قرية دون مصدر موثوق لمياه الشرب… معضلة المواصلات .. عثرة في طريق أهالي القرية والقرى المحيطة

يتقدم الريف بخطى حثيثة ومتابعات مستمرة للوصول إلى درجة مقبولة من تأمين الخدمات الحياتية والمعيشية التي يحتاجها المواطن للاستمرار في ممارسة حياة يومية مستقرة ،وبالتالي ليقدم للوطن أفضل ما لديه من إنتاج وعمل يفتخر به …وتحاول البلديات المنتشرة على طول ريف حمص عامة تقديم ما تسمح به الإمكانيات من تأمين بنى تحتية ومرافق خدمية ذات مستوى يقرب من بعض أحياء المدينة،ولا يقتصر الأمر على البلدة أو القرية التي تقع فيها البلدية ولكن تتعداها إلى القرى التابعة للبلدية والتي قد تكون عدة قرى صغيرة متوزعة حول البلدة،وقد يقول البعض إن خدمات البلدية للقرى التابعة لها أقل من الخدمات المقدمة للبلدة ،وهذا فيه الكثير من المصداقية والجواب حاضر دائماً بأن هذه القرى تكون صغيرة وعدد سكانها أقل بكثير من البلدة ويمكنهم الاستفادة من الخدمات التي تنقصهم من البلدية (الأم) وخصوصاً فيما يتعلق بالتعليم والصحة وقد يساعدهم في ذلك قرب المسافة من البلدة أوقد يكون عائقاً لهم في بعض الأحيان…
ضمن جولات جريدة العروبة على ريف حمص كان لنا جولة في قرية «الوازعية»التابعة لبلدية الشعيرات وكان التحقيق الآتي :

المخطط التنظيمي
تقع قرية الوازعية في الريف الشرقي من مدينة حمص وتتبع إدارياً لناحية الرقامة وتنظيمياً لبلدية الشعيرات التي تبعد عنها حوالي 3 كم ، كما يبلغ مخططها التنظيمي /48/ هكتاراً ، وهذا ما أفادنا به سليمان معروف رئيس البلدية .
البنية التحتية
تتمتع قرية الوازعية بالعديد من الخدمات نسبة إلى التجمع السكاني فيها فقد نفذت مشاريع الصرف الصحي والكهرباء والمياه والهاتف ، وفيها جمعية فلاحية ومدرسة ابتدائية ، ولكن لكل واحدة من هذه الخدمات مشاكلها الخاصة التي تتمحور معظمها حول عدم الاستكمال وذلك حسب ما نقله لنا معظم الأهالي هناك ويؤكدون أن بعض المشاريع الخدمية بحاجة إلى معالجة سريعة أكثر من غيرها وخاصة الصرف الصحي ومياه الشرب ، أما باقي الخدمات فيمكن تلافي التقصير فيها وخاصة بعد وجود الأسباب المقنعة .
شبكة الصرف الصحي بحاجة حفرة
أكد لنا الأهالي أن مشروع الصرف الصحي نفذ منذ عام /2011/وذلك على كامل المخطط التنظيمي للقرية ولكن مع بداية الحرب توقف استكمال المشروع والذي كان بحاجة إلى الحفرة الفنية (مجمع للمنصرفات).ولذلك يعاني الأهالي من تجمع المياه الآسنة في بؤر تجمع الحشرات ويصدر عنها الروائح الكريهة ويتسرب قسم منها إلى الأراضي الزراعية وكذلك يتجمع القسم الآخر في أنابيب الشبكة وتساءل المواطنون:متى سيتم حفر تلك الحفرة الفنية وتجهيزها لمد الشبكة إليها ؟
وحول هذا الأمر أفادنا رئيس البلدية أن تكلفة المشروع قبل الحرب كانت أقل ، ولكنها توقفت نظراً للأحداث التي استجدت ولا سيما أن المتعهد ترك المشروع واختفى ولكن كبلدية تتبع لها القرية قمنا بدراسة جديدة وبالقيمة المالية وأرسلنا أكثر من كتاب لمديرية الخدمات الفنية ووعدونا بإدراج الحفرة الفنية في الخطة الحالية ، ورغم تكلفتها إلا أنها تعتبر جزءاً من خطة أساسية فالشبكة كاملة وجاهزة وتبلغ تكلفتها الحديثة (25)مليون ليرة سورية ،ولكن ما جعل الأمور أكثر سوءا أن الأهالي استخدموا الشبكة لتصريف المياه المالحة ولم ينتظروا استكمال المشروع ، وهذا سبب ضرراً في بعض الأماكن وأدى إلى تسرب المياه من نقاط الضعف في الشبكة…
