في كل ساحة من ساحات الوطن حكاية مجد و بطولة وأهزوجة انتصار ووقفات عز و رجولة… شعور و إحساس عميق بالانتماء للوطن ، فأنى نظرت يسكنك الفخر والاعتزاز و من أين بدأت يغمرك الكبرياء من الشمال إلى الجنوب.. من الشرق إلى الغرب … بطولات و تضحيات تجسدت فيها الروح و سطعت شمس الانتصارات بامتلاك الإرادة .
جيش الوطن الأبي لم يدخر جهدا و لم يبخل بالتضحيات ، سطر بالدماء و البطولات الانتصارات على أعداء الوطن من معركة إلى أخرى، قدم الغالي و النفيس لتبقى راية العز خفاقة في سماء الوطن .
رجال جيشنا الميامين هزموا جحافل الإرهاب و الغزاة و الطامعين فاندحروا أذلاء خائبين مهزومين.
أورقت تضحياتهم مجدا و تكللت بالغار جباههم و سطروا التاريخ ملحمة فطوبى لمن كانت الفردوس جنته طوبى لشهداء الوطن و طوبى لوطن أنتم حصنه و قلعته الصامدة التي تتحطم على أبوابها أطماع المعتدين.
تستمر العروبة بتوثيق قصص و بطولات الرجال الميامين الذين وقفوا قلعة شماء في وجه الإرهاب و العدوان الاستعماري من خلال الاستماع لحديث ذويهم .
والدة الشهيد البطل الملازم شرف هاني اليوسف:
سنصمد في وجه الأعاصير
لم يتأخر شباب و رجال الوطن عن تلبية النداء حين احتاجهم الوطن، أبطال سوريون لهم في كل يوم قصة صمود تبدأ و لا تنتهي بموقف إباء ، إنهم شهداؤنا الأبرار فرساننا معجزة العصر، أولئك المزروعون في ضمير ووجدان الشعب ، ها هو ذاك البطل يقول لأهله: سأودعكم وأتمنى أن أعود شهيدا أعطر تراب الوطن بدمي فأنا ككل رفاقي الأبطال سنقاتل حتى نحقق النصر على أعدائنا أو نستشهد فداء عنه .
و عاد البطل هاني شهيدا مكللا بزهوة الفخر و الانتصار و الحنين إلى تلك الدروب التي قطعها في قريته يوم كان يافعا .
إحساس بالقوة و الفخر ينتابك و أنت تسمع – أم شهيد – فقدت قطعة من قلبها و هي تقول إنه فداء للوطن ابني غال لكن الوطن أغلى لتمنح القوة و العزيمة و الحماس للدفاع عن الوطن و حمايته وتكريس روح التضحية والاستشهاد في سبيل سيادة و كرامة سورية .
بهذه المعنويات العالية حدثتنا والدة الشهيد البطل السيدة عليا وأكملت: بداية اسمحوا لي أن أقدم التحية و المحبة لرجال الكرامة و السيادة و الشرف رجال التضحية و العطاء صناع مجد الوطن و انتصاراته ، إنهم رجال الجيش العربي السوري حماة الأرض والعرض فعلى مدى سنوات الحرب المفروضة على سورية قدموا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الوطن وأبنائه سطروا أروع صور البطولة و الفداء في حربهم على الإرهاب و تصديهم للعدوان فكانوا أباة أحرارا و رجالاً ميامين في صون الأمانة وتحمل المسؤولية شهدت لهم ميادين الرجولة و ساحات الشرف و اعترف العدو قبل الصديق بصلابتهم و ثباتهم و هذا كله نابع من إيمانهم الراسخ بالله و الوطن و بعدالة القضية التي من أجلها يدافعون ، قضية الشعب المعتز بانتمائه و المستعد للتضحية في سبيل صون عزته و استقلال قراره ,لقد انضم البطل هاني و شقيقه الجريح محمود لصفوف الأبطال في الجيش العربي السوري، منذ صغره كان يسمع قصص البطولة ، و يتمنى أن يحظى بشرف الدفاع عن أرض الوطن كان يقول سأصبح ضابطا في الجيش و أحمل السلاح في وجه العدو الصهيوني، امتلك عنفوان الشباب و محبة الوطن و الغيرة على قدسية ترابه,امتاز بقلبه الطيب و المحب ،أحبه كل أهل قريته و كل من عرف شهامته و نبل أخلاقه ، أدى رسالته الوطنية بصدق و إخلاص، حارب المجموعات الإرهابية مع رفاقه و تصدوا لهم ، داهموا أوكارهم و نفذوا برجولة كل المهام الموكلة إليهم.
