الفطر المحاري …مشروع متناهي الصغر يحقق دعماً جيداً المزارعون يكررون العمل على مدى سنوات … والتسويق هو الأهم
يشكل الفطر المحاري فرصة حقيقية لتوفير دخل جيد لمن يمتهن زراعته ,خاصة وأنه لايحتاج إلى رأسمال كبير , و تعمل مؤسسة إكثار البذار على تزويد المواطنين به بمواصفات جيدة ومضمونة ,وذكر مدير فرعها بحمص المهندس أحمد يوسف الأحمد أن الفطر المحاري لايحتاج إلى تكاليف كبيرة و سعر اللتر الواحد من بذاره 1800 ل.س ,وهو بحاجة لدرجات حرارة محددة ودرجة رطوبة ,ويتميز بسهولة زراعته ,إذ يتمكن أي مواطن من زراعته بغرفة مظلمة بعد تحضير المكونات البسيطة اللازمة للإنتاج ,وهي عبارة عن سلل بلاستيكية و أكياس نايلون و كحول طبي للتعقيم , ومن أهم مميزات الزراعة أنها سهلة و بسيطة تتكون فقط من مادة سيللوزية مثل التبن ,إذ يحتاج كل لتر من البذور إلى عشرة كيلو تبن ..
كل ليتر يصل
إنتاجه إلى 15 كيلو
المهندس الزراعي نوفل ذكر بأن الفطر المحاري من الأنواع سهلة الزراعة ويمكن أن تصبح عاملاً مساعداً لمختلف الأسر مشيراً إلى أنه يجب بداية غلي التبن و تبريده بهدف قتل بذور الأعشاب و الفطور الضارة مع المحافظة على الأحياء المفيدة ثم تعقيم السائل و تغليفه بكيس نايلون سميك مع بقائه مفتوحاً من الأعلى و وضعه على شكل طبقات بانتظام من التبن بسماكة 5-10 سم ثم نثر طبقة من البذور ,وبعدها يغلف وجه السلة الممتلئة بكيس نايلون لتبدأ بعدها مرحلة التحضين في غرفة مظلمة لمدة 18 يوماً بعدها تبدأ عملية تأمين التهوية و الإضاءة مرات متكررة ومحدودة كل يوم و رشها بالماء بانتظام لتبدأ براعم الفطر بالنمو ..
وذكر أن مدة الزراعة لاتتجاوز 60 يوماً ,وكل ليتر من بذار الفطر المحاري يعطي 10 – 15 كيلو فطر وسعر الكيلو 1500 ل.س وسطياً , رغم ضعف الحركة التسويقية التي تقتصر على الحي الذي تتم فيه الزراعة أو يتم التسويق بشكل شخصي من قبل المزارعين أما في المدينة فإن واقع التسويق مختلف ويعتبر أفضل ..
وأشار إلى أن زراعة الفطر تحقق أرباحاً مضمونة وخلال فترة زمنية قصيرة, إذا ما توفرت الخبرة الفنية اللازمة ومستلزمات الإنتاج الأساسية التي تتمثل بشكل أساسي بتوفر الكمبوست (وسط الزراعة) الجيد المزروع بميسيليوم فطر عالي النقاوة ومن سلالة جيدة, وتأمين الشروط البيئية المناسبة, مع تأمين تسويق المنتج مباشرةً وبأسعار مناسبة لأنه محصول سريع العطب ولا يتحمل التخزين لمدة طويلة. يجب تشجيع ودعم مشاريع إنتاج الفطر في المناطق الريفية .
الإرشاديات داعم علمي
وهنا ..لابد لنا من الذكر بأن مختلف الإرشاديات الزراعية تقيم العديد من الدورات لتعليم زراعة الفطر المحاري, كونه يتحول عند الإلمام بتفاصيل زراعته إلى مشروع متناهي الصغر يشكل داعماً اقتصادياً جيداً لبعض الأسر …
مع المزارعين
وفي حديثه للعروبة ذكر السيد محمد وهو يعتمد منذ سنوات على إنتاجه من الفطر المحاري كونه يشكل دعماً جيداً خاصة بعد سنوات الخبرة ,و أشار إلى أنه تزود هذا العام بكمية 20 ليتراً من الفطر المحاري من فرع مؤسسة إكثار البذار و مازال ينتظر الإنتاج ليقوم ببيعه في سوق المدينة و ذلك لان حركة البيع أنشط و نسبة الطلب أكبر من القرية ..
في حين أوضح السيد أحمد بأنه تزود بكمية 16 ليتراً من الفطر المحاري من فرع المؤسسة و هو يداوم منذ سنوات على التزود بسائل الفطر المحاري من الفرع أولاً لضمان النوع و ثانياً لأن الأسعار أقل من السوق بنسبة معقولة …موضحاً بأن سعر الفطر الناتج جيد و زراعته ليس مكلفة.. وبالتالي فإن جدواه الاقتصادية تعتبر جيدة…
فوائده الغذائية متعددة
أحد المتخصصين بالتغذية أشار إلى أن الفطر المحاري من الأنواع التي تحقق العديد من الفوائد لجسم الإنسان فهو يساهم في الوقاية من مرض السرطان و يخفض ضغط الدّم ونسبة الكولستيرول و يساعد مرضى السكري في تخفيف نسبة السكر في الدّم كما أنه يساعد على التّخفيف من الوزن ، وحرق الدّهون كما أنه مفيد لصحة القلب و ينظم البوتاسيوم الموجود في الدم و يحمي الكلى من تشكل الحصوات فيها لاحتوائه على البوتاسيوم وهو يحارب الإلتهابات , و يسهّل عملية الهضم ، و يعالج مشاكل المعدة و اضطراباتها .
أخيراً
لابد من الإشارة بأن البحث عن مشروع صغير أصبح من الضروريات لتحقيق دعم اقتصادي لشريحة كبيرة من الأسر و نجد خلال السنوات الأخيرة أن باب المشاريع الصغيرة بات مفتوحاً على مصراعيه و يلقى كل الدعم سواء من الجهات الحكومية أو من الجمعيات الأهلية , و نشهد بشكل متكرر العديد من المشاريع الصغيرة أو متناهية الصغر و التي حققت دعماً جيداً للأسر و خاصة في مناطق الريف حيث تتوفر البيئة الملائمة لنجاحها ..
هنادي سلامة