مياه الشرب …غير صالحة للشرب
تعاني الوازعية من عدم وجود مياه صالحة للشرب وقد أكد محمد الحوراني مختار القرية على وجود بئر مياه ولكن مياهه غير صالحة للشرب مما يضطر الأهالي لشراء المياه بالصهاريج من الآبار النقية في القرى المجاورة وهذا يسبب عبئاً مادياً إضافياً على كاهل المواطنين إضافة للأعباء الكثيرة الأخرى ،أما مياه البئر فهي تستخدم لري المزروعات والأشجار وكذلك لها استخدامات للأغراض المنزلية (تنظيف)
وقد وعدنا بأن هناك خطة لحفر بئر يخدم القرية ،ومازلنا على أمل تحقيق الوعد…
و أكد رئيس البلدية على معاناة الأهالي ولكن اقترح لحل هذه المشكلة أن تعامل قرية الوازعية أسوة بقرية المنزول وبلدة الرقامة وذلك بتعهد هذه المشروعات من قبل المنظمات الدولية كمنظمة الهلال الأحمر التي تعهدت بمشروع مد خط مياه من شنشار إلى القريتين آنفتي الذكر .
شبكة الإنارة بحاجة صيانة
أكد المختار ومجموعة من الأهالي أن وضع الكهرباء يشابه جميع القرى المحيطة والبلدات نظراً لنظام التقنين المعمول به ولكن القرية بحاجة لخزان إضافي ليلبي حاجة الزيادة السكانية وكذلك الشبكة قديمة وتحتاج إلى صيانة نظراً للأعطال التي تكثر ولا سيما في فصل الشتاء .
مستوى التعليم
يوجد في القرية مدرسة ابتدائية واحدة تقدم التعليم للتلاميذ وفق المنهاج المتبع ولكنها بحاجة إلى زيادة عدد الشعب الصفية وذلك من خلال بناء ملحق يلبي هذه الحاجة كما أفادنا مصطفى المفرج مدير المدرسة وذلك نظراً للزيادة السكانية ، وقد بلغ عدد التلاميذ للعام الدراسي الحالي 85 تلميذا وتلميذة ، يتوزعون في صفوف مجمعة ، أما بالنسبة لباقي الطلاب والذين يتابعون تعليمهم الإعدادي ( مرحلة التعليم الأساسي حلقة ثانية ) والثانوي فهم يتوجهون إلى مدارس بلدية الشعيرات وهناك نسبة جيدة من هؤلاء الطلاب والمستوى الدراسي جيد و الدليل أن العديد من طلاب القرية يتابعون تعليمهم في جامعة البعث في مدينة حمص أو في معاهدها ولكن مشكلتهم الحقيقية هي المواصلات إن كان إلى بلدة الشعيرات أو إلى مدينة حمص …
السكان والعمل الزراعي
أفادنا محمد الحوراني مختار القرية أن عدد السكان يبلغ /1200 / نسمة ،يعمل معظمهم بالزراعة وتربية الدواجن ورعاية الأغنام ولديهم اكتفاء ذاتي حيث يزرعون كافة أنواع الخضراوات الصيفية والشتوية كما وتشتهر القرية بالأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة كاللوز والزيتون والكرمة ، وإضافة لعمل الأهالي في الزراعة يعمل قسم لا بأس به في القطاع العام أو الخاص .
المواصلات … معضلة
يعاني أهل القرية من صعوبة المواصلات ولا سيما أنهم يضطرون للتوجه إلى بلدة الشعيرات عبر السيارات العابرة للتوجه بعدها إلى مدينة حمص وهذه معاناة يومية بالنسبة للموظفين وطلاب الجامعة وقد طالب مختار القرية وبلسان الأهالي أن يتم تحديد سرفيس على الأقل يتوجه إلى الوازعية وينطلق منها عبر خط حمص – الشعيرات وذلك في وقت محدد يتفق عليه أصحاب العلاقة ويناسب دوام الموظفين وذلك تخفيفاً للعبء واختصارا ً للوقت والجهد .
الرعاية الطبية ..
