سنوات طويلة من الحرب الممنهجة على سورية كانوا خلالها رموزاً للفداء والتضحية قاتلوا واستبسلوا لبتر الغدر والعدوان عن أرضنا …
أبطال الجيش العربي السوري …رجال الوطن عنوان البذل وأسطورة العطاء يسطرون كل يوم أروع الملاحم البطولية ،يقدمون الشهداء تتعطر الرمال بالدماء الحرة الأبية ..
دماء تروي الوطن لتبقى سورية عروس المجد وأيقونة الانتصار يمتلكون كلمة الفصل في الميدان ومعادلات الاشتباك وأسس المعارك ،علموا العالم أن الرجال بأفعلها وأن الارادة والشجاعة تصنع المعجزات إليكم يارجال الله …جنود سورية بكم تخفق القلوب والأرواح وترفع الأيادي بالدعاء لشفاء جراحكم …جراحكم التي خطت بالدم القانىء …هنا سورية هنا العروبة ..هنا في سورية ترسم خارطة العالم من جديد .
أثبت الجيش العربي السوري على مدى العقود الماضية أنه كان العين الساهرة على أمن الوطن وسياجه المنيع ولم يتمكن مرتزقة العالم وأسلحتهم وحقدهم وغدرهم من هز هذا الجيش أو النيل منه مستمدا عنفوانه من اسم سورية ومكانتها الحضارية وتاريخها البطولي.
جيشنا الباسل ينتقل من إنجاز إلى إنجاز ومن نصر إلى آخر ويسطر أروع صور البطولة والفداء في معركته على الإرهاب مستكملا مسيرة النضال التي تميز بها شعبنا وجيشنا.
جيشنا كان الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كل المخططات والسيناريوهات والمؤامرات خلال كل أعوام الحرب الإرهابية التي فرضت على سورية واستطاع بواسل الجيش أن يخطوا في سفر تاريخنا الوطني أعظم الملاحم البطولية ويقدموا قوافل الشهداء والجرحى ليبقى الوطن سيدا مستقلا ولتبقى رايته خفاقة حرة في سمائنا وترابه طاهرا نقيا من رجس الأعداء والمتآمرين.
رجال العزة والسيادة والكرامة كانوا وما زالوا وسيبقون أنموذجا يحتذى به في الوطنية والشجاعة والتضحية والإخلاص والفداء.
شعبنا يثق بالجهوزية العالية للجيش العربي السوري وتقديره للروح المعنوية المرتفعة لبواسل الجيش في تنفيذ واجباتهم الوطنية المقدسة كونهم حصن الوطن الحصين وسياجه المنيع في وجه المعتدين ليبقى الوطن عزيزا شامخا كريما مزدهرا خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة.
إن الجيش العربي السوري بوقفته وتضحياته لا يدافع عن أرض وشعب فقط وإنما يثبت أمام الرياح العاتية قامة وطن ورسالة ونهج استقلال حقيقي في زمن عز فيه الاستقلال الحقيقي وعم فيه وباء التبعية والخنوع والذل والهوان.
إن أبناء الشعب العربي السوري ومعهم أحرار الوطن العربي يقفون اليوم وقفة عرفان وتقدير لهذا الجيش الذي يذود عن الوطن ويحمي حماه ويضحي من أجل وجوده وحريته واستقلاله.
إن عظمة هذا الجيش الوطني العروبي تتأتى من كونه أول جيش ينتصر في حرب على عصابات من المرتزقة والقتلة التكفيريين الذين تدعمهم كل دول الاستعمار الجديد والدوائر الصهيونية بكل ما تملكه من تقنيات وأموال وأن سر تميز هذا الجيش العظيم يكمن في حكمة قائده وشجاعته ورعايته المستمرة له إلى جانب بنائه على أسس عقائدية وشعبية.
جيشنا البطل يحقق صباح كل يوم إنجازاً تلو الآخر، فقد تهاوت عصابات أردوغان تحت أقدامه لتنتهي معها المراهنة على سقوط سورية، ويجر الأعداء وراءهم ذيول الخيبة والهزيمة.
