ماوراء الحدث…عروس الانتصارات

سنوات وحلب الشهباء تعاني من جرائم الإرهابيين واعتداءاتهم المتكررة على أحيائها السكنية ، سنوات وكابوس الإرهاب جاثم على صدور أبناء مدينة حلب إلى أن تمكن الجيش العربي السوري وبعد سلسلة من العمليات العسكرية المركزة ضد مواقع وتحصينات التنظيمات الإرهابية المنتشرة بريف حلب الجنوبي وصولاً إلى الريف الشمالي الغربي ، تمكن من تحرير قرى وبلدات في محيط المدينة ، الأمر الذي دفع بأبناء مدينة حلب إلى التعبير عن فرحتهم الكبرى بانتصار عاصمة سيف الدولة الحمداني على الطغيان والإرهاب الأسود , فخرجوا إلى الساحات والشوارع يرفعون رايات النصر ويعبرون عن إرادة الحياة والصمود العظيم بعد ليال طويلة عرفوا خلالها الرعب والهلع بعد أن أمطرتهم قذائف الإرهابيين وحولت حياتهم إلى جحيم لايطاق ، لكن إرادة الانتصار كانت عظيمة وكانت العزة التي حققها جيشنا البطل الصامد وقيادته الحكيمة وسقط المحال تحت أقدام جيشنا المغوار بعد أن قدم الكثير من التضحيات فأثمرت دماء الشهداء عن نصر مظفر بعودة فتح طريق حلب – دمشق ذلك الانجاز العظيم الذي سيستكمل بتحرير إدلب الخضراء وإعلانها خالية من الحثالات التكفيرية , تلك الانجازات العظيمة تزيد مخاوف داعمي الإرهاب لأنهم أدركوا بعد فوات الأوان أن مشاريعهم التخريبية في المنطقة تسير نحو الفشل وأن مصيراً أسود ينتظر مرتزقتهم وإرهابييهم قريباً جداً في إدلب ، وهذا مايفسر ارتفاع منسوب السعار الأمريكي في الآونة الأخيرة وتحريضه للتركي على القيام بعدوان جديد على الأراضي السورية وغزوها وحشد الأرتال العسكرية والآليات الحربية لتنفيذ مخططات التآمر وتحقيق الأطماع الدنيئة لأردوغان في المنطقة ، وغض النظر عن الاعتداءات التي ينفذها حثالة الإرهاب ضد المدنيين في إدلب .
دعم أمريكا محراك الشر في المنطقة وهي تريد مفاقمة الوضع في إدلب وتعطيل أي حوار سلمي لأنها خائفة من فشل مخططها العدواني ، وأردوغان يراهن على أوهامه في دعم أمريكا والناتو له ولمرتزقته ولمشروعه العثماني البائد متناسياً أنه مجرد أداة إخوانية استخدمته أمريكا لتحقيق مشروعها العدواني ولن يتمكن من تحمل النتائج المخيبة للمخطط العدواني الصهيوأمريكي بعد أن تحطم على صخرة الصمود السورية ، ولن يكون مصير المرتزقة في مناطق انتشار المحتل الأمريكي في التنف بأحسن حالاً من مرتزقة أردوغان في حلب وإدلب ، فالغرباء المحتلون والتكفيريون مصيرهم واحد وهو الهزيمة لأنه لامكان لهم على الأرض السورية .
نصر حلب عروس الانتصارات السورية يبشر بعودة الشريان الاقتصادي الأهم إلى قلب الوطن ، وصبر السوريين وجلادتهم ووقوفهم إلى جانب جيشهم كان العامل الأقوى والأهم في تحقيق النصر ، وقد قال السيد الرئيس في كلمته الأخيرة «التاريخ لم يعرف جيشاً انتصر إلا عندما توحد معه الشعب «.
لذلك استطاعت المحن توحيد الشعب وجيشه في خندق واحد وزادتهم صلابة وقوة وتفاعلاً خلاقاَ قادراً على النهوض من جديد ، والفقاعات الصابونية التي نسمعها من الشمال ستبقى مجرد فقاعات واهية لاقيمة لها .
مبارك للسوريين نصر حلب العظيم ، وسلسلة الانتصارات القادمة في إدلب ينتظرها السوريون بفارغ الصبر ليعم السلام والأمان في ربوع سورية الحبيبة .

محمود الشاعر

المزيد...
آخر الأخبار