لا يوجد في قرية الوازعية أي نقطة طبية أو مركز صحي فالأهالي عندما يحتاجون إلى إسعافات أو رعاية طبية يتوجهون إلى المركز الصحي في الشعيرات أو إلى مركز الرقامة الصحي وقد طالب الأهالي بوجود نقطة طبية تقدم الإسعافات الأولية و اللقاحات للأطفال .
الهاتف… خدمات جيدة
تم تمديد الشبكة الهاتفية والاتصالات إلى قرية الوازعية ولا يخلو منزل فيها من خط هاتفي ولكن يعاني الأهالي ولاسيما طلاب الجامعة من ضعف شبكة الانترنت .
الطرق بحاجة لتعبيد
طرق القرية بحاجة لتعبيد كما أكد الأهالي ولاسيما أن البنية التحتية مكتملة ولدى سؤالنا رئيس البلدية حول هذا الأمر أجاب : لقد تم رفع دراسة لمديرية الخدمات الفنية لتعبيد وصيانة شوارع الوازعية من الموازنة المستقلة في المحافظة وقريبا ً جدا ً سيتم العمل على ذلك .
الجمعية الفلاحية .. بحاجة تغيير صفة
طالب الحوراني رئيس الجمعية الفلاحية في الوازعية قال: نحن كجمعية فلاحية مهمتنا تأمين الأعلاف لمربي الأغنام وتطبيق الخطة الزراعية على الأراضي الزراعية البالغة مساحتها /3780/ دونما ً ومنها (1300) دونم مزروعة باللوز والزيتون ، وكذلك تأمين المحروقات ( المازوت) لأصحاب الجرارات الزراعية لمساعدتهم قدر الإمكان في حراثة أرضهم وسقايتها وزراعتها، كذلك نقوم بتأمين مادة الغاز المنزلي للأهالي وفق رخصة نظامية وبالكامل ولكن وللإجراء الجديد حاليا ً في آلية التوزيع والتواصل عبر شبكة الاتصالات لدينا كمية من اسطوانات الغاز لانستطيع التصرف بها .
وتابع: يبلغ عدد المنتسبين للجمعية حاليا ً حوالي مئة عضو ونحن كأعضاء وجمعية نواجه مشكلة تتمثل في أن الجمعية تتبع للإرشادية الزراعية في بلدة صدد رغم أننا نتبع إداريا ً لناحية الرقامة وبلدية الشعيرات وهذا مايسبب لنا صعوبة ولاسيما أن صدد تبعد عن الوازعية 18 كم بينما الشعيرات تبعد حوالي 3 كم ونظرا ً لصعوبة تأمين المواصلات لصدد والوقت والمسافة التي نقطعها للوصول إلى هناك لمتابعة أمور الجمعية فقد طالبنا بالانتقال إلى الوحدة الارشادية في الشعيرات وخاطبنا مديرية الزراعة بكتاب رسمي حول ذلك وجاء الرد بالموافقة ولكن كان هناك عرقلة من اتحاد الفلاحين ولم يتخذ القرار بعد ، كذلك طالبنا في المؤتمر العام للفلاحين الذي انعقد العام الماضي أن يتم تغيير صفة الجمعية من جمعية فلاحية لتربية الأغنام إلى جمعية فلاحية متعددة الأغراض كون هناك مواسم زراعية كاللوز والزيتون بحاجة إلى متابعة وخدمات وبالصفة السابقة لايمكن التعويض للمزارعين عن الأضرار التي تلحق بمحصولهم وإنما فقط لمربي الأغنام ولذلك نحن بحاجة لموافقة مكتب التنظيم باتحاد الفلاحين على هذا الأمر ، خدمة للفلاحين ومربي الأغنام في القرية على حد سواء .
صالة للسورية للتجارة
طالب بعض الأهالي بافتتاح صالة تتبع للسورية للتجارة لتأمين بعض الاحتياجات الضرورية للمواطنين والمواد الغذائية والمنظفات بأسعار تتناسب مع الحالة المعيشية للأسرة وكذلك كي لايضطر الأهالي للاتجاه إلى بلدة الشعيرات كلما احتاجوا لبعض الضروريات .
لنا أن نقول :
جميع المطالب التي يرغب الأهالي بتحقيقها هي محقة رغم كل الظروف ، ولا سيما بعد أن عاد الأمن والأمان إلى البلاد وبدأنا خطوات جيدة نحو إعادة الاعمار والاهتمام مجددا بالبنية التحية لبعض المناطق في المدينة والريف .

تحقيق : منار الناعمة
تصوير : حوراني

المزيد...
آخر الأخبار