شباب اليوم: المستقبل يصنعه العلم والعمل والطموح

مستقبل الشباب أهم ما يعنيهم، وطريقة تحديد الآمال والطموحات، والتعرف على كيفية الوصول إليها يعتبر في مقدمة أولويات أي شاب، حتى يصبح شخصاً ناجحاً وقادراً على الاعتماد على ذاته والقيام بأدواره في الحياة على أكمل وجه، ومن هنا تظهر أهمية رسم مستقبل الشباب والتعرف على العوامل المؤثرة في البنيان الثقافي والفكري لهم، سواء من جانب الأسرة أو المجتمع أو الأصدقاء وغيرها من العوامل المحيطة بهم, و تحقيق ما يرجوه الشباب من مستقبل مشرق، يعتمد بشكل رئيس على ما لديهم من إمكانات وقدرات يعملون على تطويرها وملاءمتها للواقع الذي يعيشون فيه حتى تمضي حياتهم بسلاسة وبعيداً عن المصاعب والأحوال الطارئة التي تعرقل البعض ممن يعجزون عن رسم طريق واضح لمستقبلهم العلمي والمهني.

أهداف واضحة
رهف خريجة هندسة مدنية من جامعة البعث قالت : إن أهم العوامل التي تؤثر في رسم مستقبل أي شخص وتحديد طموحه، تتمثل في الأسرة، والأصدقاء و الأهداف والتطلعات الكبيرة، فحين يكون هناك أهداف واضحة في حياة الشخص و تطلعات نحو الأفضل فإن هذا يدفعه نحو التفكير في المستقبل و تحديد طموحه، ومن ثم التخطيط له.
أما التفوق العلمي فله دور مهم في تحديد المستقبل المهني لأي طالب، كون أغلب شركات التوظيف تبحث عن المتفوقين لتوظيفهم، وهو ما يتطلب من الشباب إدراك قيمة التفوق العلمي في الحصول على فرص عمل مناسبة بعد التخرج تتلاءم مع طموح الكثير منهم، خاصة خريجي الكليات العملية.
وفيما يتعلق بتأثير وسائل الإعلام، توضح رهف أن لها دورا محوريا في رسم الطريق لطموح الشباب وتحديد مستقبلهم المهني، كون وسائل الإعلام أتاحت للشباب فرصة التعرف على كافة المجالات الدراسية و أيضا تقوم بنشر معلومات عن مشروعات وإنجازات الطلاب مما يتيح للبعض التعرف على هذه المجالات و قد يجد الشخص ما يستهويه لتحقيق طموحه في النهاية وقد تجعل البعض طموحاً للعمل أكثر و الاجتهاد عند التأمل في تجارب أناس ناجحين ليصل لإنجازات تستحق أن تظهر ، فوسائل الإعلام تعمل على تحفيز الشباب كثيراً.
وعن مستقبلها الذي رسمته لنفسها، تذكر أن طموحها الذي تسعى إلى تحقيقه الآن، العمل على كسب براءة اختراع لمشروع التخرج و إكمال الماجستير، ومن ثم الدكتوراه، وأخيراً، القيام بإنشاء شركة خاصة، كونها لا تفضل العمل بشركة لعشرات السنين و بعدها التقاعد كما يفعل البعض.
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، تطور قدراتها بالدراسة والاجتهاد لإكمال الدراسات العليا والعمل أيضا لاكتساب الخبرة و مواجهة أي عراقيل، خاصة في ظل ضيق الوقت وصعوبة الجمع بين الدراسات العليا والعمل، ولكن بالإصرار و عدم الاستسلام سنصل إلى ما نريد لأننا نسير حالياً في الطريق السليم وهو طريق العلم والعمل.
