تحية الصباح…مغانم الأسئلة وعي حوار

نظرات الطفل وهو يبدأ شهره السادس تملأ المكان فرحَ نباهةٍ ، وهو يبحث عن إجابات تدفعه براءة طفولة متوجة بفضول يرغب التعرف على كل شيء في محيطه وهكذا يدرج الإنسان مراحل أعماره المتلاحقة يحدوه تطلع إلى التعرف دفعاً لتجاوز أي شيء تجافيه معرفة . فالمرء مبني على حب الاكتشاف ضمن فروق فردية ومتطلع نحو كل امتلاء يفضي إلى تصورات أو يقارب بعض حيثيات تحاكي ميوله واتجاهاته وتناسب رغائبه ما بين قدرات في ذاته و أمور تدفع بها الحياة من جانب آخر ليغدو السؤال جسر عبور ما بين مرسل باحث عن إجابة و متلقٍ تُعلًّق على همته سعادة الفرح بلقيا تلك الإجابة .
إن البحث المتواصل بفعله الإجرائي المرتبط بالجانب الوسيلي الأول في الحصول على الإجابات هو أمر بدهي ضمن تفاعلية الفرد مع الواقع المعيش و الذاكرة تراثاً والحاضر سعة تبصّر ، والمستقبل فضاء استشراف ما بين حدس ومساحات تأويل وتفسير قوام ذلك إعمال الفكر وحث الهمم والشروع بالبحث ما بين جنبات الحياة ومراميها غايات و أهدافاً وبين حب المعرفة و استقراء كل جمال مطرز موشى مقصباً بخيوط ، هي ضفائر على كتفي كل حذاقة ودربة كل نباهة لتأتي الإجابات شفاء لأسئلة تنادي الذات وتناجي الروح ما بين الخاص والعام في تمكين معنى النمو المختزن قوة ما بين جدلية في قراءة ونقد وتكاملية في استقراء واستنتاج .
إنها إشراقات الأجوبة في تبديد كل جهل حيال نقطة تجافي بعتمتها شذرات الضياء لكن بالإجابة تصير جمع أنوار في مساحة ضياء تكتنز حضوراً ما بين معارف وخبرات وبكليهما سلوكاً لافتاً تقوله مهارات ، وتسير به رؤى ضمن مشروعية التفكير الذي يتجاوز الإجابة العابرة يصبح زاداً في مؤونة كل جدل وغنى حضور في ثراء كل حوار وبراعة تفكير لأعظم وظيفة للعقل ، التي هي(التفكير) فتنتقل بذلك راحة البال من فرح المعرفة إلى نشوة الظفر بخبرات إضافية تحاكي محددات العقل، وقد كونت حيزاً في فنون الفكر من نقد وتفسير وتأويل وسعة مؤشرات لحضور منطق لتأتي السيولة الذهنية بما تزدهي من أفكار وفِكَرٍ حضوراً نابهاً في مخزون الفكرة قوية بمضمونها المعرفي وقوية في سداد إيصالها رسالة عبر حدود المنطق حواراً بإعمال تفكير يحمل منهجية الشروع في كل أمر ولكل قضية فتنتقل بذلك الإجابات من مستوى الفهم والاستيعاب إلى مستويات التفكير العليا من تحليل ونقد بناء يقوم على التقويم والتقييم فيصبح جمال الحوار زاداً للجميع تشرُّبَ شذرات بشذرات هيولاها بريق ضياء ، ونتاج مؤونتها يكون خيراً للجميع وقد أضحى ذلك كله وعي خبرات في مسار مهارات تؤكدها الحياة وينشدها العقل الحصيف .
إن ذلك الإدراك لعظمة الحوار و الاستنتاج و تكامل الخبرات وتوكيد الاستقصاء والبحث يبعد المرء عن كل شيء جاهز كما تفعل بعض التقانة أو بعض الحاجات المعلبة فيكون العمل بالبحث فَلَاحا ً بالجهد وثراء في الجني وما أجمل القراءة في كتب تناقش قضايا متعددة فتعطينا معارف متنوعة لكن الأجمل ما تغذينا به من جماليات الآراء المتعددة فيكون الانتباه إلى معنى الإبداع في آفاق الإبداع والذكاء في فضاءات الذكاءات المتعددة إن الأسئلة واقعية بحث في مقاربة ميول وحاجات وحاجيات لكن الحوار في مرجعية المنطق صوت الوعي الجميل فهو نسب العقل الفطن لاسيما في قضايا التأمل .
إنه جدل الحوار امتلاء القناعة في غنى النفس وثقة الدراية في معمارية الحضور .

نزار بدور

المزيد...
آخر الأخبار