خلال فترة الامتحانات يبدأ شبح الخوف والقلق بمطاردة الطلاب وتبدأ هواجس النجاح أو الرسوب تؤرقهم، ما يؤدي إلى ضعف القدرة الدراسية وتشتيت التركيز الذي يعتبر سبباً رئيسياً في فقدان الطالب للعديد من درجاته الإمتحانية التي يغير الفارق بها مصير عام كامل من مشوار الطالب الدراسي وخاصة لطلاب الشهادة الإعدادية والثانوية بفرعيها العلمي والأدبي وحتى طلبة المعاهد من حيث الترتيب الذي يخولهم دخول الجامعات أو طلبة الجامعات من حيث المعدلات التي تخولهم التقديم على الدراسات العليا ومن هنا يجب على الطالب في الدرجة الأولى أن يكون خلال عامه الدراسي قد حضر دروسه ومقرراته بشكل جيد تمهيدا لفترة المراجعة فيبتعد بذلك عن عوامل التوتر والضغط والقلق ويكون بعد ذلك دور الأسرة الهام في تأمين الجو الدراسي المناسب للطالب وإبعاده عن كل المؤثرات التي من شأنها أن تلهي الطالب عن دراسته إضافة لتقديم الدعم النفسي والمعنوي له وتحفيزه على المثابرة في دراسته والتأكيد على قدرته في تحقيق نتائج ايجابية في الامتحان .
مشكلات نفسية وجسدية
عمار طالب هندسة قال : يعاني أغلب الطلاب خلال تحضيراتهم للامتحان من تغييرات نفسية عديدة نتيجة التخبط بين توقع الفشل في المواد الامتحانية وسوء الأداء فيها أو الرغبة في التفوق على الآخرين، والخوف من عواقب النتيجة النهائية وانعكاسها على ردود فعل الأهل وهذه التغييرات النفسية نتيجة الخوف والقلق من الامتحانات تدفع العديد من الطلاب إلى ممارسة بعض السلبيات التي قد تكون عواقبها وخيمة على الجسد، مثل السهر ليلة الامتحان وتناول أدوية تمنعهم من النوم والإكثار من شرب المنبهات، اعتقاداً منهم بأنها تساعدهم على الصحوة وإبقاء العقل بحالة نشاط وتأهب وهذا الاعتقاد خاطئ. حيث أن الجسد على الرغم من بقائه مستيقظاً في حال تنبيه الأعصاب بهذه الطرق غير الصحية، إلا أن الدماغ وهو العنصر الرئيسي يبقى في خمول، لهذا السبب يشعر الطالب بالتشتت الذهني أثناء الإمتحان وعدم التركيز وصعوبة استذكار المعلومة، فضلاً عن المخاطر التي قد تلحق تباعاً بالجملة العصبية.
ضغط الأسرة والمحيط
مروان طالب صيدلة قال: لاشك أن الأهل هم شركاء النجاح والإخفاق مع الطالب، وشركاء الخوف والقلق والسهر أيضاً، فعلى الرغم من مساعيهم العديدة لتوفير جو دراسي هادئ ومثالي لأبنائهم، إلا أنهم في بعض الأوقات يعتبرون السبب الحقيقي وراء شعور الطالب بالتوتر خلال فترة الامتحانات، وذلك من خلال تعرضه لضغط شديد، كمنعه من وسائل ترفيهية عديدة وفرض الدراسة عليه على مدار الـ 24 ساعة دون السماح له بأخذ قسطاً من الراحة أو الترويح عن النفس قليلاً ليسترجع العقل نشاطه، وتحميله مسؤوليات كبيرة وممارسة أسلوب التهديد والوعيد ونعته بالفشل بدل التحفيز والتشجيع، وهذه الأمور وغيرها تشكل عبئاً ثقيلاً على الطالب وتحصره بدائرة الرهاب الإمتحاني.