الإصرار والعزيمة
وترى شهد ، التي تدرس في كلية التربية ، أن أهم العوامل التي تؤثر في رسم مستقبل أي شخص وتحديد طموحه، الإصرار و العزيمة، والثقة، والموهبة، والثقافة العامة، والرغبة في النجاح، موضحة أنه كلما زاد المستوى العلمي للطالب كلما زادت فرص العمل في المستقبل أي تتعدد الخيارات أمامه، و ربما يدفعه هذا الأمر إلى رفع مستواه العلمي .. فلا حد للعلم، حسبما قالت، لافتة إلى أن الأسرة تلعب دورا كبيرا في توفير الجّو المناسب للطالب، عبر التشجيع و الأجواء الإيجابية التي تحيط به بما يحقق طموحه لأنه يعلم بأن هناك من يسانده من أقرب الناس و هم أسرته، أما إن حدث العكس ولم تساند الأسرة أبناءها، لن يصل الفرد لما يريد و سيصيبه الإحباط.
أما دور الأصدقاء في رسم مستقبل الشباب، سواءً كانوا رفقاء خير أو رفقاء سوء، فلهم تأثير مهم في رسم المستقبل، لأن الرفقة الصالحة تمنحك التشجيع و المساندة وقت الجد، و هذا كله يعتمد على الفرد و قدرته على اختيار أصدقاء.
وأكدت شهد أن طريق النجاح الذي رسمته لنفسها، يتحقق بتطوير قدراتها في مجال تعميق اختصاصها بطريقة أكثر فعالية و أن يكون لها تأثير حقيقي في ذلك .
وتحذر أقرانها الشباب من أهم معوقات تحقيق الأهداف من وجهة نظرها، وتتمثل في وجود الأشخاص ذوي النفسيات المحبطة و المتشائمة و ربما بعض المعوقات التي تظهر أمام الشخص التي لا بد منها، و لكن وجود هذه المعوقات تمنحك الشعور بالإصرار و التحدي لمواجهتها لتحقيق الهدف.
الرغبة في النجاح
وأكد خالد ، الطالب في كلية الآداب ، أن الموهبة، والرغبة في النجاح، والقدرة على التصرف في المواقف المختلفة، والثقافة العامة و الإطلاع، تعتبر أهم المحددات لمستقبل أي شاب، مشيراً إلى أهمية التفوق العلمي ودور الأسرة في إكمال نواحي القوة لدى الشاب.
وجزم خالد بأن للإعلام دورا بالغاً في التأثير على طموح الفرد ورسم مستقبله، لأنه يرفد الشباب بالثقافة ويعرفهم بأمور أخرى لم يكن يعرف شيئا عنها تفتح له آفاقا واسعة في رسم مستقبل ناجح له يتوافق مع ما لديه من إمكانات وقدرات، مشيراً إلى أنه يسعى لأن يصبح مذيعاً ناجحاً، وهذا الطريق مرسوم بعدد من الأطر المهمة الواجب الالتزام بها وأهمها، الإطلاع في مختلف المجالات، وخوض التجارب المختلفة من أجل اكتساب المهارات، وإعادة النظر باستمرار فيما تم من أجل التقييم والتعديل وتطوير القدرات، ويؤكد أن أي صعوبات يواجهها في هذا الطريق يعتبرها محفزات للوصول إلى الهدف.
هدف محدد
ويرى مرهف، حديث التخرج ويعمل محاسبا بإحدى شركات القطاع الخاص، إن الأسرة صاحبة الدور الأهم في رسم مستقبل الشباب، لأنه يقع على عاتقها تنشئة جيل قادر على تحديد هدفه في الحياة وتحمل المسؤولية في المستقبل، فالهدف يحدد ما علينا فعله في الحياة التي نعيش فيها و الأسرة المستقرة دوما تشجع أفرادها على دراستهم للتخصص الذي يفضلونه و رسم مستقبلهم بيدهم لا أن يكونوا تابعين لأحد.
أما تأثير الأصدقاء في رسم مستقبل الشباب، فلا يقل أهمية عن دور الأسرة، فعندما يرافق الشخص أصدقاء مجتهدون و طموحون يشجعونه على الاجتهاد فيصبح الشخص طموحاً و منافسا ليصل إلى أعلى المراتب، أما إذا كان يرافق أشخاصا مهملين فسوف تنتقل العدوى له ، واللامبالاة تؤثر في الشباب تأثيراً سلبياً في حالة عدم وجود هدف معين، وللبحث عن مستقبل أفضل ، يجب على الشخص اختيار من يرافق بعناية.