إن شعبنا الملتحم مع قواته المسلحة والذي يشاركها انتصاراتها يومياً مطمئن إلى أن انتصاره النهائي بات أقرب مما يتصور وأن هزيمة المشروع المعادي باتت قريبة وسوف يقرأ العالم انتصارنا بين سطور كتاب مجد أرضنا المقدسة التي يحطم زلزالها أركان الشر القادم من كل أصقاع الدنيا ويجبر الكثير من أفراد العصابات الإرهابية على تسليم أنفسهم والكثير مما مازال على غيه وإجرامه بدأ يفر من أوكاره وجحوره ظاناً بأن أمكنة أخرى قد تحميه من ضربات الجيش العربي السوري, ولكن هيهات فمع كل نصر يشرق في سماء سورية تزداد قوة جيشنا المقدام وتضيق الدائرة حول أعناق المجرمين الغارقة في بحر آلام السوريين ودمائهم, وقد اقتربت من يوم لن تنفعها فيه الدولارات الوهابية ولا الصهيونية العثمانية, عندها سوف يعلم الذين خانوا وأجرموا وارتكبوا أي منقلب سينقلبون.
إن جيشنا البـاسـل وبعد سنوات تسع من الحرب الكونية التي تشن على بلدنا بقي شامخاً كشموخ قاسيون، وهو حصننا المنيع والسياج المتين، وحامي حمى الوطن الذي عاش وتربى فيه، وهو من قدم ويقدم الغالي والنفيس، وهو المدافع عن أرض وطنه ضد كل أشكال العدوان التي تعرض لها، ، هذا الجيش الذي ناضل وصمد في الماضي ودوره في التصدي للمؤامرة اليوم ليس إلا دليلا على قوة تماسكه ويؤكد أنه على قدر المسؤولية الموكلة إليه، إنه بحق جيش الأمة وجيش الشعب ومنبع الوطنية والحرية والكرامة,و رمز عزة الوطن وكبريائه.
تحية تقدير وإجلال وإكبار لشهداء الجيش العربي السوري العظيم ولجرحاه ولأبطاله الميامين الذين يسطرون ملاحم العزة والكرامة والإباء على امتداد ساحة الوطن ويحققون كل يوم النصر المؤزر بقيادة القائد العام للجيش والقوات المسلحة السيد الرئيس بشار الأسد.
لقاؤنا مع الشهداء الأحياء …الجرحى الابطال يعلمنا معاني الصمود رغم آلام الجراح ،وتحويل الارادة إلى طاقة حياة لا تنضب …فكانت لنا وقفات عز وشرف معهم
الجريح البطل محمود يوسف:
نحن الصدر المقاوم لرصاص الأعداء
يكتبون أنشودة النصر …يسطرون ملاحم المجد …في بريق عيونهم الإصرار والعزيمة ومن جباههم السمر وسواعدهم نقرأ التاريخ الزاخر بصور البذل والعطاء والبطولة والفداء .. إرادتهم صلبة وعزيمتهم لا تلين …جراحهم يفيض منها عشق الشهادة كي ينجلي الكرب …طوبى لكل الدماء التي أريقت على التراب المقدس وجرح راح يختضب …وسلاماً لجراح البطل محمود يوسف الذي حدثنا قائلاً :
هذه الحرب ليست حرباً ضد عدو واحد بل ضد منظومة عدوانية متكاملة تقودها الولايات المتحدة الامريكية والمستفيد الاول والأخير في هذه الحرب هو الكيان الصهيوني…
كل العالم يعلم أن حربنا مستمرة حتى القضاء الحاسم والنهائي على الإرهاب وجحافل حملته من الظلاميين الجدد ،وهنا لابد من الإشارة إلى أن جيشنا أعد إعداداً متميزاً خلال العقود الماضية ،ما مكنه من التعامل بنجاح مع هذا النوع من الحروب حيث فوجىء العدو ببطولاته وإنجازاته وانتصاراته التي تحققت بالروح المعنوية العالية والإرادة الصلبة والإيمان بالواجب الوطني المقدس فضلاً عن الدعم العسكري والسياسي من حلفائنا وأصدقائنا وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية وايران …
لقد جاءت الإنجازات والانتصارات التي حققها الأبطال على كامل الأراضي السورية لتؤكد بالدلائل القاطعة أن أبطال الجيش العربي السوري هم الأقدر على مكافحة الإرهاب والقضاء عليه ،وواهم من يظن أنه قادر على إضعاف جيشنا أو النيل من عزيمة رجاله الميامين الذين عقدوا العزم على بذل أغلى ما يملكون في سبيل عزة الوطن وكرامة أبنائه …
ويتابع البطل محمود بفخر وكبرياء …أما عن إصابتي فسأروي لكم ما حصل .