التوقعات الامتحانية
غياث طالب حقوق قال :كلما اقتربت فترة الامتحان، زاد القيل والقال وظهر ممتهنون في التنجيم والتوقعات الامتحانية الذين يلعبون على الوتر الحساس للطالب وحاجته الملحة لأدنى معلومة تجعله يلتمس الطمأنينة حول طبيعة النموذج الإمتحاني الذي ينتظرهم، ويقومون بنشر أسئلة معينة من كل مادة يزعمون أنها توقعات صادرة عن مدرس ما وأنها تطابق الأسئلة الأصلية، الأمر الذي يوقع الطالب بين الحيرة والشك، ويجعل نسبة كبيرة من الطلاب يعتمدونها اعتماداً مطلقاً ويستعيضون بها عن بقية المنهاج، وآخرون منهم ينتابهم الإحباط إذا لم يحصلوا عليها ويفقدون الثقة بجهدهم ودراستهم ومعلوماتهم، وغالباً تكون هذه التوقعات سبباً بتعرض بعض الطلاب لانهيارات عصبية حادة في حال لم تتحقق نبوءتها.
فوبيا الامتحانات
سارة طالبة تربية قالت :وسط التحضيرات للفترة الامتحانية، يكون واقع التعب النفسي لبعض الطلاب في مراحله الأخيرة ليصل إلى درجة اليأس المطلق من السيطرة على حالة الذعر التي تنتابهم، بالتوازي مع عدم الوعي الأسري في التعامل مع الطالب، حيث يعمد بعض الطلاب ترك الدراسة وإنهاء علاقتهم بالجامعة هربا من الضغط الهائل وخوفا من تحمل النتائج التي قد تكون غير مرضية للأهل حسب اعتقاد الطالب واختيار هذا المصير هرباً من عقاب الأسرة أو شماتة الآخرين ونظراتهم .
الخوف من الوقت
همام طالب في كلية العلوم قال :إن أكثر ما يؤرق الطالب خلال فترة الامتحانات هو ضيق الوقت المتاح للإجابة على الأسئلة خصوصا في المواد النظرية التي تحتاج الأجوبة فيها لشرح مطول والتي لا يقبل مدرسوها بتقديم زبدة الإجابة بطريقة مختصرة تنم عن فهم الطالب للسؤال ومعرفته بالجواب وأحيانا في المواد العملية التي يحتاج حل مسائلها لوقت طويل أيضا وهنا يقع الطالب ما بين سندان التركيز ومطرقة الخوف من عدم القدرة على الإجابة بشكل كامل خلال الوقت المحدد مما يخلق حالة من التوتر والتشتت تنتهي بعواقب سيئة تمنع الطالب من تحقيق النتيجة التي يطمح لها وأضاف همام : إن الحل لهذه المشكلة يكون من خلال التحضير الجيد والدراسة بتركيز خلال فترة المراجعة وحصر التفكير بكتابة الأجوبة فقط خلال الامتحان من دون الالتفات إلى أي شيء آخر .
هموم المواصلات
هبة طب بشري قالت : ما يثير قلقي خلال فترة الامتحان هو مسألة تأمين وسيلة النقل إلى الجامعة خصوصا وأنني أسكن في إحدى قرى محافظة حمص مما يضطرني للخروج من منزلي مع ساعات الصباح الأولى لأتمكن من الوصول في الوقت المحدد إلى الجامعة أو قاعة الامتحان خصوصا إن كانت مادة الامتحان مقررة في الساعة 8 صباحا وغالبا ما أضطر لركوب تكسي أجرة من الكراج إلى الجامعة اختصارا للوقت وخوفا من التأخر عن وقت الامتحان وأحيانا أخرى أضطر للنوم في المدينة تارة عند إحدى صديقاتي وتارة أخرى عند أحد الأقرباء وهذا الأمر يشكل ضغطا نفسيا كبيرا لي لا يشعر به أحد سواي مما يخلق حالة من عدم التركيز في الامتحان جراء قلة النوم والتعب من الطريق وغير ذلك.
