تصدرت مؤخراً معظم صفحات التواصل الاجتماعي الالكترونية تعليقات متنوعة ما بين الهزلية الساخرة و الجادة تناولت فيها البطاقة الذكية و مقدار الذكاء فيها … و هنا تحضرني أغنية أداها الممثل اللبناني المشهور فيلمون وهبي حين كان يبيع الحبوب الخاصة بالذكاء « عندي حبوب للذكا .. ومعبا بظروف» ..؟ «
لا بد من الإشارة في أن الغاية من إطلاق خدمة البطاقة الذكية جاءت منعاً للاحتكار و للحد من الجشع الذي تبتلى به النفوس الضعيفة .. و كلنا يعرف أن الحكومة عمدت إلى ذلك جراء مناشدات المواطنين وعدم تأمين الوقود من مادتي الغاز و المازوت للأسباب المعروفة لدى الجميع .. من سرقات و استغلال و بيع في السوق السوداء ..و.. !
و هذه الخدمة هي قاعدة للانطلاق في الحكومة الالكترونية و هي حضارية بالعموم و تستحق العمل بها و لكن للأسف افتقدت إلى المصداقية و التنظيم و التنسيق و تركت المواطن في مهب الريح لا يدري ما الذي يفعله وأوكلت المهمة إلى شركة التكامل .. و شعر المواطن معها بعدم الاحترام بل أهانته في زمن صعب جداً قلّ فيه كل شيء و يكاد يندر حتى القيم و الأخلاق !
زرت إحدى مراكز التكامل و شاهدت بأم عيني الازدحام منذ ساعات الصباح الأولى و الأصوات تتعالى لدرجة أنني لم استطع فهم ما يدور سوى ضجيج و صياح من يشعر بالغبن
فلا أحد يعرف ماذا يفعل و لا كيف بل القائمون في مركز التكامل يوجهون المواطنين إلى الخارج للبحث عن اسم و رمز معتمدهم بالحي الذي يقطنون به في لوائح ملصقة على أحد الجدران كيفما اتفق
و هناك يتدافع المواطنون الذين بحاجة للإضاءة للبحث عن اسم المعتمد و لا مشكلة فالهواتف النقالة تفي بالغرض … و يبدأ المواطن بالبحث و يفاجأ بحرف العين قبل الألف و النون بعد الباء .. بل الأنكى من ذلك و بعد تفعيل رقم البطاقة الخاصة الذكية كما أطلقوا عليها، و يتم تحديد رقم استلام اسطوانة الغاز .. و يفاجأ الشخص بأن هذا الرقم متحرك ..كيف لا أدري و لكن على ما يبدو أنها لعبة القدر هذه المرة و الله أعلم و هنا مكمن الذكاء بهذه البطاقة المهضومة فمثلاً يتم تحديد رقمك اليوم 37 ليصبح غداً 38 و 39 في اليوم الذي يليه .. أو عرفتم لماذا سميت البطاقة بالذكية في زمن كثر فيه الأذكياء ..!
نبيلة ابراهيم