القناعة
ويؤكد حسين ماجستير دراسات قانونية ، أن القناعة بما نمتلك وبما ينقصنا وبما نحتاج أن نحقق في الحياة توصلنا إلى توازن نفسي داخلي، يستطيع من خلاله الإنسان أن يمضي بفكر متوازن وروح غير ساخطة ونفس تواقة إلى تحقيق النجاحات، وفي الوقت ذاته لا تتأثر حال عدم تحقيقها لأن شرف المحاولة يكفي إذ لم يكن هناك تقاعس ولا تقصير، فلا يضير الإنسان أن لا يحقق هدفه لأسباب خارجة عن إرادته.
والحياة تجارب مختلفة، وقد نحقق في مسار هذه التجارب ما يفوق أهمية عن تلك النجاحات المؤقتة التي نسعى إليها، وهذه النظرة الواسعة تحقق للإنسان رؤية ناجحة، حتى إن لم يكن النجاح حليف صاحبها مرة، فهي محطة وليست نهاية المطاف.
ويضيف : في كثير من الأحيان الطريق إلى قمة جبل النجاح يعتبر أمتع من تحقيق النجاح ذاته، لأن النجاح في النهاية محصلة لخطوات عديدة، إذا مر بها الإنسان بطريقة مناسبة تكون مفتاحاً لإعادة خلق نجاحات أخرى متكررة مستقبلًا، بينما النجاح الذي يحدث بالمصادفة أو بغير سبب منطقي لا يتبعه نجاحات أخرى لأي إنسان لم يتعلم كيفية تحقيق ما يريد.
ويوضح حسين، أن وصول الشباب إلى الطموحات التي رسمها لمستقبله تبدو منطقية للغاية في ظاهرها، إذا فهمنا من الحياة التي رأيناها أن الصعوبات دوما تخلق إنساناً قادراً على مواجهة التحديات بينما الإنسان عديم التجارب يكون هشاً ولا يقوى على مواجهة الصعوبات التي تطرأ عليه في مشوار حياته وفيما هو قادم من تحديات مستقبلية.
كادر و خارطة طريق
من واقع خبرته الممتدة في التعامل مع الطاقات الشابة ، يقول حسين ، إن أهم العوامل المؤثرة في رسم طموحات الشباب، التربية، والثقافة، والمحيط الاجتماعي، والأصدقاء، والمفاهيم العامة، والتأثر والتأثير، وهناك خارطة طريق من خمس مراحل ينبغي أن يعرفها أي شاب جيداً في بداية حياته حتى يستطيع أن يرسم مستقبله بوضوح قائم على معرفة ما له وما عليه في درب النجاح، وتتمثل الخارطة باستكشاف الذات، بمعنى معرفة نقاط القوة والضعف في الشخصية,وتطوير مناطق النقص واكتساب أكبر قدر ممكن من الإمكانات التي تجعل الإنسان قادراً على مواجهة تحديات المستقبل والتعلم من تجارب الذات ومن تجارب الآخرين وذلك لعدم تكرار الخطأ والبناء على الخيبات والتجارب غير الناجحة، مع وضع أهداف قصيرة المدى وأهداف متوسطة وأخرى بعيدة المدى، بناء على القدرات الذاتية والأهداف المرجوة.
والمراجعة المستمرة للمسار الذاتي في الحياة عملياً وتعليمياً ومهنياً والاسترشاد والاستفادة من المصادر الموثوقة للعمل على التطوير المستمر وصولا لتحقيق النتيجة المستهدفة.
كما ينبغي على أي شاب أن يعمل على تحقيق التوافق بين الواقع، وما لديه من طموحات وتطلعات.
يوسف بدور

المزيد...
آخر الأخبار