المراقبون في القاعات
خالد طب أسنان لفت أن الامتحان بحد ذاته مصدر قلق وتوتر للطلاب خصوصا وللأهل عموما وأي إنسان مهما بلغت ثقته بنفسه حين يخضع لامتحان ما يشعر بنوع من التوتر والقلق وهذا الشيء طبيعي جدا ، وهناك عدة عوامل تجعل الطالب يشعر بالتوتر والقلق منها عدم التحضير الجيد وضيق الوقت بين المواد وكثافة المقررات وموضوع النقل والمواصلات من وإلى الجامعة خصوصا في فترة الذروة الصباحية ، إلا أنه يوجد مصدر توتر وقلق من نوع آخر يعيشه الطلاب خلال الفترة الامتحانية هو بعض المراقبين الذين يمضون وقت الامتحان بتوجيه الملاحظات والتهديد والوعيد للطلاب مما يثير حفيظة بعض الطلبة المتوترين أصلا لتؤدي في النتيجة إلى خلق بلبلة وحالة من الهرج والمرج في قاعة الامتحان والتأثير على جو الامتحان بشكل عام ريثما يتم إيجاد حل يرضي جميع الأطراف .
نظام امتحاني جديد
آمال سنة تحضيرية قالت : جو الحياة الجامعية كطلاب سنة تحضيرية جديد علينا بالمطلق وبطبيعة الحال فنحن نعيش حالة من التوتر والضغط الكبير خلال هذه السنة بشكل عام وخصوصا في فترة الامتحانات حيث من الممكن أن يؤدي فقدان أي علامة إلى تغير مستقبلنا بشكل جذري عبر تغير الفرع الذي نرغب بدراسته فمثلا أنا أرغب بدراسة الطب البشري ولكن من المفروض أن أحقق العلامات التي تخولني دراسة هذا الفرع بعد انتهاء امتحانات السنة التحضيرية وهذا الأمر يحتم علينا بذل المزيد من الجهد والتركيز في الدراسة بشكل كبير ولكن ثمة أمر يثير القلق لدى الطلبة عموما هو نظام الامتحانات الجديد الذي يعتمد في بعض المواد على الأتمتة وهو نظام امتحاني جديد علينا بالمطلق كطلاب جامعة جدد ويحتاج لفترة للتأقلم عليه رغم تأكيد عدد من زملائنا الطلبة أنه أسهل بكثير من نظام الامتحان الكتابي التقليدي ولكن يبقى للجديد رهبته حتى نتقنه .
الجامعة تقوم بدورها
وللإنصاف والموضوعية لابد من الإشارة للدور الإيجابي الذي تقوم به جامعة البعث من خلال تهيئة كافة الظروف والأجواء الامتحانية المناسبة للطلاب وتذليل كافة الصعوبات والمشاكل التي تعيق تقديم الطالب للعملية الامتحانية بكل سهولة ويسر حيث أكد الدكتور عبد الباسط الخطيب رئيس الجامعة أن الجامعة اتخذت كافة الإجراءات والخطوات اللازمة لإنجاح العملية الامتحانية من تجهيز القاعات والمدرجات بالمستلزمات الضرورية وتحديد رؤساء القاعات والمراقبين في كل كلية لتوفير الأجواء الامتحانية المريحة للطلاب إضافة إلى نشر التعليمات الامتحانية والقواعد الناظمة للعقوبات على المواقع الالكترونية للكليات وفي القاعات والمدرجات الامتحانية بهدف توعية الطلبة بالأمور الواجب مراعاتها أثناء أداء الامتحانات ، كما شدد الدكتور الخطيب على أهمية تحقيق الموضوعية والشمولية في الأسئلة الامتحانية وأن تتناسب مع مدة الامتحان وعدم التأخر في إصدار النتائج ونشرها على مواقع الكليات .
يوسف بدّور