لقد اكتسبنا خبرة ممتازة من خلال المعارك التي خضناها ضد الإرهابيين وأصبحنا قادرين على تنفيذ الرمايات الدقيقة ليلاً ونهاراً واستثمار سلاحنا بكامل إمكاناتنا وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى توجيهات قادتنا ووجودهم الدائم معنا ،وإلى إيماننا العميق بعدالة القضية التي نحارب من أجلها ،نحن أصحاب الحق وأصحاب الأرض المدافعون عن العرض ..قمت مع الرفاق الأبطال منذ بداية الحرب بالدفاع عن حمص مدينة وريفاً التي تعرضت للكثير من الهجمات وواجهت حقد الإرهابيين …واجهنا العصابات الإرهابية وخضنا أعنف المعارك ضدهم في الخالدية وبابا عمرو والقصور وفي تلبيسة والرستن وتير معلة والدار الكبيرة.
كما خضنا معركة عنيفة ضد العصابات القاتلة في منطقة الغنطو واستطعنا تخليصها من يد الإرهاب قدمنا خلالها البطولات والتضحيات …وأضاف :في الخالدية وبعد أن كنت مع الأبطال نكاد ننجز مهمتنا الموكلة إلينا على أكمل وجه هاجمتنا المجموعات الشيطانية بكثافة قادمة من الدار الكبيرة ،حدثت الاشتباكات قدمنا خلالها أبهى صورة في الصمود فنحن رجال الجيش العربي السوري حامي الديار الأول والصدر المقاوم لرصاص الأعداء على سورية.
أصابتني شظايا في أنحاء جسدي ورصاصة في العمود الفقري أدت إلى قطع بالنخاع الشوكي ،مما تسبب بشلل في الطرفين السفليين .
وما زلت حتى اليوم أخضع للعلاج الفيزيائي ، ولكن الاستجابة بطيئة أو شبه معدومة ..لكن الأمل كبير والمعنويات عالية والإرادة من حديد…
أخيراً أحب أن أقول : سيكتمل الانتصار النهائي في القريب العاجل بإذن الله على قوى الظلام و التكفير ،وهذا الانتصار لم يكن لينجز لولا تضحيات شعبنا وشهداء جيشنا العظيم الباسل ، الرحمة لأرواح شهداء سورية والشفاء العاجل لجراح الأبطال…
الجريح البطل علي عزيز العباس :
لا بديل عن النصر الشامل
هتف المجد في عرين الصمود ، وبدا الفجر مشرقاً من جديد ، تعالت هامات رجال كماة عشقوا المجد من قديم العهود ،حملوا سلاحهم نحو فجر منّدى وامتطوا صهوات النضال المجيد،أشرق النصر من جراحهم ،بورك النصر المعطر بلون الفداء .