و تضيف والدة الشهيد بعد توقف لتعيد بذاكرتها ما قاله الشهيد ذات يوم فقالت : لقد قال لي صحيح أن المجموعات الإرهابية لا تعمل بمفردها وأن من يشرف عليها و يخطط لها يمتلك الكثير من الإمكانيات لكن الصحيح أيضاً أننا في سورية قيادة وشعبا مدنيين و عسكريين نأبى إلا أن نستعيد كل ذرة تراب و كل قطرة ماء و نطهرها من رجس الإرهاب الغاشم نحن لا نخاف الوعيد و التهديد نتمسك بثوابتنا نصمد في وجه الأعاصير ونثق بالمستقبل و قدرتنا على صياغته وفق إرادتنا بما يحافظ على الهوية ومقومات السيادة ، وهذا كله يحتاج للتضحيات و بذل الدماء و الأرواح لذلك إن عدت شهيداً يا أمي لا تحزني لا تجزعي بل دعي الزغاريد تملأ القلوب فخرا و عزة و لتكن زفة العريس يوم الشهادة.
وأضافت : حزني كبير على فراقه .. كان يعلم بأن دربه درب الخلود درب النور و الشموخ ففي معارك الغوطة الشرقية استبسل هاني مع الأبطال في صد هجوم العصابات الشيطانية على نقطة تمركزهم إلا أن رصاصة حقد غادرة أصابته في الرأس فارتقى شهيدا في سبيل سورية الغالية بتاريخ 3/10/2012 .
كل الرحمة لروحه و أرواح الشهداء الأطهار و الدعاء للأبطال بشفاء جراحهم و النصر لسورية فرجالها نذروا أرواحهم و دماءهم للدفاع عنها و حملوها حلما في الأهداب وأمانة في الأعناق معاهدين الله و الوطن و قائد الوطن الدفاع حتى آخر قطرة دم في سبيل الدفاع عن عزة وكرامة بلدنا الغالي .
أسرة الشهيد الملازم شرف يونس خضر الرضوان:
الجندي السوري يقاتل و ينتصر بشرف
يزخر الوطن بملاحم الشرف و البطولة و صور التضحية و الفداء التي لونها شهداؤنا الأبرار بدمائهم الطاهرة لتبقى شاهدة على عظيم أفعال أبطالنا و بطولاتهم و تضحياتهم إنها قصة الشهيد البطل الملازم شرف يونس خضر الرضوان الذي ارتقى دفاعاً عن الوطن و حريته ووحدة ترابه و صوناً لكرامته وعزته و حفاظاً على علمه شامخاً .
السيدة وزيرة والدة الشهيد تحدثت قائلة : أمام عظمة الانجازات التي يحققها رجال القوات المسلحة و الانجازات التي تحققت بفضل دماء الشهداء التي روت تراب الوطن نشعر بوافر الفخر و الاعتزاز بما قدمه الشهداء من أبناء سورية الأبية و نقف أمام عظيم عطائهم ببالغ التقدير و الإكبار وهم الذين قدموا أغلى ما يملكون فداء لقدسية تراب الوطن ، فتحية الإجلال و الإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار قناديل الوطن و منارات الأجيال
و تحية التقدير و الاعتزاز لذويهم الصابرين الأوفياء .
