شهدت مادة السكر في سورية خلال السنوات الماضية زيادة كبيرة في أسعارها إذ زادت حوالي 25 ضعفاً، أثرت بشكل كبير في زيادة أسعار الحلويات بمختلف أنواعها..
إحدى السيدات قالت للعروبة : أصبح ضرباً من الفكاهة أن نتذكر سعر كيلو السكر عندما كان بـ25 ليرة فقط و اليوم سعره يفوق 500 في المحال و هذا انعكس بالضرورة على قدرتنا على التزود بهذه المادة الأساسية وأصبحنا نختصر في إعداد أطباق الحلويات المنزلية , كما أننا و على صعيد العائلة خفضنا الكميات التي نعدها من المربيات المتعددة كمؤونة للشتاء إلى الربع و شطبنا عدداً منها بسبب التكاليف المرتفعة رغم ضرورة هذه المادة في فصل الشتاء و خاصة لمن لديه أولاد في المدرسة فهي من أساسيات طعام الفطور و (السندويشات) المدرسية …
للشائعات دورها السلبي
وأكدت سيدة أخرى بأن الشائعات لها دور كبير في فقدان المادة من الأسواق
وتلاعب التجار بالأسعار وأكدت أنها اضطرت منذ فترة تقارب الأسبوعين لشراء السكر لإعداد شاي الفطور و عانت يومها من تحكم البقال بالسعر و رفعه إلى 600 ليرة في ذلك الوقت , مستغربة عن سبب الفوضى والتخبط بالأسعار … فإذا ارتفع سعر الصرف للقطع الأجنبي يرتفع السكر بالضرورة على أنه مادة مستوردة حتى لو كان مكدساً على الرفوف و إذا انخفض سعر الصرف لانلمس أي انخفاض بالأسعار و خاصة السكر…
مضطرون للتأقلم
السيد أبو بشار قال : لابد لنا من التأقلم مع الأمر الواقع و التكيف مع المعطيات و أوضح أنه كلما رفع التجار سعر أي مادة علينا أن نتكاتف ونحد من استخدامنا لها حتى و لو كانت أساسية و بذلك تعود السيطرة على الأسعار للمواطنين و ليس لتجار الأزمات..
أصحاب المحال متضررون أيضاً
صاحب محل حلويات أوضح أن نسبة الربح أصبحت قليلة جداً مقارنة مع سنوات ماقبل الحرب علماً أن أسعار مبيع الحلويات تضاعفت عشرات المرات إلا أن التكلفة تضاعفت أيضاً و بالتالي فرغم ارتفاع الأسعار إلا أن هامش الربح أصبح محدوداً جداً و حركة البيع أصبحت أقل ..وأشار إلى أن الحلويات التي يصنعها ويبيعها في محله الشعبي تتركز على صنفين من الحلويات العربية و الإفرنجية مشيراً إلى أن كل نوع بحاجة لمقدار معين من السكر لايمكن تخفيضه, و أردف أن أكثر نوع مطلوب هو المشبك و العوامات خاصة في فصل الشتاء …
ويرى أن السبب الأساس في غلاء مادة السكر هو احتكار التجار لتلك المادة الهامة وتخزينها في مستودعاتهم، آملاً من الجهات المعنية ضرورة مراقبة أسواق السكر ووضع تسعيرة موحدة لهذه المادة ما يؤدي بدوره إلى انخفاض أسعار الحلويات.
للزيت قصة أخرى
و في الوقت الذي شهد فيه زيت دوار الشمس قفزات كبيرة بالأسعار أصبح زيت بذر القطن مادة بديلة لشريحة واسعة من المواطنين و العم أبو عمار و الذي التقته العروبة في مجمع تشرين يتزود بتنكة زيت قطن سعة 16 كيلو أوضح أنه منذ فترة تحول لاستخدام زيت القطن أو زيت معمل السكر كما أسماه في القلي و أشار إلى أنه ذو نوعية جيدة و لاتنقص كميته أثناء القلي مقارنةً بينه و بين زيت دوار الشمس و أضاف أن كل قلية بحاجة لعبوة سعر ليتر من زيت دوار الشمس في حين أن زيت بذر القطن أفضل من الناحية الاقتصادية …
صمام أمان
السورية للتجارة تحافظ على دورها كما في كل مرة على أن تكون صمام الأمان للمواطنين و تتدخل بالأسواق بهدف كبح جماح الأسعار و فرض السيطرة على الأسواق ولو كانت بحدود معقولة لكنها بالفعل تسند المواطن و تشكل داعماً حقيقياً إذ أنها و طوال سنوات الحرب و ارتفاع الأسعار تتدخل إيجابياً بالأسواق وفق الإمكانيات المتاحة .
وفي الحالة التي نستعرضها اليوم كان تدخلها ذا فائدة إيجابية مضاعفة أولاً لتصريف إنتاج معمل السكر وثانياً لتزويد المواطنين بالمادة و لو بكميات مقننة إلا أنها حافظت على عدم انقطاع المادة من الأسواق و بأسعار تنخفض عن السوق بفارق لايستهان به.
كما أنها سوقت كميات كبيرة من زيت القطن و الذي يجده المواطنون جيداً للقلي و خاصة أن سعره في القطاع الخاص 18-19 ألف بينما في صالات السورية للتجارة سعر مؤخراً 13800 ل.س للتنكة الواحدة .
وذكر عماد ندور مدير فرع السورية للتجارة أن كميات السكر المباعة في صالات السورية للتجارة من بداية العام الحالي لغاية تاريخه وصلت إلى 180 طناً بأسعار تراوحت بين (275-300-325-350) ل.س لكل كيلو ..
أما بالنسبة لمادة زيت القطن وصلت الكمية المباعة من بداية العام الحالي و حتى تاريخه إلى 1600 تنكة زنة كل منها 16 كيلو غراماً سعر الواحدة 13 ألف و800 ل.س …
مشيراً إلى أنه من الملاحظ الإقبال على شراء السكر من صالات السورية للتجارة و الذي تضاعف بشكل كبير بعد تطبيق بيع بعض المواد التموينية وفق البطاقة الذكية …
و أشار ندور إلى أن قيمة المبيعات من السكر خلال الأسبوع الأول فقط من البيع وفق البطاقة الذكية وصلت إلى 87 مليوناً و 700 ألف ل.س …
علماً أنه تتم تغذية الصالات بشكل يومي واستكمال النقص في صالات المحافظة و البالغ عددها 88 صالة ومنفذ بيع في المدينة والريف ..
هنادي سلامة