يحدثنا الجريح البطل علي عزيز العباس قائلاً: كل ما حدث ويحدث إنما هو لخدمة مصالح الكيان الصهيوني ، وعلاقة المجموعات الإرهابية المسلحة بإسرائيل أصبحت واضحة وعلنية ،ومن المعروف للجميع بأنه طرف فاعل في هذه الحرب ، ولذلك غالباً ما يتزامن كل انحسار للإرهاب عن بقعة جغرافية بعدوان إسرائيلي يتم التصدي له بما أمكن ،ولم يتوقف الجيش العربي السوري عن التصدي لاعتداءاته بشكل مباشر ،عبر منع صواريخه من تحقيق أهدافها أو بمحاربة أدواته من إرهابين ومرتزقة ،وما يجري اليوم يمكن أن يوصف بأنه حرب شاملة وليس من المعقول أن يكون هذا الكيان الغاصب بمنأى عنها ، وقد قدم وبشكل علني الدعم للتنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والعتاد…
وعندما تكون الانهيارات سريعة ونوعية في صفوف المسلحين يسعى الصهاينة إلى محاولة رفع معنويات مرتزقتهم عبر استهداف مواقع ونقاط عسكرية للجيش العربي السوري بالطيران أو بالصواريخ،وفي كل مرة تقوم منظومات دفاعنا الجوي بواجبها في التصدي للعدوان بأفضل ما يكون وهذا يبرهن على الجاهزية القتالية العالية ،وعلى الدقة والكفاءة في التعامل مع أحدث تقنيات التسليح العسكري …
إن تجارب التاريخ ودروسه تؤكد أننا منتصرون على أعدائنا لأننا أصحاب حق وعندما تفرض الحرب بشكل أوسع فالأبطال يعرفون كيف يديرون رحاها وقادة تل أبيب ومن يدعمهم يدركون ذلك ،والعالم كله اليوم يعرف قدرات المقاتل السوري و إمكانياته في التصدي لأي عدوان…
ويتابع البطل علي حديثه بعنفوان الفارس :
كنت دائماً في المقدمة والخطوط الأولى مع رفاق السلاح الأبطال في مواجهة الارهابين والقضاء عليهم وتطهير الأرض من براثنهم وأحقادهم،الإيمان عقيدتنا والصبر سلاحنا وحب الوطن يسكن في قلوبنا وعقولنا ..
حاربنا الإرهاب بإصرار وعزيمة ، قهرنا الموت بالأمل ،بوقفات عز ورجولة واجهنا العصابات المجرمة في القنيطرة ،وعلى وقع أقدام الرجال الميامين هزموا وتم تحرير بعض المناطق من رجسهم ..اشتباكات عنيفة خضناها لم توهن من عزائمنا بل زادتها ألقاً وزهواً وفخاراً….
تعرضت للإصابة أكثر من مرة …كلها زادتني إرادة وتصميماً لمتابعة تنفيذ المهام الوطنية المقدسة والقضاء على أعداء الوطن …
في إحدى المعارك كانت الاشتباكات مباشرة مع المسلحين وجهاً لوجه كانت عنيفة و شديدة ، تعالت فيها أصوات القذائف والصواريخ ،وتطايرت شظاياها في كل مكان ،اغبرت الأرض وانعدمت الرؤياة ،تقدمنا بكل شجاعة سحقنا الكثير من أفراد العصابات المجرمة ،ودمرنا آلياتهم ومعداتهم ، أجبرناهم على التراجع والتخلي بقوة السلاح عن مواقعهم ،وقبل انتهاء المعركة وإعلان الانتصار أصابتني شظايا وطلقات نارية ،لم أشعر بألم فقط بحرارة دمي النازف ،تابعت مع الأبطال خوض المعركة حتى فقدت الوعي ،في المشفى قام الأطباء باستئصال الشظايا وإحدى كليتي بسبب تهتكها …لم يسمح لي الأطباء بالعودة إلى أرض البطولة والرجولة على الرغم من إصراري الشديد نظراً لحالتي الصحية .
ختاماً …لا بديل عن النصر الشامل ،انتصار سورية المقاومة ،الصامدة بشعبها وجيشها وقيادتها المتمسكة بثوابتها وحقها في الدفاع عن سيادتها وكرامة أبنائها ،مهما كان حجم الاستهداف ، ومهما بلغ حجم التضحيات التي نقدمها لنطهر ترابنا من الإرهاب ورجسه ، وما صمود شعبنا في كل قرية ومدينة ،وبطولات جيشنا في كل موقع إلا ضمانة النصر الأكيد الذي سيعيد لسورية ألقها ودورها المحوري ،وسيضمن لأبنائها مستقبلاً مزدهراً يصنعونه بأيديهم ويرسمون ملامحه بإرادتهم المستقلة .
لقاءات ذكاء اليوسف