وأضافت :البطل يونس هو الثالث بين أخوته الذين تطوعوا بكل حب و فخر في صفوف حماة الديار و الجيش العربي السوري للوقوف مع الأبطال في وجه الهجمة الإرهابية العاتية التي عصفت بالبلاد والعباد .
و تبتسم والدة الشهيد ابتسامة حزينة و تتابع ماذا أحدثكم عن صفات البطل يونس ؟ و هل أعطيه حقه بما سأقول ؟ و من أي صفة أبدأ ، من طيبة قلبه أو من حنيته من محبته لجميع أفراد العائلة …؟
ماذا سأذكر ؟ضحكته التي لا تفارق وجهه، محبته و اهتمامه الكبيرين بوالده و إخوته كان شاباً مندفعاً مقداماً دافع عن وطنه بكل شجاعة وبسالة حتى نال شرف الشهادة على أرض الشرف و الكرامة .
بالتأكيد لا توجد لحظة فخر تعادل الحديث عن شهيد ضحى بنفسه في سبيل وطنه و لا توجد لحظة ألم أقسى من فراق الأحبة إلى الأبد و لا توجد لحظة أصعب من الشوق و الحنين لشباب بعمر الورد .. لكنها الحرب و مشيئة القدر الحمد لله رب العاملين أن دماء الشهداء و أرواحهم الطاهرة انتصرت على جرائم العدوان و إرهابه ,سورية منتصرة بفضل بواسلها الأبطال فرسان الجيش العربي السوري ومنتصرة بمساعدة الأشقاء و الحلفاء و الأصدقاء كيف لا ننتصر و قائدنا سيد الأبطال و فارس العرب الغيور على العروبة و الثرى.
والد الشهيد يقول : إن رجال الجيش العربي السوري الأبطال مثال للتضحية و الوفاء دفاعاً عن الوطن و عزته و كرامته فالتربية الأخلاقية العالية التي يتمتع بها المقاتلون لا مثيل لها في جيوش العالم و المنطقة ما مكنهم من تحقيق الانجازات و الانتصارات في مواجهة أي عدوان و تآمر و بخاصة في السنوات الأخيرة من الحرب على الإرهاب فقد حافظ على قيمه و صان شرفه العسكري و بر بالقسم و التزم بالمبادئ التي تقرها الأعراف الإنسانية فكان كل مقاتل في موقعه رجلا شجاعا شهماً يقاتل بشرف و يستشهد بشرف و ينتصر بشرف و هذا حال ابني البطل يونس تسابق مع رفاقه للتضحية و الفداء فكانوا في ساحات المعارك يقفون شامخين مستبسلين ضد المجموعات الإرهابية المجرمة فكانوا نموذجاً رائعا للرجولة و البسالة و مثالاً صادقا لحب الوطن و الشعب و قائد الوطن ,قاتل البطل يونس حتى الرمق الأخير في معارك الغوطة الشرقية ضد الإرهاب البربري الغاشم أصابته شظايا في يده اليمنى و صدره فحمل سلاحه باليد اليسرى غير مكترث بشلال الدماء النازف ظل واقفاً واثقاً تقدم ببطولة و ثقة فاتحاً النيران بوجه أفراد العصابات المجرمة قتل العديد منهم انهمر عليه الرصاص كالمطر فارتقى إلى العلياء شهيدا و روى تراب الوطن المقدس بدمه الطاهر و ذلك بتاريخ 10 /11 /2012 رحمة و نور لروحه و لأرواح الشهداء الأبرار .
ختاماً :ما أود قوله إن الجيش العربي السوري كان على مدى تاريخه الطويل الحافل صانع الانجازات والانتصارات من خلال دوره البارز الذي أداه بكل شجاعة و بطولة ، وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد بقوله « لقد كان لكم دور بارز أديتموه على الوجه الأكمل و على نحو مشرف تشهد لكم المعارك التي خضتم غمارها ببطولة منقطعة النظير » .
لقاءات – ذكاء اليوسف