبوب وذلك حسب الكميات المتاحة ، كما تشرف على عمليات اللقاح للأغنام والأبقار ، وتوزيع المبيدات الزراعية ، بالإضافة إلى توزيع المعونات والقروض التي تدعم القطاع الزراعي والحيواني وذلك بالتنسيق مع الجمعية الفلاحية .
كلمة أخيرة
من خلال اطلاعنا على الواقع الخدمي لبلدية عرقايا ، لمسنا أنها بحاجة إلى الدعم والاهتمام وخاصة فيما يخص ضعف التيار الكهربائي بالإضافة إلى ضرورة وجود مخبر تحاليل طبية مما يحسن الواقع الخدمي في القرية
رهف قمشري