بماذا يمكن أن نصف تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان التي أطلقها مؤخراً مهدداً الجيش العربي السوري الذي يحارب التنظيمات الإرهابية داخل الأراضي السورية ..
هل هو تطاول على السيادة السورية , أم هي الوقاحة والوقاحة بعينها .. أم هو مرض نفسي أصابه بتورم الأنا الخاصة به حتى ظن نفسه أنه يمكن أن يعطي الأوامر خارج أراضيه الشرعية والتي يحكمها بموجب القانون أم ظن أنه خارج القوانين والشرائع حيث أعطى الحق لنفسه بدخول الأراضي السورية وسرقتها ونهب مصانعها ومعاملها بالتعاون مع اللصوص والمرتزقة والعصابات الإرهابية التي عاثت فساداً في الأراضي السورية وقتلت ودمرت خلال السنوات الماضية ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد حتى تطاول وتمادي بالحديث عن إنشاء مناطق آمنة لمرتزقته ونقاط مراقبة من أجل حماية العصابات الإرهابية هذا بالإضافة إلى تمدده إلى أحد الأقطار الشقيقة حيث أرسل مرتزقته إلى ليبيا لقتال الدولة الشرعية هناك .
هل أصيب أردوغان بمس من الجنون .. أم بورم في عقله منعه من رؤية الحقيقة الساطعة بأنه لص أولاً ومحتل ثانياً وأن الجيش العربي السوري هو المدافع الأول والأخير عن الأراضي السورية وليس من حقه التبجح والتهديد , ولعل التفسير الوحيد لهذا الصراخ الذي صدر عنه والتهديد سببه أنه وجد نفسه في موقع محرج حيث أفقدته انتصارات الجيش العربي السوري الكثير من الأوراق التي يمكن أن يفاوض عليها الأمريكان ويفرض عليهم التنازل عن دعم قوات قسد إضافة إلى أن تحرير الجيش العربي السوري لبقية المناطق سيجعله ضعيفاً جداً أمام الإدارة الأمريكية التي تتلاعب به وهي التي دفعته للتورط في الحرب الكونية على سورية من خلال دعمها للأكراد والتهديد بتقسيم تركيا وإقامة دولة كردية في العمق التركي وهذا ما لايريده أردوغان وقد أدرك أنه وقع بين فكي كماشة فلا هو يستطيع الوفاء بوعوده للروس بسحب السلاح من العصابات الإرهابية داخل ادلب ولا هو بقادر على إجبار الأمريكان بالتخلي عن دعم الأكراد الذين يشكلون ورقة ضغط كبيرة بيد الأمريكان ولهذا فإن أردوغان أتقن خلال السنوات الماضية اللعب على الحبال بين المطالب الأمريكية التي تريد إذلاله وبين الاتفاقيات التي عقدها مع الروس في سوتشي فقد ظهر منافقاً ومضللاً بعدم التزامه بما تعهد به بسحب الأسلحة من الإرهابيين ومحاربة التنظيمات المصنفة إرهابية دولياً بل كان الداعم الأساسي لهذه التنظيمات عسكرياً وشجعها على قصف المدنيين ومهاجمة مراكز الجيش العربي السوري وقاعدة حميميم التي يتواجد فيها جنود روس ضارباً عرض الحائط بكل التفاهمات مع الجانب الروسي والإيراني الضامنين لمحادثات آستنة واتفاقية سوتشي .
حين بدأت معركة إدلب سارع أردوغان لفتح قنوات ديبلوماسية وسياسية مع حلفاء دمشق لوقف المعركة والعودة بالأمور إلى ما كانت عليه قبل بدء المعركة إلا أن الجواب الروسي والإيراني كان واضحاً في هذا الشأن وهو أن من حق الدولة السورية الدفاع عن نفسها وطرد كل المحتلين وتطهير كامل ترابها من التنظيمات الإرهابية .. وكان ذلك بمثابة صفعة قوية لم يكن يتوقعها ، ولكن الصفعة الأقوى كانت تحرير حلب بكاملها والاحتفالات التي أعقبت ذلك .
لقد كانت انتصارات الجيش العربي السوري كابوساً على أردوغان الذي شعر أن زمن اللعب على الحبال قد ولى وأن حركاته التي كان يعتقد أنها ذكية لم تكن كذلك وأوراقه قد انكشفت وآن الأوان لسقوط ورقة التوت التي تستر عورته وكل ذلك الضجيج لن ينفعه وكل تلك التهديدات ستذهب أدراج الرياح فالجيش العربي السوري ماض بتحرير كل شبر من الأراضي السورية… سورية قالت كلمتها بكل وضوح عبر قائدها السيد الرئيس بشار الأسد الذي أعلن في كلمة متلفزة : «أن معركة تحرير حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال ، كما استمرار معركة تحرير كل التراب السوري وسحق الإرهاب ».
وهذا يعني أن الجيش العربي السوري مستمر في سحق الأعداء وقوى الشر والعدوان ولا شك أن وقاحة أردوغان سترد عليه وسنراه يبلع لسانه في الأسابيع القادمة حين تتحرر إدلب وتعود إلى حضن الدولة السورية والأمل أن نحتفل أيضاً بعودة لواء اسكندرون .
عبد الحكيم مرزوق