يتسع القول ، وتكبر الدلالات حول (النفس) ماهية و تصنيفات عبر حذاقة التحليل والتأويل والتفسير ، وبلاغة الوعي الفلسفي في جمالياته المعرفية ، و مقولاته الفلسفية ، وتروح اللغة على مدارج أنساقها ما بين معجمية و دلالية وفق سياقات و أسيقة تجود بها القرائح ، وتنتظم بها السطور في فضاءات نصوص شعرية ونثرية ، أو بكليهما معاَ لتأتي كلمة ( النفس ) بمعنى الروح والذات و العين فيصير المؤكد بهاء في كينونة الخصوصية ثنائية الحضور للفردية الغنائية مكين ذات اتساعها مروحة ما بين طباع في طبع و معارف في إدراك فيلتقي الفطري بالمكتسب ضمن عفوية في أنماط سلوكية ، و رزانة في غيرها صقيل تجارب وعلوم ، وثراء ميول واتجاهات ودربة معاشرة عبر عرائش من وشائج تواصل بناء ما بين المرء ومدارات الحياة ، وسعة صعدها واكتناز الجمال الإنساني في رقي كل تفاعل خلاق مزهو بنبالة كل محتدٍ كريم ، وفرادة كل إقدام نبيل مضج لعبق الطيب الطافح حيوية بأداء نوعي ، وكياسة حضور لافت ، ونباهة مضامين تجاوزت كل فقر في قيد معلب لا جذر لذلك الفقر في سواء منطق أو معنى مفيد في انطلاقة كل انفتاح يرنو إلى حيث المدى يشرق نتاجات لمبدعين وعباقرة في كل علم وفن و تجدد وعي يطرق أبواب الثواني في وقائع الأيام المنسربة في أعطاف الزمان وقد تناهبتها مراكب الاجتهاد والأميز في فضائل القيم وباسقات العلوم و رائعات الدراسات والبحوث صوب الاكتشافات لخير الإنسان والحياة ، وقد ارتوت بالماء النمير جذورها الضاربة في أصالة البذار جبلة وقد تماهت مع ذرات التراب تأصيلاً ونهضت مع السفوح مطالع تنشد الذرا حقائق من أصالة حيث الإنسان النوعي الأعلى جوهر الحياة و ابن بجدتها : الحاضر كينونة ذات مكثفة في قده والسارح شذا في مكرماته بما فاح ردنه من غنى للنفس اتساعاً وقد فاض ردنه أثواباً بقناعات عزيزة غالية ، هي صدى غراس معارف وتجارب و حدس تصورات و رؤى ليأتي بذاته هذا الإنسان الغني النفس المتجاوز للمألوف حلولاً بعمر زمني لكنه الحاضر حلولاً و أفكاراً ومشاريع بعمر عقلي يقدم بألمعية المبدع نتاجاته و خبراته و رؤاه أنداء غمام تعيش لا خلال الزمان بل في الزمان رسالة إبداع زاده العصف الذهني في استمطار أفكار تعمّر مداميك جديدة من لبنات آراء و حيثيات تصورات ، حقائق عمل و قد صار صديق أفكار ، عمرها في مداها قيم مضافة لثراء عمره إلى يافعات أعمار في ذكراه مبدعا ليسكن مهاد عقول راقية يكبر فيها وتكبر فيه
إنه هذا الإنسان ( الفروقي ) لا ( المتشابه ) في معطيات مكانة العمل ضمن مهارات الحياة و سرديات البرامج العقلية وهي إرهاصات السير حيث الألفية الثالثة و زحام التقانات و الأيدلوجيات و التناقضات وجحيم الحروب ، و غياب القيم الإنسانية السامية إلى حد كبير في سوق الحياة المسلع ما بين فساد في مال أو تجبر في استقواء أو مداهنة في نفاق ، وتلميع في دهاء و تدليس .
يضاف إلى ذلك مناجم بريق من شعارات أممية ، قلائد مفرداتها مصوغة من أصناف ملونة لأحجار نفيسة لكن مصدريها من تجار السلاح و شاربي الدماء و مروجي الحروب و داعميها و مموليها هي سم زعاف و موت أحمر ، و اعتداء على القيم والشعوب وحقوق الحقوق لمعنى الإنسان و لمعنى الحياة .
إنه الإنسان المنشود صاحب الأداء النوعي والقيم المضافة الغني النفس الحاضر شلالاً من حب ومحبة وتراحم و تسامح وعزة نفس ، وعصامية قناعة و ثقة ذات بنتاجاته ومروره على مطالع السنين ومساحة العمر كد من جد وحسبه الواعيات عقولاً ، والطافحون وجداناً .
هو الإنسان الغني النفس الحاضر حذاقة في العمل و لغيره ، القوي بذاته وعياً ومحبة و شهامة رقي عبر فطنته لمكانة لقاء الإنسان بالإنسان يداً بيد لإعمار الحياة في سمو المواطنة الحقة تعاضد مجتمع في عزة محبة ، و شموخ وطن في ساميات جهود هي مكارم العلا تهزج النفس .. الروح مفاتن َ الضياء على أشرعة الجمال ثريا من حياة ، ونوراً من حضارة في رحاب حضارات .
نزار بدور